هذه مجرد استعارة كتابية كناية عن الجو الرطب بصورة غريبة صباح هذا اليوم و كأننا في مدينة ساحلية.
أخيرا شعرت بالرطوبة التي يتحدثن عنها في المركز.
ذهبت اليوم و كان متعبا جدا! وقت البريك كلنا تجمعنا و مستوى طاقتنا جميعا وصل للصفر فعليا!
كنت اليوم في العيادة، عيادتي الجميلة رقم ٣؛ و لكن مهلا! كان اليوم مليييئا بالآكشن و الأشياء الآكشنية الخطيرة!
و هذه أول مرة فيها أرى فيها حكاية بعيني كما قص علي طاقم المركز في أحد الأيام السابقة.
اليوم كثير من مريضاتنا أتين بخصوص موانع الحمل. و للمرة الثانية تثبت صحة محاضرات الفاميلي مدسن، غالبا بسبب خلفيتي الاجتماعية فكل نساء العائلة كن يذهبن لطبيبات مختصات بالنساء و الولادة و لم يسبق أن ذهبن للمركز الصحي بخصوص هذا الموضوع.
على كل جاءت مريضتنا الأولى بألم في معدتها، و بعد أن تحدثنا معها قليلا كانت مشاكلها كالتالي:
أولا وصفت لنفسها و اشترت من الصيدلية حبوبا لمنع الحمل ( Combined drug ) فيها إستروجين و بروجيستيرون.
استخدام هذه الحبوب يوميا لمدة ٢١ يوما ثم تتوقف، و بعد نزول الدورة الشهرية في اليوم الخامس منها تبدأ ٢١ أخرى؛ و هكذا!
لكنها هنا أنهت اليوم ال٢١ و بدأت فورا في اليوم التالي ال٢١ الأخرى!
سألتها عن السبب لماذا فعلت ذلك؟
كان السبب أنها خافت من أن تصبح حاملا و لم تستطع تحمل المخاطرة.
أثناء شرح الطبيبة لها ما يجب أن تفعل أتت مريضة أخرى عند الباب!
كانت سيدة كبيرة في السن فذهبت لرؤية ماذا تريد، منذ اللحظة التي رأتني فيها أسرعت بقول:
- المريضة( بسعادة) أنا زينة !
- أنا: هاااا ؟
كلا بالطبع لم أقل ها ولم أقل آسفة لا أتذكرك على الإطلاق
☻
أهلا بك، كيف حالك؟ ماذا تريدين؟ و انتهينا
لا أزال أصر على موضوع الذاكرة الخارقة، رغم أنني أدرك أن الذاكرة= الانتباه
لعل كثرة المرضى الشديدة هي السبب..
أتت سيدة أخرى تشكو من شيء غريب. حقا في المركز تصادفك شكوات لا أعرف أساسا لها و لا أعرف كيف أصنفها! لا طبيا ولا أي شيء، لم يسبق أن قرأت أو درست شيئا كهذا، و بالطبع ما يشكو به المرضى حقيقي و هنا تكمن مهارة الطبيب في استخلاص المعلومات المهمة.
كانت سيدة كبيرة في السن ، تشكو من آلام في أماكن مختلفة من جسدها، جلست القرفصاء بطريقة غريبة لتشرح لنا أنها تشعر بشد في يدها و ظهرها.
مع حرارة في البول و دبوس في رجلها.
حرارة البول بسيطة، نرسل عينة تحليل البول و نعالج الالتهاب و الذي غالبا ما يكون السبب. الأشياء الأخرى ليست بتلك السهولة.
أتت لدينا بعدها فتاة لطيفة برفقة ابنتها الصغيرة، كانت أول مرة لي في مشاهدة حساسية الحليب و ما نسميه في الطب Lactose intolerance، أتت والدة الطفلة تشكو من إمساك. هل لاحظتم فعليا كمية المرضى الذين يشكون منه؟!!!
على كل كانت الطفلة الصغيرة بعمر عشرة أشهر تقريبا، و كانت ترتدي " بربتوز" ما أثار استغرابي، البربتوز يعيق حركتها في هذا السن، سألتها و هنا كان رد الأم الغريب
- في الحقيقة أنا دائما ما * أشيكها* و تقصد تهتم بشكلها و مظهرها، و لكن هذا بسبب والدها الذي يخاف عليها من "العين" في الأماكن العامة، حتى أنه يخرب شعرها عمدا حتى تبدو بمظهر ليس جميل 
ضحكنا كثيرا و أخبرناها أننا لم نكن نقصد هذا و إنما لأجل راحة الطفلة، أيضا دعمتني د.روان و أخبرتها أن تترك البربتوز فقط النوم.
