Thursday, August 24, 2017

لبيك ربي و إن لم أكن بين الزحام ملبيا ...~

مرحبا مجددا يا رفاق..
نهاركم سعيد 😍
نظرا لوجود ما يسمى ب" مرابطة" الحج لجميع الكوادر الصحية غير الطلاب "غالبا"فيؤسفني إبلاغكم أنني سأتوقف خلالها عن الكتابة هنا 🙊❤

أعود لكم بإذن الله بعد انتهائها في يوم ١١ سبتمبر ٢٠١٧ أي ما يوافق ٢٠ من ذي الحجة بإذن الله 😍

أدعو لي كثيرا كذلك في هذه الأيام الفضيلة 😇❤
لدي امتحان جميل يوم ٩ سبتمبر  🙊❤
سأحدثكم عن كل الامتحانات في مرحلة الامتياز كما وعدتكم بعد صدور النتائج بإذن الله
أراكم لاحقا ⭐🌟

بقيت تدوينة واحدة سرية جميلة و لكن لن أحدد لها يوما حتى تبقوا على حماسكم 🙊❤

في أمان الله و حفظه و رعايته ❤

شمقرينا ...~ 

صباح مروق جميل 😍
استيقظت بنفسي اليوم " مو بابا ولا ماما ولا أخواتي"
شعور الاستيقاظ بنفسك جميل جدا، كما أن النوم مبكرا يؤتي ثماره حقا.
استحممت و هذه من المعجزات الصباحية أيضا، عادة أفضل الليل... و لكن اليوم كان جميلا لطيفا من بدايته.

في الطريق بمجرد أن توقفنا عند بارنيز إذا بالعامل يكرر طلبي لي دون أن أقول شيئا 🤣

لقد حفظه ماشاء الله 🤣

دخلت اليوم بهدوء شديد و قررت الاستمتاع بما يوفره جو المركز الخاص بالبنات!
دعوني أشعر قليلا بأنني فيميل دوكتور و " أنبسط بنفسي شوية 🤣"

أثناء انتظار فتح مكتب المدير حتى أوقع فيه نظرت لعيادة الأسنان، لم يسبق أن زرتها أبدا أبدا هنا في المركز، دخلت و فتحت الباب!
كانت جميلة " تشرح الخاطر" فعليا!
وااااسعة بإضاءة ممتازة وو أحببتها كثيرا 😍
أصرت مساعدة الطبيبة على أنها ليست جميلة و "خربت" بمرور الزمن.
لكن في الحقيقة بالنسبة لي كانت أكثر عيادة أسنان " تشرح الخاطر" سبق و أن زرتها 🙊
لاحقا اكتشفت أن الطبيبة التي تعمل هناك هي شقيقة صديقتي الكبرى 🙊
لم أكتشف ذلك كوني غادرت قبل وصولها،، أتمنى غدا أن تكون موجودة حتى أزورها و أراها 😍


أصبح في منتصف اليوم اسمي اليوم " شمقرينا" و أنا مثلكم لا أعرف من هي ولا ما معنى الكلمة ولا إن كانت كلمة حقيقية أصلا!
على كل كان اليوم فيه من الجري الشيء الكثير،
"كل بعد شوية غطووووا في ميل داخل ☻"

و في الآخر أصررن العاملات على أن شعري السبب، وإلا لا يوجد حل لما حصل اليوم 😂

على كل إن كنت فتاة طبيبة أنصحك بشدة عندما يأتي دور روتيشن طب الأسرة في السنة السادسة أو الامتياز أن تجربي إحساس " الشياكة الدكتورية" كما في الجامعة عندما تكون الأستاذة " فيميل"
شعري يتنفس أخيرا 🤣
لكن قبل ذلك تأكدن من الdress code فقط للمركز، تأكدت أن عدم ارتداء الطرحة مسموح بالطبع 🙊
آسفة للشباب و لكن هذا موضوع مهم لنا 😎


كان يوما ممتعا جميلا استمتعت فيه كثيرا، و شربنا القهوة و أنهيناها و تقاتلنا عليها حرفيا، و خالة رازقة تشعر بالسعادة العارمة بالطبع 🙊
لا تصدقون كمية السعادة التي تدخل على قلبها بمجرد شربكم لقهوتها.

كان يوما خفيفا حيث كان عدد المرضى الكلي في العيادات العامة ٥٥ مريضة تقريبا، و هو مقارنة بما نراه يوميا أي ثلاثة أضعاف أو أربعة أضعاف هذا العدد، هذا غير تطعيم الأطفال و عيادات الأخصائيات و عيادة الأمومة يعتبر قليل و هادئ جدا و ترك لنا مساحة كبيرة من الفراغ.

أمضيناها بالحديث، بالنسبة لي الحديث معهن يجلب السعادة حقا أشعر كأنهم عائلتي، أحببتهم كثيرا و ربما أن قررت التخصص يوما في طب الأسرة سأختار المركز هذا بالذات للعمل فيه 🙊❤
و أحببت بيئة العمل و العيادة العامة أكثر من بقية أنواع العيادات حتى عيادة الطفل السليم.


لكن اليوم لم يخلو من الحالات الغريبة و المواقف التي تحبس الأنفاس و بالذات مع هذه المريضة و سأترك حكايتها لآخر التدوينة لسبب تعرفونه لاحقا 🙊

كنت في البداية أنتظر في عيادتي العزيزة عيادة ٣، و بعد مضي وقت أتت الممرضة لتسأل هل أتت الدكتورة ؟
نظرت لها مستغربة و أخبرتها أن هذه عيادة د.روان!
- اليوم أربعاء يعني عيادة الحوامل!
- ماااذا ؟؟؟؟
و نهضت و نفدت بجلدي هربا من العيادة، لا أريد أن أمتص أي طاقة سلبية في هذا الصباح الجميل، كما أنني أحب عيادات الجنرال أكثر 🙊❤

و هنا كان لابد من الذهاب لعيادة ١! كانت العيادة كبيرة جدا و لكنني لم أكن أحبها أو أشعر فيها بالراحة، لعل السبب هو أن الإضاءة فيها ليست " شمسا مشرقة" كما أحب،
أو ربما لسبب آخر لا أعرفه، المهم أنني لا أحب الجلوس هناك.
أتت سيدة في عمر الخمسين، كنت أسمع لشكواها،، أصبحت قلقة، تغضب بسرعة، مزاجها متقلب قليلا، و لم تكن كذلك أبدا في الفترة الأخيرة و أمور غيرها من هذا القبيل، كانت سيدة لطيفة تتحدث بلباقة، أفزعتني قليلا عندما ذكرت معلومة عنها و نظرت لاسمها فورا لأتأكد، للأسف هنالك امرأة واحدة لا أتمنى ولا حتى مصادفة أن أقابلها أبدا لأسباب شخصية، و لكنني تنفست الصعداء عندما لم تكن هي بعدما رأيت اسمها.
رن في بالي سؤال لها و هذه أول مرة أسأله لسيدة في هذا العمر؟
- هل توقفت الدورة عندك ؟
- على وشك.

لعل هذا هو السبب؛ كان هذا الشيء الوحيد الذي يفسر أعراضها، و لم تكن تعاني من أي مرض مزمن الحمدلله.


أتت سيدة أخرى سورية، كانت تشكو من شيء بسيط و لكن مصطلحاتهم تجعلك تفغر فمك و تفتح عينك من الصدمة،
ألم في البلعوم!
أقسم أنني " تنحت" لثوان!
بلعوم!
رن في عقلي laryngeal cancer ><
و بعد ثوان من الاستيعاب و "الفجعة" فهمت قصدها!
ألم في البلعوم، تقصد ألم في حلقها><
و بعد الفحص كان هنالك التهاب بسيط في حلقها.

أحببت في المركز ثقافة الطبيبات بعدم وصف مضاد حيوي لالتهاب الجهاز التنفسي، لم أرى أي طبيبة منهن جميعا تفعل ذلك، قمت بعمل بحث في السابق عن هذا الموضوع في المراكز الصحية في مكة العام الماضي.
و لكنني حقا فخورة و لم أصادف ال
Antibiotic misuse


كثيرون أيضا أمهات و أطفالهن و فتيات وحدهن كن مصابات بالإسهال، إجازة و حج و طعام من الخارج = الكثير من تسمم الطعام و الGastroenteritis


اليوم أيضا لأول مرة أصادف مشكلة الخط الصحي الغير مفهوم... في البداية أرسلنا سيدة لقياس الضغط، عادت و إذا بي أنظر للرقم؟؟
198 ؟؟؟؟؟ 😱
أو 140 ؟

أخذت الورقة و جريت لغرفة الضماد! ما الرقم ؟؟؟
و في الحقيقة كان 140 !
حمدا لله ، و عدت مشيا للعيادة.

أيضا في نهاية اليوم عادت القراءة لسيدة مصابة بالسكر، كان السكر ١٤ 😱
جريت بصورة أكبر، يستحيل نظريا أن تكون سيدة تمشي على رجلها بسكر قيمته ١٤ !! و لكن كل شيء ممكن ولا يوجد شيء بنسبة ١٠٠% في الطب 😱
وو كان ٩٤ حمدا لله ☻
لدي مشكلة مع طريقة كتابة رقم ٩ للممرضة هذه ☻


أتت لنا سيدة أخرى بحالة غريبة لم يسبق أن رأيت مثلها في المركز، كان كل وصفها و أعراضها و شكواها و نوع العلاج الذي تلقته يوحي بأنها كانت تعاني من
Atrial Fibrillation
هذا لم يكن الشيء الأغرب، الأغرب في الأمر أنها شخصت بضغط " عرضي"
حسنا أول مرة أسمع بشيء كهذا!
و تأخذ مدرا للبول وقت أن تشعر أنه ارتفع ☻
يا سيدة لا يوجد شيء اسمه كذلك، ضغط يعني تأخذين دواءك بانتظام ! و ليس فقط أي مدر عادي للبول بل تأخذ أحيانا المدر القوي اللازيكس ☻

و لكنها كانت مقتنعة تماما هي و ابنتها بهذه النظرية و لا أعتقد أن محاولاتنا في إقناعها قد نجحت.

و في خضم الأمور دخلت لنا أم بطفلها، ما المشكلة؟
و فجأة أنظر لنوع و انتشار الحبوب !

