Wednesday, September 20, 2017

سستم علمي و عملي للمذاكرة:



دايما في المذاكرة خلونا نقسم شغلنا لكم حاجة:

·        مكان المذاكرة!  إيش الأشياء اللي لازم أعبيها ؟ كيف أجهز مكتبي؟ جوالي؟ كتبي ؟

·        وقت السشن الدراسي لكل واحد فينا Studying Period.

·        طريقة المذاكرة و القراءة بفن!

مكان المذاكرة:

·        و هو المكتبأو الأرضية أو أي مكان تحبوه في الحياة، لكن يفضل الابتعاد عن السرير عشان حيعمل اندكشن للنوم و حتناموا ع الكتاب، و هذا لا نريده J

·        قبل ما تبدؤوا المكان يكون مرتب و بس فيله الحاجات التي تحتاجوها لدي المادة، مثلا كتاب ستب أب، دفتر النوتات حقي اللي في المحاضرة كتبتها، أقلامي و الهايلايتر.

·        ديكورات المذاكرة النفسية التحسينية يعني كوب القهوة و قليل من الطعام و زمزمية الموية، عشان لا تعطشوا أو تجوعوا و كل شوية رايحين جايين المطبخ و خلص وقت المزاكرةJ .

·        الجوال، و ما أدرانا ما الجوالJ ، بَعِّدوه حطوه في مكان بعيد حل ما أعتقد مرة عملي، بالعكس في حاجات أقدر أستخدمه فيها و مهمة و تساعدني، ففي حل بسيط و هو:

o       تقفيل كل نوتيفيكيشن الجوال.

o       الجوال صامتأو عدم إزعاج.

o       الشي المسموح أفتح أشوف لو كلمة ما فهمتها أو شي ضروري مرة، و دا مو حرمان دحين شوية لما آخد بريك حأشوف الجوال، فتقدروا تقنعوا نفسكم شوية شوية و تتعلموا كنترول على نفسكم بدون ما تحسوا.

o       في برنامج جميل مرة و مفيد اسمه Forest:Stay Focused، متوفر ع الأندرويد و آبل، فكرته إنه تحط فترة duration عشان تعمل مهمة تركز فيها بدون مقاطعة، و كل مرة لما تخلص المهمة تبني شجرة. فحلو حقيقي التطبيق بعد فترة من استخدامه عودني على التركيز أكثر و إني ما أتشتت بالجوال و حتى ما سرت أحتاجه دحين. و دا يقودنا لنقطة 2 المهمة:

وقت السشن الدراسي Studying Period:

·        غالبا لو قريتوا في الكتب يقولولكم خلوا وقت سشن الدراسة من 40 ل 50 دقيقة، بعدين خدوا بريك من 5 ل 10 دقايق " ما يزيد طيب J " بس مو دايما يكون دا صح، و هنا تجي فايدة التطبيق اللي فوق.

·        الفكرة اللي أكتشفتها إنه لكل واحد فينا Attention span مميز، يعني وقت يقدر يجلس فيه مركز ع الكتاب و بيزاكر، أول ما تسرحوا هنا طلوا في البرنامج! كم دقيقة وصلتوا؟ بس مو من أول مرة، جربوا مادة تانية، وقت تاني، لين توصلوا للوقت التقريبي حقكم و على أساسه تقدروا تحطوا كل سشن دراسي كم، مثلا لو كان 20 دقيقة فالبريك 5 دقائق ماكسمم، يكفي في البريك تكلم أخوانك، تطل في الجوال لين تتعودوا تدريجيا على التشكنج للسوشيال ميديا، تاخدوا لفة في البيت و ترجعوا " إيوة مرررة يكفي الوقت"

·        معلومة مهمة: وقت ترتيب المكتب و تجهبزه ليس محسوبا ضمن وقت الStudying Period ، عشان كدة قلناه في نقطة لحال.

طريقة المذاكرة و القراءة بفن:

·        نفتح بسم الله المصدر اللي حنزاكر منه، نقول تطبيق على شابتر من الكتاب أول و نفس الفكرة تنطبق على السلايدات.

·        في كونسبت مرة مهم سميته العلاقة الدماغية  يشبه الشماعةأو علاقة الملابس، عقلنا زي كدة، عشان نحتفظ و نربط أكبر قدر من المعلومات حنعلق فيله معلوماتنا، و الطريقة مرة بسسسسسيطة لكن مررررة فعالة!

·         نقرأ بالترتيب ( سكيم سريع على الشابتر، بس بمخ متفتح و تركيز مش قراءة بدون عقل J ، دي الخطوة من 5 ل 10 دقايق بس لا تزيدوا )

o        عنوان الشابتر

o        لو في ملخص له نقرأ

o        السب هدينج و العناوين الرئيسية

o        أول جملة تحت كل عنوان رئيسي.

o        لو في أشياء مكتوبة بالأسود الغامق يعني هايلايتيد.

o       الفقرز، طلوا فيها و حاولوا تفهومها و أقرؤا البيانات اللي تحتها.

·        بعد خلاص قرأتوا بسرعة مرة راجعوا اللي قريتوه و فهمتوه مروا عليه سريع، دقيقة وحدة بس و حتكفي.

·        كدة خلاص إنتو عارفين عن إيش حيتكلم الفصل! و دي الطريقة لا تستهونوا بيها! 50% إلى 60%من المعلومات إنتوا أتشربتوها في دي الدقايق الأولى، دي العلاَّقات الدماغية ^_^

·        سموا بالله و جربوا بنفسكم و حتشوفوا الفرق J





المرة الجاية حنتكلم إن شاء الله عن مرحلة ما بعد المذاكرة، كتابة الملاحظات و طرق المراجعة، كيف أراجع بعد المذاكرة،  الأهداف الدراسية، كيف أعمل To Do List ، و كم النسبة اللي لو حققتها من To Do list حقتي في اليوم أعتبر ناجح ؟؟؟ حتنبسطوا مررررررة من معرفة دا الشي، أشوفكم على خير إن شاء الله J يعني دا Next

Later on, و بعدين شوية شوية على قدام إن شاء الله حنتدرج لمواضيع الذاكرة طويلة و قصيرة الأمد J
Stay Tuned




Autoimmune Bench

مرحبا، صباح جديد و أسبوع جديد و أجهزة و تحاليل مخبرية جديدة، لم أتذكر تقسيمة الأسبوع الثاني لي، ولم أفهم من الورقة، أذكر الأسبوع الأول و الثالث، لكن الثاني سقط سهوا من ذاكرتي. و لحسن الحظ لم أضطر للسؤال حيث جاءني الجواب على طبق من ذهب،
كان دوري اليوم في بنش الAutoimmune and TORCH
مع أ.إيمان.
بدأنا في البداية بتجهيز ورقة مصنفة فيها كل أنواع التحاليل التي سنقوم بها، بعدها ننظر لكل أوراق التحاليل؛ و نسجل العينات يدويا حسب نوع الاختبار المطلوب.
على كل هنالك مشكلة كبيرة في طلب التحاليل ! لماذا يطلبون كل هذه ؟ معظمها ليست ضرورية أبدا و أصلا لا علاقة لها لا بالتشخيص المكتوب ولا ببعضها البعض!!! هؤلاء جماعة اطلب كل شيء
Fishing!
لأنه مجانا -_-
طيب و الresources?
طيب حرام؟
طيب أين التفكير العلمي ؟
طيب و طيب ؟؟؟؟
ما ينفع كذا !!
كنت غاضبة جدا كطبيبة، عاملوا المختبر لا يعرفون و يظنون أن التهاب الزائدة الدودية الحاد له علاقة ب H.pylori ☻💔

اليوم كان موعد الروتيشن الجديد لبنات المختبر، فأتى للمختبر ثلاث فتيات متدربات، على كل كن غاضبات من ارتدائهن للاب كوت الرمادي، يردن ارتداء الأبيض.

عادة لا أحب الجلوس في غرفة الاستراحة الداخلية، لكنني اضطررت للجلوس لأننا سنبدأ وقت انتهاء تحاليل بنشي القديمة، و لم يكن يوجد وقت محدد للعودة، على كل أمطرت كالعادة بوابل من الأسئلة، كوني طبيبة تتدرب هنا 🤣🤣🤣🤣  على كل انتهت محادثتنا بقولها:
إنت مكسب للجامعة لو رحتي القسم.
شكرا لك و لرأيك ><
كان اليوم الأول الذي أشعر فيه بالبرد داخل المختبر، في السابق كن جميعهن يشكين من الموضوع و لم ألحظه سابقا.
، على كل حان وقت العمل؛ هرعت لارتداء القفازات لكن أ.إيمان و طالبة الامتياز رفضن ارتداءها، كما لو كان في الأمر خطأ! و في الآخر اكتشفت أنهم لا يحبون ققاز البودرة!
أهااا :)
الحمدلله أنني ممن لا تحدث مثل هذه الأمور فرقا لديهم :)
 و في خضم بودرة القفاز سمعت أ.سمر تقول عن عينة أنها hemolyzed،
يس يس 😍
هرعت جريا لمشاهدته، كان السيرم أحمرا تماما كلون الدم أسفله.
بعدها أحضرت بنفسي عينة من الثلاجة، و أجل يا سلام لقد أصبحوا يعهدون إلي بمسؤوليات كثيرة، و لكن أ.إيمان ماشاء الله خبيرة جدا، فقط تنظر لرقم العينة و فورا تخرج العينة كالسحر من طبق العينات 😱
كان جهاز اليوم جهاز ELISA كذلك و لكن من نوع مختلف، أدخلت المحلول بنفسي و بدأ الجهاز بالعمل،

هنالك اختبار آخر تركتنا نقوم بعمله يدويا و هو ما أسعدني كثيرا، كل شيء يدوي و تركتني أعمل عليه بعد محاولات 🙊❤

خرجت من المختبر قليلا و لكن الباب لم يفتح و يدعني أخرج، و في النهاية شاهدت زرا أول مرة أراه في المختبر!
Click to open!
Really ☻

بعدها كنت جالسة و إذا أ.فايزة تقول لي:
شهد دا alarmكم ؟
ها ؟
أجل 🏃‍♀️🏃‍♀️🏃‍♀️
كان منبه جهازي و لم أكن معتادة على انتظار صوت جهاز فنسيت الموضوع 😂
لكن المرة الثانية جلست مقابلة له، يستحيل أن لا أنتبه للصوت و أنا أجلس في وجهه.

بعدها أصاب الجهاز عطل ما و لم يقرأ تعليق النتائج بطريقة صحيحة؛ قراءات الأرقام صحيحة و لكن تعليقه عليها ببوزتف أو نيقاتف كان خاطئا!

و طبعا يحتاج الأمر شيئا يدويا 🙊❤
و عمل معادلة و من ثم الحساب بنفسي 🙊❤
و يا سعادة شهد كما يقول كل العاملين في المختبر 🤣🤣🤣🤣
يس يس أشتغلنا بيدنا حسبنا النتائج نياهاهاهاها 🙊❤
كان الأمر ممتعا جدا لاكتشاف الخطأ و معرفة ما حصل، كانت الطبيبة مصرة على أن الآلات حساسة جدا أكثر من عيننا المجردة!
و لكن العينة كانت بوزتف و وااااضحة حتى بدون الجهاز؛ و قرأها الجهاز نيقاتف!
وبحثت و محصت معها و أخبرتها بالذي وجدته:
Y / Cal3
هذه هي الصيغة المفترض للجهاز أن يقوم بها
و لكن الجهاز حسب النتائج ك Y فقط .

We are smarter than the machine doctor 😎❤

بعدها قررت التوجه للعيادات؛ أحب ميزة كوني طبيبة حتى لا أضطر لانتظار الصف، و بالطبع هذا واحد من أجمل الأشياء، لا أحتاج لأي شيء فقط سأحدث الطبيب و سيخبرني بالمشكلة، على كل طلب مني تسجيل دخولي في السستم، و أكتشفت أن عندي رقم ملف في المستشفى 😱 بالطبع لم أعرف رقمه و لكنه أخرجه برقم هويتي :)
عدت بعدها لأخبر أمي كيف أنني صدمت بوجود ملف لي، لتخبرني أمي بعدها أن بالطبع عندي ملف هناك :)
دائما ما أزورهم إن مرضت :)

عدت بعدها للمختبر و ساعدت د.طلعت في كتابة الأسئلة للطالبات، 🙊❤
كان الموضوع محمسا و يجلب السعادة، خصوصا و أنا أكتب أسئلة مادتي المفضلة المناعة،
خرجت بعدها و نسيت عباءتي و عدت جريا لإحضارها :)
ضريبة الشياكة ☻
اشتريت حقيبة جديدة صغيرة فقمت بتعليق عباءتي و لذا نسيتها، و لكن نسياني هذا أتى بفائدة 👿

لمحت كتاب د.طلعت الخاص بشرح تحاليل المختبر وو دكتور أريده سأعيده بعد الويكند
وداااعا 🏃‍♀️🏃‍♀️🏃‍♀️🏃‍♀️🏃‍♀️

finger print of a serologist

صباح الخير، مرحبا مجددا
استيقظت و توجهت لمختبري العزيز مبكرا، أريد رؤية و تعلم كل شيء على الجهاز 😍
شاهدت كيفية ترقيم العينات و كيفية إدخالها للنظام، حتى نقوم بالعمل بعدها و يكون الجهاز جاهزا و مبرمجا.
كان هناك حرفان مستخدمان
Q عينة in patients
M يعني pre marriage
و M يعني ميل

و لكن كان هنالك شيء غريب
ليش بس ميل ؟، تحاليل ما قبل الزواج يعني لازم فيميل؟
 لأنه دخلت في الجهاز ميلين
وي بس ماجانا فيميل اليوم عادي 😂
بعدها علمت أن مكان سحب العينات للبنات كانت فيه مشكلة لذا كانت عينات الأولاد عندنا و باقي عينات البنات ترسل المختبر آخر.