بعدها بلحظات أخرى دخلت لنا " بيبي" مكشرة تكشيرة فظيعة برفقة شقيقاتها! حسنا لم تكن بيبي بيبي و إنما بعمر الثانية عشر، كانت تبدو أنها" آخر العنقود" و فعلا كان تخميني صحيحا عندما سألنا شقيقاتها.
كانت تبدو غاضبة بغضب الأطفال المضحك ذاك
، أجبروها على القدوم و قطعوا نومها. أتت تشكو لنا بشكوات أطفال غريبة. في البداية أحببت أنها هي من أتت تحكي لنا ماذا تشعر، و مالذي يزعجها!
أذكر أنني بعمرها كانت أمي تصف شكواي دائما للطبيب، حيث أنني كنت دائما ما أنظر لها عندما يسألونني ما المشكلة.
كانت تشكو من زكام و ألم في الحلق، و تشعر بسخونة. أخبرناها أن تذهب لتقيس لنا حرارتها و تعود! و في أثناء خروجها عادت مسرعة تخبرنا:
- أوه صح نسيت، أنا دايخة كمان 
حاضر حاضر قيسي حرارتك و تعالي لنكمل الحديث،
عادت بعد مريضتين أو ثلاث تقريبا و كانت درجة حرارتها 39.4 !!
كثير جدا بالطبع! لم تكن تعاني من أي التهاب في الحلق، فطلبنا تحليل دم عاجل لها، عادت النتيجة لتخبرنا أن عدد كريات الدم البيضاء في حدود العدظ الطبيعي، أذكر أنها كانت ٦ تقريبا. و العدد الطبيعي من ٤ ل١١.
بالطبع أقصد ٤ آلاف، لكن دائما ما أحب ذكر الرقم المختصر و هو ما أنظر له في التحاليل دائما، لا حاجة للنظر ل ١٠ أس ٣ يا عالم ^^.
لاحظوا و أنا أتحدث بالمصطلحات العربية الطبية، و لا تصدقون أنني " بلمت" قليلا مع هذه المريضة،
أتت سيدة تشكو من ألم، و فجأة بدأت تتحدث الإنجليزية! أخبرتنا أنها ممرضة و بدأت في استخدام المصطلحات الطبية،
I have muscle pain, joint pain and so on
بعد دقائق لم تكن إنجليزتها جيدة و لا عربيتها كذلك، فاستعنا ببطلتنا الخارقة " ميهرو"
تعالي و ترجمي لنا ما تقول. و أتت ميهرو و أخبرتنا بنفس الأشياء التي فهمناها، كنا نرغب بالتأكد ١٠٠% أننا لم نغفل شيئا.
كان من أحد أهدافي اليوم كذلك أن ركزت على اتمام البورت فوليو، كتبت التاريخ المرضي كاملا لواحدة من مرضاي و أخترت السيدة العجوز صاحبة ال Polypharmacy، و بعض المتطلبات الأخرى كنت أتمها في وقت الفراغ الصغير بين المرضى أن لم نكن نتناقش أنا و الطبيبة. و أتممت فيه كل ما عملته في الأيام السابقة.
في ازدحام اليوم و تعبه أكثر ما يدخل السرور على قلبي الأطفال الرائعون، أتانا طفل صغير بربو و صعوبة في التنفس و لديه أب مدخن للأسف، كنت أحاول محادثته و مد يدي حتى يسلم علي و لكنه كان يرفض.
بعد أن عاد من غرفة الأوكسجين فحصت صدره بسماعتي و كان يعاني من Wheezing chest.
كنت خائفة من أن يبكي و لكني كنت أحدثه بهدوء و أحاول أن لا أدعه يرى وجهي و ركزت على سماع صدره من ظهره.
بعد أن انتهى و أدارت والدته ظهرها لنا و هي تخرج كان وجهه مواجها لي، لأفاجأ بعدها أنه يلوح لي تلويحة الوداع^^
لقد نجحت، أحبني الطفل الصغير 
بعدها " انطبقت " الدنيا قليلا، مفتشون مفتشون!
يا إلهي ماهذا! زارنا مفتشون قبل أيام لغرفة التطعيم.