- عنققققققز 😱😱😱😱
يجب أن أهرب ☻
و هربت و ذهبت للغرفة، و تهزأت حرفيا من سستر منال  لأنني نسيت أني أخذت تطعيم العنقز قبل أسابيع ☻
و هي من طعمتني 🏃‍♀️🏃‍♀️🏃‍♀️🏃‍♀️


أتت مريضة كذلك بكت من السعادة بعد أن أخذنا تاريخها المرضي و فحصناها، أتت تشكو من "حرقان" في صدرها،، في البداية ظننت أنها تتحدث عن الchest، و كنت أسألها عما أظنه ألما في الصدر،، و بعد الحديث معها اكتشفت أن قصدها " حرقان" في نفس الثدي ><
كانت تشير على صدرها في البداية ><
على كل بعد الفحص كان مجرد شيء بسيط يحتاج لكريم مرطب فقط! لم يكن هنالك احمرار و لا افرازات و لا كتل ولا أي شيء، حتى درجة الحرارة لم تكن مختلفة.
المسكينة ظنت أنها مصابة بالسرطان ><
سرطان في يوم و ليلة ><
في الحقيقة عندما يؤلمك عادة ما نفرح نحن الأطباء، في الغالب الأشياء الخطيرة لا تؤلم..
المسيكنة أسرعت تقول و الدموع في عينيها:
- مافي شي منجد ؟
كلا لا تفزعي، ستكونين بخير أن شاء الله..
بكت من السعادة و خرجت تدعو لنا..

أتت سيدة مع ابنها الصغير كذلك، لم يكن يريد الدخول فمبجرد أنا رآنا ترك أمه و خرج من العيادة 😂
لحقته و حملته و أدخلته للداخل، أثناء حملي له لم يكن يرتدي " فنيلة"
كان يرتدي فقط البلوزة على صدره بدون ملابس داخلية.
سألت والدته لماذا؟
أجابتني لأن الجو حار، أخبرتها أنها هكذا تزيد من الحرارة، الفنيلة مهمة و تمتص العرق، كما أنها من القطن و هو ما وافقتني عليه د.روان.
و بعد شد و رد ووصف و تأشير باليد في الهواء و شرح الألوان كانت تسميها " بربتوز" و أنا كنت أسميها " فنيلة"
لا أعرف حقيقة الاسم العام المنتشر لها 😂 لكن المهم أننا فهمنا بعضنا في النهاية و هي كذلك قد فهمت مرادي.
بعد لحظات سألتني ماذا تعملين؟
أخبرتها د.روان أنها الطبيبة و أنني طبيبة امتياز أي دكتورة تحت التدريب
لتقول المريضة:
- ماشاء الله ما يحتاج لك، تجاوبي قبلها 🙊
و الحقيقة أنني وقتها لم أقل شيئا و لكن ربما تعابير وجهي المأكدة لما تقول الطبيبة جعلتها تشعر بذلك 🙊😇❤

و الآن دعوني أحك لكم عن مريضتنا التي أقابل نوعيتها للمرة الأولى،، في البداية أتتنا سيدة تشكو من دوار شديد في الصباح، أخذتها لغرفة الضماد و قست لها الضغط و السكر،
أحب غرفة الضماد و أحب عمل هذه الأشياء، على كل كان كل شيء ممتازا.
عدت للعيادة و أخبرت د.روان أنني عندما لمست يدها كانت ساخنة، شعرت أنها مصابة بالحمى ربما.
لابد من سبب لما تعانيه.
طلبنا لها تحليل دم عاجل مع قياس للحرارة.
خرجت المريضة و إذا بد.روان تخبرني:
أعتقد أن هذه المريضة تريد فقط سك ليف! أي إجازة مرضية!
عادت لنا المريضة و لم تكن هنالك حمى و لا فقر دم، أخبرتنا أنها تعمل بوظيفة في المساء، و كتبنا لها فيتامينات متعددة فقط..

في الظهر تقريبا الساعة الثانية أتت مريضة تسألنا:
هل تعرفون مريضة تسمى بهذا الاسم؟
سألتنا جميعا و أنا أيضا!
أخبرتها بصدق أنني لا أتذكر مريضة بهذا الاسم، أوكي لا أتذكر المرضى لكن لو رأيتها اليوم كنت سأتذكرها، و لكني لم أنظر لهذا الاسم في أي وصفة طبية،،

كنت عند عيادة الأخصائية نناقشها في مريضة تعاني انتفاخا في الرجل عندما نادت علي د.دعاء!
- شهد هل تعرفين اسم هذه المريضة؟
تقول أنني قابلت هذه السيدة، و لكنني نفيت الإجابة.


و بعد لحظات عادت مريضة الصباح!
كانت هي نفسها !
كما أخبرتنا د.روان!
أريد أن تكتبوا لي أجازة مرضية!
المشكلة أن د.روان ذهبت لتحضر بناتها و ماهي ألا ثوان حتى عادت، و على الفور استقبلتها بالخبر، عادت نفس المريضة و حصل نفس ما توقعتي تماما!
لكن د.دانية كانت في العيادة، أحضرت المريضة وصفة جديدة و أخبرت د.دانية بحالتها تماما و ما قمنا به من فحوصات لها.

و ذهبت مع بنات د.روان الجميلتين 🙊❤
إلين و سوسو 🙊❤

و بعد مضاربات أصبحت إلين صديقتي أخيرا 🙊❤
بعد أن تركتها تلعب في هاتفي طبعا 🙊❤"

رأيكم يهمني:
https://goo.gl/forms/e9ulPO9Ddccc0XUM2
طابت ليلتكم ~


Tuesday, August 22, 2017

نظام العمل ...و ملف الجمل بما حمل ~ 


صباح رطب اليوم مليء بالنعاس وو شهد خارج التغطية اليوم...
أمضيت بداية اليوم في النقاش مع الطبيبات بخصوص المستقبل و المهنة و الامتحانات و ما إلى ذلك، و نفس الكلمات التي أسمعها:
- أنت فتاة غريبة جدا.
خصوصا عندما أخبرهم أنني أحب الأورام جدا جدا و أحب الأبحاث و الكلية و التعليم و طب الأسرة كذلك 🙊

من الأشياء الصادمة كذلك و الأسئلة المهمة
لم تزد النقاشات شيئا علي  و لكني اكتسبت أفكارا و خبرات، من حياتهم و طبيعة الأشياء التي تعجبني أو لا تعجبني و تشكل جزءا كبيرا من حياتهم.

الحل الوحيد الذي أخبرتني إياه الطبيبة أن أقلل ساعات نومي، و لكنه ليس زائدا أصلا حتى أقوم بتقليله؟ هذا غير صحي أبدا، على الأقل أعتقد ذلك.
كما أن صحة الإنسان الذهنية و البدنية أغلى ما يملك، و النوم من مقدسات الحياة!

لم أشرب قهوتي بعد و أنشغلت بالنقاش، كلهن أخصائيات و يتحدثن من واقع حياتهن، هذا كله و أنا لست متزوجة و لا أعتني بأطفال صغار!
العمل ممتع جدا، و مقابلة الناس و التعرف على الكثير و الكثير و الكثير!
أعني أن العمل هنا حقا تجربة مثيرة و ممتعة لأقصى حد و تثري الشخص، شعرت خلال فترتي القصيرة هنا أنني نضجت و تعلمت أشياء كثيرة جدا، ليس في مهنتي فقط و إنما على مستواي الشخصي، اكتشفت أشياء و نقاط قوة في لم أكن أظن بأني أملكها سابقا! ا
هذا غير استمتاعي و جلوسي يوميا مع طاقم العمل،
بالرغم من أنهن جميعا أكبر مني بكثير و لكني أحب الجلوس معهن و نستمتع سويا بالحديث كثيرا.

و لكن اهتمامي و تركيزي على ما بعد العمل؛ كما تعرفون على نوعية الحياة التي سأحياها و أريد أن أمضي عمري فيها، هي حياة واحدة سنعيشها فقط،
و هذا ما أحاول اكتشافه حاليا و أركز كل طاقتي عليه.
 ترتيب يومي و حياتي يعطي فرصة أكبر لتصفية ذهني و تسهيل موضوع اتخاذ القرارات ، لا تصدقون أني أيضا أصبحت أرتب غرفتي يوميا و هي مرتبة جدا و " معجزة"
 حتى أن شقيقتي الصغرى لم تصدق عندما دخلتها بالأمس 😂
أنا لا أنزعج " من القربعة" أبدا و لم تكن لدي مشكلة أبدا بخصوص الموضوع، و دائما بالطبع ما تغضب إمي من غرفتي " المقربعة" ، و تعرفون حكاياتها عندما تحاول ترتيبها لي و أنا أرفض و أغضب وو كل شيء 🏃‍♀️🏃‍♀️🏃‍♀️🏃‍♀️
 و لكنني اكتشفت أن غرفتي عندما تكون مرتبة و منظمة تمنحني إحساسا رائعا أن كل شيء بخير و مرتب و منظم، و سيكون على ما يرام و كل شيء في وقته كما أشتهي.

وو " هيا لأجعل العالم مكانا أفضل" حاليا يعتبر شعاري في هذه الفترة 🙊
أبدأ بنفسي حتى أشعر بأني أفضل و أستطيع إحداث تغيير في العالم الجميل ❤

سبب حديثي عن هذا الموضوع و فتحي للمدونة من الأساس ليس فقط لسرد الحكايا الطبية التي أواجهها.
و لكن لأخبركم بتفاصيل الرحلة و الاختيارات و القرارات التي يجب أن أقوم بها في هذه المرحلة، كما أخبرتكم أنها ستكون فاصلة حرفيا.

كثيرون أخبروني و كذلك الطبيبات اليوم أن أستمتع فقط بمرحلة الامتياز و بعدها سيأتي كل شيء؛ حسنا شكرا على النصيحة و لكن المشي هكذا دون هدف محدد واضح و دون وجهة ليس جيدا أيضا، هذا بالإضافة أنني مستمتعة و أبذل قصارى جهدي للتعلم و التعليم 🙊❤

بعدها أتوا على ذكر موضوع المرابطة، مرابطة الحج في المستشفيات، و حتى المركز الصحي يا عالم مفتوح ل ٢٤ و ساعة. لكن فقط لكل طبيب مدة مرابطة ١٢ ساعة، السعيد بنزول اسمه، و الغير سعيد بعدم نزول اسمه، و أخبروني عن طريقة الخطابات و ما إلى ذلك..