نسيت إخباركم أن يومنا هذا بدأ بعينة مختفية، أعني ثلاث عينات مختفية، هل رأيتها شهد؟
كلا
و أخذوا يسألون الجميع دون جدوى، لم يرها أحد و لم يحملها أحدهم 😱
في آخر اليوم أتانا إيصال تسليمها :)
الكل عزا ذلك لجني المختبر، على الأقل كان جنيا جيدا فأرسل العينات لمكانها الصحيح ><

تحسنت اليوم كثيرا، مع بعض الأخطاء الصغيرة><
كنت أعمل مجددا على Core الخاص بي 🙊❤
و اليوم كانت هنالك عينتان، سعدت كثيرا جدا 🙊❤
في البداية عندما سحبت اليوم السابق سحبت من جزء الدم، كنت أنظر بغرابة، كان الدم لزجا جدا، كيف سينزل هذا داخل الWell ؟؟
شههههههد !!!!
ماذا؟
بسرعة أرميه ><
السيرم السيرم فقط >< الأصفر !
أهااا حسنا!
و علمتني طريقة خطيرة، لابد من النظر لأنبوبة الاختبار حتى أعرف مدى إدخالي لقمع الpipate، دائما و أبدا، أخبرتني أنهم حتى أحيانا لو كانت العينة محاطة بورقة ال label من جميع الجهات فإنهم يزيحون جزءا منها حتى يتمكنوا من الرؤية جيدا.

الخطأ الثاني كان طريقة تركيب طبق الwell على الplate، كنا نركب تركيبا يدويا كل صف أفقي على الplate، الرقم للأسفل مواجها لوجهي، تعلمت، و كما تقول نيفينا، لو أنني لم أخطئ في تركيبها لما لاحظت أبدا الموضوع ربما 🙊

بعدها أتى اليوم المسؤول عن تنسيق التدريب في المختبر، هنالك فورم ما نوقع عليه، التزام و ماهذه الأمور، و أيضا أعطاني ورقة كاملة فيها مدة تدريبي و التي هي ٣ أسابيع.
الحقيقة أن فكرته مرتبة و النظام عملي جدا، لا أريدك أن تتشتتي، ابدئي اختبارا واحدا في كل أسبوع تكونين مسؤولة عنه فقط، ذلك لأني كنت أذهب لكل مكان و أحاول تعلم كل شيء و أي شيء 🙊

و أخبرني أنني سوف أقوم "بالبصمة" من الآن فصاعدا ، عند دخولي و عند خروجي، كنت أحضر أصلا في الوقت المحدد و أغادر دائما حتى بعد بنات المختبر المتدربات، و لكن لا أعلم لماذا أزعجني جدا موضوع البصمة، لا أريد أن أصبح مثل الذين ينتظرون وقت انتهاء الدوام للخروج منه، لم أعرف لم أزعجني الموضوع جدا جدا ☻

أتينا لنعمل و لكن واحدا من المحاليل انتهى، و لم يكن متوفرا في ثلاجة المعمل، و لذا كان علينا الذهاب لل Cold room!
مكان جديد 🙊
فذهبت مسرعة، و بهدوء، صدر صرير الباب المعدني،
و فتحنا الغرفة،
كانت الغرفة باردة جدا جدا و تجلب القشعريرة، مكان مثالي للتخلص من أي شخص، كنت أراقب الباب المفتوح كل عدة ثوان، لا أدري لم تخيلت أن أحدا ما سيغلقه علينا، و سأموت في هذا المكان البارد الفظيع!
أجل أنا أشاهد الكثير من الأفلام :)
كانت الغرفة محمسة جدا، صحيح مرعبة لكن جميلة، أحضرنا عينتنا و كتبت بالقلم على ورقة معلقة على رفنا، لكل قسم رف خاص به و رفنا كان بالطبع رف المناعة.
البرودة شديدة جدا لدرجة أنني كنت أمسك القلم بصعوبة، و الحمدلله كتبت بسرعة و خرجت من الغرفة الشريرة ><

عدت و أكملت العمل على الكور الجميل، و هذه المرة استخدمت قلما لشطب كل عينة أملؤها، حتى تساعدني على التركيز على مكان العينات، و من ثم أدخلتها في الجهاز بنفسي، و ضغطت الأوامر كما كانت تخبرني أ.فايزة.
و انتظرت لحين انتهائه، و لكنني كنت بين الحين و الآخر أقفز ل(بنش) علا حتى أشاهد ما كانت تفعله، كانت تقوم بعمل تحاليل الخاصة بأنواع الIg و الCRP بالإضافة إلى ال RF.
جلست معها كي أتعلم البرمجة و كيف كانت تقوم بها.
و من ثم انتهينا و حان وقت الغداء، لم أستطع الاتصال بنيفينا فذهبت للطوارئ لتفقدها، مع القليل من الضياع في الممرات، و أجل لا أزال أضل طريقي فيها :) انتبهت على وجود وحدة جديدة اسمها
Female Screening
و أغلب الظن أنها كانت خاصة بكورونا،
على كل أخيرا عثرت عليها، و قابلت د.فرح، طبيب المدسن، و هو كان يعرفنا نحن الاثنتان جيدا كوننا تدربنا عنده في القسم في صيف السنة الرابعة، و بالطبع كنا " أشطر من مر عليه من الطلاب" حرفيا ^^
تطفلنا كما نفعل عادة على مريضته، قرأت ملفها و كانت مصابة بسرطان الثدي، و فجأة كان يقول أنه سينادي الأونكولوجست؟
مهلا!هنالك أونكولوجست هنااا ؟؟؟ 😍😍😍
أجل.
أعرف أن لديهم عيادة فقط، و لكن في القسم فوق لم يسبق أن رأيت طبيب أورام أبدا.

قررت بعدها تجريب الكافتيريا للغداء، لم يسبق أن تناولت طعام الغداء في هذه الكافتيريا. المرة السابقة كنا طلابا و " طردونا" ☻💔
لكن المرة الحالية كبرنا و صرنا دكاترة، على كل ذهبت وحدي لأن نيفينا تريد انتظار الUS لمريضتها، أخبرتها أنه لن يأتي حتى الساعة الواحدة، و لكنها فضلت البقاء و لم يأت طبيب الأشعة إلا مثلما قلت، الساعة الواحدة.
شاهدت الطبيبة التي تعمل في القسم معنا، كانت هندية الجنسية، و سبق أن حدثتها اليوم، كانت تحب اللعب على الجوال كثييرا، شاهدتها تلعب لعبة أحبها
Loony tunes run!
تحدثنا بخصوصها قليلا،
أعرف في السابق أن عملها هنا هو إدخال النتائج فقط للحاسب.
على كل تحدثنا كثيرا جدا، عن السفر، القراءة، المناعة،  و أخيرا عن حديث صادم!
لقد كانت طبيية طبيية، مثلي!
أعني درست و تخرجت ببكالوريوس طب و جراحة، ظننت أنها في السابق استشارية لاب أو شيء كهذا!
على كل كانت دراستهم في الهند سبع سنوات و نصف! جيد عندما تعلم أن هنالك من هو أكثر منا 🙊❤
أحب الأنظمة المختلفة، في كل دول العالم، و لكن الموضوع صدمني كثيرا، أعني صحيح أنني مستمتعة و أتعلم شيئا جديدا كل ثانية هنا، و لكنني لا أتخيل نفسي جالسة فقط دون شيء و وظيفتي فقط إدخال النتائج للكمبيوتر ><
This is not challenging!!!!
سألتها ذلك،
أخبرتني أنها أخذت ما يكفي من برامج الدراسات العليا، و لم تعد ترغب بالدراسة أبدا، و هي مستمتعة هنا.
تناقشنا و تحدثنا كثيرا و اكتشفت الكثير من الأشياء المشتركة بيننا، بالرغم من فرق العمر الكبير، و لكنني استمعت بالحديث معها جدا، سعيدة أنني عثرت على شخص كهذا هناك.
في الحقيقة لم أحك لكم عن بيئة العمل هناك، من المهم جدا أن يختار و يعرف الشخص بيئة العمل هناك، أعني الأشخاص الموجودين، في السابق ظننت أن هذا ليس مهما، و لكن بعد تواجدي هنا،
يؤسفني القول أن المكان هنا مليء بالقيل و القال ><
يا إلهي لا أستطيع احتمال أي من هذا هنا، حتى غرفة الاستراحة لا أحب الجلوس فيها حتى لا أستمع للكلام الفارغ :)
أعني أنني في الروتيشن السابق كنت في مكان مليء بالبنات و لكن ليس كما يجري هنا، هناك رغم أنهن أكبر
مني سنا بكثير. كنت استمتع بالجلوس معهم و أحب حديثهم، كان مليئا بالسعادة.

المهم أن الغداء كان لذيذا جدا، أخبرتني الطبيبة أنهم لم يعملوا غداء كهذا منذ زمن، حسنا بالطبع أحضروا الأشياء اللذيذة لأنهم علموا أنني سأزورهم اليوم.

عدت إلى المختبر، و توجهت للجهاز فورا، و عدلت وقته حسب ساعتي، تذكرون أنه كان مؤخرا لخمسين دقيقة تقريبا.

أتت بعدها رسالة تخبر بوجود خطأ، أكملت التعديل و ذهبت لسماع درس يخص طالبات امتياز المختبر، من الجيد بالنسبة لي سماع الأشياء نفسها لأكثر من مرة، بالمناسبة يوجد لديهم امتحان بعد نهاية كل روتيشن! أجل أجل امتحان حقيقي و أسئلة و اختبار MCQs و ما إلى ذلك، و تدخل هذه الدرجات في التقييم النهائي لهم.
و و الحمدلله على نعمة كلية الطب ❤

بعدها كان اليوم الحماسي و الأخير لي مع جهازي الحبيب ELISA 🙊
في البداية تعلمت شيئا خطيرا بالنسبة لآكسس دخول العين، كنت أرخي نفسي و أتحرك كثيرا حتى يظهر الضوء الأخضر بين عيناي!
و اكتشفت حلا لتحريك الجهاز بدل تحريكي أنا ><

عملت نفس الشيء على اختباري الcore، و يال سعادتي كانت لدي ثلاث عينات اليوم؛ سبحان الله العينات أتت يوميا بطريقة سحرية و متدرجة لي، ١، ٢ و اليوم ثلاثة.
كانت العينة الثالثة عينة ECAS
يعني External calibration assessment system
تقريبا كان هذا معنى الاختصار المهم أنه يعني نظاما لتحديد فعالية الجهاز كل فترة و فترة، و فيه يتم إرسال عينة معروفة القراءات للمحللين و ليست معروفة لنا، ثم بعد صدور النتائج يتأكدوا من فعالية أجهزة المختبر.

أخذت أنبوبة الاختبار و بسم الله، حان الوقت للعمل بسرعة قليلة، ميلت الأنبوبة قليلة بزاوية ٣٥ درجة تقريبا، أخبرتني أ.فايزة ألا أفعل ذلك، بهذا يمكن أن يختلط الدم بالسيرم و عندها سنحتاج إلى إعادة الCenterifuge.

بعدها و أخيرا عمل وقت الجهاز تماما، نفس الدقيقة و الثانية لموعد انتهائه 😎❤

و طبعا اليوم قمت بعمل كل شيء، بإدخال العينات في الجهاز، بإعطاء الأوامر و كذلك بطباعة النتائج و إخراج عينات الاختبار من الجهاز 😎
أصبحت Serologist أخيرا، كما قالت أ.فايزة 🤣

أنهيت عملي و طبعت النتائج و قمنا بنقلها على أوراق تحاليل المرضى، كذلك أستمعت لشروحات د.طلعت لطالبات المختبر،

 و غادرت ذلك اليوم مبكرا في الثانية عشر و النصف تقريبا، كان لدي اجتماع مع رئيس موديولي الجديد د.عماد طاشكندي، و موديولنا العزيز طبعا هو الClinical skills 😎❤

ذهبنا أنا و نيفينا للاجتماع الجميل، و كان د.عماد Oncologist 🙊
في قسم أورام مستشفى الملك عبدالله، لم يكن موجودا أيام تدريبي السابق في القسم، كان طبيبا رائعا ذا شخصية مميزة.
و غادرت بعدها للمنزل،  و الحمدلله ويكند ❤
لم أكن أعرف أنني أحب الويكندات إلى هذه الدرجة حتى بدأت العمل و مرحلة الامتياز :)





Tuesday, September 19, 2017

كيف أختار كتابي اللي أذاكر منه في كلية الطب ؟؟؟



3دقايق بس تقلكم الطريقة الخطيرة ^^

من دقيقة 1:44 بس أبدؤوا^^


#FromSeniorToJuniors




Monday, September 18, 2017

كيف أزاكر في كلية الطب ؟؟


السؤال رقم 1 في كلية الطب؟

أقروا البوستر عشان تعرفوه J  

#FromSeniortoJuniors

https://goo.gl/pDzaBC



Sunday, September 17, 2017

My 2nd Rotation, the elective!