على كل كانوا سيدتين و دخلوا غرفتنا. لم يكن أسلوبهم جيدا بل كانوا يتحدثون و كأننا في المدرسة! يا إلهي نحن طبيبات و هذا شيء سيء أن تحدثينا هكذا.
كنت واقفة فسألتني عن اسمي و عملي هنا، أخبرتها باسمي و أنني طبيبة امتياز، لم تقل لي شيئا و لكنها بدأت تحدث د.روان بطريقة سيئة!
- دكتورة ألوان الطرح الفرايحية ما نبغى نشوفها!
What the hell is that!
نحن في مكان خاص بالسيدات يا عالم! منذ متى كان لوح الطرحة الوردي ممنوعا ☻
و إن كان ممنوعا هل هذه طريقة لتحدثي بها طبيبة أمام مريضتها؟؟
و لأزيد الطين بلة كان هذا اللون مسموحا حسب ال dress code في المستوصف!
في المرة القادمة أراهن أنها ستخبرنا أن المكياج ممنوع أيضا و نعود للمدرسة!
كان الجميع مستاء من طريقة تعاملهم و أسلوبهم؛ و أنا أيضا! هذه هي المرة الأولى التي يأتي فيها مفتشون بهذه الشخصية، لم يسبق أن زار المركز أشخاص مثلهم.
لاحقا كان الطاقم سعيدا جدا أنني أخبرتها أنني طبيبة امتياز فلم تستطع قول كلمة لي، أخبروني أنها كانت ستخبرني أن لون حذائي الذهبي ممنوع أيضا و لكنها تراجعت عن ذلك 
جيد حقا، لا أحب هذه النوعية من الأشخاص قليلي التهذيب!
أتت لدينا مريضة صغيرة بعمر التاسعة عشر. كانت تشكو من ارتفاع في الضغط يتسبب لها في حالات إغماء تزور بسببها الطوارئ! دائما كان الضغط فوق 200 عندها.
خشيت فعلا أن تكون Renal Artery Stenosis
هذا أكثر سبب للضغط المرتفع عند الصغار.
أجل كان هذا سؤالا في اختبار المدسن في السنة الرابعة و أخطأت في حله" لا زال يفتفت قلبي كل ما تذكرته"
حادثتني بعد فترة أنها ترغب بالعودة إلى المنزل كونها تأخرت كثيرا، أقنعتها بالجلوس و كنت سعيدة جدا أنني نجحت بذلك.
قسنا ضغطها في المركز و كان مرتفعا كذلك! يجب أن تعود الأسبوع القادم لنقيسه لها كذلك، و غدا حتى ترى الأخصائية.
في المركز الأخصائية فقط هي من تعالج حالات السكر و الضغط.
و كأن زيارة المفتشين لم تكن كافية حتى جاءتنا هذه المريضة، دخلت سيدة و جلست؛ و نادت مشرفة المركز على د.روان تحادثها في الخارج، فهمت أن هنالك مشكلة لذلك لم أأخذ مكان الدكتورة في العيادة كما أفعل عادة.
كنت أراقبها بصمت و أنا منشغلة بإكمال البورت فوليو، بدت متعبة قليلا و لكنني أعلم لو أنها كانت متعبة كانت ستكون في غرفة الضماد خصوصا و أن رئيسة الممرضات هي من أدخلتها لنا.
عادت د.روان و جلست لتسأل بهدوئها المعتاد:
- إيش بك سلامتك؟
و هنا انفجرت المريضة و أخذت تصرخ! أجل صدقوني أنا مصدومة تماما مثلكم، لحظة لحظة نحن فقط سألنا ما بك!
تلك الطبيبة تعطيني أدوية خطأ، أنا لست مريضة ضغط كما أخبروني في مستشفى الأطباء المتحدون،
- لحظة اهدئي ي سيدة و استعيذي من الشيطان ما المشكلة؟
كنت أتصفح ملفها المرضي بخصوص الضغط و السكر، هي مريضة ضغط فعلا، و مريضة سكر كذلك.
و مع الأدوية و كما تعرفون تعديل الجرعات و أنواع الأدوية حتى نصل للدواء المناسب لكل مريض، الآن أصبح ضغطها منتظما و في حدود الطبيعي.
و لكنها كانت تصرخ و تصرخ و تصر على أننا نعطيها الأدوية الخطأ و أننا فقط نزيد و نعدل من الأدوية كما نريد.