- لحظة هذا "المرد" جديد لم أره قبلا!

- يا دكتورة شهد! (( موظفات الاستقبال هن الوحيدات اللواتي ينادينني باسمي كاملا، دكتورة شهد))
- أنت اليوم خارج التغطية 🤣 هذا موجود من سنييييييين 😱


أنشغلت اليوم كذلك بأمور التقييم و إجازة الحج، مركز التدريب كله سيرابط في الحج و لن يعودوا إلا يوم ٢٠ من الشهر، و سأبدأ روتيشني الجديد يوم ١٢ ذو الحجة 😱
و يجب أن يتم إرسال الأوراق للكلية يوم ٣١ أغسطس تماما أي يوم ٩ من شهر ذي الحجة.

و حسنا هيا ماذا ننتظر، نذهب و نحدث و نقنع العالم!
بالطبع زملاؤنا ممن لديهم الروتيشن الأول مدة شهرين لن يواجهوا شيئا كهذا. ولكن لا بأس نتعلم و نستفيد و وافقوا و الحمدلله انتهينا من ختم ورقة التدريب، انتهيت كذلك من البورتفوليو " ملف الجمل بما حمل" و هي كناية عن احتوائه على كافة التفاصيل.
و هيا لابد أن نختم الأوراق من عندهم قبل التاريخ. أي اليوم! سيبدأ الحج غدا بإذن الله.
ختمناه الحمدلله، و داخل خضم العفرتة " أنحبسنا" في الداخل، لم نعرف كيف نفتح الباب و ظننا أننا علقنا ☻
الحمدلله أن بشرى موجودة و إلا اضطررت لصعود الدرج مجددا ><

أيضا في خضم ذلك زارنا مفتشون، مرتين في نفس اليوم، مرة فتيات و من ثم ميل!
واحدة من تلك اللحظات التي تدفع فيها " شهد" ضريبة الشياكة.. لا حاجة لإخباركم أنني قررت لبس لاب كوتي الجميل القصير اليوم ☻
حتى و إن كنت ألبس سكرب تحته ولكني لا أحب ذلك... كنت قررت الاستمتاع بكون المكان فيميليا بحتيا و فرصة للدكترة الحقيقية الفيميلية 🤣🏃‍♀️



بعدها كنت متشردة بين العيادات لا أعلم أين أجلس، أخيرا عدت لعيادة د.روان، طفلة صغيرة كانت تجلس و تقلد كل حركة أقوم بها، أرفع يدي، أفتح فمي، و أصبحت أقوم بحركات غبية مضحكة و هي تقلد حرفيا 😂
ضحكت كثيرا و هي كذلك أضحكت نفسها بالقوة 😂😂😂😂
الأطفال ياخي 🙊

أتت لنا مريضة أخرى بعمر 56 عاما، ظهرت لها شعرتان بيضاوتان في رأسها و في يديها، كانت تصر على عمل تحليل نسبة صبغة الميلانين 😱
من أين لنا بتحليل كهذا هنا ☻

طفلة أخرى صغيرة تعاني من بقع بيضاء تسبب الحكة منتشرة في رأسها و رقبتها و الآن جسدها، كانت بشرتها داكنة فلم تبدو أبدا الإصابة من نوع محدد، بحثت في النت كذلك و لكني لم أعثر على شيء يشبه ما رأيت.
المضحك أننا أخذنا الطفلة و والدتها في كل غرف الطبيبات الأخصائية و الاستشارية حتى نسأل عن آرائهن بخصوص الموضوع، و في كل مرة تكون والدة الطفلة في الخارج و تتركها معنا، و في كل مرة أسألها:
- ألست والدة الطفلة؟
- بلى!
- أدخلي معها يا امرأة ☻
و من ثم تدخل! كانت تبدو سيدة خجولة و أعتقد أنها كانت تنتظر في الخارج بسبب وجود مريضات في الداخل عندما كنا نقتحم العيادات 🏃‍♀️

كنت سأخرج الساعة الثانية عشر، اجتماع مع المنتور بخصوص نهاية الروتيشن و البورت فوليو و قبل مرابطة الحج ☻

علمت أن د.روان ستحضر بناتها اليوم،
- لاااااااع أحضريهم غدا حتى أستطيع رؤيتهم 😇

ووو يس رضيت  🙊🙊🙊🙊🙊🙊🙊


ذهبت بعدها لمستشفى عبدالله، تناولت طعام الغداء في الكافتيريا و قابلت ممرضة جديدة أتت منذ شهر فقط، نودية ممرضة ال ICU.
سأتذكرها بإذن الله عندما أزور المستشفى أيام روتيشناتي.

و أنا متوجهة لمركز التدريب و التعليم حيث اجتماعي في الساعة الواحدة و النصف إذا بجرس الإنذار يهز أركان المستشفى!! تبعه صوت المعلق:
Attention Please
Code Red
Neuroscience 3rd Floor
Electricity Unit

نعععم !!!
كود ريد! يعني إصابات كثيرة،  يعني كهرباء، يعني حريق، يعني مصيبة 😱

خفت ثانيتين فقط و بعدها علمت أنه اختبار تدريبي فقط.

ذهبت للاجتماع و التقيت بمنتوري د.أسامة بارشيد، احتللنا غرفة الاجتماعات و ماشاء الله تحدثنا مطولا!
كان رائعا صبورا أجاب على كل أسئلتي بصدر رحب، شرح لي تجربته الشخصية و أسباب اختياره لتخصصه و الفروق بينها و بين تخصص آخر.
لم اختار هذا و لم يختر ذاك، أولوياته في الحياة و أشياء كثيرة أخرى 😍
نصحني و وسع آفاقي لاختيار تخصص المستقبل، أهمية معرفتي للواقع مع الاحتفاظ برغبتي الجبارة في التحسين و التطوير. مناقشتي لشخص بمثل هذه العقلية و التفكير، أول مرة أفكر في مثل هذه النواحي خلال تفكيري، و للروعة كنا نتشارك الكثير من الأفكار و المعتقدات و الأولويات!
إلى جانب خبرته الكبيرة في الأبحاث 😍
ناقشته بخصوص فكرة و أهميتها و شرح لي نموذجا من أبحاثه و كيف استفاد منه! رغم أنه فقط مجرد كروس سيكشنال ستدي!
كيف ننظر للبعد الأكبر، و الصورة الأوسع؟ فيما سيفيدنا هذا الشيء؟
ما الفرق بين الQualitative research و الAwareness research ?
أنا سعيدة جدا باختياره مرشدا لي 😍

و أخيرا سؤالي له:
How can you be sure this is the right one for you?
You will never know, Shahd. That's the beauty of life, It's a journey full of adventures.


طاب يومكم و منزلكم و سيارتكم و قيادتنا قريبا.
" تتحدث من المشفى و هي مخلصة من زماااااااااااان" 

Monday, August 21, 2017

عيادة الأمومة ... ~  

يوم آخر أبدأ فيه دوامي في المركز، مع كل حماس العالم الكبير اليوم! 
أخيرا ستفتح عيادة الحوامل 😍 
و سأرى ال US أخيرا! 

في البداية انتظرنا في غرفة الأخصائيات حتى تنتهي " ميهرو" من غرفتنا. 
كنت خائفة أن لا تأتي أي مريضة حامل اليوم، خشيت بسبب إقفالها طوال الشهرين الماضيين أن لا يعرف المرضى أي شيء عنها. 
لكن دخول د.سارة جعل عيناي تلتمع من الشر 👿 
_ د.سارة! إن لم تأت أي مريضة لنا سوف نعمل US عليك👿
د.سارة: 😱☻💣
_ لن أغادر من دون رؤية US 🏃‍♀️

أصرت الطبيبات على أنني أريد التخصص في النساء و الولادة، و لكن هذا غير صحيح، أنا أريد تعلم الUS فقط، الأشعة مهمة و فن أيضا.
أتقن بدرجة ممتازة ال CT، و إلى حد ما الX ray الخاص بالصدر، و لكن الUS بالنسبة لي عبارة عن هرم مشوب بالسواد و البياض..
لا أستطيع أن أخبر أي شيء أو أعرف شيئا منها! تبدو بالنسبة لي مجسم في بعد فارغ كالثقب الأسود في المجرات ><
لم أطل الكلام و خرجت بسرعة حتى لا أفوت أي مريضة واحدة.
ذهبت لعيادة الحوامل، و لأخبركم سرا هي نفسها عيادة ٣ .. و سر آخر أيضا، كما أخبرتكم سابقا أن هذا مستوصفي 🙊
أذكر يوما أنني كنت مريضة و أتيت للمركز، و عندما حان دوري نظرت للعيادة 😱
- مام دي عيادة حوامل ☻
لتخبرنا بعدها أنها في أيام معينة فقط و ليس اليوم 😂
جيد، تخيلوا موقفي! 
يبدو الأمر مرعبا بكل فكرات الUS و الأشياء الأخرى😝


في العيادة بدأنا بالتعرف على المكونات و محتوياتها، 
دولاب به ملفات مكتوب فيها الشهور العربية، كما تشاهدون في الصورة: 

و هنا الشهر نقصد به موعد الولادة المتوقع🙊
Expected date of delivery (EDD)
نستطيع حساب المدة بطريقة حسابية بسيطة حسب استخدامنا للتاريخ الهجري أو الميلادي
و كذلك باستخدام هذه الدائرة الخطيرة لتسهيل الموضوع 🙊
جميعكم ستحصلون على واحدة خلال كورس النساء و الولادة في كليتنا العزيزة 😎
على كل الأمر بسيط، في البداية نحتاج فقط لمعرفة أول يوم من آخر دورة شهرية للفتاة، و بعدها نستطيع الحساب، و نسميها LMP last menstrual period 
هذا الرمز LMP شهير جدا. 

