Thursday, August 30, 2018

You did what you can, it is not necessarily goes as you planned




في نهاية الأسبوع الماضي و بإلهام من صديقتي " أمامة الصبة" طرأت على عقلي فكرة أحسبها ضرورية جدا،

قمت بالجلوس و تناول كوب قهوتي و كتبت النقاط بترتيب شديد و موضوعية شديدة، مع توفير حلول مقترحة من وجهة نظري.. استغرقت الرسالة مني طوال فترة العصرية لإعدادها، و محتواها في المجمل يتمحور حول سلوك متعسف متنمر و منتشر بشدة، كان ذا تأثير سلبي كبير على العديد من الأشخاص، و بذلك يمكنكم استنتاج أن الرسالة لم تكن شخصية أبدا و لا لطرح مشكلة شخصية و إنما فقط لأجل المصلحة العامة، و الحلول كانت حلولا منطقية بسيطة فقط للحد من الظاهرة و التحكم بها لزيادة الإنتاجية و المهنية في العمل.

كانت الرسالة تحليلية بحتة لا توجه أصابع الاتهام لا لشخص و لا لمؤسسة، كما هي الاستراتيجية الصحيحة المفترض اتباعها عند مواجهة أي مشكلة تمس العديد من الأطراف.. و كانت فعليا محاولة بسيطة مني لتغيير سلوك سيء للفائدة العامة، و كنت أشعر بسعادة بالغة بمحتوى الرسالة و ترتيبها و المصطلحات الموجودة فيها التي حللت الموضوع بموضوعية و بوجهة نظر محايدة تماما، و بعد إرسالها كنت متأكدة أن دوري انتهى هنا، و قد قمتُ بكل ما لدي لتنبيه المسؤولين لوجود شيء سيسترعي انتباههم و لم يسبق لهم التنبه عليه قبلا.

على كل و خلافا لتوقعاتي التي كانت تقتصر على رد على الإيميل أنهم استلموا الرسالة تلقيت ردا و كان لغرض طلب مقابلة بخصوص الموضوع، في الحقيقة أنني قلت كل مالدي من شرح للموضوع و حلوله المقترحة في الرسالة، و لم تكن لدي أي نقطة أخرى لزيادتها أو إضافتها.

و لكن إيمانا مني بأهمية الموضوع قررت الذهاب لمناقشة الحلول ربما بطريقة أكثر توسعا، و في الحقيقة أنني أضعت 3 ساعات و نصف هناك و يوما كاملا لأنني لا أستطيع كمية وصف الإنزعاج الذي أصابني و حتى الآن أشعر بأنني كنت حمقاء عند ذهابي أصلا،

و برغم ما أقوم بإعادته على مسامعي و ما يعيده أصدقائي و أمي علي أنني على الأقل قمت بعمل صائب، و تحركتُ لعمل شيء لأجل الجميع لا لأجلي، و أنه في النهاية القرار بيدهم لا بيدي، و أن أي شخص يقرر أن يغير شيئا أو ممارسة لن يتم مقابلتها دائما بالورد و القبول، و هذا صحيح تماما و لكني لست قادرة حتى الآن على التخلص من كمية الانزعاج التي أشعر بها، ربما لأنها أول مرة لي أقوم بمقابلة أشخاص هكذا لأجل طرح موضوع كهذا.

كان اجتماعا صادما بكل المقاييس، ففجأة تحول الأمر عني و عن مشكلاتي التي لم أطرحها أبدا في الرسالة، و التي لم أكن لأخبرهم بها أصلا، فالهدف ليس الشكوى و إنما لأجل الصورة الأكبر، و الحد من الظواهر الغير إيجابية بالانتباه عليها و مناقشة الحلول...

و إن كنت أريد الشكوى كنت أخبرتهم بها وقتها و ليس بعد انقضاء الكثير من الوقت عليها و انتهائها في غياهب النسيان... 

 النقطة الأخرى هي الإشارة بأصابع الاتهام و أسماء المتضررين، حتى أنني وقفت فجأة لإخبارهم أن هذا ليس الهدف من الموضوع أصلا، و إن أردتم أشخاصا آخرين فالأمر بسيط و لكن هنا و هذه المرة الأمر أكبر من مجرد شخص أو مجرد مكان...

و الأكثر إزعاجا لي هو تأكيدهم على العديد من المرات أن كل شخص يجب أن يهتم بنفسه فقط، فطالما لم تحصل لك مشكلة من ذلك النوع فلا يهم الآخرون، إن لم يأتوا بنفسهم فالأمر لا يهم...

بالتالي نترك الجميع، و كل شخص نفسي نفسي، و لا أدري كيف يمكن أن يعيش الشخص و هو يقف متفرجا على الدنيا و هي تنهار حوله بحجة أنها لم تصبه و هو يعيش في مكان آمن محصن ضد الانهيار...



منذ زمن بعيد لم أكتب لأجل أن أنسى، و أنا هنا أكتب لأجل أن أستعيد المحرك و الرغبة الأساسية لي التي بدأت الكتابة لأجلها، لأجل أن أنسى !

إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا

إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت

12 مارس 2018

و قررت جدولتها لتنزل في تاريخ 30 أغسطس 2018