Friday, January 5, 2018

Internal medicine rotation, Part 2-2 of September



مرحبا يا رفاق و يا قرائي الأعزاء، لقد اشتقت لكم كثيرا^^

كيف حال امتحاناتكم؟ أرجو لكم الدرجات العالية الجميلة، ابتهجوا بقي فقط أسبوع واحد على الإجازة الجميلة ^^ 

هيا نعود لحكاية الامتياز، و مغامراتها المثيرة، اليوم سنكمل القسم الثاني من شهر سبتمبر و الذي كان في قسم الباطنة، و بالنسبة لي بالتحديد فريق الأمراض المعدية .. 

الID 

قراءة ممتعة ^^ 

ابتدأ أسبوعي بمكالمة من د.إياد يوم السبت، لم أكن أحب أن أجيب على هاتف خاص بالعمل في أيام عطلتي، كنت أتسوق و يوم الويكند هو من حقي و وقتي الخاص، لكن بسمة صديقتي أشارت علي أن أجيب، 

 أجبت على الهاتف ليخبرني أن يوم غد سأقدم عرض الحالة المرضية في الاجتماع الصباحي، و يريد مني تجهيز عرض لها، نفس الحالة التي كنت سأتحدث عنها في الأسبوع السابق و لكن بطريقة سحرية ذاك اليوم انتهى الموضوع و لم أقدم أي شيء

كان الموضوع و كل شيء جاهز، فقط لم يكن هنالك بوربوينت

أحب تقديم البرزنتيشن عادة، و لكنني كنت أخطط للعودة من التسوق و النوم مبكرا ذاك اليوم، و مع ضرورة تجهيز عرض تقديمي كان المتوقع أنني سأنام في الواحدة صباحا على أقل تقدير

و لا لا يأخذ تجهيز العرض خصوصا لو كان كل شيء جاهز هذا الوقت؛ و لكن مهلا!

أنتم تتحدثون عن شهد، و شهد ليست صديقة للتنسيق

أجل أنا لا أحب جزء التنسيق الخاص بالعروض أبدا :) 

على كل عدت للمنزل و انتهيت من العمل عليه،  أرسلته للدكتور و توجهت للنوم.

في صباح اليوم التالي، استيقظت و ارتديت سكربا ذا لون أحبه، سرحت شعري بطريقة جميلة و ارتديت حذائي المفضل، السر دوما في الملابس ، تمنحك شعورا رائعا، أنا أؤمن بذلك.

توجهت مبكرة و حان وقت برزنتيشني العزيز، قدمته و كان رائعا جدا، و سعدت حتى رئيسة القسم به، 

This is a resident level,

و شكرتني لأنني أول طبيبة امتياز تقدم عرضا تقديميا في القسم في الاجتماع الصباحي، طلبت من الجميع فعل ذلك، و بالفعل كانت بداية تشجعية لأصدقائي الذين قاموا جميعا بالتقديم في الصباح بعد ذلك اليوم

و خلال الأسبوعين اللاحقة كثير من الأطباء الرزدنت أخبروني بكون الفرصة لم تتح لهم قولها، لكن برزنتيشني كان رائعا، و لغتي الإنجليزية ممتازة



نسيت إخباركم أنني امتحنت امتحانين في شهر سبتمبر، TOEFL و SMLE، سأحكي لكم عن طرق التحضير لامتحان التوفل بإذن الله لاحقا في 

#FromSeniorToJuniors 

كما أنني حمست نيفينا و تركتها تقدم له و تمتحنه كذلك بعد أن امتحنته



أما SMLE فهو امتحان يقيس ما قمت به في كلية الطب، لذا قررت الذهاب و أداءه بدون مذاكرة حرف واحد

إنه اختبار لي و لقدراتي، و الأمر يستحق المحاولة بالنسبة لي جدا. أحب دائما اختبار نفسي، و هذا ما حصل



في يوم البرزنتيشن كنا سنبدأ أسبوعين جديدة؛ و هذه المرة كان يفترض بنا أن نذهب لفريق الICU الأمراض المعدية.

لا أحب الICU، لا أطيقها، أصوات المونتور في الممرات تبعث على الكآبة، أشعر أنني في بيئة ميتة قريبة من الموت، كما أننا امتياز و العناية المركزة ليست من اختصاصنا ولا يفترض بنا أن نذهب إليها، كما أخبرونا في اليوم الأول التعريفي هنا.