مرحبا مجددا، بسم الله نبدأ الروتيشن الثاني في مرحلة الامتياز، وعدتكم أنني سأحكي لكم قصة الشهرين الالكتف وقت وصولي لها، و ها نحن ذا
Elective month
يعني شهر في مرحلة الامتياز و فيه أستطيع اختيار التخصص الذي أريد!
في الكلية و أيام اختيارنا للمستشفيات لم أستطع تحديد التخصص الذي أريده، أمضيت وقتا أفكر في تخصص أرغب به غير الأورام كوني قد جربته سابقا، و الفرصة هنا و هدفها يكمن في اختيار و تجربة شيء جديد، لم أرد أن تمضي مرحلة الامتياز خاصتي دون تجريبي لأشياء كثيرة حتى لو لم أكن أرغب بالتخصص فيها مستقبلا، هذا هو الوقت الوحيد المتاح لي في رحلتي.
اخترت تخصص طب المجتمع الCommunity Medicine في هذا الشهر في مستشفى الحرس الوطني في جدة.
قبلت في التخصص، و لكن بعد تخرجي قررت تغييره و غيرته الشهر الماضي، و أخترت تخصص المادة التي أحبها
المناعة ❤
My immunology ❤
إن أردت إكمال دراستي العليا فيه فيفضل أن تكون لي معرفة بأدوات المختبر و كيفية إجراء الاختبارات المخبرية، كون الدراسات العليا تعتمد على الأبحاث؛ و الأبحاث في تخصصي هذا تعني أن أقوم بإجراء التجارب بنفسي.
و بالطبع ليس هذا مجال دراستي فأنا درست الطب، و خبرتي بتجارب المعامل قليلة، كما أنني و للحق أذكر طرق الاستخدام بطريقة ضبابية، خصوصا ال pipate من لاب البايو كمستري اللصحةحقمص٠ةكقحص٠لحام ، و التي لم أكن أحبها أبدا أبدا خصوصا و أنا أقوم بمعايرتها حسب الحجم الذي أريد.
على كل وصلت مبكرا كالعادة في الساعة السابعة و النصف. تناولت طعام الافطار من بارنيزي العزيز، و بعدها جاءت نيفينا و تحدثنا كثيرا!
سرقنا الوقت و إذا بالساعة الثامنة و النصف 😱
يا ويلي هيا نذهب لأقسامنا ><
توجهت للمعمل و انتظرت أن يقوموا بالتكرم و فتح الباب لي، كوني لا أملك بصمة الدخول له، انتظرت قليلا حتى دخلت.
ليست هذه هي مرتي الأولى لزيارة المختبر، و أعرف هناك تقريبا كل العاملين فيه، زرتهم مرات كثيرة في السابق للعمل على أبحاث للمناعة.
أخبرني د.طلعت أن أعمل دائما مع أ.فايزة
ذهبت لها و يال المصيبة أخبرتني أنهم قد انتهوا من كل شيء!!!
لماااااااذا 😢
و لكن الدوام قد بدأ للتو 😢😢😢😢
كيف كيف كيف انتهيتي بهذه السرعة ماشاء الله ☻
أخبرتني أنها تبدأ وقت وصولها و تقريبا الساعة السابعة و النصف، و لا تنتظر الساعة الثامنة حتى تبدأ.
حسن سأتذكر المعلومة، لم يتبق شيء و سألتها عن موعد انتهاء الاختبار حتى آتي و أشاهد النتائج!
أخبرتني أن آتي قرب الساعة العاشرة.
كنت و أنا في المختبر أحاول تذكر أسماء الأجهزة، دائما ما أنساها ><
على كل خرجت و توجهت لمركز التدريب لإصدار بطاقتي، شكرت الله أن سيدة الأمن تركتني أصعد ببطاقة الكلية، لم أعلم أننا بحاجة لإصدار بطاقة جديدة حتى أخبرتني نيفينا بالأمر فوق!
كيف سمحوا لك بالصعود؟
توجهت للمركز من طريق مختصرة و كنت سعيدة لأنني تذكرت الذهاب من هناك، عادة ما أخطئ و أنسى و أذهب من الطريق الطويل و " أنشوي"
توجهت لمبنى التدريب و إلى مكتب المسؤول، سألته عن المكان الذي أصدر منه البطاقة فأخبرني أن أجلس و هو سيصدرها لي.
المرة السابقة عندما أتيت للتدريب هنا كان مكتب التصوير مختلفا لذلك سألت.
إن أ.نبيل المسؤول هناك من أفضل الموظفين الذين سبق و ذهبت إليهم، محترم و ينهي أوراقنا بسرعة و يعمل بجد، و الأهم لم يسبق أن قصدت مكتبه و رأيته خارج المكتب، لم يسبق أن انتظرته بالساعات في أوقات الدوام و خارج أوقات البريك،  و هذه لمن يعرف ميزة مهمة و مميزة حقا.
على كل انتهى و طبعت بطاقتي، و أول شيء كالعادة هو رؤية الصورة🙊
الحمدلله وجهي جميل و الأهم شيء لل" عفرتة" ضد نيفينا، صورتها مرعبة جدا و التقطتها لها بالطبع للابتزاز الذكراوي الشهدوني 🙊❤

بعدها ذهبت للمكتبة، أحب جو المكاتب جدا جدا، أشعر أنه مكان مليء بالسحر، و بالطاقة الإيجابية!
سجلت اسمي في دفتر الحضور، و ذهبت للبحث و تصفح أسماء الكتب❤
أحب الشعور الذي ترسله الكتب لي، أحب قراءة العناوين جدا، و أحب أن أقرأ اسمي على رفوف الكتب يوما ما و قريبا إن شاء الله 🙊❤
عثرت على كتب بعناوين مميزة و جميلة، و أخيرا عدت للمختبر، حان وقت قراءة النتائج، عدت و كانت أ.فايزة قد طبعت أوراق النتائج، كنا مسؤولين عن عمل التحاليل بجهاز ELISA
و التحاليل التي كنا نعملها في جهازنا هي
Hepatitis C virus Ab
Hepatitis B core antigen
HIV antibodies

طبعت النتائج، و حان الوقت لنقلها على اوراق تحاليل المرضى، كنت في كل خطوة أسألها عن كل شيء، لماذا و مالسبب و أين و كل شيء><
كنت أخبرها بالنتائج ما إن كانت العينة إيجابية أم سلبية، تعلمت بعض النتائج تكون لاهي إيجابية ولا سلبية، لذلك توجد قيمة اسمها Cut off value، حتى نعرف في أي اتجاه نعتبر العينة.
بعض العينات كانت تكتبها RR
يعني Repeatedly Reactive
و بعض العينات TBR to be repeated
ماشاء الله كانت ذات ذاكرة رقمية ممتازة، كنت أسألها كيف تعرفين من هي الRR و من هي الTBR، كانت تخبرني أن هذه العينات أما جديدة و إما كانت موجبة في المرة الأولى..
وو لن أبكي :)

لمحت عينة مكتوب عليها QNS!
مامعنى هذا ؟
معناه أن العينة لم تكن كفاية، نحتاج لعينة جديدة.
كنا نستعمل الباركود كذلك لتمريره على ورقة التحليل فيظهر لنا اسم المريض في الجهاز، و من ثم تظهر لنا كل تحاليله السابقة.

هنالك مصطلحات كثيرة؛ Kit, well , Rack وو أشياء أخرى ><
تعلمت شيئا ايضا اسمه
Lot Number
كانت تخبرني أن أملي عليها اللوت نمبر
ماهذا اللوت ؟ ☻☻☻☻
اسم الكت :(
ها ☻
مصطلح آخر يسمى
Dublicate
بعض العينات نمشيها هكذا و بعضها عينة عينة، دبليكيت يعني في نفس الطبق تكون هنالك عينتان لنفس الشخص و نقوم بعمل نفس الاختبار عليها.

كان الأمر ممتعا و أنا أكتشف كل شيء جديد، شرحت لي للجهاز و أرتني مايوجد داخله 🙊❤

حقا كان كل شيء سحريا و جميلا و واو منجد

بعدها شاهدتهم و هم يقومون بعمل إحصائية الحج، كنت سعيدة بمثل هذه الأرقام و الإحصائيات؛ أمور الحج مثيرة جدا و أتمنى أن تصبح في كل الأوقات إحصائيات كهذه لكل شيء.

لم يأذن الظهر بعد و هاقد انتهيت، لاحظت وجود لونين للاب كوت هناك، لون أزرق و لون رمادي، الرمادي كان خاصا بطلاب امتياز المختبر و الأزرق للموظفين هناك.

شاهدت فتيات الامتياز، سماهر و علا. ذهبت لهم، مرحبا أنا شهد، طالبة طب امتياز!
تخصصك طب ؟
آه أجل :)
طب طب :)
Yes
لم أنت هنا ؟؟؟ ☻
لأنه أريد أن أتعلم,
Obviously!
كان سؤالا مملا قليلا:)
أنت طبيبة، مالذي تفعلينه هنا ؟
بالطبع أنا الطبيبة الأولى التي تأتي لهم كمتدربة في معمل الSerology and Immunology !
و لكنني لا أحب مثل كل هذه الأسئلة ><
و التي تقريبا الجميع كان يسألني إياها هناك.
على كل كانت طالبات الامتياز رائعات و تعلمت منهن أشياء كثيرة، كن متحمسات جدا للشرح لي 🙊
كيفية استخدام الpipate و ضبطها على الكمية المطلوبة،
كان الضبط سهلا جدا جدا أشبه بلعبة!
إذن لماذا كنت لا أحبه في السنة الثانية ><
شرحن لي؛ و أخبرتني أهمية عدم وجود الbubulles داخل أنبوب الpipate !
تعلمت منها ما تقصد؛ حتى الفراغات في النهاية غير مسموحة.
كان هذا درسا مهما؛ كما أنها علمتني مفهوما متعارفا لديهم، ضغطة ١ و ضغطة ٢ !
 كنت أسميها ضغطة خفيفة و ضغطة قوية 😂
المهم نفس المحتوى و الفكرة، تحمسن كثيرا معي، و تعرفت على أصغر pipate في البشرية 🙊❤
تطلق نقطة واحدة ! نقطة صغيرة جدا جدا كقطرة مياه واحدة، و هذه تحدث فرقا كبيرا جدا!
كما أخبرنني، طالما أن هذه النقطة مطلوبة فهي ضرورية جدا جدا جدا.
كان هذا رائعا جدا جدا 🙊


 و تعلمت مفهوما مهما في جهاز ال Centrifuge، أعرفه و لا أزال أذكر ما يفعل لحسن الحظ، بالطبع لم تمر سنوات دراستي سدى بهذه البساطة 😂
كان لغرض فصل مكونات الدم عن بعضها البعض. لكن الجهاز هنا كان مختلفا
كان الجهاز يشبه الوردة بأربع بتلات؛ و كل بتلة فيها العديد من البتيلات؛ و فيها نضع أنابيب الاختبار.
أهم مبدأ هناك هو التوازن و كما أسميه التماثل الهندسي 🙊❤
و هنا يجب أن نضع العينات في البتلتين المقابلتين لبعضهما بطريقة متماثلة، نفس العدد و نفس الأماكن المشغولة بالعينات.
أردت إغلاقه و لكني لما أنجح!
أغلقيه بقوووة !!!!
هكذا!!
ددددج ☻
يا ويلي ><

بعدها أخذن يعلمنني عن مبدأ مهم في المختبر، العمل بيد واحدة، و كما تعرفون أنا أؤؤمن بأن أيديهم خارقة، أعني أن فتح غطاء أنبوبة الاختبار بيد واحدة يتطلب قوة كبيرة و فنا أيضا! بالإضافة للأصابع القوية ><
أخذت أنبوبة اختبار فارغة و بدأت التدريب عليها، بإصبعين و يد واحدة!
حاولت و جربت مرات كثيرة و قمت بمحاولات ناجحة عديدة.

تعلمت بعدها شيء اسمه  UDI
و هو شيء يشبه الشريط اللاصق و لكن قابل للتمدد بطريقة عجيبة؛ و به يقومون بتغطية الDistal Water.

كانت الساعة الواحدة و النصف بعد الظهر، بعدها كدت أن أسقط على وجهي من الجوع؛ و حان الوقت لتناول طعام الغداء برفقة نيفينا.

عدت بعد خمس و أربعين دقيقة تقريبا! يال المصيبة لقد حضر د.طلعت و أنا لست موجودة ><
دخلت بهدوء و جري و أدخلت عصير الشوكلاتة خاصتي في الغرفة و خرجت بهدوء، مرحبا دكتور!
مرحبا شهد!
هل كنت طول الوقت داخل الغرفة؟
آه ...لا ><
بعدها أتت أ.فايزة تحدثه عني و عما قمت به اليوم في المختبر،
أخبرته أن وجودي هنا يجعلها سعيدة! هي مليئة بالسعادة و تجبرني أن أفرح 🙊❤ أحسني مبسوطة معاها حتى لو مو مبسوطة 🙊❤

بعدها كانت طالبات الامتياز يعملن معه على جهاز ال Flow cytometry!
و هو جهاز لقياس حجم الخلايا و نوعيتها.
CD4, CD3
و هذه الأمور التي أحبها.
أنواع خلايايا الجميلة 🙊❤
مهلااا لحظة انتظروني يا جماعة ><
أخبروني أنهم جهزوا ثلاث عينات، ارتديت الgown و القفازات، وماهي إلا لحظات حتى غادرت طالبات الامتياز و بقيت أنا، حسنا حان وقت العمل،
طريقة إدخال العينات في هذا الجهاز غريبة، ندخلها
لأعلى، توجد أنبوبة حديدية رفيعة ندخل فيها عينة الاختبار و من ثم ندخلها لأعلى حتى تركب و نسمع صوت إدخالها.
نحن ندخل أنبوبة الاختبار بالبلازما أو السيرم في الجهاز، أثناء إدخالنا لأول أنبوبة طلب الجهاز أن ندخل محلولا للغسل،
قمت بإدخاله، وو قام الجهاز بغسله،
بعدها أدخلت العينة، و جاءت رسالة تعلن أن العينة ليست موجودة!
- معناه أنك لم تدخليها جيدا!
حاولت مجددا و لم أنجح، أخاف أن تنكسر في يدي ><
أشعر أن الزجاج هنا رقيق جدا جدا؛ و لعل هذا هو السبب الأكبر كوني لا أستطيع فتح غطاء الأنبوب بيد واحدة، أشعر أن أصابعي ستكسره ><

قام الطبيب بنفسه بإدخال الأنابيب الثلاثة؛ و بقيت أنبوبتين للغسل، أخبرني أن لا أخاف من موضوع الكسر، يمكنك كسر هذه الأنبوبة كما تشائين و ليست مشكلة، هذه أنبوبة اختبار بها مياه و ليست عينة! جربت إدخالها و نجحت 😍
سمعت صوت تركيبها حتى، كلك !
إذن كان السر يكمن في خوفي من الكسر، ولا ليست أنابيب الاختبار رقيقة إلى هذه الدرجة ،، أدخلت محلولا آخرا للغسل و نجحت كذلك 😎❤
هذا رائع جدا، طبعنا نتائج كل أنبوبة على حدة، و بعدها أغلقت الجهاز.
ثم جلسنا لمناقشة المهارات اللازم تعلمها، أخبرني الطبيب أن أركز على ELISA ، و على مهارات الpipating .
و من ثم غادر.
بعدها عدت إلى المنزل خائرة القوى...منذ زمن طويل لم أذهب لدوام في المستشفى 🙊❤









Access to the lab, is granted

صباحكم اليوم الثاني لي في مختبر المناعة، و صباح الأسبوع الطوييييل جدا جدا ><
اليوم هو الثلاثاء، 12 سبتمبر من عام 2017.
خرجت من منزلي نصف نائمة، رغم أنني اليوم قد تناولت طعام إفطاري في المنزل، أمي صنعت ألذ أومليت قد تذوقته في الحياة، و لم تتركني أكمل نومي حتى موعد الدوام ><
على كل دخلت و كانت الساعة لا تزال السابعة و عشرين دقيقة، تقابلت أنا و علا طالبة الامتياز في الطريق، سألتها عما إن كانت تملك Access للمختبر، أخبرتني بنعم و سألتها من أين أعمله، أخبرتني بمكان مكتب عمل بصمة العين لفتح الباب!
هذه هي أخيييرا 😍
لا مزيد من طرق الباب و انتظار شخص ليمر حتى يفتح لي باب المختبر:)
دخلت بسعادة و تركت حقيبتي في الغرفة، حضرت و كانت واحدة من الموظفات تقوم بترتيب و ترقيم العينات، كانت كل عينة تبدأ بحرف Q يتبعه رقم تسلسل العينات،
Q213, Q214, Q215
و هكذا، سألتها عن نظام ترقيم العينات، لماذا تبدأ من 213 ?
أخبرتني أنها تبدأ بعد آخر رقم لعينة يوم الأمس،
حسنا كيف تعرفين آخر رقم توصلتم له بالأمس؟
من السستم.
هل تبدؤون الترقيم من رقم ١ كل شهر ؟
كلا، نبدأ حتى نصل لرقم 1000 ثم نعيد من البداية.
كان الترقيم يقتضي كتابة الرمز على ورقة أنبوبة العينة نفسها و على ورقة التحاليل المطلوبة بالنسبة للمريض، و بعدها يتم إدخالها في جهاز ال Centerifuge بمبدأ التماثل، و من ثم بعد انتهاء الفصل نرتبها ترتيبا تسلسليا في قالب فليني.


