مرحبا مجددا، كل عام و أنتم بخير، اليوم هو صباح يوم العيد، و كما أخبرتكم قبلا...قررت أن أذهب إلى المستشفى في الشفت المسائي، كنت مستمتعة و سعيدة بالنوم رغم أنني استيقظت أثناء مغادرة صديقاتي جميعهن، و اللاتي فضلن الشفت الصباحي على المسائي، تركتهن و أكملت نومي في الغرفة الباردة الجميلة، و لم يمض وقت طويل حيث كانت الساعة حوالي العاشرة صباحا عندما جاءت د.رويدا:
- شهد قومي في هيت اكزوسشن، قومي يحتاجوك مرة في العيادة!
فتحت نصف عين و لكنني فهمت أشياء قليلة، يحتاجونني في العيادة، لم أتخيل الموقف و لكنني نهضت، غيرت ملابسي و تناولت" بف لوزين" المجرم بسرعة، ليس من المعقول أن أسقط و أنا لم أتناول أي طعام قبل العمل. لم أستطع شرب قهوتي لأن الوقت لم يكن يسمح بذلك،
نسيت إخراج جوربي و لم يكن هناك وقت لإفراغ الحقائب و فتحها مجددا، لذا لم ألبس ^ جزمتي الذهبية^ الجميلة بل ارتديت " شبشبا" ، كما أن أقدامي تؤلمني جدا من المشي يوم أمس و بدا هذا الخيار الأفضل لذا هرعت مسرعة للذهاب إلى العيادة.
قد يبدو موضوع حذائي هذا غير مهم و لكن صدقوني كان مهما بعد مرور اثنتي عشر ساعة؛ و لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير ...
على كل بمجرد عبوري البوابة الفاصلة بين قسم البنات و الاستقبال إذا بالمكان المزدحم جدا جدا ، تذكروا و أنتم تقرؤون أنني لم أشرب قهوتي الصباحية كالعادة؛ و بدأت بسم الله، لا أعرف من ناداني كي أدخل العيادة رقم ١، ولا أعرف أن كنت قد توجهت لها وحدي أم لا ، على كل في وقت دخولي لها كان الطلاب الجونيور يدخلون مريضة على كرسي متحرك،
كانت تكرر قول: أستغفر الله أستغفر الله..
لم تكن عربية و لا تجيد الإنجليزية و لم ترد علينا، كانت متعبة من الجو الحار و مصابة بإجهاد حراري، هنا عيادة و ليست طوارئ مستشفى تذكروا ذلك، فتحت عنها حجابها لأنه كان خانقا جدا، و أحضروا لها كمادات باردة، أكياسا بمادة زرقاء توضع في الفريزر و من ثم نخرجها و نضعها على المرضى، الأماكن المفترض وضع الأكياس الباردة فيها كما قرأت كانت تحت منطقة الإبط و في ال groin area فقط.
بدأت المريضة لا أعلم كيف أصف بالتحديد و لكن أعتقد أنها دخلت في نوبة هستيريا، كنت أخبرها أن تصمت و تهدأ قليلا حتى لا تزيد الطين بلة، أعني أن الغضب سيزيد من حرارتها و تحتاج أن تهدأ حقا.
قاس لها الجونيورز الرائعون حرارتها و سكرها و ضغطها، سأحكي لكم عنهم بعد ذلك.. كانت لدينا مروحة هوائية ترش مياه معها و تستخدم في مثل هذه الحالات، شغلناها و لكن المياه لم تنطلق منها، لم يكن جلوسها على الكرسي يسمح لهواء المروحة في الوصول إليها، كان الحل أن نجعلها تصعد على السرير، لم تستجب لنا، و ظلت تردد أستغفر الله أستغفر الله، و حملها و رفعها الجونيورز الشجعان، و لم يكن ذلك سهلا أبدا كون السيدة ذات وزن ثقيل، على كل وجهنا المروحة عليها، كان الجو حارا جدا جدا حتى أن مكيف الهواء بالرغم من أنه مركزي إلا أنه لم يؤثر أبدا حيث كان الجو حارا و خانقا، وضعت لها أكياس الثلج،
في لحظة دخول د.الباقر ليطمئن على الأمر، في لحظتها بدأت السيدة ترتعش، لم أعرف ما أن كانت ترتعش من البرد أم بسبب مضاعفات الإجهاد الحراري، أخبرت د الباقر بكل قراءات العلامات الحيوية، و نسبة السكر ؛ أخبرنا أن نتابع العمل و نستمر في تبريدها، اطمأننت عندما أشاد بالعمل، كانت هذه هي مرتي الأولى في تجربة موقف كهذا، أنا السنيور الوحيدة في الغرفة و من حولي كلهم جونيور، كلهم ينتظرون قراري و ينظرون لي لعمل الخطوة التالية،
أخذت أسترجع في عقلي بعدها ما قرأته بخصوص الموضوع، المفهوم الرئيسي هنا هو شيء يسمى
Evaporative spray
رش المريض بمياه بدرجة حرارة عادية ليست باردة، و تهويته معها. و السبب أننا لا نريد المياه الباردة لأنها ستبرد البشرة فقط من الخارج، بينما نحن نحتاج تبريد داخل الجسم، كما أن المياه الباردة تقوم بعمل vasoconstriction، و بالتالي لايمكن للحرارة التبخر من الداخل نتيجة ضيق الأوعية الدموية.