لكن للأسف كانت محاولاتي بالتخلص من ICU و من فريق الId غير ناجحة



في الحقيقة كانت الراوند هنا متعبة قليلا، كنا نبدأ في العاشرة و النصف و ننتهي في الساعة الثالثة و النصف تقريبا، معظم المرضى كانوا مرضانا، هذا و نحن فقط مسؤولين عن العناية المركزة، و ليس على بقية الأقسام و الأجنحة العادية

كنت أعود للمنزل دوما في الخامسة مساء، بينما الأقسام الأخرى من الساعة العاشرة أو الحادية عشر و قد انتهوا من عملهم،  كان الأمر محبطا قليلا بالنسبة لي في الأسبوع الأول، لكنني قررت أن أجلس مع نفسي جلسة مطولة، فكرت في الموضوع و كتبت سلبياته و إيجابياته، و كيف أستطيع التغلب على الصعوبات و كيف أخرج بأعمق فائدة منه و الأهم أن أتقبل الأمر تماما، توصلت لقائمة جميلة أسميتها "لقضاء وقت مفيد و ممتع في العمل"

و شرعت بتنفيذها فورا يوميا، و يال المفاجأة، تحول الأمر بالنسبة لي من قسم لا أحبه و شعور متواصل بالإحباط و الغضب إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة، بل و ممتعة و مفيدة أيضا

لعل أبرز و أهم شيء كان ذهابي للمستشفى مبكرا و تخصيص وقت الصباح للمشي.. إلى جانب تركيزي على تطوير مهاراتي في الهستوري و الفحص و التعامل مع المرضى، لكل يوم هدف محدد واضح لأطور من نفسي في العمل، و أيضا شعور الترتيب الذي بدا أنني كنت أفتقده في الأسابيع الماضية، أحضرت دفترا صغيرا جلبته لي صديقتي من الأردن، سأشعر بشعور جيد كلما فتحته لأكتب فيه، كما أنني سأتذكر مرضاي و سأكون مرتبة ، و سرقت قلما من والدي العزيز، كان ذا خط سلس و أزرق و نحيف يريح أصابعي كلما أمسكته، كان يبحث عنه طوال فترة و نسيت أنني أخذته، أخبرته بعد ذلك أنه عندي ولكني لن أعيده 😂

 و يال السعادة،  نجح الأمر تمام، و اختفى شعور الضيق و الضجر الذي لازمني طوالة الفترة السابقة في هذا القسم. 



دعوني أحكي لكم عن الأشياء التي تعلمتها، و التي بصورة سحرية جعلتني أحب الICU، أجل أحببته جدا جدا، و كان وجودي في العناية أمرا رائعا رغم كل ما حصل



في البداية أول مريضة لي كانت سيدة مصابة بنزيف من كل مكان

Epistaxis نزيف من الأنف 

Lower GI bleeding, حيث كانت مصابة بشيء يسمى

Colonic angiodysplasia 

يعني كانت تعاني من Melena 



hematemisis يعني تتقيأ دما

توقف قلبها في الطوارئ و تم إنعاشها لمدة ١٠ دقائق هناك و الحمدلله لا زالت على قيد الحياة

كان النزيف حادا جدا و كثيرا لدرجة أننا أدخلناها العناية، لقد وصل الهيموقلوبين إلى 4، 



تشخيصها و سبب ما حصل هو 

Hypovolemic shock 

بسبب Rivaroxiban

و هو دواء مضاد للتجلط

و مع الHypovolemic shock أي نقص الدم الحاد الفجائي الذي عانت منه، 

أصيبت بفشل كلوي حاد.

Acute kidney injury AKI

و غالبا في معظم الحالات يكون الفشل الحاد قابلا للعلاج، فقط نعالج أعراض المريض، نعوض نقص السوائل و ستتحسن وظائف الكلى فورا

هنا في هذه الحالة كان تعويض السوائل عبارة عن نقل دم حيث نقلنا لها ٤ وحدات من PRBC

، بالإضافة إلى 

٦ وحدات من الFresh frozen plasma FFP

و ليس المحلول العادي أو الIV fluids. 



آسفة لاحتواء الموضوع على الكثير من المصطلحات الإنجليزية، و لكن لقرائي الأطباء و طلاب الطب الأمر مهم جدا

كانت كذلك  مصابة بالسكري، ارتفاع ضغط الدم، 

Atrial Fibrillation (AF)

Rheumatic heart disease (RHD)

و على إثرها ارتجاع العديد من الصمامات 

MR, AR and even TR 

و بالطبع مع كل هذا كانت مصابة بفشل في القلب

Congestive heart failure

و على الكثير من الأدوية

هذه من أكثر الأشياء التي تميز مدينة الملك عبدالله الطبية، أحببت المرضى فيها جدا، و النظرة التي تقول دائما أن الحالات معقدة جدا و لا تستطيعون التعلم هناك بالنسبة لي كانت خاطئة، لأنه في المريض الواحد تجدون لديه أكثر من عرض و مرض غالبا، فإنكم تمرون و تشاهدون العديد من الأمور المتنوعة، و من رأيي هذا يجعلكم أطباء أفضل

كما أن أي مريض منوم ملفه الكامل تراه موجودا كاملا بالإضافة لملفه الجديد الخاص بالتنويم الحالي، و هكذا نصبح أطباء رائعين و تستطيعون بسهولة معرفة المريض و تاريخه كاملا من A-Z.