هنالك كذلك نوعين من الملفات، ملف مختصر مكون من ست صفحات للمريضة و تحتفظ به الطبيبة في المركز، و ملف آخر يسمى الجواز الصحي للأم و الطفل، و هذه إضافة رائعة و مجهود يشكر عليه من عمله حقا! 
و هذا كتيب مكتوب باللغة العربية للأمهات، بلغة بسيطة مفهومة، فيه الكثير من النصائح و نكتب فيه كذلك معلومات الزيارة الخاصة بها. 
خلاصة القول أنه رائع! 
أخذت نسخة فارغة منه حتى أشاهده بأريحية تامة في المنزل، أحب السجلات و الإحصائيات جدا جدا. 

قبل أن نبدأ عرضت مساعدتي للممرضات لقص بعض الأوراق، هم لديهم عمل أهم و شرح لطريقة النظام نظرا لوجود ممرضة جديدة لم يسبق لها العمل هنا. 
دعي لي الأمور بسيطة و اهتمي أنت بالباقي 😍

دخلت المريضة الأولى، قبل أن تدخل قرأت ملفها كاملا حتى أعرف تقدمها و ما إلى ذلك. و لكن مهما كان مكتوبا هذا لا يعفي من سؤال المريضة شخصيا، أتت و جلست لعمل التحاليل. 
نسيت إخباركم أن العيادة "على مستوى"  فعلا! 
في كل زيارة نقوم بعمل جميع التحاليل اللازمة للحمل، تحليل الدم و السكر و الضغط و البول. و في البداية عند فتح الملف نضيف TORCH، و باقي التحاليل حسب حالة المريضة إن احتاجت إلى شيء إضافي و هكذا. 
عدد الزيارات للمريضة بالحمل الطبيعي أربعة فقط، واحدة كل ٣ أشهر أو ما نطلق عليه في الطب Trimester، في الحمل عندنا ثلاث ترايميسترز، و في آخر شهر للحمل تزورنا مرتين و هكذا تكمل أربع زيارات روتينية. 
نقيس لها في كل مرة كذلك الوزن و الطول و نحسب الBMI، حتى نخبرها بكمية الزيادة الطبيعية للوزن في الحمل اعتمادا عليها. هنالك فتيات لا يزدن طوال فترة الحمل سوى ثلاث كيلوقرامات! و الطفل سليم و ينمو و كمية المياه مناسبة! 
أخبرتنا الطبيبة اليوم و أنا أناقشها في كمية الوزن المفروضة. 
في أثناء سحب الممرضة الدم منها و قياس الضغط و ما إلى ذلك أخذت أحادثتها.. 
- كم ترتيب الحمل هذا؟
لتجيبني إجابة صاعقة:
- الثامن !
ماذا!!! و لكنني متأكدة أنني قرأت في الملف أن لديها أربعة أطفال و هذا الخامس! 
- هل حدث لك إجهاض من قبل ؟ 
- لا لا و لا مرة الحمدلله. 
- أليس هذا حملك الخامس يا امرأة؟ 
- أوووه آسفة كنت أقصد أنني في الشهر الثامن ☻


مع الوقت تدريجيا و أنا لم أرى بعد أي US و مع كمية السلبية الموجودة داخل العيادة، بدأ حماسي بالتلاشي تدريجيا، لا تمر لحظة دون أن تتذمر الطبيبة من عدد المرضى  و أشياء أخرى سلبية كثيرة لم تعجبني، و لم أستطع تحمل فكرة الجلوس هناك. 
لا أحب السلبية ولا الأشخاص السلبيين، كما أن معظم الوقت يكون لأخذ العينات و قياس وزن و ضغط المريضات حتى تظهر النتائج من المختبر. 

لم يكن اليوم بذلك المتعة و كنت أنظر لساعتي كل دقيقة و أخرى، كانت مملة جدا بسبب كمية السلبية التي أحاطت بها. و قلة عدد المرضى الفعليين، ثمانية مريضات فقط منذ الصباح و حتى أذان الظهر. لكن هذا لا ينفي كمية ما استفدته و ما تعلمته و ما قابلته أيضا و كمية الحكايات الجميلة التي حصلت لي اليوم.

عادت لنا مريضتنا  بعد ظهور نتائج تحاليلها و هاقد بدأنا 😍
أخيرا سنشغل الUS، صورت كل خطوة و كنت أنظر للجهاز بحماس! 
يتكون الجهاز من شاشة و لوحة مفاتيح بها أزارير كثيرة. لعمل القياسات و مسطرة دائرية لا أدري كيف تتحرك و لوحة مفاتيح من نوع QWERTY كذلك، 
(( فاصل تعليمي قصير، افتحوا لوحة المفاتيح في حاسبوكم، و انظروا للحروف الأولى في الصف العلوي من اليسار 🙊
هيا انهضوا و أفتحوا أقرب حاسوب لديكم 😎
 و الآن أخبروني ماذا رأيتم؟
ترتيب الحروف الإنجليزية يبدأ هكذا
Q, W, E, R, T, Y
 هنالك العديد من أنواع لوحات المفاتيح و هذه من أشهر الأنواع في العالم، و تسمى و معروفة ب QWERTY 🙊
تعلمتها قبل فترة قصيرة؛ و أجل هي نفسها لو نظرتم للوحة مفاتيح جوالكم و لكني أردتكم أن تتحركوا قليلا 🏃‍♀️🏃‍♀️🏃‍♀️🏃‍♀️ )) 

و بسم الله وضعت الطبيبة الجل و أخذت العصاة أو الProb و ها نحن ذا! 
انارت الشاشة السوداء ذات الشكل الهرمي ذو الحواف الدائرية، و أول صورة كانت شيئا دائريا ☻
- ماهذا؟
لكن بشرى أخبرتني أن أفكر قليلا و أحاول أن أحزر، لا يوجد شيء قد يشبه هذا الشكل إلا شيء واحد،، أجبت بتشكك: 
- هل هذا الرأس؟
أجابت الطبيبة بنعم 😍
لكن الصورة كانت تبدو بمقطع غريب، أعني جزء مقطوع بطريقة معينة في صور الأشعة.. 

 حسنا جيد، هنالك أشياء جميلة  تتحرك كذلك و كل مرة أصر على أنها يد الطفل و لكنها تظهر أنها رجله ☻
هنالك القلب النابض و الذي بالطبع لن أقول شيئا ☻
ما هذا القلب ☻ هذا الأذين و هذا البطين و أنا أنظر 
و كل شيء ينفخ و يتحرك ..
- هل هذه عين ؟
- هذه بطن الطفل ☻
لن أبكي يا سادة ☻
و بعدها تقول الطبيبة ماهذا طفلك لم يتحرك حركة واحدة، يبدو أنه نائم! 
هل ينام في الصباح عادة؟ 
- هذه المشيمة ملتصقة بجدار الرحم!
- ها ☻ 
- هذه الأضلاع ؟
- أين؟ ☻
- هنا! 
و انتهينا، كانت المريضة في فترة متأخرة من الحمل أذكر ٣٢ اسبوعا أو شيئا كهذا. 
بعدها نقيس قياسات معينة و نطبع صور الUS و " ندبسها في الملف" 
بقية الاشياء و تفاصيلها و طريقة الكتابة السرية الرمزية بين الأطباء حتى تعرف كم حملت السيدة و كم ولادة لها و هل هناك إجهاضات أم لا...كلها لن أخبركم بها الآن 🙊
تحمسوا و احتفظوا بحماسكم لآخر روتيشن لي في الامتياز و سيكون في قسم النساء و الولادة إن شاء الله 😎

أتت بعدها فتاة بعمر ٢٣ عاما و "بكرية" 
هذا أول طفل لها و أول زيارة 🙊
كانت تعاني من خمول في الغدة الدرقية و د. س أخبرها أن توقفه!
و بالطبع هذه كارثة و أخبرناها و ستزور طبيبا في مستشفى الولادة بهذا الخصوص. 

كانت فتاة سعيدة متحمسة لحملها كثيرا، كنا نحكي أنا و هي كثيرا و كأننا نعرف بعضنا البعض لفترة طويلة، نتشاجر على اسم الطفل كذلك 😂
أخبرتها عن كتاب "حملك ببساطة" لد.فواز إدريس، كونه كتاب رائع بلغة عامية سهلة و مفيدة يشرح للأمهات كل شيء حرفيا بخصوص الحمل، مناقشة الاعتقادات السائدة الخاطئة المنتشرة في المجتمع، و الأجمل أنها من مصدر موثوق. 
 الكتاب رائع جدا و أهديته لابنة عمتي عند حملها بأول طفلة لها، لأفاجأ أن بشرى كذلك أهدته لقريبتها أيضا. 
عند جلسوها لعمل الUS كانت متحمسة كثيرا لرؤية طفلها، لم نستطع أن ندير الشاشة لها كون الجهاز مثبتا في مكانه، صورت لها نفس المقطع بهاتفي و أريته لها، سعدت كثيرا، هنا معظم الأشياء فرحة Vs فرحة، و كذلك الحال في غرف الولادة، هذه من الأشياء الجميلة في تخصص النساء و الولادة و لكني لن أحكي المزيد من المواقف حتى نصل له 🙊
  
بعدها قمنا بإعطائها حقنة تطعيم لل Tetanus، و لكم أن تتخيلوا وجهها عندما اقتربت الممرضة بالإبرة، لقد قفزت حرفيا من الخوف 🤣
ها هي حافظة تطعيمات التيتانوس، لاحظوا قالب الجليد الخطير فقط🙊 و بالطبع شكرا لبشرى لملاحظتها، لم أقترب منه أبدا و لم أكن لأقترب من " إبر" 🤣
 غادرت الفتاة و لكنها ستزورنا غدا لعمل تحليل في البول. 
 حيث توجد كمية قليلة من البروتينات في العينة التي أخذناها اليوم و لذا نحتاج للتأكد غدا، خصوصا أنها حامل لأول مرة و هنالك خطر بالذات مع البروتينات لما يسمى بالPre eclempsia، حماها الله منها. 

أخذنا بعد ذلك نتحدث على التطعيمات المهمة للفتيات، قبل الزواج أو حاليا و هو أفضل أن تتطعمي أنت و شقيقاتك كلهم تطعيم MMR و هو متوفر للمراكز. 
صحيح أننا تطعمناه عندما كنا أطفالا و لكن بالدراسات الحديثة يفضل أن تأخذه الفتاة في سن الشباب و على الأقل قبل ثلاثة أشهر من الحمل، يحمي من الروبيلا. 