ماء! هذه هي!
نحتاج لرشاش ماء !
أخبرتهم بذلك، و ماهي إلا لحظات حتى قام فريق الجونيور الرائعون بإحضار رشاش مياه، و بدأنا برش المريضة و توجيه مروحة الهواء عليها.
مضت عشر دقائق تقريبا، و زدات رجفة السيدة و لم تتحسن، حسنا في الأمر مشكلة، كنا نرغب بتوصيل محلول وريدي لها، IV line، و لكن لم يكن موجودا ضمن أدوية العيادة.
هرعت للخارج بسرعة و قابلت د.أنمار:
- نحتاج لإسعاف حتى ننقل السيدة!
و بالفعل كان د.أنمار يقوم بالاتصال بهم، تأخروا كثيرا و لم أعرف من أحضر الIV line الناقص لنركبه لها، أخرجناها وقتها لمنطقة الفرز الكبيرة و هي نفسها منطقة الاستقبال الخاصة بالمخيم، حضر وقتها د.هاني، نقلت له بيانات المريضة و غادرت، قمنا بتركيب الIV line لها بصعوبة، كانت معنا متطوعة ممرضة صغيرة و حضر الإسعاف أخيرا و غادرت مريضتي الأولى.
في هذا الوقت كان العديد من المرضى يأتون في نفس الوقت، كان الأمر أشبه بماراثون مليء بالمرضى،
كنت أتنقل بين المرضى و بين الغرفتين في العيادة و في منطقة الفرز كذلك إن نادوني، طالما مريض واحد مستقر كنت أتركه مع الجونيورز و أتوجه للمريض الآخر. لم أكن وحدي بالطبع،
تعاونا جميعا يومها لإنقاذ المرضى، لا تنسوا أن مخيمنا كان مليئا بأفضل الأطباء و ليس فقط أطباء بل كلهم إستشاريون، كان عدد المرضى 94 مريضا ذاك اليوم، و هو عدد مهول في وقت قصير جدا و لزيارة عيادة طبية!
من كثر الازدحام و حاجتنا للجميع حتى د.منال و د.رويدا جزاهن الله خيرا تعبن كثيرا ذاك اليوم، كن يأخذن أكياس التبريد من و إلى الفريزر حتى تبرد، و أحيانا يسألون المرضى و يحاولوا التواصل معهم لمعرفة المشكلة في منطقة الفرز.
تخيلوا 94 مريضا تقريبا أي حوالي مئة مريض في وقت قصير.
كان لدينا طالب في كل يوم مسؤول عن تسجيل الإحصائيات و معلومات بسيطة عن المرضى في كل يوم.
لكنه لم يخل من الأمور المثيرة كذلك، أحببت جو العيادة كثيرا و خصوصا وجود الجونيور، الحريصون على التعليم جدا جدا، كنت مستمتعة تماما بشرح المفاهيم لهم، مبدأ الEvaporative spray، أنواع الHeat syndrome
و حرصي الكبير على ترك كل شخص منهم يحظى بفرصته و يقوم بتجريب الأمر بنفسه!
قياس الحرارة، قياس الضغط، قياس السكر و رشاش المياه و التهوية اليدوية، فحص اللوز كذلك.