حاولت مجاراتها قليلا و فهم ما تقصد، كانت غاضبة لأن الطبيبة استبدلت دواءها بآخر.
أخذته و سألتها عن عمرها، توقفت قليلا من سؤالي و لكنها أجابت بعد برهة من التوقف:
- 52 سنة
- حسنا هل رأيت؟ هذا الدواء يزود من نسبة انخفاض السكر بدرجة كبيرة عند المرضى كبار السن،مما يشكل خطرا عليهم، لذلك نغيره لدواء أكثر أمانا منه!
كنت أخبرها و أنا أشكر الله أنني حضرت محاضرة د.عاصم و هو من أعاد علي ذكر هذه المعلومة. كنت أحدثها بأدب شديد و هدوء أيضا محاولة امتصاص غضبها. و أخبرتها أن تهدأ لأن هذا يضر صحتها فهي مريضة سكر كذلك.
لكنها عادت تصرخ، أنها تأتي إلى هنا بمال الحكومة و أننا نحن يفترض أن نعالجها و نهتم بها!
و غيره من الكلام السيء!
ثم فجأة عادت لتقول:
- أنا أستاذة في الجامعة!
و أفهم لا تظنون أنني لا أفهم،
مع احترامي الشديد لكن ما دخل هذا بالأمر؟ ما دخل كونك أستاذة بكونك طبيبة؟
و عادت تقول:
- أنا أصلا أقوم بتصوير كل شيء حتى أثبت أنكم تعطوني الأدوية الخطأ!
في الحقيقة هنا توقفت عن مجاراتها! هنالك مفهوم خطأ يجري في عقول الناس حقا! هل حقا تظنين أننا نعطيك الأدوية الخطأ؟
هل حقا أنت أستاذة في الجامعة؟ بهذه الأخلاق؟
ما الذي تقصدينه بأنك تأتين إلى هنا بأموال الحكومة؟
هل تظنين أن هذا يعطيك الحق في التعامل مع الأطباء بهذه الطريقة؟
أنا حقا سعيدة بأن العلاج سيصبح بالتأمين بسبب أناس مثل هؤلاء!
هذا عملنا و نحن لا نطلب شكرا منك و لا من أحد، العلاج و الاهتمام بالمرضى جزء مما أقسمنا به و أمانة في أعناقنا! و لكن الاحترام من الجميع واجب و ليس شيئا إضافيا أو ميزة تتفضلين بها علينا! ثم تأتين لنا في عقر دارنا و تخبريننا أنك لست مريضة ضغط كما أخبروك في مستشفاك الآخر !
طيب و ملفك الصحي عندنا منذ عامين؟ و قراءات ضغطك المرتفعة و التي مؤخرا أصبحت ممتازة و الحمدلله؟
أخذت أتساءل حقا ما التصرف الأمثل للتعامل مع مثل هذه الفئة!
هذا كله لنصرف لها الأدوية التي تريد؟ هي طبيبة نفسها! أعني لماذا تكبدين نفسك كل هذا العناء و تأتين لنا إن كنت لا تثقين بنا! يمكنك الذهاب للمكان الذي تفضلينه للعلاج!
تعلمت في الكلية أن من حق الطبيب أن يرفض علاج مريض لا يريده، و هو ما كنت سأفعله لو كنت أنا المسؤولة هنا.
من فضلك يا سيدتي غادري و زوري طبيبا آخر. أنا أعتذر عن استقبالك.
و بعد كتابة الدواء لها أتت مرة أخرى أنتم تكتبون لي الدواء الخطأ!
و هو مكتوب في الوصفة بالطريقة الصحيحة!
في آخر اليوم أكتشفنا أنها مريضة أجبرها زوجها على العلاج في المركز لا في المشفى الخاص، حيث أنه زار المركز بالأمس لصرف أدويتها و لكن الصيدلية و قسم الأمراض المزمنة أخبروه بضرورة حضور المريضة بنفسها.
هل هذا يسوغ لها ما فعلت؟ بالطبع لا!
و لكنني كنت سعيدة في داخلي قليلا أنني مررت بمواقف كهذه لمختلف الأشخاص لاكتساب خبرات التعامل معهم!
كيف ستكمل الطبيبة استقبال باقي المرضى؟ بأي نفسية ستقابلهم بعد ما فعلت؟ و تظنين أن فعلك هذا هين!
