Friday, November 25, 2016

يوم من الحياة بلا إنترنت ...~


هل فكرتم يوما كيف ستكون الحياة بلا يوم واحد من الإنترنت ؟
مالذي يمكن أن يحصل و كيف سيكون تأثيره عليكم ؟

قد تتذكرون الماضي و الحياة بدونه ..لكن هذا ليس ما أعنيه و لا أريد منكم أن تتخيلوا بل أن تعيشوا التجربة ..

و لا لم نعد بالزمن عشر سنين إلى الوراء بل حدث هذا بالأمس فقط !!! ...
لي أنا شخصيا !

صادف أن توقفت خدمة الانترنت في منزلنا يوم الأمس تماما .. انترنت المنزل و الخاص بي و الآخر الخاص بشقيقتي نظرا لأنني قمت بتفعيلها في يوم واحد قبل ثلاثة أشهر ..المهم أنها توقفت تماما الساعة السابعة مساء ... و يال المفاجأة ...فكرت صباح اليوم بالتأثير الذي خلفه يوم واحد من انقطاعه هكذا تماما للمرة الأولى في منزلنا !  قمتُ بالتركيز قليلا على ما قمت به يوم أمس و حتى اليوم إلى اللحظة التي عاد فيها للعمل ...ساعدني على ملاحظة الفرق الأمور العجيبة التي حصلت صباح اليوم و افتقدتها منذ فترة طويلة ... لم أعرف أنني افتقدتها إلا الآن ...

هيا نبدأ منذ اللحظة التي انقطع فيها:

قضيتُ وقتا طويلا برفقة عائلتي و شاهدنا التلفاز سويا ... منذ زمن طويل لم أفعل ذلك ،، مشاهدة التلفاز نشاط أحبه كثيرا برفقة عائلتي و لم أدرك أنني توقفتُ عنه حتى لحظة أمس ... قمتُ بترتيب غرفتي و تنظيفها ... جهزتُ حقيبتي لدوام يوم غد ... قمت بعمل خطتي الأسبوعية ، تناولت طعام العشاء و استحممت و قمت بغسيل الصحون الأمر الذي لا أطيقه و نادرا ما أقوم به ..جهزت نسخة أولية من مشروع أعمل عليه ... و قمت بالكتابة في دفتري الخطير السري

بالطبع هذه أنشطة عادية جدا لكن الغير عادي أنني عدتُ إلى غرفتي في تمام العاشرة و النصف ! لم أشعر ولا لدقيقة واحدة بأنني قمتُ بأي شيء بسرعة على غير العادة ! أخذتُ وقتي بهدوء و قمت بكل شيء أرغب به حتى غزى النعاس عيناي! كانت الساعة الحادية عشر و الوقت مبكر جدا ..أمسكتُ هاتفي كما أفعل عادة ..هممت باللعب لكن لعبتي الجديدة التي اكتشفتها قبل يومين فقط لا تعمل إلا باستخدام الانترنت ... بحثت في الصور و قمت بترتيب الكثير منها ...حذفت بعض الملفات ... مللتُ كثيرا فقررت قراءة كتاب الكتروني ... وجدتُ أنني توقفت المرة الماضية عند عقدة سندريلا ! أكملتُ فيه على مضض لأنني لم أعرف ما أفعل غير ذلك ، الحق يقال الكتاب جميل و ممتع جدا جدا و خاصة لمحبي علم النفس أمثالي ...و جاءت الساعة الثانية عشر و الربع و قررت النوم و يال المفاجأة لقد نمت بسهولة حقا ! كنت طوال الفترة الماضية أشكو من عدم قدرتي على النوم ليلا مبكرا رغم أنني أكون على سريري في وقت محدد لكنني لا أنام فعليا إلا بعد مرور ثلاث أو أربع ساعات من الوقت المحدد... بالطبع كنت أشعر بالملل و كنت أقضي وقتي أقوم بعمل أي شيء على هاتفي حتى أنام ...لكن لعل السبب فعليا هو جوالي العزيز و ليس العكس كما كنت أظن  !  
استيقظت بهدوء ...قضيت وقتا طويلا على مائدة الإفطار مع أمي و شقيقتي ... ارتديت ملابسي و انتهيت قبل الوقت بكثير ... لم يكن هاتفي في يدي ... بل كان ممتلئ الشاحن و لم أضطر لشحنه و هذه بحد ذاتها معجزة ! في السيارة ..في المستشفى وقت وصولي ... تناولي للإفطار و حديثي مع أصدقائي دون تفقد مني لهاتفي أبدا !
أعتقد أن ما شعرت به هو السكينة حقا ..كل شيء يتم بهدوء منذ فترة طويلة جدا  ،،، افتقدت الإحساس بضغط الوقت و ضرورة سرعة العمل حتى و إن كانت أشياء يومية عادية ...لم أشعر أنني في سباق مع الوقت أبدا ... لم أنتظر الأشياء و قدومها في عقلي اللاواعي ...ذلك الذي يدفعنا لتفقد هاتفنا حتى و إن لم نكن ننتظر أو نريد شيئا محددا ! كان مجرد يوم عادي كما يفترض به أن يكون ...و لكنه بالنسبة لي كان غير عادي أبدا ...
أثناء كتابتي فقط للمقال الآن لا أذكر كم مرة قمت فيها بتفقد هاتفي .... ربما دقيقة أو اثنتين مضت مع كل مرة ...ما يدفعني للتفكير في أمر الاتصال اللامنقطع هذا و مدى تأثيره حقا علي ! أشياء كثيرة اعتدت عليها و لم أفكر في طريقة لتغييرها لأنني لم ألحظها قبل اليوم !
ممتنة جدا لتجربتي ليوم جميل كهذا ..أتمنى أن تأتيكم فرصة و تجربوه أيضا ...~