بعدها توجهت لمكتب بصمة العين و طلبت إلى المسؤول عمل الaccess لي للمختبر، سألني بضع معلومات عني و عن تخصصي و عن المختبر الذي أتدرب فيه؛ و بعدها دلني على مكان جهاز،
أخبرني أن أنظر للجهاز و للضوء الأخضر.
توجهت للجهاز و نظرت لانعكاس عيناي في المرآة، لم يكن سهلا كونني كنت أطول من الجهاز، كنت أنحي رأسي و لكن تعليمات الجهاز كانت تصدر كل مرة معلنة أنني واقفة بالطريقة الخطأ
ارجعي للوراء
تقدمي للأمام
و هكذا :)
كما أن الجهاز يصدر ضوءا بين عيناي ذا لون برتقالي ><
الأمر أشبه بطلقة نارية مصوبة نحو رأسي، كما تعرفون ليزر التصويب الخاص بالمسدسات :)
لا شك أن المسؤول قد " انفقع قلبه"
طيب لم يشرح لي جيدا و لم أعرف، لم تفلح أي من محاولاتي، أتى مجددا و أخبرني أن أحرك المرآة أو العدسة و لا أعرف حقا ماهيتها و لكن المهم أنها تظهر عيناي كالمرآة.
حركت لأكثر من عشر دقائق أخرى تقريبا، حتى و أخيرا! انتهيت و تم تسجيل صورة عيني!
- يمكنك الذهاب!
- حقا هل أنتهينا؟
- أجل
الحمدلله، كنت خائفة جدا أن يكون هنالك ضوء ليزري لمسح عيني، أعني ذلك الضوء الأحمر الذي يقوم بمسح العين كلية ><
على كل كنت سعيدة جدا بالموضوع و أمشي بزهو شديدين، خرجت من المختبر فقط لأجرب الدخول بعيناي !
ووو يس ! لقد نجحت 😎❤
لاشك من أنني الطبيبة الوحيدة بآكسس للمختبر 🙊❤
بعدها عدت للمختبر، كانت أ.فايزة ستبدأ العمل، قمنا في البداية بإدخال الPlate الذي يحتوي على الWell و قمنا بصبه محلول يسمى ال dilute فيه.
الجهاز قام بعمل هذه لنا،
و لكن لأن عينات الHeb Core قليلة، قامت أ.فايزة بصب محلول الdilute الأزرق فيها يدويا.
و الآن حان الوقت للعمل،
هنالك ورقة بحجم A4 موجود فيها ترتيب العينات كما من المفترض أن أقوم بترتيبها في الplate أمامي، و كما ستدخل في الجهاز.
في البداية كنت سأضع محاليل الpositive and negative control، توجد قارورتين بها هذان الشيئين.
البوزتف يعني عينة ستظهر لنا نتيجة كما لو كان الشخص مصابا بالمرض؛ و النقتف عكس ذلك.
و هكذا نتأكد من كون الجهاز يعمل، فنحن في كل مرة نقوم بإدخال هذين الاثنين للتأكد من أنه يعمل بطريقة صحيحة.
أخذت العلبة ذات الغطاء الأخضر على أساس كونها الpositive conttol.
أعني أليس اللون الأخضر دائما هو لون البوزتف ؟
كانت أ.فايزة تراقب و سألتني ماذا سأفعل.
أخبرتها بذلك، لكنها أخبرتني أن أقرأ اسم عنوان المحلول، و لدهشتي كانت العلبة الخضراء هي ال negative control!
دائما اقرئي! كل شيء سيكون مكتوبا أمامك، لكل شركة أدواتها و ألوانها الخاصة بها.
جيد،
بدأت بسحب الكمية المطلوبة و كانت ٢٠ مايكرو، كما تعلمت،
و بسم الله بدأت بوضعها في الwell المخصص لها.
كان الأمر يتطلب تركيزا كبيرا جدا جدا جدا.
أعني أن الكميات صغيرة جدا، و من الصعب عليك معرفة ما أن قمت بإدخالها في هذا المكان أم لا.
كان الطبق مقسما لصفوف أفقية و عمودية
هكذا
A.     1.        2.     3.
B
C
D
Etc..

 أخذت وقتا طويييلا جدا، كانت لدي عينة مريض واحدة، و قمت بتعبئتها و قلت بسعادة:
انتهيت!

لقد قمت بعمله بيدي 😍😍😍😍 كم أنا سعيدة 😍😍😍😍😍
بعدها أدخلت أ.فايزة العينة للجهاز، راقبت كل خطوات إدخالها له.
بعدها سألتها عن وقت انتهاء العينة؟
أخبرتني أنها ستنتهي في الساعة الحادية عشر و النصف.
حان وقت الذهاب للخارج و إزعاج نيفينا قليلا.
ذهبت عندها و تحدثنا قليلا؛ في طريقنا للاستراحة قابلنا سيدا عجوزا من جنسية مصرية، أرانا ورقة صغيرة تحمل اسم زوجته و مكان تواجدها و رقم الغرفة، كان يريد منا أن نخبرها أنه متواجد في الأسفل لأجلها،
حاضر يا عم سنذهب و نخبرها، و لكن للأسف زوجتك في عناية القلب و الزيارة تبدأ الواحدة ظهرا.

كانت موظفة الأمن تجلس بجوارنا فسألتنا عما يريده و أخبرناها. ثم توجهنا لطابق عناية القلب، دخلنا و بحثنا عن غرفة السيدة، ذهبنا لها و أخبرناها أنه موجود لأجلها في الأسفل و سيصعد لها عند فتح الزيارة.
و أثناء خروجنا إذا بنفس الرجل قد صعد برفقة موظفة الأمن 😱
جيد و سيء ><
أعني لو كنت تريدين أن تدعيه يصعد فلم تركتنا نذهب من الأساس :)
نزلنا و توجهت نيفينا لقسمها، و في الطريق طبعا أريتها الاكسس للمختبر الخطير الخاص بي 🙊❤

بعدها توجهت للمكتبة لقضاء ما تبقى لي من وقت هناك لحين صدور النتيجة.

قضيت وقتا ممتعا و مفيدا جدا في المكتبة، شربت قهوتي مجددا لأنني كنت أشعر بالنعاس و بعدها عدت للمختبر عندما دقت الساعة الحادية عشر تقريبا.

و إذا بي أشاهد الأوراق جاهزة و انتهت من العمل!
لاااااااااااااااااااااع

و لكن الساعة هي الحادية عشر و خمس دقائق 😢
لم يحن الوقت بعد 😢

لم يكن هنالك أي عمل متبقي؛ شعرت بالملل قليلا؛ عندما جاءت موظفة الاستقبال لتسألنا:
من يرغب بالتبرع بصفائحه الدموية؟
لم يسبق لي التبرع بالدم في السابق، كانت تجربة مثيرة و جديدة بالنسبة لي، أخبرتهم أنني أرغب بذلك.
سألوني أن كنت قد تناولت طعام الإفطار و ما أن نمت جيدا في اليوم السابق و أجبت بأجل.
إذن مغامرة جديدة 🙊❤
سحبت قبلها أ.فايزة عينة من دمي لأجل فحص نسبة الهيموقلوبين يعني تحليل
CBC complete blood count
أتت بعد عشر دقائق تقريبا نتيجة تحليل الدم، و أخبروني أننا سنتوجه للمكان بعد لحظات.
و لذا حان الوقت لعمل بعض الأشياء الشريرة، ناديت نيفينا حتى تأت و تشاهد مختبري الجميل 🙊❤
و بالطبع حبستها قليلا في الخارج و التقطت لها صورة و هي تقف و تنظر لي من الباب الزجاجي 🙊❤
You will come with me Neveena!

توجهنا لمركز التبرع بالدم، سألوني عن عدد المرات التي تبرعت بدمي بها، أخبرتهم أنها مرتي الأولى، و قرؤوا نتائج تحليل دمي.
ثم عاد واحد منهم ليخبرني أن العملية قد تستغرق من ثلاثين إلى خمس و أربعين دقيقة.
أجبتهم بليست مشكلة بالنسبة لي، لم يكن لدي شيء أفعله و على الأقل التبرع بالدم شيء جيد و مفيد.
قاسوا ضغطي و HR
كان طبيعيا و ضربات قلبي كذلك، لم أكن متوترة أبدا و هذا جيد. كنت فخورة بنفسي لأنني محافظة على هدوئي و مستمتعة بالأمر.
تفحصوا أوردة يداي الاثنتين و أخيرا اتفقوا على السحب من وريد يدي اليسرى لأنه أقوى.
و بسم الله صعدت على سرير التبرع.
أعطيتهم يدي و بدؤوا بالعمل؛ أشحت بنظري عن الإبرة و كانت نيفينا  واقفة عند يدي اليمنى و كنا نتحدث في مواضيع مختلفة، لم أنظر لمكان الإبرة ولا لمكان الدم، أخبروني أن آخذ نفسا عميقا وو أدخلوا الإبرة،
هنا الإبرة مختلفة، و ليست مثل المحلول الوريدي العادي، تبقى موجودة داخل الوريد طوال عملية السحب، يعني كانت مؤلمة طوال الوقت قليلا.

بعدها طلبوا مني أن أضغط على يدي كلما ضغط جهاز الضغط على ساعدي، حاضر.

كنا نتحدث أنا و نيفينا و الجهاز لا يزال يعمل، و فجأة:
I have tachycardia!!!
ضربات قلبي بدأت بالتسارع فجأة
بدأت أتعرق، الدنيا ابيضت في عيني..
أخبرتهم بهدوء أن نبضات قلبي بدأت بالتسارع...
هل أنت دائخة يا دكتورة؟
كنت أشعر بدوار خفيف و لكنني أسندت رأسي على السرير حتى تزول الأعراض،
لم أخبرهم بأنني أشعر بدوار
كنت أحادث نفسي، هيا شهد،
It's just probably a vasovagal attack
You will be fine

و لكن للأسف زاد الدوار فأوقفوا العملية كاملة><
كان الأمر محرجا و مزعجا><
لم أكن خائفة أبدا، لم أنظر للدم فلماذا حصل كل هذا؟؟
سحبوا مني ١٠٠ مل فقط، كنت بخير حتى زادت الكمية و بدأت ضربات قلبي في التسارع، و بمجرد أن أعادوا الدم لي اختفت الpalpitations

شكرا ي دكتورة، رجعنا لك دمك، لا عاد نشوفك في دي الغرفة تاني :)
Now that was humiliating 😂😂😂😂😂💔💔💔💔💔💔💔💔

لا أزال حتى الآن لا أعرف السبب، الجميع يصر أنني خائفة و لكنني لم أكن خائفة، يعني لو كنت خائفة هل كنت سأذهب بقدمي لغرفة التبرع ؟ ☻

مسكينة نيفينا خافت كثيرا، و بعدها حملنا أذيال الخيبة و هربنا من العيادة.

توجهنا لقسم الراديولوجي الهادئ، شربت قارورة مياه حتى زال الدوار كليا، و بعدها عدت للمختبر.

كيف كان الموضوع؟
لم أتبرع، لقد دخت ☻💔

و أجل سخر الجميع مني 😂
هل أنت مجنونة حتى تتبرعي ؟ عمركم شفتوا بنت تتبرع ☻💔

كانت لدينا محاضرة بعد الظهر عن جهاز الflow cytometry
كيفية استخدامه، و من ثم تناقشنا عن مواضيع شيء يسمى التخفيف
Dilution and titration

بقيت وحدي كون الجميع غادر مبكرا، و أعطاني الدكتور مسائل كثيرة قمت بحلها، لكن آخر واحدة لم " تزبط" معي،،

عدت للمنزل و أنا أتوضأ و بدون تفكير فيها وجدتها!
وجدتها
هاهو الحل 😍❤

شهدميدس 🙊❤





داخل رحلة التطوع 2-2 ...~


صباحكم الساعة التاسعة صباحا في أول أيام التشريق ! و يال المصيبة !!

اثني عشر اتصالا من أمي ><

لا شك أنها كانت توقظني لصلاة الفجر و لكن هاتفي كان صامتا، لم تستيقظ أي واحدة مننا ذاك اليوم مبكرا، على كل استيقظنا بسرعة و تناولنا إفطارنا و قهوتنا و توجهنا للمستشفى مشيا 😊

الغريب أن أكتافي كانت تؤلمني كثيرا، شعرت بخمول و خشيت أن أمرض، كنت و في كل الأيام السابقة منذ يوم عرفة آخذ بانتظام فيتامين سي و دواء مسكنا، يفترض أن تؤلمني أقدامي أو عضلات رجلي بعد الأمس، لكن يداي هما من كانتا تؤلمانني، لم أكتشف السبب إلا و أنا أحكي لوالدي بعد عودتي للمنزل عن رحلتي!!

أوه لهذا السبب استيقظت بألم في يدي! التهوية اليدوية أمس ! يجب أن أعود للنادي ><!

في الطريق أرسلت لأمي رسائل أنني بخير و ها أنذا ذاهبة للمستشفى، كان المشي الصباحي ممتعا طالما أنني أحمل مظلة، المهم لا توجد شمس فوق رأسي تشوي دماغي العزيز، أما الحر فأنا ابنة الحر و لا مشكلة في ذلك.

وصلنا و بالطبع فور وضعي لحقيبتي في الأعلى و نزولي لقسم الطوارئ توجهت نحو وحدتي المفضلة D ! الوحدة الخاصة بضربات الشمس،

أخبرتني هديل أن ألبس الgown  الأصفر حتى لا تبتل ملابسي، لبسته و ارتديت القفازات و الكمامة و دخلت المنطقة المباركة.

و بمجرد دخولي رأيت مريضا واحدا داخل الغرفة، كان مصابا بHeat Strokeو شرعوا بتبريده. تجمدت للحظات داخلية عند رؤيته! عرفت بنفسي للطبيب المسؤول، أنا شهد طبيبة امتياز من كلية طب أم القرى و متطوعة في المستشفى هنا.