صادفت كثيرا من المرضى هناك و خصوصا في العناية المركزة،   تعلمت أكثر مما كنت في المستشفى العادية عندما كان المرضى ذوي حالات عادية غير معقدة



لنعد لمريضتنا التي توقف قلبها و أدخلت العناية بسبب النزيف، سبب زيارتنا لها و متابعتنا لها من ناحية الID كان لأنها تعاني كذلك من التهاب في البول بواسطة باكتيريا شريرة 

ESBL klepsiella pneumonia.



هناك أغلب الباكتريات و الجراثيم التي صادفتها لم يسبق لي دراستها في الكلية، كانت كلها حديثة و كلها جراثيم شريرة قوية جدا كما نسميها 

Super Bugs 

و لكل مريض في العناية نقوم بفحص 

CRE

VRE

MRSA

ACB 

و طبعا نعتمد اعتمادا كبيرا على نتائج ال

Culture and sensitivity

المضاد الحساس و المناسب لهذا النوع من الباكتريا، و في هذه المريضة كان  Meropenum

 كانت هنالك طريقة خطيرة في السستم حتى أستطيع معرفة النتائج هذه بسهولة، تعلمتها منذ بداية وجودي هناك، و كنت دائما أعلمها للرزدنت في الأقسام الأخرى عندما نكون في أونكول سويا

عندما ذهبت لمتابعة حالتها 

كانت على الmechanical ventilation أي التنفس الاصطناعي، و على Inotropes كذلك

في العناية المركزة نهتم بهذه الأمور

دخلت لها في اليوم الأول و أجريت تقييما سريعا، كانت مستيقظة و لكن بسبب الجهاز لا تستطيع الكلام، كانت مريضة مستيقظة و واعية، أحببت ذلك،

لم تكن غير واعية و ميتة كما كنت أتخيل.

أتيت لها في اليوم التالي و اليوم الذي بعده، و يومها تحسنت كثيرا الحمدلله حتى أننا أزلنا الMechanical ventilation، 

قابلت أفراد عائلتها كذلك مرات كثيرة، كان وقت الزيارة في الثالثة مساء تقريبا، تأتي العائلة الخائفة المرتعبة، و أغلب الأطباء لا يكونون موجودين، كنت أحاول مساعدتهم و إخبارهم بما يحصل بدون أن أدخل في التفاصيل العميقة أو الأخبار السيئة، كما تعرفون أنا جونيور و ليس مسموحا لنا أن نخبر المرضى أو عائلاتهم بذلك.، عادة أهالي المرضى تهمهم أرقام التحاليل فقط، كم نسبة الهيموقلوبين؟ كريات الدم البيضاء؟ وظائف الكلى و الكبد؟ مشكلة حقيقية نقص الوعي، لا أحد يسأل عن الباكتريا في الدم، عن المضاد، عن الأدوية، و هو شيء غريب.

و في نفس اليوم تم إخراج مريضتي من الICU إلى الGeneral Ward العادي

وقتها و لأول مرة شعرت أن عملي Rewarding، كنت سعيدة جدا جدا، مريضتي تحسنت، هي الآن off ventilation

كنت سعيدة جدا و كأنني أنا هي، كانت هذه المرة الأولى حقا التي أحببت فيها كوني طبيبة Physician!

كنت سعيدة جدا لدرجة أنني أخبرت كل أصدقائي في الفريق بالأمر، خشيت أن تعود لأنني كنت سعيدة جدا، و لكنها حمدا لله خرجت منها كما أخبرتكم، و تحسنت حالتها كثيرا.

توالت الأيام و كنت مسؤولة عن مرضى أكثر، مريضي الثاني كان شابا عمره ثمانية و عشرون عاما، كان مصابا بالتهاب حاد شديد جدا جدا في البنكرياس، أدخل على إثره العناية المركزة، مكث في مدينته شهرا كاملا، و جاء إلينا لأن كتلة ما ظهرت فوق البنكرياس، و يحتاجون 

Interventional Radiologist, and CT guided procedure

و لم يكن هذا متوفرا عندهم، كانت الاحتمالات هي إما 

Pancreatic Psuedocyst  

أو abscess

لكن الأخير كان بعيدا قليلا نوعا نظرا لكونه لم يعاني من ارتفاع  في درجة الحرارة...