و الأهم تطعيم HPV ضد سرطان عنق الرحم، اذهبي انت و أخواتك جميعا الغير متزوجات و من سن ١٦ عشر سنة تقريبا للتطعيم، هذا مهم جدا جدا و فعال فقط قبل أن تتزوجن و في عمر صغير . غير متوفر هذا اللقاح إلا في المستشفيات الخاصة، و لكنه مهم جدا جدا و يستحق كل ما تدفعينه فيه. 

أثناء ذلك إذ رأينا مريضة " طفشاااااااانة" على كرسي قياس الضغط، ما الأمر يا سيدة لم كل هذا الطفش؟
- خلااااااص بأولد !
و لا زالت في بداية الثامن و هذا طفلها الثاني فقط 🤣

لفت انتباهي كذلك ذاك اليوم كثرة الأمهات المتزوجات بعمر السادسة عشر أو السابعة عشر، أتوا لنا الآن بالطفل السابع أو الثامن، و هي بعمر ٢٥ أو ٢٦ المهم أصغر من الثلاثين! 
تخيلوا 😢
لم تكن صحتهن جيدة، و من خلال ملاحظتي حيث دائما ما أسأل الأمهات عن أعمارهن و عدد أولادهن خصوصا لو كانت تبدو عجوزا جدا جدا و هي في عمر صغير، وجدت علاقة بين كثرة عدد الأطفال و كثرة الحمل و الولادة مع مظاهر الشيخوخة المبكرة عند السيدات! 
أقسم أن معظمهن يستحيل أن تظن أنها سيدة في العشرين من عمرها! على الأقل في الأربعين إن لم تكن في الخمسين، 
غير التعليم الغير مكتمل، و هو بالنسبة لي أعظم خسارة يمكن أن تخسريها كفتاة! 
لا شيء يمكن أن يعوض التعليم، لا شيء أبدا في هذه الحياة، كوني مستقلة و متعلمة و مثقفة و بعدها يأتي كل شيء، لكل شيء وقت، لكن الدراسة و العلم لا تقدر بثمن صدقوني! 

جاءتنا سيدة أخرى بصوت متعب جدااااا، سألتها إن كانت تدخن لأنه كان غريبا جدا حقا؛ لم يكن صوتا عاديا لشخص مصاب بالتهاب في الحلق، و لكنها أجابت بالنفي، كما أن طفلها لم تكن أطرافه و رأسه و بقية جسده متناسقة في النمو ولا نستطيع قبول اختلافات بسيطة كهذه في بدايات الحمل حيث كانت في الأسبوع ال٢١. ، فقمنا بتحويلها للمستشفى. 


خرجت بعدها قليلا للذهاب إلى الحمام، لأقابل مسؤولة الاستقبال أ.نجلاء: 
- فييييينك غاطسة في العيادة اليوم؟ 

مع الحماس المفرط اليوم للعيادة نسيت الذهاب و تحيتهم في الصباح😂😂😂 عادة ما أحب التسليم على كل طاقم العمل في الصباح الباكر حيث أمر على غرفهم واحدة واحدة 🙊
حتى أن ممرضة أخرى أثناء صلاة الظهر استفقدتني لنفس السبب،
-  لم نرك اليوم هل أتيت لتوك ؟ 
أجبتها بنفس المصطلح: 
- كلا كنت غااااطسة في عيادة الحوامل اليوم 😂

د.روان اليوم كذلك لم تكن لديها عيادة، احم لم أكن موجودة فلم تأخذ عيادة 🙊
و في أثناء عودتي إذا مريضتي التي تذكرتها سابقا أتت و نادتني 😍
سعدت كثيرا لأنني استطعت أن أكسب ثقتها و أبني علاقة صداقة معها، عرفتني على أبنائها فقد أحضرت بعضهم معها، سعدت كثيرا و حييتها و " آذيت الأطفال قليلا" و عدت للعيادة 🏃‍♀️

بالمناسبة أشكال " بطون" الحوامل جميييلة جدا ولافتة للنظر 😍
هنالك البطن "الكورة" حرفيا!
و هنالك العادية بانتفاخ بسيط، و هنالك من لا تظنين انها حامل من الأساس لأن بطنها ليست منتفخة أبدا🙊
سبحان الله البشر في كل شيء مميزون و كل شخص فريد من نوعه حقا 😍

جاءتنا سيدة بشيء غريب؛ ب Acetone في البول لكن سكر دمها طبيعي ، أخبرتها الطبيبة أنه من الأكل تاكل أشياء حامضة غريبة بمواد حافظة تحدثوا عنها ولكن لم أستطع معرفة نوع الطعام هذا ><
على كل طلبت منها الطبيبة أن تتوقف عن أكلها خلال هذا الأسبوع و تأتي لنا الأسبوع القادم لنقوم بعمل التحليل مجددا و نتأكد إن كان هذا فعلا السبب أم لا. 


أتت فتاة أخرى صغيرة بعمر ١٧ عاما، حملها الأول، في نهاية الشهر السادس، و لم تتابع أبدا، كانت تبدو غير سعيدة به أبدا ولا أعلم السبب. واضح من ملامحها و لا مبالاتها بخصوص الموضوع تماما و كأنه شيء غير مهم ><

شعرت بالجوع كثيرا >< فخرجت لأجل بريك قصير مع بشرى، و ياسلام الفتاة الصحية باللنش بوكس الجميل " و الذي أجبرتني على تصويره 😂" و الحلوى التمرية اللذيذة.

تذكرت كذلك أنني قرأت في مكان ما أن تطعيم الانفلونزا يأخذ ١٤ يوما حتى يعمل، لم أتأكد من صحة المعلومة لكنني هرعت لأخذه اليوم وقت أن تذكرتها 🏃‍♀️
لدي امتحان قريب جدا يوم ٩ سبتمبر ولا أريد أن أمرض😢

أدعو لي كثيرا لو سمحتم 🙊😎❤

بعدها بالمصادفة قابلت الأخصائية الاجتماعية، و لكم أن تتخيلوا أنني كنت أعطيها نصائحا اجتماعية 
كانت لا تريد لابنتها أن تدخل الطب، أخبرتها أن هذا ليس اختيارها، كما أنها لا ينبغي أن تقوم بالتأثير عليها لأجل أن تتركه بناء على رغبتها هي و ليس رغبة ابنتها. 
إلا  أنها كانت تقول لي: 
- بالطبع أنا أخصائية اجتماعية و يستحيل أن أفعل ذلك 🤣
حسنا تطمنت قليلا بعد أن علمت أن ابنتها قد قبلت في السنة التحضيرية في كليتنا. و بالطبع تحدثنا عن كليتي العزيزة 😍 و أخذت أحكي لها عن المنهج المحدث الجميل و كل شيء آخر . 

عدت للعيادة و شاهدت مريضة استعدت لفحص ال US، كانت تبدو متوترة جدا جدا، سألتها عن ترتيب الحمل هذا فأخبرتني أنه الخامس! 
غريب أمرها، هذا يعني أنها قد قد قامت بعمل سونارات كثيرة قبل ذلك، مما لا يفسر توترها. 
و فجأة رن في عقلي السؤال الأهم! 
كم طفلا لديك ؟ 
و هنا أجابتني بالجواب السحري! 
- ٤ بنات! 
أجبت بتلقائية:
- عشااااان كدة!
كانت خائفة من جنس الجنين، و لا حاجة بي للطبع أن أخبركم أن الطبيبة كل مرة تخبرنا بهذه صبي، هذه فتاة أنا أكون هكذا ☻☻☻☻☻

هل تخيلتم ؟ 🙊

قبل أن أختم شكرا لكل من كتب لي في الرابط الجميل، و شكرا لسماحكم لي بنشرها و لكنني سأرتب لها شيئا مميزا بالطبع، 
و الباقون ؟ 😡
أين ردودكم و تعليقاتكم ؟ 
هيا هيا ماذا تنتظرون 🙊

لا تنسوا التعليق من هنا ^_^
https://goo.gl/forms/UKND6JmjVptCDffF2

طابت ليلتكم ~ 

Sunday, August 20, 2017

لقد أحدثت فارقا بالفعل ...~



كان الصباح هادئا كالعادة، و كنت منشغلة بالتفكير في الكوكيز الذي أمامي.
أنا لا أحب الشوكلاتة و لكن بارنيز العزيز لم تبقى فيه حبة كروسون واحدة لأجلي><
و لأن هذا كان فطوري الذي اعتدت عليه أرغمت نفسي بهدوء على بضع قضمات منه..
و مهلا
الساعة الثامنة و الربع 😱
لقد نسيت أن أوقع حضوري ☻☻☻☻
خرجت جريا و وقعت و عدت 😂
لا أصدق أنني نسيت!
ليست مشكلة نحن جديدون على " الدكترة" حرفيا.


اليوم لم يكن كأي يوم آخر! شعرت فعليا أنني قمت بإحداث فرق في حياة أكثر من مريضة!
كان الأمر يتطلب ملاحظة بسيطة و إصرار قليل على الموضوع و ها أنذا! كما أنني جربت مكانا رائعا جديدا فتح اليوم أخيرا 😍😍😍😍
هيا اسمعوا و أحضروا كوب قهوتكم!
أمامنا يوم طويل "مخلل بالدموع"  يا سادة.


في البداية قررت  أن أحضر عيادة السكر و الضغط، لا أحب عادة هذه العيادة، و لكنني قررت الجلوس للتعلم على أية حال و تجربة شيء جديد!
و لم أكن أعلم ما يخبئ لي هذا اليوم 😍

في البداية اليوم كان شيئا جديدا ! يا سلام كل الطبيبات و الستاف عادوا من إجازتهم.