نظرت فورا لشاشة ال monitor  فوق المريض، كانت درجة حرارته 41.3 درجة مئوية، و هنا في المستشفى بالطبع الوحدة مجهزة تجهيزا كاملا، كان المريض موصلا با IV lines أي المحاليل الوريدية، و القطن الملبس بالثلج موضوعا في منطقة تحت الإبط و الgroin area، مقياس درجة الحرارة كان يقيس الcore temperature و هي ما يهمنا و عن طريق فتحة الشرج، الثرمومتر يعطي قراءات متواصلة و يخبرنا بمدى نجاحنا في تبريد المريض و إنزال درجة حرارته تدريجيا.

لم ألحظ حتى بعدها بيومين كم أنا شاكرة لصديقاتي، لقد تركن لي الوحدة كاملة حتى أتعلم و أشاهد الHead Stroke ! كن يعلمن بمدى حماسي لرؤية الموضوع و مشاهدة كيفية معالجة و إنقاذ المصابين بها. كونها لم تكن مزدحمة نقيض اليوم السابق بالطبع. و هديل الجميلة - و هي تعرف تكملة الأغنية الرائعة التي قمت بتأليفها لها-  كانت تشرح لي كل الخطوات المتبعة و طريقة العمل و تتأكد أنني فهمت كل شيء^^

كنت خائفة حد النخاع، و بدأت أواجه صعوبة في التنفس، شعرت أن الوقت تجمد و أن الأصوات اختفت من حولي، ما عدا صوت المروحة الهوائية التي ترش المياه على المريض.

كان المريض موصلا بقسطرة بولية، و كان الطبيب يسحب مياه باردة من "زبدية" المياه المثلجة و يدخلها بهدوء في القسطرة.

كان المريض ممددا، بلا حراك، فاقدا للوعي، و أشخاص كثر حوله يساعدونه! كان المكان و الموقف مخيفا بالنسبة لي! أعني أنني لم أرد أن أتخيل نفسي مكانه! لكن ماذا لو كنت أنا ؟ ماذا لو مات ؟

استجمعت شجاعتي و طلبت من الطبيب أن أقوم بالموضوع! أنا أريد أن أقوم بالعمل هل تسمح لي؟

و بالطبع هذا أهم شيء في الفريق الطبي، يجب أن تطلب و تسأل و الجميع هناك سيرحب بك و يعلمك و يساعدك، و لكن إن وقفت متفرجا فسيتركونك تتفرج، إلا لو صادفتَ بعض الأطباء الذين سيسحبونك معهم و سيعلمونك دون أن تطلب، لذا القاعدة رقم واحد ! دائما كن مستعدا و اطلب المشاركة!

أعني ما أسوء شيء يمكن أن يحصل لك ؟ لا ؟ لابأس على الأقل كسبت شرف المحاولة. و لم يمر في حياتي أن قال لي طبيب لا!

سمح لي الطبيب و بدأت أركز على تبريده و التخلص من كل أفكاري الأخرى، كنت أحدث نفسي!

You are gonna be ok, Deep Breath Shahd

كنت أعمل كما علمني، ادخل الماء بهدوء، أبقي الإبرة في الداخل لثواني و أعد حتى 20، و من ثم أخرجها، و أنتظر مجددا لتكرار نفس العملية.

بين كل فترة و أخرى كان طبيب نسيت اسمه يأتي و يأخذ جولة على كل المرضى، كان طبيبا نشيطا يشع طاقة و حيوية ماشاء الله!

أخبرتني هديل أنه كان الطبيب المسؤول عن قسم الCPR !

كان يكرر قول

Good Job people عندما تنزل درجة حرارة المريض!

41.3

41.2

41.1

41.0

40.9

و هكذا!

بالإضافة للمروحة التي ترش رذاذ الهواء كان هنالك رشاش مياه آخر، نفس الرشاش الموجود في الحمامات أكرمكم الله، و لكن فكرته أنه يخرج مياه دافئة، نرشها على المريض كل 15 دقيقة أو عندما يكون أي جزء من جسده قد جف أو كان باردا عند لمسه.

و أنا في نص العمل فجأة صرخت ><

كل رشاش المياه في وجهي -_-

أنا أسف يا دكتورة آسف آسف ><

أخرج الطبيب الرشاش و ضغطه ووو بوم ! تششش في وجه شهد !

لا تخافي لا تخافي المياه نظيفة ><

لم أفكر في نظيفة وقتها و إنما في "الفجعة" و "كوني لا أحب رشاشات المياه جداااااااااا"

إنما هو لا يعرف أنني لا أطيق أي رشة من نقاط الماء علي، لا لعب بالمياه ولا حتى الاستحمام تحت المطر ><

إن أردت إنهاء حياتك جرب أن ترش علي مياه مهما كان حجمها! 

Anti water spray person I am sooo

لحسن الحظ أن مريضي في يدي و كانت أولويتي إنقاذه بدل التفكير في المياه، و الجيد أنه مع وجود مروحة الهواء جففت بسرعة، لذا لم أفكر فيها كثيرا، كانت الفجعة فقط مرعبة و لكن لم أشعر بأنني مبتلة و هذا كان رائعا!

نزلت درجة حرارة المريض حمدا لله و وصلت الآن ل39.9

بعد لحظات صدرت شهقة أخرى مني ><

حرك المريض رجله بقوة و كدت أن أطير >< و ربما قفزت قليلا للخلف كرد فعل "سب كونشس"

مؤشر جيد الحمدلله ! بدأ يستعيد وعيه ! و لكن ليس جيدا لأنه في أي لحظة كانت ستحطم رجله وجهي، و لأصدقكم القول أقدام الرجال قوييية جدا و ثقيييلة مهما كان عمرهم><  كان من المستحيل علي أن أستطيع تثبيت أقدامه، كان يحركها و كأن يدي المثبتة لقدمه ليست شيئا ذا وزن أو قوة أصلا ! علي العودة للنادي رقم 2 !

و لعل الطبيب لاحظ الأمر و ثبت اثنان منهم أقدامه.

Relax doctor, we are holding him!

شكرا جزيلا لك، كنت سعيدة بأنه بدأ يستيقظ حمدا لله، !

تذكرت وقتها في امتحان طب الأطفال في السنة الخامسة الأوسكي كان مريضي طفلا ذكرا في الثانية عشر من العمر تقريبا، لا أعرف ما حكاية التذكر هذه التي تصيبني في الأوقات الحرجة في موسم الحج هذا ><

لكنني تذكرته و أنا أتابع تبريد مريضي!  

 كان المطلوب مني لذلك الطفل أن أقوم بفحص Lower Limb ! و أقسم أنني و أنا أقوم بالفحوصات خمس دقائق و كدت سأبكي! يا إلهي أقدامهم ثقيلة جدا جدا >< أثقل بكثير من أقدام فتاة تجاوزت العشرين من العمر!

على كل توقفنا عن تبريده عن طريق المثانة، فتح المريض عينيه، و لكنه كان يتابع التحرك بقوة و خشينا أن يقطع المحاليل الوريدية و يؤذي نفسه، أعطيناه جرعة 5 مجم من دواء يرخي العضلات، Medazolam !



وقتها وصلت درجة حرارته ل 39.6 تقريبا، كان د.صالح و المسؤول عن قسم D رائعا جدا ! كان يجيب على كل أسئلتي و يعلمني بصدر رحب !

أخبرني أننا سنتوقف عن تبريده هنا حال وصول درجة حرارته ل 39.5، و بعدها سنخرجه للقسم الثاني من وحدة D ، القسم في الخارج امتداد لوحدتنا و لكن دون تبريد المرضى، أخبرني الطبيب أن بعد وصول درجة الحرارة لهذا الرقم نترك المريض لتنزل درجة حرارته بنفسها تدريجيا، مخافة أن يصاب ب hypothermia الخطيرة أيضا،  لأنه بعدها سيبدأ الجسم بإنزال درجة الحرارة سريعا و هذا خطير أيضا.

ألبسنا المريض و ساعدنا في نقله لسرير جديد و جاف، و أخرجناه للخارج.

كان مستقرا، علاماته الحيوية ممتازة و كذلك نتائج تحاليل الدم الخاصة به، بدأ "يصحصح" قليلا، و فتح عينيه و بدأ يعي ما حوله! رائع!! قررنا نقله بعد لحظات لقسم الباطنة يعني الMedical Floor .

فخرجت أبحث عن مرضى في القسم، و في الطريق شاهدت شخصا كان يشبه المريض الذي كنت عنده لتوي، وقف و أخذ يسألنا، كان تركي الجنسية! و أيضا حان الوقت لاستخدام لغة الإشارة ، كنت أخبره أنه بخير و أننا سننقله بعد لحظات للأعلى، كانت صديقتي هديل تجيد بعض الكلمات التركية فأخذت تحدثه! تذكرت شقيقتي الصغرى و هي تزعجني بالكلمات التركية، لو أنها كانت هنا فقط ! اطمأن قليلا حمدالله.

اختلست نظرة من الخارج على بقية أقسام الطوارئ، و كلا لم أرغب بالدخول هناك، بدت العيادة مثيرة أكثر! لا شك من أن اليوم المرضى سيغزون العيادة!

غادرت و كلي حماس لرؤية النظام الجديد فيها، ولخيبتي كانت فارغة تماما!

مررت بكل الغرف و كل الأقسام حتى الاستقبال! لا يوجد مرضى؟

كلا لا يوجد أحد ليس الآن!

طيب

عدتُ أدراجي لمريضي السابق، بدأ يستيقظ و كان يبدو فزعا، حاول الجلوس بقوة و فورا تركناه يجلس حتى لا يفك المحاليل الوريدية المتصلة به، أخبرنا الطبيب أن ننادي قريبه حتى يطمئنه! حجيي ! كان ينظر لنا عندما نقول ذلك! رائع يستجيب لنا و يفهم أننا نناديه!

مؤشر ممتاز حمدا لله!

نادينا رفيقه، و حضر و أخذ يناديه و يحدثه، كان يناديه باسمه فقط، أخبرته أن يتوقف عن ذلك! قل اسمه مرة واحدة و بعدها حادثه، شعرت أن نداءه بالاسم يزيد من حيرته!

 كان يبدو " مدروخا" قليلا! و على الأرجح كان من تأثير الدواء الذي أعطيناه له، سألت الطبيب كيف نستطيع التفريق بين الconfusion بسبب الدواء أو بسبب ضربة الشمس؟



لن نعرف قبل مضي بعد الوقت و زوال تأثير الدواء!

لكن الدواء جرعته قليلة، فقط 5 و لم نزد!

لا 5 ليست قليلة، نفس جرعة الشخص المصاب بالصرع!

كنت أعلم تماما ما يقصده الطبيب من خلال دراستي، و لكنني أعرف أننا نستطيع إعطاء المريض حتى 15 مجم، و لذلك اعتقدت أنها خفيفة و أنها لن تتركه "مدروخا" هكذا.

كانت نظرته توحي بفراغ شديد داخله، و كأنه في عالم غير العالم، و مكان يجهله تماما! كان بشريا ضعيفا و هشا جدا! أدركت وقتها أهمية ما نفعل، أهمية إنقاذ حياة المرضى، من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا!

لا أعتقد أنني سأنسى حجم نظرة الفراغ في عينيه أبدا! حزنت لأجله و لكنني كنت سعيدة أنه سيكون بخير بإذن الله.

تناقش رئيس القسم مع طبيبين، و صوتوا على نقله للعناية المركزة طالما أنه confused!

سألتهم لماذا؟ هو بخير و بنظري لا يحتاج إلى العناية.

أخبروني أن كلامي صحيح، ولكن كانت لديهم مشكلة أن القسم فوق لن يكون قادرا على التعامل معه، و أحضروا طبيب العناية المركزة و أخذ المريض، و انتهينا هنا.

لم ننتهي من قريبه كونه لم يكن مسموحا له التواجد في العناية المركزة، كنا كلما نمر عليه نحاول طمأنته. الجميل في الأمر أن الجميع يهتم بالزوار هناك، و الشيء المتوفر هو المياه المعدنية، كنا نحضر لهم جميعا مياه رغم أنهم لم يطلبوا، كانوا جميعهم حجاجا لبيت الله، و وجودهم و قلقهم الشديد و بيئة أشخاص لا يفهمون لغتهم، لم نرد لهم أن يشعروا بالعزلة، أو على الأقل هذا ما لم أرد لهم أن يشعروا به.



بعدها كان الوضع هادئا جدا، و كنا نتحدث في القسم، قابلتنا طبيبة استشارية للنساء و الولادة تعمل في قسم D، لا أذكر اسمها و لكنها كانت رائعة و تركتنا نعمل معها و أسندت لنا مهمات كثيرة.

كانوا جميعهم يتحدثون عن الوضع الجنوني بالأمس، الطبيب أخبرني أنه صلى الظهر و العصر و المغرب و العشاء كلهم في العشاء، كان يقسم أنه لم يوجد وقت حتى لشرب كأس واحد من المياه!!

يا الله كم من العمل المرهق الذي يواجهه الأطباء!!

أيضا كان هنالك الكشافة، و رجال الأمن! الكشافة كانوا يحضرون لنا أي مريض متعب، تخيلوا أنهم هم من يدفعون كراسيهم المتحركة و تحت الشمس الحارقة ذهابا و إيابا و مرات كثيرة و يحضروا لنا المرضى، الجميع يعمل في الحج! الكل يساعد! الطبيب و غير الطبيب و الجميع حرفيا!!!

كنت فخورة جدا حقا، أنا سعيدة لأن الجميع يعمل و يتطوع هنا، الكل يشارك في الحج كل حسب قدرته ! الكل مهم جدا! رغم أننا من جهات مختلفة عديدة لكننا كنا جميعا نخدم هدفا واحدا!

لم و لن يزول إعجابي بما شاهدت خلال موسم حج هذا العام! هذه هي المرة الأولى لي في العمل كطبيبة في مستشفيات المشاعر.



و بالطبع من جملة الحديث آلام العضلات المصاحبة للجميع، و لا يعقل أن أكون في العشرين و أشكو من كل هذا >< سأعود للنادي رقم 3 !



أحضر الكشافة سيدة لوحدتنا، إجهاد حراري إجهاد حراري! لم تدخل غرفتنا المباركة كونها لا تزال محتفظة بوعيها! معناه أن هذا فقط Heat Exhaustion  و ليس Stroke!