كما تعرفون عادة الخراج يأتي بنوع خاص من الحرارة يسمى 

Hectic fever 

مكث في العناية المركزة عندنا شهرا كاملا، دخل العمليات لأكثر من مرة، المرة الأولى كانت ل

Drainage

بعدها أصابه Fungal infections من الLine نفسه، 

و في الId كما تعلمت، للتخلص من أي التهاب لابد من 

Source control 

و في هذه الحالة كان الline..

مرات أخرى كذلك كنت أتحدث مع فريق الجراحة الخاص به، فجأة قال laporatomy و أنا كنت هكذا 🤤

مشكلته أن درجة حرارته مرتفعة جدا، مغطى بكل أنواع المضادات الحيوية،

دائما في الacute pancreatitis نبدأ ال

Conservative management

كان علينا الدخول في الجراحة لأن الالتهاب كان قويا جدا، 

و أخرج الدكتور كتلة كبيرة من الnecrotic tissue كما أراني

لم يتحسن أبدا، أنهيت الأسبوعين و النصف في الICU و لم يخرج منها، قابلت عائلته، أمه و شقيقاته؛ كن يزرنه يوميا، و كان هو ابنها الوحيد، كانت حالته النفسية سيئة جدا و يشعر بقلق كبير . كنت أصر عليه أن يقرأ، يلعب بالهاتف، يقضي وقته في أي شيء آخر غير النوم و التحديق في السقف و عمل لا شيء، أخبرت أمه و شقيقاته كذلك أن يحضرن له أشياء يفضلها من منزله؛  زاره الطبيب النفسي كذلك و أعطاه أدوية مضادة للقلق، و بمرور الوقت كنت أمر و أشاهده يشاهد فيلما في الجوال.

كانت غرفته هي الأولى في العناية بمجرد عبوري قسم الICU الأول، كنت دائما بمجرد اقترابي من غرفته أغمض عيناي و أتباطأ في السير، و دائما ما أمشي بمحاذاة الجدار و أفتح عينا واحدة فقط حتى أرى إن كان موجودا أم لا، كنت أخشى بشدة أن يموت، تابعت حالته حتى خرج من العناية حمدا لله، لكني غادرت المستشفى قبل أن يتمكن من المغادرة، كان لا يزال في قسم الجراحة لكن في القسم العادي حمدا لله



مريض آخر كان نساء عائلته يأتون لزيارته يوميا؛ يفتحون القرآن و يقرؤون عند غرفته حتى تنتهي الزيارة و يرحلون، يوميا يكررون نفس الفعل؛ و كلهن كن كبيرات في السن، كان للأسف غير واعي بما حوله، و لم يكونوا يستطيعوا الدخول لغرفته، فقط كانوا يمكثون خارج غرفته و ينظرون له من النافذة... 

أثروا في كثيرا حقيقة، أتمنى أن لا أدخل في غيبوبة أبدا. شعورها مفزع جدا لك و لكل الذين يحبونك.



كان عندنا academic day خاصة بالقسم، يوم واحد في الأسبوع، في المرة الأولى كان عن ال TB أي السل أو الدرن.  هذه بعض المعلومات المفيدة التي تعلمتها هناك عنه:

- أكثر نوع معدي من الTB هو الLaryngeal TB  أي الذي يكون موجودا في الحق.

- تطعيم الدرن الBCG الذي أخذناه و نحن أطفال وقت ولادتنا يحمي فقط من milliary TB، و صلاحيته فقط 5 سنوات، معناه إلى اللقاء بالنسبة لمناعتنا ضده حاليا

- ميلياري يعني الدرن الذي يذهب لأي مكان في الجسم، و أجل الباكتيريا هذه مجرمة جدا تذهب لكل مكان في الجسم و ليس فقط الرئة كما كنا نعتقد، تذهب للدماغ، العظام، الكلى، كل شيء و أي شي.

- واحدة من إستراتيجيات تأكد أن المرضى يأخذون الأدوية تسمى DOT

direct observation therapy

أي تقوم الممرضة بالتأكد من أن المريض أخذ أدويته أمامها



نعود لمرضانا و ما حصل في العناية، كنت مجددا أواجه صعوبات قليلة في تذكر المرضى، و أحيانا تختلط التفاصيل في رأسي بخصوصهم، أزعجني هذا الأمر و لا أزال لا أعرف كيفية التغلب عليه.

لكن كانت الprogress note التي أكتبها دائما كاملة ممتازة، و هذا سهل الأمر علي كثيرا.

