مرحبا يا رفاق !
شكرا لكم و لحماسكم قرائي الأعزاء " أحببت مصطلح قرائي جد جدا"
و آسفة على التأخير الغير مقصود في الكتابة، حماسكم و رسائلكم أسعدتني جدا ^^
شكرا لبشاير مليباري اللطيفة و رسالتها، و شكرا لمروج مهدي البيبي ميدكال ستيودنت الجميلة^^ و أخيرا شكرا للرسالة اللطيفة الحماسية في حسابي على موقع الآسك و لكني لم أعرف من مرسلها.
تحمست كثيرا لحماسكم و صدقوني عندما أقول أنني سأبذل قصارى جهدي في الفترة القادمة للكتابة يوميا^^
أصبحت المدونة على قائمة عملي الجديدة^_^
سأحكي لكم عن يومي في المركز أولا و بعدها سأحكي لكم و أشارككم بموضوع آخر مهم أيضا و أتمنى أن يفيدكم كثيرا^^
استيقظت و ذهبت لدوامي العزيز، كنت أشعر بنعاس كبير على الرغم من أنني شربت قهوتي العزيزة، و لكنه كان نعاسا كبيرا حتى أنني فقدت رغبتي في الحديث و كنت أذهب و أتمشى في الممر قليلا حتى " أتصحصح " قليلا.
في البداية كانت خالة رازقة تبحث عن "نقابها" بحثنا في كل مكان و لم نجده، بعدها أخبرتني الطبيبة أن أبحث داخل حقيبتي علني أدخلته فيها خطأ، و يال المفاجأة كان فعلا داخلها !
- هل أخفيتيه عني ؟ حسنا سأريك و لكن بعد أن أعود ^^
ضحكت كثيرا، لا شك من أنني أدخلته مع إدخالي لعباءتي و لم أنتبه ما إن كنت أحمل شيئين! هل صدقتم عندما أخبرتكم أنني أشعر بالنعاس؟
لم تكن د.روان موجودة ذلك اليوم فقد أخذت اليوم كعطلة. الجميل في العمل هنا أن لديك رصيدا من الإجازات يزيد و ينقص حسب الاستخدام. كانت لديها ثلاثة أيام إضافية غير الشهر الإجازة فاختارت الخميس.
حضرت الطبيبة الأخرى و أحضرت دفترها معها! الدفتر الكبير الذي نكتب فيه المرضى و أعمارهم و شكواهم فقط، نسيت إخباركم أنني نسيت أن أكتب فيه كليا في المرة السابقة، و لكن الآن أصبحت خبيرة كما تقول عني د.روان ^^
أتت مريضة تشكو من حرارة و حكة في منطقة الذقن و الخد، و بمجرد أن أصادف هذه الشكوى ترن في رأسي كلمة Lymphoma بالطبع!
لا تنسوا أنني قضيت أسبوعين في مركز الأورام و أغرمت بالتخصص، و من كثر المرضى هناك الذين قابلتهم في العيادة، لا يمكن أن أنسى هذه الشكوى، حيث أن المرضى باللمفوما يشكون منها أحيانا. و في نفس اللجظة قفزت لأسألها عن ال Constitutional symptoms. لم تكن تعاني منها حمدا لله.
أتت مريضة أخرى لم أنتبه على ما كانت تعانيه، و لكنها عادت للعيادة و هنا أنا وقفت محيية لها و أنظر لها باستغراب! لم تكتفِ بأخذ الدواء فقط و إنما فتحت الروشتة و قرأتها!
- دكتورة مكتوب هنا أنه لا يستخدم داخل الفم! و أنت أخبرتني أن أستخدمه!
أتمنى حقا أن يكون جميع المرضى بمستوى الوعي الصحيي هذا! شرحنا لها أنها تستخدمها استخداما خارجيا في شفتها فقط و صحيح ليس داخل الفم، و لكن الشفتين تعتبران خارج الفم و ليس داخله، شكرتنا و غادرت.
و هيا لأخبركم أجمل شيء حصل ذلك اليوم ! لقد تذكرت مريضة يا سادة^^ نفس المريضة التي كانت تشكو من أعراض حبوب منع الحمل و التي كانت بعمري و لها ستة أطفال!
Yes Yes I remembered a patient!!!!!
شعرت بسعادة غارمة عامرة و كل شيء! كانت تغطي وجهها و لهذا أنا سعيدة أكثر أنني استطعت تذكرها حمدا لله^^
كان المرضى قليلون جدا ذاك اليوم بصورة معجزية غريبة! خرجنا جميعا من غرفنا نحن الممرضات و العاملين و كنا نتحدث بسعادة! و أمضيت بعض الوقت أنا و بشرى بالتصوير و التقاط صور جميلة لنا للذكرى.