أدخلناها في القسم الأول، كانت سيدة مصرية تتحدث العربية، أنا عطشاااانة جدا! حاضر و أحضرنا لها لتشرب المياه فورا،

كانت تشرب في الوقت الذي حضرت لنا نتائج تحاليل دمها!

نسيت إخباركم عن مختبر الطوارئ الخارق السريع جدا هناك، بسرعة فائقة تصلنا نتائج تحليل دم المرضى! و بمجرد نظرة واحدة على النتائج نقلها الطبيب فورا للعناية المركزة!

و لكن مهلا! لماذا؟ كانت واعية و بخير كما بدت لي، قفزت لأشاهد نتائج التحاليل! كان سكرها مرتفعا، معناه مريضة سكر و أكتشفت أنها أضاعت إنسولينها، لا تخافي سنعطيك واحدا جديدا من عندنا عند خروجك!

و لكن ارتفاع السكر لا يتطلب إرسالها للعناية المركزة! كان الPH يساوي 7.1، يعني metabolic acidosis، و لكن نستطيع علاجها و مدها بالسوائل و الإنسولين و ما إلى ذلك و ستتحسن بإذن الله.



توجه الطبيب لمريض آخر في نفس وحدتنا و لم أستطع سؤاله عن السبب، لماذا الICUو علاماتها الحيوية مستقرة و المريضة تستجيب لنا؟!

و لكن بعدها اكتشفت السبب الخطير الرائع و القمة في الروعة 😊

سأحكي لكم عنه حال وصولي له حسب الترتيب الزمني لذا أبقوه في عقلكم^^

توجهت للمريض الآخر، كان شخصا مصابا بضيق في التنفس و كان مريض ربو! نسيت إخباركم أنني أضعت سماعتي العزيزة يوم أمس! بحثت عنها في كل مكان صباح اليوم و لم أجدها

أخبرت غدير العزيزة أن تبحث لي عنها في العيادة، كانت ذات لون مميز و محفور عليها اسمي الجميل! لابد من أني نسيتها بالأمس في مكان ما هناك.

غدير ممرضتنا الرائعة الصغيرة هناك! كانت أصغر فتاة معنا كونها ستصبح هذا العام في السنة الدراسية الثانية^-^

نعود لمريضنا المصاب بالربو، لم يكن مصابا بإجهاد حراري فسألت الطبيب عن سبب تواجده في وحدتنا؟ لم يعرف السبب، لابد أنه خطأ في قسم الtriage في الخارج، اقتربنا لأجل فحصه و لكنه رفض!

أنت تفحصني لكن البنات لا ><

طيب حاضر، و خرجنا من عنده.



اكتشفت أن عندي اهتماما بالتنظيم>< أحب الأشياء المرتبة جدا جدا جدا جدا في مكان العمل! و أي شيء غير مرتب و لو كان قليلا هناك كما هو حال وجود مريضنا هذا في قسمنا كانت تزعجني><

سأحكي لكم بعدها عن عيادتنا العزيزة و ترتيبي الجميل لها 😊

بعدها شاهدت الطبيب و هو يخبرهم بأوامره في العلاج، كانت أزمة ربو و هو طلب له ثلاث أدوية ! سألته عن السبب؟

أعني أنني أحفظ خطوات ترتيب أدوية معالجة أزمة الربو كاسمي، و بالجرعات و الوقت المطلوب لانتظار الاستجابة!

أخبرني أن هذا صحيح و لكن لكل مستشفى بروتوكول و هذا بروتوكول المستشفى!

لم أفهم قصده جيدا إلا و أنا أتجول في الطوارئ بحثا عن مرضى، كان اليوم مملا جدا >< افتقدت تعليمي للجونيورز في العيادة، كان التعليم و سيظل من أجمل متعي في الحياة 😊

توجهت لمحطة الممرضين الnursing station ، و سألتهم عن عملهم هناك و طريقة تنظيمهم، أحب و أهتم بهذه الأمور التنظيمية كثيرا، سألتهم عن طريقة تقسيمهم للمرضى بين وحدات A و B و C !

أخبروني أن النسبة 1:1:1 لكل مريض يدخل لهم، و أثناء حديثي معهم نظرت للأوراق الصفراء الموضوعة أمامي ! مهلا !!!!

الآن عرفت سبب إدخال السيدة تلك للعناية المركزة!

كانت أكثر أوراق منظمة و سهلة و أروع خطة علاجية سبق و أن شاهدتها، أتمنى لو أعرف من صممها و أقابله! لا أعلم لمَ أطلقت عليها اسم أوراق Quality control ><

لم يعرفها أحد بهذا الاسم، لكن عندما أرسلت لهم صورتها تعرفوا عليها! عندها و مجددا نظرت لأتأكد من عنوانها، كانت كلمة Quality Controlبعد حالة المرض و بخط عريض، و لكن العنوان كان بداية الصفحة و لم ألحظه قبلا:

Hajj Emergency Care Clinical Pathway!

Hajj Emergency Committee ! لابد لي من العمل معهم يوما ما 😊

يستحيل أن أحكي لكم عن رحلة التطوع دون أوراقي الصفراء الجميلة هذه 😊

فكرة الأوراق أنها مصممة كApproach لأشهر سبع أمراض ستصيب طوارئ مستشفى المشاعر، و كانت مكتوبة بطريقة سهلة و واضحة جدا جدا و لا مجال لأي شخص بالخطأ فيها! حتى أنا بسهولة أستطيع تنفيذها و القيام بها !

كل خطوة ماذا ستواجه و ماذا ستفعل لو كان مريضك يعاني من A أو ماذا ستفعل لو كان مريضك يعاني من B!!

خطوات رااااائعة جدا جدا و سهلة ! أكرر لكم أن الذي صممها طبيب فاهم و عبقري و متميز جدا! لم ينسى كوننا في الحج و ضرورة وجود شيء سهل و سريع جدا للعمل هناك مع أعداد المرضى المهولة!

كنت أقرأ كل واحدة منها باستمتاع شديد !

و كانت الورقة الأولى التي وقعت في يدي خاصة بمريضتي التي أرسلناها للICU!

بعد قراءتها و اتباع خطواتها آخر مربع كان يقول : لو المريض كان High riskتنقله فورا للعناية ! و لم يكتف بقول high risk  لأنه أول سؤال خطر في بالي وقت قراءتها! و للمفاجأة عثرت على الجواب في الورقة فورا!

لو كان الPHأقل من أو تساوي 7.24 كمريضتي، و لو كانت قيمة البايكربونات أقل من أو تساوي 14 و مريضتي كان مستواها لديها 11 و أخيرا لو كانت قيمة شيء يسمى Anion Gap أعلى من 12، و لكنني لم أتذكر إن كنت قد قرأتها في نتائج المريضة أم لا، على كل كان وجود واحدة منها يعني ضرورة نقلها للعناية! و أخيرا عرفت السبب^^

الحالات السبعة كانت :

DKA, Heat Stroke, Asthma, Sepsis, Anaphylaxis, Cholera and STEMI  

لا يمكنكم تخيل مدى روعة الأوراق، ماذا تفعل إن كنت في منطقة الفرز و أين ستذهب بالمريض و كل خطوة مكتوبة كتشك لست حتى لا تنسى شيئا!

هنالك عبارة مكتوبة فيها بالخط العريض كذلك:

Use Military time only!

لماذا وقت الجيش؟ ما الذي يقصدونه بذلك؟ ظننت وقتها أنهم يعنون الأوقات الحرجة مثل الحج مثلا، و وقتها دخل مريض لوحدتي فنسيت أن أسأل! استأذنت إن كنت أستطيع الحصول على نسخة واحدة من كل ورقة، أخبروني بالطبع! أخذتها و انطلقت لوحدتي! و لكنني تذكرتها و أنا أكتب لكم و بحثت عن معناها، المقصود أنهم يستخدمون صيغة التوقيت ب 24 ساعة لا بنظام ال12 ساعة، حتى لا تحصل " لخبطة" بين ال a.m  و الp.m !

جيد، و لكن أليس تفسيري السابق معقولا و لو بدرجة قليلة ؟^^





توجهت لمريضي و لم يكن يعاني من إجهاد حراري، كان شخص يجلس على جانبه، خرج الطبيب و أخبرني أنه يعاني من خراج!

أنهى فحصه و لكنني طلبت منه أن أفحصه كذلك! أدخلني الطبيب له، لم يكن هنالك انتفاخ واضح أو لون متغير في البشرة أو أي علامة لوجود خراج ظاهر، لكن عندما فحصت المنطقة أحسست بوجود كتلة ، و كانت دافئة كذلك مقارنة بباقي مناطق البشرة المحيطة!

خرجت و شاهدت الطبيب الجراح، سألته إن كان سيسحب الخراج bedside ؟

نعرف أن ال abscess في الجراحة لن يختفي حتى نقوم بعمل Incision and drainage I& D  

أي سحبه و إفراغه و من ثم المضادات الحيوية، لكن الطبيب " انفجع" من قولي bed side أي هنا و دون الحاجة لغرفة عمليات!

خذي اقرئي ما كتبت!

ماذا ؟؟ عملية جراحية و تحت تخدير كامل؟ Under General Anesthesia GA

 سألته لماذا كل هذا؟ أخبرني لأن الخراج عميق Deep Perineal Abscess و سيكون تفريغه مؤلما جدا، و لهذا يتطلب الموضوع تخديرا كاملا و غرفة عمليات!

بعدها خرجت و لفلفت مجددا و عثرت على مريض بمروحة مشغلة في قسم B ! لحظة مروحة يعني Heat  يعني شيء أرغب بمشاهدته، جريت بسرعة لمشاهدته، صحيح أن درجة حرارته مرتفعة حيث كانت 39 و شيء ما، لكنها كانت Febrile illness not heat illness ، و الفرق كبير جدا، Febrile معناه وجود سبب سبب التهاب ما لذلك ارتفعت درجة حرارة الجسم، لا من ارتفاع درجة الحرارة في الخارج.



أتى شخص برفقة أبنائه مصابا بإجهاد حراري، كانت طريقة ثوبهم غريبة، مهلا رأيتها قبلا!

و بعدها تذكرت! في دبي، هؤلاء حجاج إماراتيون و كانوا فعلا كذلك، فجأة سقط والدهم و أحضروه فورا هنا، كان مشخصا قبلا ب CVA و أجرى عملية جراحية في الرأس، قمنا بعمل كل التحاليل الاولية له و كانت سليمة، بعدها قررنا نقله لقسم الأشعة لإجراء CT scan without contrast for the head ! قررنا المشي و نقل المريض، تقاسمنا حمل أجزاء كل شيء يخص المريض، أسطوانة الأوكسجين، المحاليل الوريدية، و دفع السرير،

اخترت دفع حامل المحاليل الوريدية، و بسم الله بدأنا بتحريك السرير، ووو فجأة انفصل المحلول عن حاملي><

في الحقيقة كانوا يجرون جريا حقيقيا 😊

اما أنا فكنت أمشي بسرعة 😊 لم أكن أعرف أنه ينبغي علينا الجري 😊



بعدها أخذت الممرضة المحاليل في يدها و تركنا حامل المحاليل و توجهنا للعيادة، أرجو ألا يكون سقوطي سببا دعا عائلة المريض لطلب نقله و إخراجه من المستشفى، شاهدتهم يطلبون تقرير لنقله في الساعة الثامنة من مساء نفس اليوم.

توجهنا معه لقسم الأشعة، كان هنالك مريض قبله فكنا ننتظر في الممر، توجهت برفقة هديل لرؤية ما بعد الباب المقابل لنا! كان مكانا غريبا لم نمر به قبلا، و فجأة هممنا بفتح الباب و لكن طبيبة كانت واقفة عنده منعتنا 😊

لماذا تسيرون بالgown في أروقة المستشفى ><

وو تهزأنا حرفيا 😊

هذه أسباب بسيطة تساهم في نقل الالتهابات، لذا الجميع يمرض بعد الحج 😊

و قفازاتنا كانت مبتلة من الداخل! و ماهذه القفازات! غيروها فورا 😊

كانت مسؤلة عن الinfection control

و إحقاقا للحق كان معها حق بخصوص القفازات و تعلمنا شيئا جديدا، لكن القاون نحن نرتديه في وحدتنا حتى لا تبتل ملابسنا فقط><

على كل كان التهزيء سيئا 😊 ظنت أننا عاملات لأنها أخبرتنا إن رأتنا مخالفين مرة أخرى فستضيف اسمنا للقائمة السوداء و لن يسمح لنا بالمرابطة في الحج بعد ذلك 😊

و أقسم أننا كنا نستمع لها، و على العكس نحن أردنا التعلم ، و لكن حقيقة لا أملك ما أقول، على كل كانت أشعات مريضنا سليمة، فعدت جريا لأخبر د.صالح بالأمر.

فنقلنا المريض بعدها لل ICU!

توجهت بعدها لكل مكان بحثا عن أي مريض، و لم أعثر على أي شخص فقررت زيارة غرفة الCPR، شاهدت مريضة مصابة ب Pulmonary Embolism و كان الأطباء يعملون IVC Filter  لها!

المرة الاولى في حياتي التي أشاهد فيها تركيب هذا النوع من الفلاتر، كانت المريضة تضع جبسا في قدمها و أثناء استحمامها هزت رجلها هزا عنيفا، و بعدها بفترة قصيرة أصابها ضيق في التنفس ووو PE !



قررت الذهاب لمركز الاستقبال الخاص بالطوارئ و انتظار المرضى هناك، أي مريض سيدخل سأبدأ معه منذ البداية، انتظرت و انتظرت و كان الانتظار مملا جدا!

شاهدت بعدها قريب مريضي الأول هنا المصاب بضربة شمس، قررنا الذهاب للاطمئنان عليه في العناية المركزة، كان بخير و حالته مستقرة، و لكنه كان نائماا.

و هناك كانت هنالك سيدة بكود بلو، كان حدسي يخبرني أنها سيدة الفلتر، بالرغم من أني لم أقترب منها في السابق و لم أر وجهها بل وقفت عند باب وحدة الإنعاش القلبي الرئوي، بعدها كان حدسي صحيحا عندما كنت أتناقش مع صديقاتي، توفيت تلك المريضة في وقت لاحق، رحمها الله.



أتى لنا مريض جديد دخلت معه من البداية للنهاية، لم ينطق و لا بكلمة لنا، ولا إشارة، ولا أي شيء، و كأننا لسنا موجودين من الأساس!