أذكر مرة أنني كنت منهمكة في قراءة نتائج تحليل مريضي عندما جاءت صديقتي إيما لتخبرني:

شهد لدي شيء لك، لقد سأل شخص عن كاتب الprogress التي تكتبينها في ملفات المرضى، و أوصاني أن أوصل لك شكره كثيرا لأجل الكتابة الرائعة الكاملة المرتبة.

كنت سعيدة بما حصل؛ و سعدت أكثر لأن خوفي تلاشى نظرا لأنني لم أكتب قبل تواجدي هنا أي ملاحظة في حياتي في ملف مريض

توالت نفس الملاحظات عن كتابتي في الملف، و كيف أنها ممتازة من أشخاص آخرين.

سعدت كثيرا و متحمسة جدا على الاستمرار في تحسين كتابتي و ملاحظاتي أكثر فأكثر



في أحد الأيام كنا واقفين ننتظر بدء الراوند و فجأة أتى طبيب العناية ليخبرنا أن مريضا جديدا أتى من الطوارئ..

He is in sepsis

و طلب منا 

Consultation  أي استشارة مرضية،

في المستشفى و خصوصا مركز متقدم كمدينة الملك عبدالله ترون كل مريض يعالجه فريق متعدد مختلف من الأطباء، و نحن كفريق الأمراض المعدية كما يحصل يقومون باستشارتنا في أي مريض لاختيار نوع  و جرعة المضادات الحيوية.

نسيت إخباركم عن دور أطباء الصيدلة الرائع هناك، كانوا يمرون معنا على المرضى كذلك، في برنامج يسمى

Antibiotic stewardship

و هو برنامج عالمي للحد من الاستخدام غير الضروري للمضادات الحيوية، هناك كنا نبحث و نتحدث بلغة الEBM و الأبحاث، الجميع يقرأ مقالات علمية، يطبق الguidelines .

كان هذا رائعا جدا بالنسبة لي كوني أحب الأبحاث جدا جدا.

عادة أطباء العناية عندما يأتي المريض في مشكلة كبيرة يبدؤون المضادات فورا، و من ثم يرسلون لنا استشارة حتى نأتي و نعدل الجرعات و الأنواع حسب حاجته، يقتضي عملهم أن ننقذهم سريعا في الوقت الذي يأتون فيه، و بعدها ننتظر نتائج المزارع و الcultures و دورنا.

الجميل أيضا أن فريق الأمراض المعدية إن قال لا لمضاد حيوي لن يتم صرفه للمريض، حصلت مرة واحدة لمريضة لدي، طلبنا أن نوقف مضادا معينا و لكن الفريق الرئيسي و هو فريق العناية لم يفعل، و حسب برنامج ستيوراشب أوقفته الصيدلية بناء على طلبنا، أحببت جدا وجود طبيب صيدلي يمشي معنا في الراوند، كان يساعدنا في الجرعات و تحديدها و الفترة اللازمة و كل الأشياء التي لها علاقة بالفارما، و كما أخبرتكم الكل هناك يمشي ب

Evidence based medicine



طلب مني د.إسماعيل أن أذهب لأراه، توترت كثيرا و كنت أشعر بالخوف، كان حسب ما سمعت من طبيب العناية أنه سيموت مالم نتدخل سريعا؛ لم يكن هنالك وقت لدراسة ملفه و حالته المرضية كما أفعل دائما لكل مريض من مرضاي، كما أنه قد أتى للعناية قبل لحظات، 

فتحت ملفه و أول كلمة كانت 

Admitted under plastic surgery 

ماذا ؟ 

دخل تحت رعاية جراحي التجميل؟ 

كيف مريض في العناية المركزة و يكون دخوله تحت أطباء التجميل؟ في الأخير اكتشفت أن قسمي المدسن و السيرجري تشاجروا فتدخل البلاستك لحل المشكلة.  و أجل حياة المستشفى مليئة بالآكشنز بين الدكاترة بعضهم البعض



، بالطبع وقتها عدت مسرعة بعد ١٠ دقائق تقريبا لأخبر الدكتور بالملخص السريع جدا جدا، و أتيت لأخبره هيا نبدأه على المضاد الحيوي وو 

لم يكن هنالك شيء لا يعرفه

و أخبرني أن أهدأ و أن لا أقلق، المريض مغطى بالمضادات الحيوية من الطوارئ

طيب و كل الخوف الذي خفته ><

عدت بعد انتهاء الراوند لمريضي حتى أكمل ما بدأت.

They should have said he is not new consultations.

 كان مريضا غريبا في حالة إنكار شديدة لمرضه، هذه أول مرة أصادف شخصا كهذا.