و عدت إلى المنزل مبكرا جدا كون المركز فارغا و كونني كنت سأموت من النعاس! أعتقد لو أنه كانت توجد غرفة بها سرير كما في غرف المشفى لكنت سقطت من التعب!
و هنا حان الوقت للحديث عما كان يأرقني في اليومين الماضيين!
لم يكن السبب هو أنني لا أرغب بالكتابة، و لكن طريقة الحياة المسرعة و المرعبة في العمل أجبرتني على التوقف للتفكير مليا في الموضوع! و كما أخبرتكم سابقا أنها مرحلة فاصلة في حياتي بكل المقاييس، و أرغب بدراستها و جعلها بناءة و ممتازة بامتياز.
عدت يوم الثلاثاء من المركز و كنت قد كتبت نصف التدوينة تقريبا، استيقظت من نومي في العصر للصلاة، كنت متعبة فأكملت النوم للمغرب.
استيقظت في المغرب و شربت الشاي و تناولنا العشاء سويا مع عائلتي، وقت المغرب مقدس بالنسبة لي فهو وقت العائلة فقط.
كنت أخطط يومها أن استذكر لامتحاناتي القادمة، كوني أعمل في أخف قسم تقريبا، و ينبغي علي استغلال الوقت بطريقة فعلية قبل أن تغزوني الأونكولات و الكتابة في الملفات و كل هذه الأمور.
صليت العشاء! فتحت كتابي للاستذكار و لم أستطع إنهاء صفحة واحدة في نصف ساعة و ربما أكثر. قررت الخروج من غرفتي و صعدت عند غرفة شقيقاتي.
لم أكمل شيئا تقريبا بل كنت متعبة و لا أقوى على التفكير و دماغي لا يقوى على العمل!
ما الذي يحصل ؟؟؟
غير معقول أن أمضي بقية حياتي نائمة لأجل الدوام، في الدوام، متعبة بعد الدوام، و نائمة استعدادا ليومي الآخر في الدوام!
فكرت كثيرا!
هل هذه هي الطريقة حقا التي أرغب بالعيش فيها و إكمال بقية عمري؟
كان العمل كالعمل ممتع جدا لأقصى درجة ممكنة، لكنني أتحدث عن وقت ما بعد العمل! وقت الإنتاجية! و الأمور التي تتطلب تفكيرا و عقلا لإنجازها.
جربت في اليوم التالي أن أخرج للعشاء مع عائلتي، و لدهشتي استمتعت كثيرا، و لكني عدت و لم أصل لنتيجة بعد!
أستطيع أن تكون لي حياة ممتعة و ممتازة في العمل، و علاقة اجتماعية ممتازة و قضاء الوقت مع أسرتي!
و لكن قضاء حياة منتجة كعمل الأبحاث و المذاكرة لم تكن سهلة أبدا!
أعدت التفكير مجددا في المسار الإكلينيكي ككل! لهذا السبب غالبا الأطباء في المشفى ليست لديهم أبحاث كثيرة! و معهم حق !
أخبرتني شقيقتي أن أنجز بعض أعمالي في العمل، صحيح أنني أستطيع فعل ذلك و لكن مقابلة المرضى و الحديث مع الطاقم كان ممتعا و مسليا و برأيي لا يقدر بثمن.
بإمكان جميع الأطباء أن تكون لديهم حياة عملية ممتازة و حياة منزلية ممتازة كذلك! لكن ماذا عن الحياة المنتجة؟
هل سأعتاد على الدوام كما يقول الجميع؟
ليست هذه هي المرة الأولى لي في التدريب، أمضيت سابقا شهرا كاملا في قسم الباطنة في مستشفى النور. نفس المشاعر و الأحداث تتكرر!
أمسكت بدفتري و قلمي و بدأت في كتابة كل الأمور التي يتوجب علي فعلها! الحل يكمن في الترتيب و التنظيم.
تناقشت مع أصدقائي كذلك بخصوص الموضوع و حاولنا جميعا إبداء حل! بدأت الفكرة بترتيب النوم و تنظيمه و من ثم محاولة الأشياء الأخرى لاحقا!
كما أن مقولة ارتمت في وجهي في تويتر و كانت فعليا ما أحتاج لسماعه :
" لن تجد وقتا سانحا لعمل أي شيء، عليك أن تخلق هذا الوقت"
نرتب نفسنا و ووقتنا و نومنا و سنرى النتيجة :)
بإذن الله سأنجح ^^
طاب يومكم و ويكندكم ^^
الخميس
15 أغسطس 2017.