مريض آخر كبير في السنة كان و أغلب ظني أنه مصاب ب delirium  و هي كما تعرفون تعني acute confusional state!، كان مسكينا، خائفا جدا، كان معه شخص من حملته أو مرافق له لا أعلم، المهم أنه كان يجيد التحدث بالإنجليزية، أخبرته أن يتابع تذكريه كل خمس دقائق، أنت في المستشفى، تعبت و أحضرناك إلى هنا، نحن الآن في الصباح، و هكذا! هذه هي الطريقة الوحيدة لحماية المريض من التطور لحالة دائمة من الخرف حسب طب الشيخوخة.

كان الوقت يمشي ببطء شديد و كان يوما مملا، افتقدت تعليم الجونيورز كثيرا، التعليم دوما بالنسبة لي مصدر سعادة و حماس لا ينضب.

بعدها علمني واحد من الاطباء بعض كلمات لغة الأوردو، و تركني أذهب بنفسي للحديث مع المريض بالأوردو 😊

أذكر الآن كلمة درد تعني ألم

كاسي تعني كحة

و كان يعاني من انتفاخ في جبهته فسألته عنه بالأوردو كذلك و هل هو جديد أم قديم

يا سلام كان الامر ممتعا جدا جدا 😊

سكري، بلود بريشر، بلغة الأوردو 😊

تناولنا طعام الغداء و صلينا و من ثم نزلت مجددا، كانت الطوارئ كما تزال فارغة هادئة و مملة، أتى بعد مضي كثير من الوقت مريض بقدمه، طالما دخل بقدمه من الباب دون أسعاف أو كشافة توجهت إليه أسأله عما يريد!

قيسي لي الضغط يا ابنتي 😊

حاضر يا عم و لكن في العيادة، أخذته للعيادة و سجل بياناته و اطمأننت أنه سيقيس ثم عدت للطوارئ.



كانت الساعة الآن الرابعة عصرا، مللنا كثيرا و فقدت الأمل في رؤية حالة Heat strokeمن بدايتها، كنا نخطط للذهاب للمنزل، و فجأة !!!!

الممرض  و الكشافة يجرون في الممر بمريض على كرسي متحرك !!

Heat Stroke Heat stroke

 وجري على وحدتنا، هرعنا جميعا للعمل عليه، و لتونا نزعنا ملابسه و إذا بنا نسمع:

Heat Stroke Heat Stroke !!!!!

أتى طبيب الCPR و قال:

المريض عندي دا لا تشيلوا همه، و أخذه في الخارج داخل وحدته..



ثلاث دقائق أخرى و إذا بالصوت يعلوا و أصوات الجري:

Heat Stroke Heat Stroke !!

ثلاااثة في وقت وااااحد ><

كان الموضوع مرعبا، خصوصا مع المريض الثالث، أتانا و الIV accessجاهز له و هو موصل بمحاليل وريدية، كنت من ضمن الفريق الذين توجهوا للعمل على المريض الثاني، و تركنا مريضنا الاول لبقية الفريق!

كانت حالته مزرية جدا، نقلناه بصعوبة من سرير الإسعاف إلى سرير الطوارئ، كان قد خسر قدرة التحكم بالsphincters فأتانا و قد تغوط على نفسه. كان ضغط دمه منخفضا جدا أيضا 70/50

درجة حرارته عندما وصلنا له الثرمومتر كانت 43! و فجأة أتى طبيب من الخارج، كان واحدا من الاطباء الذين يعملون سنويا في طوارئ الحج، كان يشرح لنا أشياء كثيرة بطريقة ممتازة.



هذا دليل على أن درجة حرارته تجاوزت ال43! كما أخبرنا.

بدأنا بتبريده، كنت أقص ملابس المريض و أقف على يمينه عندما صرخت فجأة،

Vomiting ! و أخذت أكررها!

أخذت أكررها لهم حتى ينزعوا بسرعة قناع الاوكسجين عنه، كنت خائفة أن يصاب ب aspiration كثيرا ، لا سيما أن حالته متقدمة و خطيرة و من المرجح أن يحصل له ذلك إن لم ننتبه عليه!

أخبرتني صديقتي لاحقا أنني بدوت خائفة جدا و ربما منزعجة قليلا أو "شعرت بالقرف" من الموضوع، و لكنني حقا لم أكن أقصد إلا الaspiration >< لديه العديد من الامور التي نحن قلقون بسببها، لا نريد زيادة الطين بلة بوجود aspiration pneumonia،

كانت ملاحظتي في محلها حمدا لله، حيث كنا بين الحين و الآخر نقوم بسحب السوائل المتجمعة في فمه suction ،

كانت طريقة تنفسه غريبة جدا، شرح لنا الطبيب أنه لمن لم يسبق له أن شاهد ضربة شمس سيقوم فورا و يعمل intubation للمريض، و بهذا سيقضي عليه!

و لكنه كان يخبرنا أن هذا نوع تنفس المرضى في ضربات الشمس، كنا نقوم بتبريده! و كنا نراقب بتوتر الشاشة الموصل بها و التي تظهر أرقام درجة الحرارة!

سألت الطبيب:

Now What?

Now we wait!

لم يكن هنالك شيء يمكننا عمله، غير تبريده بالمروحة و من ثم رش المياه الدافئة كل 15 دقيقة تقريبا.

حكى لنا كذلك بمرور الوقت بعض الأحداث في المواسم السابقة، و صعقت عندما أخبرني أن مصابين أتوا في مستشفى الششة و -التي كان يعمل بها هذا العام- بنفس الأعراض!

في المشاعر الأمر مقبول نوعا ما، و لكن ما دخل مستشفى الششة بالموضوع><

ربما لأنها قريبة من منى و العزيزية، ربما.

 استمررنا بتبريد المريض لأكثر من ساعتين، خرجت في منتصفها للخارج لأنني كدت أموت بردا، كنت أشعر ببرد شديد و لعل السبب غالبا كان حزني على المريض! كان يبدو شخصا في الأربعين من العمر. و بسبب ارتفاع درجة حرارته و كل العوامل الأخرى كان شخصا with high mortality rate

كنت أدعو الله في سري كثيرا أن لا يموت، صعدت و صليت العصر و عدت للمريض،

لم يمت حمدا لله، و قمنا بنقله فورا بعد وصول درجة حرارته ل 39 إلى الICU. قبل نقله قرأت كافة تحاليله و الأرقام التي أتى بها و التغير في ضغط دمه، كما أنني كنت ألاحظ كل شيء نعطيه له، لاحقا كان هذا مفيدا جدا. حيث ذهبت برفقته للعناية، و انتظرت رؤية مالذي سيفعلونه في العناية المركزة لأجله، جيد ابقوا معه لتتعلموا! هذا ما أخبرنا به د.صالح و هو يغادر الICU!

استأذنا من الطبيب المسؤول بالوقوف مع المريض و أخبرته باسمي و كوني طبيبة امتياز،قرروا تركيب central line  له، كنت متعبة جدا لم أعد أقوى على الوقوف، فسحبت الكرسي الموجود بجانبي و جلست، شكرت الله لأنني طويلة القامة فاستطعت الرؤية جيدا دون الحاجة للوقوف.

 كان الطبيب يسأل فريقه عن نتائج تحاليل المريض و لكن احدا منهم لم يعرف لأن المريض لتوه دخل عندهم! مهلا أنا أعرف الأرقام جيدا! أنا من فريق الطوارئ!

أخبرته بكل شيء سهله، نسبة السكر و تحليل الABG و التغيرات في ضغط دمه و كمية المحاليل التي أعطيناها له، و المعادن التي كشفنا عنها. سأل عن الكالسيوم فأخبرته أنه لم يتم عمله، و وصلت بعدها أوراق التحاليل فأعطيتها له.



You are very active doctor and that’s good!

Why did not you visit us before? You could have enjoyed a lot!

كنت سأقول أنني لا أطيق الICU و لكنني أخبرته أنني في فريق الطوارئ.

Maybe another time .

بحثت و سألت عن مريضنا التركي، و حمدا لله نقلناه لجناح الباطنة العادي، لقد استيقظ و هو بخير تماما!

اقتربت الساعة من السابعة و النصف في المغرب، كان وقت تغيير الشفت بالنسبة للممرضات الساعة السابعة و النصف مساء، و للاطباء الساعة الثامنة مساء!

فجأة ازدحمت المستشفى بالعاملين بها، وقت تغيير الشفتات 😊

توجهت عند د.صالح و شكرناه على اليوم و على تعليمنا و سماحه لنا بالعمل في الفريق، و أخبرناه أننا مغادرون.

صعدنا بعدها لتناول طعام العشاء، و نزلنا استعدادا للمغادرة، كان تلفاز قناة الإخبارية يقوم بتجهيز بث ما، كان المصور و المذيع يقفون لضبط الكاميرا!

كما أخبرتكم كان هذا هو وقت تغيير الشفتات، يعني إزعاج غير محدود في خلفية التصوير! و مهما كانت مسافته قريبة كان لابد بشكل أو بآخر أن تظهر أصوات الخلفية هذه! و لكن هذا لم تكن الحالة في التلفاز أبدا، توجهت إلى المصور و سألته عن السر!



كنت أفكر بكمية الشعور الجميل و التجربة الجديدة التي سيضفيها الوقوف امام كاميرا التفاز بالنسبة لي، ابتسمت للفكرة و تذكرت موضوعا مهما، كنت أريد العمل في مركز الإحصائيات ! و بالمناسبة عثرت على مكتبه و مكانه أخيرا، كان عند مركز الاستقبال الخاص بالطوارئ!  

سألت ما إن كان بإمكاني العمل فيه، و لكن مع تغيير الشفت كان علينا الذهاب للمنزل فقد تأخر الوقت، خرجنا و عند البوابة لم يسمحوا لنا بالمغادرة !

إلى أن أريناهم بطاقاتنا الأخرى الخاصة بالكلية و بكن عونا فتركونا نرحل.

في طريق العودة اتصلت صديقتي لتسألني عن وجود دواء metoclopramide  في العيادة، أخبرتها بنعم و طلبت مني أن أحضر لها واحدا عندما أصل.

وصلت و كنت متعبة جدا، هممت بالدخول و لكني " ضغطت"  على نفسي قليلا و توجهت للعيادة، فتحت الباب ليخبرني د.أسامة أن أذهب فورا للاجتماع في الداخل!

حاضر سأذهب،

دخلت و أنا فعليا لا أقوى على الحركة>< كنت أشعر أنني كزومبي متحرك!

دخلت و وضعت حقيبتي على الأرض و جلست!

و فجأة أخبرني د.أنمار أن أذهب معه!

و لكن أين ؟

سألته أثناء خروجنا ليجيب:

لتصوري مقابلة مع قناة اقرأ ! هيا !

مشاعري كانت مختلطة، كنت متحمسة و سعيدة و متعبة و مستيقظة منذ الصباح و أمشي كزومبي من التعب ><

تجربة جديدة و أمنية محققة في أقل من ساعة كما تمنيت في سري أثناء رؤيتي للكاميرا في المستشفى 😊

قبل أن نسجل كدت أن أصاب ببانك أتاك، ماذا أقول الآن لهم!  ماهذا الوقت ><

سألت د.أنمار و أخبرني ببعض المواضيع و الأشياء التي أستطيع التحدث عنها.

و حان وقت التسجيل! قفي هنا ...لا هنا ! أجل مناسب 😊

هيا، و سألني سؤالا لا أذكره و هذه هي المقابلة التلفزيونية:

لا أخفيكم سرا أنني لم أشاهدها حتى الآن ><

لا أعلم أنا أشعر بقليل من الحرج و الغرابة و أشياء أخرى لا أعرفها و لا أعرف لم أنا متوترة جدا جدا لمشاهدة الفيديو ><

سمعت بعض كلماتها لأن شقيقاتي كن يشاهدنها و أنا أخبرهم أن يبتعدوا عن غرفتي، و نيفينا كذلك كانت تشاهدها بجانبي 😊

على كل أرجو أن أتشجع قريبا و أنظر لنفسي في التلفاز ><

بعدها عدت للداخل لإكمال الاجتماع، أخبرتهم كلمة واحدة فقط كم أنا فخورة بما قمنا به يوم أمس في العيادة! اليوم كنت في وحدة كاملة متخصصة و رأيت الفرق بعيناي! لقد قمنا كفريق بعمل رائع جدا!



عدت للداخل بعدها و صليت العشاء، و ماهي إلا لحظات حتى حضرت د.رويدا و أخبرتني أن أتجهز لأجل مقابلة صحفية!

واو ! مقابلتين في يوم واحد 😊

كان الأمر رائعا جدا في المرة الثانية، كنت مسترخية أكثر و تحدثت بأريحية، ليتها كانت هي المسجلة تلفزيونيا لا كتابيا 😊

على كل استمتعت كثيرا و شاكرة لد.رويدا على هذه الفرصة أيضا.

و  سواء كانت جيدة أم لا كانت تجربة و شيء جميل جدا في حياتي، و أنا ممتنة كثيرا لحصولي على فرصة كهذه 😊

بالرغم من أن الكلام المكتوب لم أتفوه منه ولا نصف كلمة، من المستحيل أن أقول كلاما كهذا أصلا >< 

كان يوما جميلا جدا و مثريا و ممتعا أيضا، أنهيناه بتناول وجبة العشاء للمرة الثانية ><

و قمنا بالذهاب لرمي الجمرات، و عدنا للمنزل، و حان وقت النوم...



برغم أن اليوم كان متعبا جدا لم أستطع النوم مبكرا، كنت أفكر في كيفية قضائي ليوم غد! هل أذهب إلى المستشفى أم أبقى في العيادة!

بالنسبة لي كانت العيادة ممتعة و مثرية لتجاربي أكثر من المستشفى، كما أنني شاهدت ما أريد في المستشفى، و غدا لن يكون الأمر مختلفا، و لكن تعليم الجونيور و البقاء في العيادة كان خياري الأول، حدثت د.رويدا و أخبرتني أن لا مشكلة إن لم أذهب للمستشفى،  

و نمت بسعادة بعدها

I did a great job today.

*****************************************************************

صباح الخير يا عالم، اليوم هو يوم 12 من شهر ذي الحجة، لا زلت في المشاعر في مخيم كليتي العزيزة كلية طب أم القرى التابع لوزارة الحج،

استيقظت و أنا أشعر بسعادة بالغة، سأقضي اليوم في العيادة بإذن الله، يعني كثير من التعليم و الشرح للجونيورز، يعني كثير من السعادة.