كان تشخيصه الأساسي التهاب في القدم السكري، و قدمه سوداء و مرعبة و هو مصر تماما أنه لا يعاني من السكر

Diabetic septic foot. 

كان يجاوب بسرعة على أي سؤال أسأله إياه، أنا بخير، مافيا شي، رغم أن بطنه كانت مليئة بالمياه

Ascites

و كان مصابا بجلطة قديمة في الدماغ، كان غريبا كما قلت لكم، حتى أن أطباء العناية طلبوا اجتماعا طارئا مع عائلته لمعرفة حكايته الأصلية

لم أعرف ما حصل له و لم يمكث طويلا في العناية فقط يومين و خرج للجناح العادي





صادفت مريضة حزنت عليها كثيرا كذلك، كانت فتاة عمرها ثمانية عشر عاما، مصابة بورم في الغدة النخامية pituitary adenoma...

لم تكن هذه مشكلة، يمكن إزالتها و تعويض باقي الهرمونات بالأدوية لو أصيبت ب 

Panhypopitutarism 

المشكلة أن الورم حطم الoptic chiasma خاصتها.  

كانت عمياء تماما نتيجة لتدمر العصب البصري، 

من المفترص أن يكون 

Bitemporal hemianopia 

لو كان فقط الoptic، و لكنني حقيقة كان قلبي متقطعا عليها، و لم أستطع أن أسألها عن سبب كونها لا تستطيع الرؤية، نادونا لأنها كانت تعاني من صداع بعد العملية، عاد الورم مجددا و هذه هي المرة الثانية لها لإزالته.

خافوا أن يكون الصداع سببه الحمى الشوكية meningitis..

حمدا لله لم يكن كذلك، و لم نتابع المريضة بعد ذلك كونها لم تعد تحتاج لرعاية فريق الID. 



مريضة أخرى كانت حاجية، و موجودة منذ الحج و حتى تلك اللحظة، كانت مصابة بالسل و تحتاج عناية فائقة، لم تكن واعية أبدا طيلة الأيام التي قضيتها هناك، كانت غريبة، في بلد غريب؛ وحدها تماما و ليست واعية، و ربما لن تستيقظ أبدا. كانت تعاني من السل، و بسبب وجودها الطويل في العناية فبين فترة و أخرى تصاب بالتهابات، بالإضافة لكونها على التنفس الاصطناعي.



و في يوم صادفت د.عمر، طلب مني تقديم عرض برزنتيشن بخصوص ال Brucella، ربما لم تسمعوا باسمها العلمي و لكنها بالعامية تسمى الحمى المالطية، كان مهتما بها كثيرا، و قمت بعمل عرض و تقديمه في قسمنا فقط، ساعدني عملي في مختبر المناعة أن أعرف أشياء كثيرة أفادتني في طريقة تشخيصها و زادت خبرتي في الموضوع



من الأشياء التي جلبت ليا السعادة خلال روتيشني الحالي هو تقديمي لمحاضرة لطلبة السنة الرابعة بعنوان الحياة ما بعد التخرج...

كانت من أجمل الأشياء و أكثرها امتاعا بالنسبة لي، و استفادوا كثيرا منها، أردت منهم أن يعرفوا أن حياة ما بعد التخرج واسعة جدا جدا، و الخيارات عديدة، و من الأفضل أن يبدؤوا بالاستعداد و البحث، و ماذا يمكنهم فعله، أحب دائما تقديم الحلول و ماالذي يمكنكم فعله، لا أحب الكلمات العامة ولا عبارات استغلوا الإجازة الصيفية، حسنا ماذا نفعل فيها أخبرونا بأمثلة؟؟ سعدت كثيرا بتقديمها لهم، خلاصة خبرتي و ما اكتشفته خلال سنتي الحالية و البحث في خيارات التخرج اللانهائية

 كانت محاضرة تجريبية و الفيد باك الخاص بالسنة الرابعة بعدها كان رائعا جدا، ربما أقوم بتقديمها للسنوات الأخرى إن شاء الله قريبا



كان لدي أونكولان كذلك خلال الأسبوعين؛ واحد كان غريبا جدا؛ صادفت رزدنت غريبين لا يريدونني أن أقوم بشيء، في البداية كنا عاديين و لكن فجأة يبدو أنهم شعروا بالتهديد أو  بشيء حقيقة لم أعرف حتى الآن طبيعة وصفه؛ أقسم أنهم سيسقطون على أنفسهم من التعب و النوم، أخبرتهم أنني نمت فليذهبوا ليرتاحوا قليلا، و لكنهم كانوا يصرون على البقاء بطريقة عجيبة ><

كانت شكوى المرضى عادية، كما أنني درست و أعرف الخطوات، و الهستوري و الفزكال أستطيع عمله.