كل الأخصائيات قد داومن، و عادت د.سارة من إجازتها.
في البداية اجتمع الجميع في غرفتنا، كن يتحدثن قليلا عن أطفالهن و حكاياتهم التي لا تنتهي، كل واحدة تأتي بقصة أغرب من الأخرى، أوكي الحمدلله أنني لست أما😂
لا أستطيع تخيلني و أنا أهتم بمخلوق صغير 24/7 .
صحيح أنني أحب الأطفال و لكن هذا مختلف 😝

بعدها بوقت تقريبا عشر دقائق أتت لنا مريضة، كانت مريضة ضغط و ضغطها منتظم تماما، و تريد فتح ملف ضغط في المركز. قبل فتح الملف لابد من عمل بعض التحاليل، لم تكن المريضة تعاني من سكر لكن تحليل A1C سقط سهوا للأسف فلا نستطيع فتح الملف الآن، تحلل أولا و من ثم نفتحه.
و أنا أنظر لأدويتها لفتني شيء غريب! لماذا تأخذ أسبرين؟
منذ زمن طويل كان الاعتقاد سائدا أن أي شخص يبلغ الأربعين من العمر يبدأ بأخذ أسبرين الأطفال يوميا.
لكن هذا لم يعد صحيحا على الإطلاق!
أن احتاجه المريض سواء للعلاج أو الوقاية نوصفه له، لكن غير ذلك فلا.
لم تكن مريضتنا تعاني من السكر ولا أي مشكلة في القلب، أخبرت الطبيبة بملاحظتي و استجابت فعليا!
وقفت لها الأسبرين لأنها لا تحتاجه ❤😍

لم تأت أي مريضة أخرى خلال العشر دقائق القادمة، و كانت العيادة مزدحمة نوعا ما، أنا و ثلاث أخصائيات واحدة فقط هي التي تستقبل المرضى.
لو كنت مريضة كنت سأشعر بتوتر قليل ربما. لذا آثرت الخروج بنفسي، بالإضافة إلى أنني لم أرغب بإمضاء الوقت بالكلام فقط ><
لا أحب التحدث في بداية الصباح كثيرا ! أذكر مرة أنني قرأت رواية زوربا و هذا اقتباس منها:
" في الصباح..أجد صعوبة..صعوبة كبيرة في التحدث"
أخيرا عثرت على شخص مثلي، أحب العثور على الكلمات التي تصفني من كاتب آخر، و أحب الكتاب و الكتابة و هيا نعد لمركزنا العزيز .
شيء آخر قبل أن تغضبوا، هذا يسمى في البلاغة فن " الاستتطراد" و من أشهر المستطردين العرب "الجاحظ"
أي الحديث عن موضوع آخر في وسط موضوع و من ثم العودة للموضوع القديم.
أحب تثقيفكم و أحب اللغة العربية أيضا، لو لم أدخل الطب لكنت دخلت قسم النحو و لفاتكم أن تعرفوني و
سأصمت هذا وعد😎😇🙊



قررت العودة لعيادتي العزيزة عيادة ٣ 😍❤
جلست و المريضة التي كانت في الداخل تشكو من دوالي في ساقيها، ذهبت لمستشفى في السابق و أعطوها رباطا ضاغطا، لكنه كان صغيرا عليها و سألت إن كنا نصرفه؟ أجبناها بالنفي ، سألتها إن كانت تقف كثيرا فأخبرني أنها تفعل ذلك، نصحتها أن تقلل من الوقوف و لكني لا أحب النصائح " العائمة" أو الغير واقعية أبدا، استفسرت عن طبيعة الأنشطة التي تجعلها تقف كثيرا، أخبرتني أن الغسيل و الكي هما أكثر شيء، حسنا أحضري أي كرسي و بدل أن تكوني واقفة اجلسي و أنت تقومين بها على الكرسي. شفاها الله و عافاها.

أتت لنا طفلة صغيرة، تشكو والدتها أنها تعاني من "حرقان في البول"
لا تصدقون كمية ما نسمعه من هذه الشكوى! و السبب في الغالب قلة الماء!
أرجوكم اشربوا مياه بكثرة، لا بأس أن لم تكونوا تحبون القيام و الذهاب للمطبخ خصيصا لأجلها، يمكنكم ملء *جك* أو *زمزمية* مياه  بجواركم و الشرب منها و إنهاء لترين أو أكثر.

تشكو والدتها من عينها كذلك أن عينها اليسرى عندما تستيقظ تكون مختلفة كثيرا عن اليمنى، لم ألاحظ فرقا و لم تبدو أن هنالك مشكلة فيها، و لكنني أعرف أن شكوى الأمهات حقيقية، فمهما قالت معناه أنها قد رأت شيئا، أخبرتها أن تصور ابنتها و ترينا صورها عندما تعود لنا المرة القادمة بعد إجراء تحليل البول و تحليل الدم لها.


مريضة أخرى أتت تشكو من ألم في الحلق، عندما تتحدث خصوصا، فحصته لها، لم يكن هنالك أي علامة للالتهاب و لكن اللوزتين كانت منتفخة قليلا.
أحب فحص المرضى و تعلمت الكثير من الحيل خصوصا للحلق، لا أزال أذكر لوز طفلة صغيرة في امتحان الانتيقريتد أوسكي CIO للسنة الخامسة، لا أزال أعتقد أنها لم تكن تملك لوزا بل أزالتها.


أتت بعدها فتاة صغيرة بعمر ستة عشر عاما، تشكو من كتلة في الثدي. كانت تبدو الأم مرعوبة جدا و خائفة بينما الفتاة لا مبالية تماما.
أعتقد أن المراهقات كذلك ربما.
على كل اكتشفتها قبل يومين و لأن المركز كان في "الويكند" أتت لزيارتنا اليوم.
بعد الانتهاء من التاريخ المرضي قررنا فحصها.
حرفيا نصف الوقت قد ضاع و نحن نقنعها أن تخلع كل الملابس و ليس فقط مكان الكتلة.
بعد أخذ و شد و رد استطعنا ذلك جزئيا. جل تفكيري كان أنها غالبا ستحتاج إلى زيارة عيادة الجراحة العامة، و يال المصادفة معظم الجراحين من الرجال. شعرت بالحزن عليها حقا 😢.
على كل فحصت و كانت فعلا كتلة كبيرة موجودة في الثدي الأيسر، لكن صفاتها كانت تتماشى تماما مع الFibroadenoma.
لأول مرة أشعر بما يصفونه في الكتب ب
Mousy mass
أي الكتلة التي تتحرك مثل الفأر تحت يديك. فعليا كانت كذلك تتحرك بسهولة كبيرة جدا. لم يكن هنالك تاريخ عائلي لسرطان الثدي في عائلتها ولا للفايبرو أدينوما. انتهينا من هنا و لكن كان السؤال الأصعب كيف سنشرح لهم معنى Fibroadenoma ><
في الحقيقة أخذ ذلك بعض الوقت مني للتفكير في مصطلح، أخبرناها أنها غالبا ورم حميد، و في الأخير أخبرتها أن بعض الغدد تتضخم في الثدي فتصبح هكذا و هذا ما نعتقده غالبا، ورم ليفي غددي يبدو مرعبا لو ترجمته حرفيا لذا اكتفيت بجزء الغدد.
بدأت تسأل عن الإجراءات فينا بعد، أخبرتها أنها أولا ستحتاج لأشعة صوتية و من ثم سحب عينة إن احتاج الموضوع لذلك.


أتت مريضتان أخرتان أحزنتني الابنة كثيرا، كانت تعاني من * العين الكسلانة* Ambylpbia
لم تكن صغيرة حتى يسهل تدارك الموقف، للأسف كانت الفتاة بعمر ثمانية عشر عاما و لم يلحظ أحد ذلك حتى الآن😢 أحزنتني كثيرا عندما قالت أنا لا أرى بعيني اليسرى أبدا😢
أجل يقوم الدماغ بإلغاء العين الكسلانة تماما أن لم نتدارك الأمر منذ الصغر😢
أمها كانت غريبة أيضا! تعاني من آلام في الظهر لمدة ثمانية عشر عاما و لم تذهب لطبيب! أعني لم تواظب على الذهاب لمواعيدها أبدا رغم أنها قد دخلت المستشفى مرات كثيرة لأجل ولادة أطفالها الآخرين، طلبنا منها أن تهتم بهذا التحويل حقا و نرجو ذلك.

أتت مريضة أخرى تعاني من ضغط مرتفع، تريد صرف أدويتها و لكنها لم تحضر معها سوى Amlodopine!
أخذت تصف لنا دواءها الآخر ذو اللون الأخضر وو ☻
و لكن مهلا 😎
نسيت اخباركم عن دفترنا الخطير في المركز 🙊
انظروا إليه و متعوا نظركم به !
هذا الدفتر فيه كل الأدوية التي يأخذها مرضى السكر و الضغط و المتوفرة في المركز؛ و الإنسولين كذلك حتى عندما يواجهنا شيء مثل هذا يتوفر لدينا حل سريع و ممتاز.
لفت انتباهي أنها تأخذ دواء (furosemide) ! أي lasix !
لم تكن تعاني سوى من ضغط مرتفع فقط! و هذا النوع من مدرات البول يستخدم للحالات الخطرة عندما يكون الارتفاع شديدا جدا أو لحالات أخرى و لكن ليس لعلاج الضغط العادي.
سألتها من وصفه لها و كم المدة التي أخذته فيها؟
أخبرتني أنها أخذته من مستشفى ما أيام تواجدها هناك لأجل إجراء عملية، و هي مستمرة عليه لسنة تقريبا 😱
ماذا سنة و lasix!
لم أكن لأستطيع ترك الأمر يمضي هكذا، ناقشت د.روان في الموضوع و أخبرتها أننا نحتاج لتحويلها لغرفة الأخصائية.. هذا غير ظني أنها تحتاج لدواء نفسي إما مضاد للاكتئاب أو مضاد للقلق و الذي تكتبه الأخصائية أيضا.
أخذت مريضتي للعيادة رقم ٢، و قبل أن تدخل أخبرت الطبيبة بما تعانيه و ما أظن و انطباعي عن ذلك، عندما دخلت طلبت الطبيبة من ابنتها أن تخرج، و حقا أثار هذا استغرابي، و لكن من الناحية الجيدة، أحببت وجود شخص يقدر الخصوصية في مثل هذه الحالات حقا!
على كل فعلا كان كما حزرت، أوقفت الطبيبة اللازيكس و استبدلته بدواء آخر.
حقا شعرت بأنني قمت بإحداث فرق لها هنا أيضا بوصف الدواء الصحيح لها 😍، و أيضا بحاجتها لدواء نفسي،
لا أحب أن أرى أشخاصا يعانون أمامي بسبب موضوع الأمراض النفسية المنتشرة في المجتمع! ليس عيبا أو خطأ أن يشعر المرء بذلك، و هنالك العديد من الأدوية الممتازة و الفعالة و الآمنة فلم الخوف و تعذيب النفس هذا؟
نسيت إخباركم أنها لم تكن أول مريضة أنقلها لعيادة ٢ لهذا السبب، و لكنها هذه كانت الأولى التي تدخل في نوبة بكاء شديدة أمامنا!
من الرائع أن الطبيبة أخرجت ابنتها من الغرفة و تركتها وحدها معنا.
لا أحب مشاهدة شخص يبكي أمامي أبدا، صمت و لم أعرف ماذا أفعل و ركزت على مراقبة تصرف الطبيبة للتعلم منها. لم تقل ولا كلمة بل فقط قربت منها علبة المناديل الورقية! تماما كما أخبرنا أحد الأطباء مرة في الكلية عن أحد امتحاناته، مريضة هكذا كانت تبكي بكاء مريرا و لم يكن في الغرفة سوى علبة مناديل، أعطاها علبة المناديل و لم يقل كلمة واحدة و نجح في امتحان الأوسكي في تلك المحطة! و هذا كان التصرف الصحيح. نصحتها الطبيبة كذلك بعمل الرياضة و خرجت برفقتها و أخبرتها عن تطبيقات الجوال و تمارين اليوغا التي تستطيع استعمالها و ممارستها من المنزل.