توليت أمر العيادة بعدها. جلست و كنت المسؤولة، أتت سيدة كبيرة كنت مسؤولة عنها من الألف إلى الياء .
كانت ترغب بتحويل لقسم العيون في المستشفى، أخبرتها أن تذهب لقياس الضغط و السكر و تعود لي؛ كانت تشكو من تعتيم في الرؤية في نفس العين التي أجرت عملية فيها في السابق، مضاعفات السكر. عادت و أنهيت لها ما طلبت،
كانت ترغب بقسم العيون في مستشفى الزاهر، لكننا لا نستطيع التحويل إلا لقسم العيون في مستشفى النور. أكتشفت في قدرة جديدة و هي قدرتي على اقناع المرضى، الحمدلله مهارات التواصل عندي معهم ممتازة، أخبرتني الطبيبة المشرفة كذلك في أحد الأيام عند ما كنت أتناقش معها.
و اقتنعت المريضة و غادرت بسعادة.
أتت سيدة أخرى تشكو من آلام في مفاصل يديها، و هكذا أصبح وجهي عندما قالت يدها 
أنا خبيرة في فحص اليدين في ال
Hand MSK examination
قمت بالمشاركة و تقديم هذه الدورة أكثر من مرة مع د.هاني المعلم سواء في الكلية أو في المؤتمرات.
ما عثرت عليه كان الآتي:
مفصل الرسغ في اليد اليمنى كان دافئا مقارنة باليد اليسرى،
آلام عند تحريك مفصل الرسغ.
عند الضغط على المفصل الثاني من إصبع الوسطى و آخر عند السبابة
ألم في الgroove.
طلبت لها تحليل ESR عاجل، دائما ما أخاف من السيدات بآلام المفاصل لأنني أرتعب من فكرة مرض ال SLE!
لا أعلم السبب و لكن ربما لأن نسبة إصابة السيدات به عالية؛ و لأنني شاهدت الكثير من المصابات به في عيادة د.هاني منذ زمن عندما زرتها.
أتت بعدها مريضة بطفلة عمرها أربعة أشهر، كانت تستعمل Mini pill كحبوب لمنع الحمل، سألتها هل ترضعين طفلتك ؟ أجابت بالنفي!
أخبرتها أنها ستصبح حاملا أن لم تأخذ حذرها! هذه الحبوب ضعيفة جدا و لا تعمل أن لم تكن الأم ترضع طفلها!
مجددا شكرا لمحاضرة الFamily Medicine في الكلية بخصوص هذا الموضوع مرة أخرى.
و بالطبع علت الصدمة ملامح الأم و والدتها. أجل أتت أم الطفلة مع والدتها أيضا.
مريضة أخرى كانت غريبة، لم أستطع سؤالها ولم أعرف كيف حقا أستطيع سؤالها ذلك، أتت مريضة تطلب تحاليل لإنزيمات الكبد، كانت تحدث الطبيبة و كنت أستمع لشكواها، سألتها بعد فترة هل تدخنين؟
و كأنها شكت في ما أشك فيه، أجابت كلا و لكنها " تعسل"
و الحقيقة أنني كنت أريد أن أسألها عما أن كانت تتعاطى حبوبا مخدرة أو شيء من هذا القبيل، كانت صغيرة في السن و لكن ملامحها كانت غريبة جدا و كانت تبدو ثملة حقا. ناقشت الطبيبة بعدما خرجت المريضة بخصوص ما أظن و أخبرتني أنها شكت هي الأخرى كذلك و لكن لم تستطع سؤالها!
هذه مشكلة فعليا، و لكن حقيقة لم نكن لنستفيد شيئا من هذه المعلومة، مالذي يمكن أن تفيدنا على أي حال هنا؟
آخر مريضة لذلك اليوم سيدة كبيرة لطيفة جدا، كانت مريضة سكر و تشكو من آلام و كتبنا لها إبرة مسكنة،، عادت لنا بعد لحظات لتسأل ؟
- انا جيعانة عادي إبرة؟
أجبناها بالإيجاب.
- شكرا عشان أبغى أجوز ولدي الأخير.
ضحكنا كثيرا عندما أخبرتنا ذلك.
حفظه الله لك يارب و أطال في عمرك
"الله أكبر"
أخيرا هاقد أذن الظهر و حان معه وقت البريك...
في اليوم المتعب جدا جدا جدا~
الثلاثاء
15 أغسطس 2017