لم أعر الموضوع اهتماما يذكر، و كان أونكولا ممتعا رغم كل شيء؛ كانت وفاء صديقتي أونكول كذلك في قسم الجراحة، كان الموضوع ممتعا وجود أشخاص تعرفهم في نفس أونكولك، و لكن اليوم كان متعبا جدا حقيقة، و كما نقول في لغة الأونكولات كان Toxic oncall.

حكيت لوفاء و نحن نتناول طعام العشاء- و الذي كان من برقر كنج الذي أحب، و أيضا الذي أحضره لنا أصدقاؤنا في قسم الجراحة الرائعون، و نحن كنا الذين سنموت جوعا  -عما حصل، كان يوما متعبا و كنا مشغولين جدا لدرجة أننا لم ننتبه على الوقت، و في الوقت الذي نظرنا فيه للساعة، كانت الثانية عشر تقريبا، أي لا يوجد أي مطعم يوصل الآن، و مطعم المستشفى قد أقفل، و أنقذوا حياتنا حقيقة ذلك الأونكول.



كان اليوم ممتعا، و زرت غرفة أونكول الجراحة، ممتع جدا أن تشاهد اللمسات الشخصية و اختلاف الأماكن رغم أن المستشفى واحدة و تقريبا التصميم واحد، أحب ملاحظة هذه الأشياء، أخبرتها عما واجهته وكانت مستغربة كذلك، و لكننا انشغلنا بحكايتها و التي كانت أسوء بمراحل، و حديثنا أدخل على قلبينا السلوى في ذلك الوقت.

الانتيرن شب كله حكاوي كدة.



واحد من الأشياء الطريفة في الطوارئ أن الدكتور أخبرنا بوجود مريض مصاب بالأنيميا المنجلية !

Sickle  و هنا؟

نظرت له بتشكك، سكلر ليس حالة معقدة، لابد أن يكون هنالك سبب لوجوده هنا، سألت الطبيب أخبرني أنه لا يعرف!

ذهبت له، يستحيل أن يأتي سكلر لهنا دون سبب آخر، لابد أنه يعاني من شيء آخر، دخلت عنده و سألته عن كل شيء، فحصته، لم يكن مصابا بأي مشكلة في القلب أو الكلى أو أي ورم أو أي شيء يجعله مؤهلا لأن يكون موجودا عندنا.

 كانت حالة Vasoocclusive crises  عادية للأشخاص المصابين بالأنيميا المنجلية، سألته كيف إذن دخل إلى هنا؟ أخبرني أن السبب أن ملفه فُتح في فترة الحج، هذا يفسر كل شيء إذا. على كل العلاج بسيط، فقط

IV hydration

And analgesic

لم يكن مصابا بتعقيدات الحمدلله، و غالبا كانت تلك زيارته الأخيرة و سيقفل ملفه عندنا و ينتقل لمستشفاه العادية التي كان يراجع فيها.

حفظت السكلر لأن مستشفى النور مليئة جدا بهم، شفاهم الله و عافاهم.



أونكول آخر كان في وسط الأسبوع، آخر يوم من شهر سبتمبر، كانت الأخصائية سينيور رائعة تحب التعليم جدا جدا، الوحيدة التي كانت حريصة أن نتعلم، و عندما لا نعرف جوابا كانت تدعنا نقرأ أمامها، و تناقشنا بعد ذلك، شرحت لنا و كانت تناقشنا في كل حالة مريض نذهب له، سواء في الطوارئ أو في العناية أو الأجنحة.

كانت الساعة العاشرة تقريبا عندما نادوا بالover head ،

Attention please

 كود بلو، كود بلو

Room

CCU

لا أذكر رقم الغرفة، و لكنه كان في عناية القلب، نزلنا للمريض، كان ينزف من فمه، النزيف لا يريد أن يتوقف، توقف قلبه و أنعشه الفريق، توقف قلبه مرة ثانية و أنعشوه، صعدنا بعد أن استقر، طلبت مني الطبيبة أن أنزل لأشاهد ماذا قال طبيب العناية بخصوصه، كان مريضها و تعرف حالته جيدا، كانت حالة معقدة و لم يظهر تشخيصه بعد..

نزلت.. قابلت الطبيب و شاهدت غرفته فارغة إلا من ممرض أو اثنين، أخبرني الطبيب أن قلبه توقف للمرة الثالثة، و  لم ينجو هذه المرة.

رحمه الله.