عدت بعدها لعيادتي العزيزة، دخلت سيدة برفة ابنتها و ابنيها! لكنها كانت تحث الصبيين على الخروج و البقاء في الخارج عند جدتهم.
 أحضرت لنا وصفتين قرأت فيها اسمها و اسم ابنتها لذا ظننت أنها فقط لا ترغب بأن يقوموا " بعفرتة" في العيادة.
"عفرتة" الأولاد اللانهائية كما تعرفون !
ابتسمت لها و للأطفال و أخبرتها أن لا داعي لذلك ولا مشكلة أن جلسوا! لم يصدق الطفلين ما قلت و أسرعوا بالجلوس. كان الطفلان صغيرين بعمر الخامسة و السابعة. و لكنها عندما أخفضت صوتها علمت لماذا أرادت منهم الخروج، خجلت أمهم من قول " تأخرت الدورة" علي أمام الصبيين، عندها أخرجت الصبيين من الغرفة و نفذوا على الفور 😂 لا شك من أنهم قد خافوا مني 😂
مرة أدخلوا و بابتسامة و مرة أخرجوا يا أولاد من هنا 😂
ابنتها كانت تعاني من ظهور ثآليل في وجهها، و أثناء فحصي لها نظرت لصدر الطفلة لأشاهد ندبة كبيرة في صدرها تشبه شكل القلب و في منتصف الصدر.. سألت والدتها ماهذه لتجيب:
- علامة كي 😱😢
وو لا داعي لذكر ما أخبرتها به د.روان.

أتت مريضة رائعة كذلك ماشاء الله! سألناها هل تملك بطاقة المركز حتى نستطيع تجهيز ورقة التحليل لها، لتجيب بثقة:
- كلا و لكنني أحفظ أرقامها، رقم ملفي العادي و رقم ملفي كذلك الخاص بالسكر و الضغط، و دائما ما أخبرهم به و ينجحون في إخراجه بسهولة!
 رائعة تلك السيدة أثارت إعجابي حقا.


أتانا بعدها طفل صغير تشتكي أمه من وجود نقاط بيضاء في فمه!
لم أصدق ما أخبرتنا به إلا عندما رأيت لسان الطفل بأم عيني !
Oral thrush !! Really
فطريات في فمه!
بالطبع طلبنا لها علاجا و له كذلك، لأنها ترضعه رضاعة طبيعية.

أتتني بعدها فتاة شابة، و بعد أن أخبرتها مابك رفعت رجلها لي و يال المفاجأة!!
انتفاخ كبير أسفل رجلها!
المسكينة احترقت قدمها " بسيراميك الشعر" أن كنتم تعرفونه!
ذلك الذي " يستشور الشعر" و له فمان ☻
رجلها كانت محترقة من الأعلى و الأسفل؛ الأعلى كانت البشرة محترقة فقط بينما في باطن القدم كانت منتفخة بسائل bullae كما نسميها في الطب.
سألت عن طريقة إصابتها فأخبرتني أنه كان مفتوحا و في الأرض، و لم تلحظه و داست عليه.

بصراحة بعد كل ما سمعت و رأيت لا تمر مريضة علي بشيء غريب كهذا إلا و ترن كلمة العنف الأسري في رأسي فورا، لذا أمحص و أمحص و أدقق في الشكوى حتى أتأكد من أن الإصابة مجرد حادث.

أتت بعدها أم برفقة ابنتها، كانت تعاني من انتفاخ في الرقبة، و غالبا كان غدد لمفاوية. بعد الفحص و بعد التاريخ المرضي و بعد قراءة تقرير الأشعة المعمول لها في الخارج. كانت والدة مهتمة جدا بابنتها و أحببت ذلك، و لم تمض ثوان حتى عرفت السبب، كانت ابنتها الوحيدة❤

و فجأة قررنا أن نهاجر لعيادة ٤، ذلك أن عيادتنا الجميلة تحتاج لتصليح شيء ما، و غادرنا " بعفشنا" و متاعنا و دفاترنا و أوراقنا و tongue depressor و قفازاتنا و هربنا بجلدنا إلى عيادة ٤.

بعد قرار الهجرة المفاجئ خرجت لأحضر ورقة مريضة نسيناها في بيتنا العزيز عيادة ٣، لتخبرني واحدة من الممرضات أن عيادة الطفل السليم مفتوحة اليوم أخيرا!
و هنا تحول وجهي إلى هذا الوجه حرفيا 😍
هي تعرف كم أحب الأطفال و كم أرغب بتعلم كل مهمات الممرضات و الأشياء الجديدة 😍
Well baby clinic

أخيرا!
و لا تصدقون كمية روعة و جمال و كل الأشياء الممتعة في الحياة التي ستواجهونها هناك!
كانت الممرضة رائعة جدا، و هي نفسها التي حدثتكم عنها قبلا التي أحضرت لنا "طفل داون" في يوم سابق.
كانت تشرح لي بحماس كل شيء موجود هناك. أولا ميزان الأطفال، و مقياس الطول! يوجد عندنا نوعين نوع للأطفال أقل من سنة و نوع للأطفال أكثر من سنة كما هو الميزان العادي للكبار.
متر لقياس الHead circumference محيط الرأس لمتابعة نمو الطفل للبيبي ميديكال ستيودنت الذين لم يدرسوا طب الأطفال بعد 🙊

جهاز  لتحليل نسبة الهيموقلوبين في دم الأطفال، ذاك الفوري الذي يشبه جهاز السكر تماما، و لم يكن متوفرا من المركز و لكن هذه الممرضة الرائعة جمعة اشترته من حسابها الخاص من أجل الأطفال ❤

و نأتي للأشياء الأجمل و التي أحبها، السجلات و الملفات الطبية 😍
توجد خمس سجلات في المركز، لإحصاء كل الأطفال ممن لديهم ملف هنا إلى عمر خمس سنوات.
معناه خمس سجلات و كل سجل يحمل أسماء الأطفال حسب أعمارهم، سجل ١ للأطفال إلى عمر سنة، سجل ٢ للأطفال من عمر ١ و شهر و حتى سنتين، و هكذا.
و مرتب حسب تاريخ ميلاد كل طفل حتى يسهل إخراج ملفه أثناء زيارته لنا.

و هنالك ملف الطفل الخاص به، يحتوي على الGrowth chart؛ لمتابعة نمو الطفل في الطول و الوزن و محيط الرأس
و جدول الdevelopment ل
متابعة تطور الطفل و مهاراته في كل عمر من حياته حتى نستطيع تقييمه و التأكد من أنه طفل سليم، فبعد كل شيء هذه عيادة الطفل السليم❤

أتى العديد من الأطفال، قست وزنهم و طولهم و محيط رأسهم! لا تعلمون صعوبة قياس الرأس المقدس للأطفال 😂
هم رائعون و مسالمون حتى تتجرأ و تضع يدك على رأسهم.
و هنالك الأطفال " الزعولون" و هم بالطبع الأكبر سنا بعمر الثالثة و مافوق غالبا، أتت طفلة برفقة شقيقتها و غضبت منا بشدة لأننا * غزيناها* بإبرة تحليل الدم😂
و لأجل *مراضاتها* أعطيناها دفتر تلوين مع ألوانه من الخزانة 🙊
هذه عيادة الطفل السليم يا سادة 🙊

بعد قضاء بعض الوقت قررت المرور على عيادة التطعيمات لأشاهد ردات فعل " النونات" الجميلة 😂
أحب عندما يدخلون بسلام و بعد أن تنتهي من التطعيم و نخرج الإبرة ساعتها يبدؤون بالصراخ و استيعاب الموضوع 😂😂😂

ذهبت و متعت ناظري بالطفلة أمامي 🙊
و لكن مهلا!
هذا شيء غريب!
كانت الأم واقفة و الخادمة هي من يحمل الطفلة الصغيرة و يجلس بها حتى تستطيع الممرضة تطعيمها.
لم أستطع أن أرى وجه الأم، و لكن عادة لو أحضرت الأمهات الخادمات فأنهم لأجل أن يراقبوا الأكبر قليلا و ليس الطفل* النونو*
و لكن هنا كان الوضع مختلفا !

خرجت الأم و رأيتها تدخل عيادة ٣!
فرصة لاكتشاف الحقيقة؛ و بمجرد أن رأيت ملامحها نظرت إلى عمرها فورا في الوصفة! كانت ٣٩ عاما و بوجه خال تماما من الحياة؛ لم تكن تعاني من فقر الدم حسب تحليلها و لا حتى من خمول الغدة الدرقية ولا نقص لأي فيتامينات أو معادن!
و صداع مزمن!
و خوف من المرض، و لا تبدو سعيدة بالطفل رغم أن لديها ثلاثة أطفال فقط و في أعمار متفاوتة.
She has to be referred to the specialist!