توجهت لعيادتي الجميلة رقم 1، و أول شيء توجهت له هو مكان أدويتي العزيزة، نسيت إخباركم أنني في اليوم السابق رتبتها ترتيبا خطيرا على البشرية برفقة الجونيورز، وقت دخولي لها المرة السابقة كانت مرتبة بنظام " مقربع" بالنسبة لي، و لم أحب ذلك، لذا حان الوقت لإجراء تعديلات و ترتيبات ^^

في البداية أبعدت كل الأدوية من على الطاولة، و نبدأ بسم الله، هذه طاولة الادوية للحالات العادية و ليست الطارئة، تركت الجونيورز يشاركونني في كل شيء، و حرصت على تعليمهم كل شيء، أحب ترك كل شخص منهم يأخذ فرصته، خصوصا عندما يسألونني ماهذا الدواء:

-        انظر للعلبة و اقرأ اسمه العلمي!

أحب طريقة التعليم العملي و ترك مساحة لهم لاكتشاف كل شيء، و فعلا بمساعدتهم استطعنا ترتيب كل شيء بطريقة رائعة، حتى الأدوية رتبناها حسب المجموعات، حسب الاستخدام و حسب الأمراض التي ستصادفنا!





كان طلاب السنة الثالثة دليلا حيا و نتاجا ملموسا على كل شيء قمنا به في الكلية في المنهج الجديد، و كوني كنت مسؤولة عن الClinical skills، لم أكن لأشعر بفخر مثل هذا لاتقانهم كل ما شاركت في إعداده و تعليمه لهم!

فخورة جدا بمستواهم التعليمي جدا جدا! ماهذا الدواء ؟

كنت سعيدة جدا بمحاولاتهم للتذكر و ربط المعلومات، و بمستواهم الدراسي و المهني ككل! و سعيدة أكثر لأنني كنت جزءا من تحقيقه،

بعدها لم يكن شخص يسأل عن دواء معين هل هو موجود أم لا و كنت أحضره له، أحببت عمل ترتيب الأدوية و العيادة ككل، إن شاء الله في العام القادم سأكون مسؤولة عن ترتيبها 😊

الجميل في التعليم هو سؤالهم لأسئلة لم تخطر ببالي قبلا! مالفرق بين diclofenac  الصوديوم و البوتاسيوم؟ حقيقة لم ألحظ الفرق قبلا، و دائما أؤمن أن التعليم فرصة رائعة للتعلم!

أذكر أثناء تحضيري لبعض دروس ABC to clinical قبل عامين أنني في كل درس كنت أفكر في أشياء جديدة و أكتشف معلومات لم تخطر على بالي قبلا! لماذا يحصل ذلك؟ سيسألني طلابي عن كيفية حدوث ذلك؟ و هي أشياء كثيرة لم تخطر ببالي و أنا أستذكر لنفسي عندما كنت في السنة الرابعة، لذا إن أردتم تعلم شيء ما بطريقة ممتازة تولوا شرحه لزملائكم!

ستلاحظون الفرق بعد تجربتكم الأولى 😊

كان اليوم هادئا و ممتعا جدا، لكنه لم يخلو من المرضى القلائل، و اليوم كان كل المرضى مرضى الحج العاديين أعني مناسبا للعيادة و متوقعا!

أتانا مريض مصاب بالتهاب في الحلق، و بمجرد أن رفعت الدواء أجاب كلا، أنا مصاب بحساسية من البنسلين! أفرح كثيرا عندما أشاهد مريضا مثقفا و عالما بمرضه.



أتانا شخص آخر يعاني من آلام في قدمه، أعطيناه كريما لآلام العضلات، أخبرته أن يأخذ العلبة معه، في البداية قال لي لا، حسنا كما تريد، و لكنه عندما شعر بتحسن فوري غير رأيه و أخذه، قال لي مستغربا لقد خف الألم كثيرا؟ كان ممتعا مشاهدة سعادة المرضى بالنتيجة، و بساطتهم و فرحتهم بشيء بسيط جدا.

أتانا مريض آخر احتجنا لإعطائه محلولا وريديا، و عدنا للتفكير الإبداعي الرائع، لم يكن لدينا سوى ستاند واحد للمحلول الوريدي و كان مشغولا، و قام الجونيورز الرائعون مع ممرضتنا غدير بصنع حامل رائع، بواسطة " علاقة ملابس" ! و  بالطبع أدى الغرض بامتياز.

للأسف كان هذا المريض لا يجيد أي لغة نعرفها، واجهنا صعوبة كبيرة حتى استطعنا التوصل لمخيمه، لكنه كان خائفا جدا من بقائه في العيادة، لعله خشي أن يرحلوا و يتركوه.

حاولنا استخدام برنامج ترجمة قوقل لإخباره، و لكنه ظن أن شخصا ما يحدثه في الهاتف>< و لم نعرف كيف نشرح له أنه برنامج الكتروني و ليس شخصا يحدثه><

مريض آخر دخل العيادة و كان يتحدث الإنجليزية، طلبت إليه بالإنجليزية أيضا أن يجلس على السرير، و بمجرد جلوسه قال:

-        أعرف أتكلم عربي!

بلهجة سعودية يا سادة><

و صحيحة مئة بالمئة! و إنجليزية ممتازة مئة بالمئة!

فتحت عيني على آخرها عندما رد علي بالعربي ×_×

Who are you?

أجل قلتها له هكذا من " الفجعة" ><

اكتشفنا بعدها أنه أمريكي الجنسية و لكنه عاش في السعودية حتى الصف الثاني المتوسط.

كان يعاني من التهاب في الحلق و آلام في الرجل مع زكام.

طلبنا منه فتح فمه لفحصه! و هناك شاهدنا شيئا غريبا!

هنالك حبيبات كبيرة جدا في آخر لسانه! لم يسبق لي أن شاهدت مثلها أبدا، و كذلك الجونيورز. سألته عنها فجاوبني باستغراب:

Is not every has it?

No! no we don’t have this huge size as yours ><

 أريناه ألسنة الطلاب فقال بسعادة:

Then I must be special!

 كان هذا المريض " يحشنا " حرفيا

أعتقد أن السبب لأنه من أصول أفريقية، و لكنها فعلا كانت حليمات التذوق في آخر لسانه كبيييييرة جدا!

وضع له المرهم واحد من الطلاب، فأخذ يقول مازحا:

-        من الأفضل لك إن عملت في مجال المساج 😊

مسكين ضاعت سنوات الطب و في الأخير مساج.

غادر بعد تبادل معلومات التواصل مع الطلاب، كان مرحا جدا و أضفى جوا ممتعا للعيادة.







أتى العديد من المرضى بشكوات بسيطة كهذه، بعضهم مع وجود كحة بواحد من النوعين، بعد فترة أتت لنا مريضة بانتفاخ في رجلها ! يا سلام تحتاج أن نسحبها لها بالإبرة!

و لكن مهلا! كان لديها انتفاخ أحمر كذلك، توجهت بسرعة لغرفة الاطباء لأسأل د.الباقر عنه!

هل أسحبه حتى لو كان محمرا؟ خشيت أن يكون قد أصابه التهاب و نحتاج لخطوة إضافية. لكنه أخبرني أن لا مشكلة.

 كان حذاؤها  سيئا جدا، و صغيرا على قدمها. خرجت و سألت كن عونا عن توافر بعض " الشباشب"

حاولت أن أشرح لها أن ترتدي حذاء مقفلا و لكنها لم تكن تمتلك واحدا، خرجت و كانت تنتظر برفقة زوجها و الذي كان يرتدي حذاء ممتازا.

على كل كانت قدمها تبدو صغيرة فطلبت لها حذاء بمقاس أكبر منها بقليل! من الجيد أنني قد قرأت مرة إن أردت الاستمتاع بارتداء الكعب العالي لفترة طويلة في الأمسية خذي مقاسا أكبر منك بقليل 😊

الكعب العالي أتى بثماره هنا>< تحسنت طريقة مشيها و هي مغادرة، كان ممتعا إعطاؤهم المياه و الكيك و بعض الأشياء، هم ضيوفنا في العيادة و ضيوف الرحمن أيضا.

أتت سيدة أقدامها متسخة و تؤلمها، طلبت منها أن تغسل قدمها و كان يوجد لدينا " حمام" للحجاج، ذهبت و عادت، أجل أخبرتها أن تغسلها طوال الوقت و تجففها، خصوصا و أنها كانت مريضة سكر.

أتت لنا سيدة كذلك أرسلها لي د.هاني، كانت مسؤولة عن المخيم و تريد أدوية لحجاج المخيم، أعطيناها عدد كبيرا من الادوية، ولكن الاهم هي لم تكن طبيبة، شرحت لها أكثر من مرة الموضوع و تركتها تكتب في الجوال كل الملاحظات و الكلام لكل دواء على حدة، و بعد أن تأكدت من كونها فهمت الموضوع 100% تركتها تغادر.

سمعت بعدها صوت أذان في المخيم، يا إلهي د.أنمار يؤذن 😊 كانت المرة الاولى التي أسمع الأذان فيها في المخيم.

 كانت العيادة هادئة فاستغل الوقت الجونيورز بالتعلم على تركيب الIV lines، تركتهم يقومون بالموضوع و لكن بوجود غدير و كل مرة أذهب و أأكد عليهم، التعقيم و التعقيم و التعقيم.

و في آخر اليوم إصابتين في العيادة، خلاص انتهينا و حان الوقت لأن نمرض ><

المرة الأولى vasovagal attack بسبب الإبر، نفس المنظرالذي حصل لي في C section><

بسرعة أشرب مياه و ارفع أقدامك للأعلى مستندا على الجدر.

كان الموقف طريفا خصوصا و د.الباقر يتوعد الطالب بإدخاله للجراحات كل يوم حتى تزول هذه الحالة><

حاولت أن لا أخبره بالسبب و لكن لم أستطع قول أي شيء آخر >< كان واضحا جدا منذ النظرة الاولى مالذي حدث ><

و آخرها طالب أيضا جاء بنزيف في الأنف 😊 يا ويلي من الحرارة ><

كان النزيف بسيطا و تركته يضغط على أنفه و يرخي رأسه للأمام، و في النهاية يقوم بالاستنشاق و غسل أنفه بالماء حتى يزيل أي تجلطات للدم إن كانت موجودة في فتحة الأنف!

و سبب ذكري للعلاج كاملا هو أننا اعتدنا منذ الصغر على رفع الرأس للخلف حتى يتوقف الدم، و لكن هذه ممارسة صحية خاطئة و التصرف الصحيح لرعاف الأنف هو ما ذكرته لكم قبل لحظات.

كنت سعيدة جدا و فخورة يومها لأن الدكاترة جميعهم تركوني وحدي أدير العيادة! هذا معناه أنني كنت

 was safe and competent doctorو أن التجربة هنا جعلتني مستعدة جدا للعمل،

I was so fit there, and I can from now on fit in any similar situation

أحسست بإحساس ممتع جدا، شعرت لأول مرة في العيادة هناك أنني دكتورة فعلا، دكتورة دكتورة 😊

هذا غير كون رؤيتي لنتيجة عملي السنتين الماضيتين تسير أمامي ، و مهارة الطلاب الجونييورز و فخري بالمنهج الجديد المحدث ! حمدا لله يا الله.

بعدها قررنا أن يكون الاجتماع قبل المغرب، اجتماع الكلية اليومي، و كان رائعا و مليئا بالحماس! واحد من الطلاب تحدث حديثا رائعا محمسا يقشعر له البدن، كان من القلب لذا اخترق القلوب مباشرة.

كان الاجتماع جميلا لخص كل ما حدث في الأيام الماضية، و التقطت فيه صورة بانورامية خطيرة لنا جميعا فيه ^^

بعدها كان لابد من المغادرة، و التعجل في الجمرات و ما إلى ذلك >< لم يسبق لي التعجل في رمي الجمرات في السابق، و لم أفهم حكاية مغادرة منى إلا بعد أن شرحها متكرما د.أنمار لي.

قررت البقاء و العودة للمنزل غدا مع صديقاتي و الدكتورات، يومها كان أول يوم تنفسنا فيه الصعداء، حتى أن صديقاتنا في المخيم كن يقلن لنا مازحات:

اليوم صحصحوا الدكتورات 😊



في المساء رتبت العيادة مع د.الباقر، الأجهزة و أشياء وزارة الصحة و حقائب كليتنا لتجهيزها للمغادرة,



كان اليوم الأول و الوحيد الذي مر بهدوء، استمتعت بالجلوس كثيرا مع الجميع، كنا نتحدث و نشرب القهوة و كل الأشياء الجميلة الأخرى، استطعت حتى في ذلك اليوم أن أحادث أمي و أبي و شقيقاتي بهدوء و براحة أخيرا، مع بعض طلبات الآيس كريم لوالدي ><

وقتها كنت أرغب بتناول الآيس كريم جدا جدا. لم أملك وقتا للتفكير في اشتياقي لمنزلي و عائلتي غير هذا اليوم، حتى أن جدتي كانت تقول سعيدة بأنني قد كبرت! المرة السابقة لم أستطع احتمال تواجدي بعيدا عن المنزل، مع بعض الدموع و البكاء ><

كانت ستة أيام جميلة ممتعة جدا جدا، شعرت أنني في منزلي، عشت فيه في غرفة واحدة مع خمس فتيات رائعات، كنا نضحك و نمزح طول الوقت، مع بعض الصور الشريرة التي صورتها لهم " للأبد"

بالرغم من أن لدي غرفة وحدي في المنزل، لكن بيتنا الصغير ذاك بالبقالة و بأسرتنا المرتبة بطريقة رائعة، و أكواب قهوتنا! و رحلاتنا للمشي من و إلى المستشفى! الطعام الذي نحبه و كل شيء.

أمل، غدير، هديل، سمية، مرام، د.رويدا و د.منال.

 كمية الفصلات التي كانت تحصل في منتصف الليل><

و طرق د.رويدا و د.منال الجدر علينا!

أصمتوووا 😊

كانت رحلة رائعة و فرصة جميلة بالنسبة لي،  اكتسبت فيها العديد من الخبرات و الذكريات و حصلت فيها الكثير من المغامرات التي لا تقدر بثمن...

يومها كان اليوم الوحيد الذي استيقظنا فيه جميعنا مبكرا جدا، كان اليوم الأول و الأخير الذي شعرت أننا قضيناه في المخيم برفقة الجميع، الأيام السابقة كانت جنونية و مليييئة بالعمل و لم يكن هنالك وقت إلا للنوم و حديث و تصوير ما قبل النوم.

 عدت للمنزل صباح يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة في الساعة العاشرة صباحا تقريبا، و انتهت مغامرتي و رحلتي الرائعة في تطوع حج هذا العام 😊



و حتى نلقاكم في الأعوام القادمة بإذن الله في مواسم حج أخرى