 في الفترة ذاتها كان علينا اختيار تخصص الشهر التالي الذي نريده، أردت أن أذهب للأونكولوجي الحبيب، و لكن لأنه قسم منفصل طلب مشرف الامتياز خطابا من المستشفى، أحضرت الخطاب و سعد أصدقائي الذين كانوا يحبون تخصصات باطنية أخرى و لكنها في مراكز منفصلة في مدينة الملك، واحدة ذهبت للنيورو و الأخرى للكارديو.



كنت سعيدة جدا، سأذهب لقسمي الحبيب من اليوم فصاعدا، كان أول يوم في الأورام و أنا بوست كول لأنني كنت مناوبة اليوم الذي سبقه، ذهبت للقسم و أخبرت د.عماد و د.أبو الخير أنني أونكول 24 ساعة، و سآتي غدا بإذن الله.



بعدها بدلت كل أونكولاتي و تركتها تكون يوم الجمعة، لا أريد أن أفوت أي يوم في قسم الأورام و أنا بوست كول، لم أنتبه للموضوع إلا يومها في الصباح، و كان رائعا أنني فعلت.



و بذلك انتهت القصة هنا، و انتهى روتيشن المدسن، الجزء الأول منه في قسم الأمراض المعدية الID ، محملا بدروس كثيرة استفدتها جدا جدا، أولها أنني أحببت قسم العناية المركزة كثيرا، و الأجمل أنك تستطيع التخصص فيه فورا بعد انتهاء الامتياز .. دعوني ألخص لكم لماذا أحببت الICU:



·        مرتبة جدا جدا جدا، كل مريض له ممرضه الخاص به وحده فقط، و ليس مثل الأقسام حبث الممرض مسؤول عن العديد من المرضى.

·        ملف كل مريض سوبر سوبر مرتب!











  ملف كل مريض في العناية المركزة كان به في الصفحة الأولى الأدوية التي يأخذها حاليا، تاريخ تركيب الIV lines، و هو مهم جدا لنا في الID.

كلهم متصلون بمونيتور و يتم كتابة علاماتهم الحيوية كل ساعة في الملف، و الأجمل من ذلك لكل مريض ممرضه الخاص به وحده فقط.

تعلمت ذلك بعد عدة أيام قضيتها هناك، كنت أستغرب في البداية كيفية اعتماد الدكاترة على كلام ممرضين الICU، لا لشيء لكني دائما أحب الاعتماد على نفسي، و أقرأ و أبحث عن أي شيء يخص مريضي بنفسي، تحاليله و أرقامه و كل شيء، 



كل تحاليلهم الأساسية الCBC و الChemistry تكون موجودة يوميا دون حاجتي للاطلاع على السستم حتى أراها

 كنا يوميا نتفقد الLines، الDrains و نبحث عن وجود أي علامات للالتهاب، أو puss discharge.

تعلمت أشياء مهمة ننظر لها في مريض الICU

MAP = mean arterial pressure

Intotropes or not 

GCS= Glasgow coma scale

و كانت فرصة رائعة للتدريب عليه بالنسبة لي على كل شيء، هنالك تبحث و تفحص المريض يوميا من A-Z .



إلى جانب التخصص و فرصة اكتشاف شيء جديد قابلت أناسا سيئون خلقيا، كانت  أول مرة أقابل شخصا ذا خلق سيء جدا و المشكلة أنه ذا منصب عال، شخص يدع مشاعره الشخصية تؤثر على علاقاته في العمل، كان العمل مع شخص كهذا محبطا و مزعجا

مهما كان الشخص أكبر منك أو كنت أصغر منه، الأمر لا يسوغ لك عدم احترامه، هنالك أشخاص كما اكتشفت يبحثون عن أشخاص ضعاف كي يفرضوا سيطرتهم، و كي يسمعهم الآخرون أنواع الاعتذارات السخيفة و هم لم يرتكبوا أي خطأ

لحسن الحظ أو ربما لسوئه أنني لم أكن مثلهم، 

فكونك لا تحبني لشخصي ليست مشكلتي في العمل، و هذا كان أبرز شيء في القسم الثاني و قسم العناية.

كنت منزعجة جدا جدا و ربما مصدومة قليلا، و لم أكن أطيق الذهاب للمستشفى.

لكني و بعد التفكير مليا و الجلوس مع نفسي، قررت أن أغير طريقة نظرتي للأمر، سأغير من أفكاري و سآخذ الموضوع كفرصة و فرض تعليمي، و بالفعل أمضيت الأسبوعين الأخيرة بكفاءة و روح عالية، و دروس تعلمتها أنني مهما حصل سأنتبه على أن لا أكون مثلهم، هذا درس مهم جدا

 ممتنة كثيرا لأنني استمررت في العمل فيه، و لأجل كل التجارب و الأمور التي حصلت هناك.

بالتوفيق لكم يا أصدقاء ^^



شهد