أخذتها بيدي أيضا للعيادة الأخرى، عيادة الأخصائية.
و هناك بعد أخذ و رد لحوالي عشرين دقيقة استسلمت و أخذت تجهش بالبكاء!
علمنا منها بعد ذلك أنها زارت طبيبا نفسيا في السابق في مستشفى الزاهر؛ و لكنها لم ترغب بالذهاب و لم أفهم من أجبرها على ذلك، و بالطبع أوقفت العلاج " من نفسها"
أقنعناها بالعودة و تحدثنا معها مطولا إلى أن اقتنعت و مجددا...
أنقذت حياة مريضة اليوم بملاحظة بسيطة فقط ❤❤❤❤
حمدا لله يارب ❤
اللهم سخرنا لعبادك يارب ❤






لا تنسوا التعليق من هنا ^_^
https://goo.gl/forms/UKND6JmjVptCDffF2


طابت ليلتكم ~












Friday, August 18, 2017

الحياة المنتجة ...Productive Life ...~

مرحبا يا رفاق !
شكرا لكم و لحماسكم قرائي الأعزاء " أحببت مصطلح قرائي جد جدا"
و آسفة على التأخير الغير مقصود في الكتابة، حماسكم و رسائلكم أسعدتني جدا ^^
شكرا لبشاير مليباري اللطيفة و رسالتها، و شكرا لمروج مهدي البيبي ميدكال ستيودنت الجميلة^^ و أخيرا شكرا للرسالة اللطيفة الحماسية في حسابي على موقع الآسك و لكني لم أعرف من مرسلها.
تحمست كثيرا لحماسكم و صدقوني عندما أقول أنني سأبذل قصارى جهدي في الفترة القادمة للكتابة يوميا^^
أصبحت المدونة على قائمة عملي الجديدة^_^
سأحكي لكم عن يومي في المركز أولا و بعدها سأحكي لكم و أشارككم بموضوع آخر مهم أيضا و أتمنى أن يفيدكم كثيرا^^
استيقظت و ذهبت لدوامي العزيز، كنت أشعر بنعاس كبير على الرغم من أنني شربت قهوتي العزيزة، و لكنه كان نعاسا كبيرا حتى أنني فقدت رغبتي في الحديث و كنت أذهب و أتمشى في الممر قليلا حتى " أتصحصح " قليلا.
في البداية كانت خالة رازقة تبحث عن "نقابها" بحثنا في كل مكان و لم نجده، بعدها أخبرتني الطبيبة أن أبحث داخل حقيبتي علني أدخلته فيها خطأ، و يال المفاجأة كان فعلا داخلها !
-         هل أخفيتيه عني ؟ حسنا سأريك و لكن بعد أن أعود ^^
ضحكت كثيرا، لا شك من أنني أدخلته مع إدخالي لعباءتي و لم أنتبه ما إن كنت أحمل شيئين! هل صدقتم عندما أخبرتكم أنني أشعر بالنعاس؟
لم تكن د.روان موجودة ذلك اليوم فقد أخذت اليوم كعطلة. الجميل في العمل هنا أن لديك رصيدا من الإجازات يزيد و ينقص حسب الاستخدام. كانت لديها ثلاثة أيام إضافية غير الشهر الإجازة فاختارت الخميس.
حضرت الطبيبة الأخرى و أحضرت دفترها معها! الدفتر الكبير الذي نكتب فيه المرضى و أعمارهم و شكواهم فقط، نسيت إخباركم أنني نسيت أن أكتب فيه كليا في المرة السابقة، و لكن الآن أصبحت خبيرة كما تقول عني د.روان ^^
أتت مريضة تشكو من حرارة و حكة في منطقة الذقن و الخد، و بمجرد أن أصادف هذه الشكوى ترن في رأسي كلمة Lymphoma بالطبع!
لا تنسوا أنني قضيت أسبوعين في مركز الأورام و أغرمت بالتخصص، و من كثر المرضى هناك الذين قابلتهم في العيادة، لا يمكن أن أنسى هذه الشكوى، حيث أن المرضى باللمفوما يشكون منها أحيانا. و في نفس اللجظة قفزت لأسألها عن ال Constitutional symptoms. لم تكن تعاني منها حمدا لله.
أتت مريضة أخرى لم أنتبه على ما كانت تعانيه، و لكنها عادت للعيادة و هنا أنا وقفت محيية لها و أنظر لها باستغراب! لم تكتفِ بأخذ الدواء فقط و إنما فتحت الروشتة و قرأتها!
-         دكتورة مكتوب هنا أنه لا يستخدم داخل الفم! و أنت أخبرتني أن أستخدمه!
أتمنى حقا أن يكون جميع المرضى بمستوى الوعي الصحيي هذا! شرحنا لها أنها تستخدمها استخداما خارجيا في شفتها فقط و صحيح ليس داخل الفم، و لكن الشفتين تعتبران خارج الفم و ليس داخله، شكرتنا و غادرت.

و هيا لأخبركم أجمل شيء حصل ذلك اليوم ! لقد تذكرت مريضة يا سادة^^ نفس المريضة التي كانت تشكو من أعراض حبوب منع الحمل و التي كانت بعمري و لها ستة أطفال!
Yes Yes I remembered a patient!!!!!
شعرت بسعادة غارمة عامرة و كل شيء! كانت تغطي وجهها و لهذا أنا سعيدة أكثر أنني استطعت تذكرها حمدا لله^^

كان المرضى قليلون جدا ذاك اليوم بصورة معجزية غريبة! خرجنا جميعا من غرفنا نحن الممرضات و العاملين و كنا نتحدث بسعادة! و أمضيت بعض الوقت أنا و بشرى بالتصوير و التقاط صور جميلة لنا للذكرى.
و عدت إلى المنزل مبكرا جدا كون المركز فارغا و كونني كنت سأموت من النعاس! أعتقد لو أنه كانت توجد غرفة بها سرير كما في غرف المشفى لكنت سقطت من التعب!

و هنا حان الوقت للحديث عما كان يأرقني في اليومين الماضيين!

لم يكن السبب هو أنني لا أرغب بالكتابة، و لكن طريقة الحياة المسرعة و المرعبة في العمل أجبرتني على التوقف للتفكير مليا في الموضوع! و كما أخبرتكم سابقا أنها مرحلة فاصلة في حياتي بكل المقاييس، و أرغب بدراستها و جعلها بناءة و ممتازة بامتياز.
عدت يوم الثلاثاء من المركز و كنت قد كتبت نصف التدوينة تقريبا، استيقظت من نومي في العصر للصلاة، كنت متعبة فأكملت النوم للمغرب.
استيقظت في المغرب و شربت الشاي و تناولنا العشاء سويا مع عائلتي، وقت المغرب مقدس بالنسبة لي فهو وقت العائلة فقط.
كنت أخطط يومها أن استذكر لامتحاناتي القادمة، كوني أعمل في أخف قسم تقريبا، و ينبغي علي استغلال الوقت بطريقة فعلية قبل أن تغزوني الأونكولات و الكتابة في الملفات و كل هذه الأمور.
صليت العشاء! فتحت كتابي للاستذكار و لم أستطع إنهاء صفحة واحدة في نصف ساعة و ربما أكثر. قررت الخروج من غرفتي و صعدت عند غرفة شقيقاتي.
لم أكمل شيئا تقريبا بل كنت متعبة و لا أقوى على التفكير و دماغي لا يقوى على العمل!
ما الذي يحصل ؟؟؟
غير معقول أن أمضي بقية حياتي نائمة لأجل الدوام، في الدوام، متعبة بعد الدوام، و نائمة استعدادا ليومي الآخر في الدوام!
فكرت كثيرا!
هل هذه هي الطريقة حقا التي أرغب بالعيش فيها و إكمال بقية عمري؟
كان العمل كالعمل ممتع جدا لأقصى درجة ممكنة، لكنني أتحدث عن وقت ما بعد العمل! وقت الإنتاجية! و الأمور التي تتطلب تفكيرا و عقلا لإنجازها.
جربت في اليوم التالي أن أخرج للعشاء مع عائلتي، و لدهشتي استمتعت كثيرا، و لكني عدت و لم أصل لنتيجة بعد!
أستطيع أن تكون لي حياة ممتعة و ممتازة في العمل، و علاقة اجتماعية ممتازة و قضاء الوقت مع أسرتي!
و لكن قضاء حياة منتجة كعمل الأبحاث و المذاكرة  لم تكن سهلة أبدا!
أعدت التفكير مجددا في المسار الإكلينيكي ككل! لهذا السبب غالبا الأطباء في المشفى ليست لديهم أبحاث كثيرة! و معهم حق !
أخبرتني شقيقتي أن أنجز بعض أعمالي في العمل، صحيح أنني أستطيع فعل ذلك و لكن مقابلة المرضى و الحديث مع الطاقم كان ممتعا و مسليا و برأيي لا يقدر بثمن.
بإمكان جميع الأطباء أن تكون لديهم حياة عملية ممتازة و حياة منزلية ممتازة كذلك! لكن ماذا عن الحياة المنتجة؟
هل سأعتاد على الدوام كما يقول الجميع؟
ليست هذه هي المرة الأولى لي في التدريب، أمضيت سابقا شهرا كاملا في قسم الباطنة في مستشفى النور. نفس المشاعر و الأحداث تتكرر!
أمسكت بدفتري و قلمي و بدأت في كتابة كل الأمور التي يتوجب علي فعلها! الحل يكمن في الترتيب و التنظيم.
تناقشت مع أصدقائي كذلك بخصوص الموضوع و حاولنا جميعا إبداء حل! بدأت الفكرة بترتيب النوم و تنظيمه و من ثم محاولة الأشياء الأخرى لاحقا!
كما أن مقولة ارتمت في وجهي في تويتر و كانت فعليا ما أحتاج لسماعه :
" لن تجد وقتا سانحا لعمل أي شيء، عليك أن تخلق هذا الوقت"
نرتب نفسنا و ووقتنا و نومنا و سنرى النتيجة :)
بإذن الله سأنجح ^^

طاب يومكم و ويكندكم ^^

الخميس

15 أغسطس 2017.