كان التحدي في العيادة الذي واجهناه هو استقبالنا لمرضى في حالات طارئة و نحن في عيادة عادية، لم نكن نمتلك غرفة خاصة بعلاج الإجهاد الحراري، و لم نملك سوى مروحة هواء واحدة، كان كل شيء ينبغي عمله يدويا، إسعافات و طرق أولية لعلاج المرضى.
رشاش المياه، كمادات الثلج، و أخيرا مراوح الهواء اليدوي بأيدينا، استفدنا من وجود الكراتين الورقية و قمنا بتقطيعها و من ثم تهوية المرضى.
في عيادة ١ أتت لنا مريضة، كانت متعبة من الحرارة لكن حالتها مستقرة و تستطيع التحرك بنفسها، طلبت لواحد من الجونيور أن يقيس حرارتها، و فتحت لها غطاء شعرها الذي كان ضيقا جدا،
و فجأة بدأت المريضة بالبكاء!
ما المشكلة لم نعمل شيئا بعد لها! لم نلمسها بعد
لم تكن تتحدث العربية ولا الانجليزية بالطبع، و لكنني فهمت و هي تحاول تغطية وجهها بطريقة ما أنها لا تريد أن يقوم رجل بقياس الحرارة لها،
حسنا يا سيدتي لا داعي للبكاء><
أنا سأقيسها لك.
و بمجرد أن أبعدته سكتت المريضة و توقفت عن البكاء.
أتت سيدة أخرى مجهدة حراريا، كانت حالتها مستقرة ، قمنا بتهويتها و إعطائها لتشرب بنفسها مياه باردة، و بعد نصف ساعة تقريبا أخرجناها من العيادة، تحسنت و الحمدلله.
لكن المفاجأة الأخرى أنني و قبيل العصر تقريبا لاحظت وجود سيدة مسلتقية على سرير الفحص، اقتربت لأرى ما المشكلة ؟
لكن لحظة!!!
هذه نفس المريضة التي أخبرتكم بها لتوي! لكنها كانت مبتسمة و تبدو بخير على عكس المرة الأولى التي شاهدتها فيها! ووو اكتشفت أنها أتت هنا لتستمع بالاهتمام و الجو البارد مجددا J
مريض آخر أتانا بإجهاد حراري و بنسبة سكر مرتفعة تصل ل 400 مجم، أدخلناه عيادة 2 ، و بدأنا بتهويته، و حمدا لله وقتها وصلت الIV linesو لم يكن هنالك وقت لأعرف من، المهم أننا أوصلنا له المحلول و بدأنا بتهويته و رشه.
وقت وصوله كنا قد هدأنا قليلا، قمت بتعيين كل جونيور لمهمة ما، شخص مسؤول عن رشاش المياه، واحد عن الحرارة، واحد عن قياس الضغط و هكذا.
و أثناء حديثنا و مناقشتنا لحالة المريض اكتشفنا أنه شخص عربي من ليبيا تحديدا! كان مصرا على الذهاب للمنزل، لم نسمح له و أقنعناه أننا سندعه يذهب لكن فقط يكمل المحاليل معنا، و للأسف بالنسبة له اضطررنا لتركيب 3 محاليل له حتى اعتدل مستوى السكر، و هو ما يعني حوالي الثلاث ساعات تقريبا.
حقيقة لم أتوقع أن يأت لنا أشخاص بإجهاد حراري في العيادة، كنت أتوقع التهابات الجهاز التنفسي، آلام العضلات و هذه الأمور، لكن يومها لم يكن هنالك وقت للتفكير مع ازدحام المرضى الشديد.
أتى لنا مريض آخر، كان سيدا عجوزا و مجهدا بالحرارة كذلك، لكن وركه كان يؤلمه، قسنا له العلامات الحيوية و كان مستقرا، فحصنا وركه و لم يكن منتفخا أو مؤلما عند لمسه و لا أي علامات أخرى لوجود كسر، بدأنا بتهويته و بقي معنا لفترة حتى تحسن، لكنه و يال المفاجأة لا يريد الخروج، بل إنه بكا و نحن نخبره و نحاول أن نشرح له أنه لابد أن يغادر. بالطبع حديث بلغة الإشارة، لاهو يفهم لغتنا و لا نحن نفهم لغته ><
كان مستمتعا جدا بوجوده، و لكم أن تصدقوا أننا و أثناء تهويته قام بتغطية نفسه بالإحرام بعد أن تحسن و نام ! بشخير أيضا J
حسنا بعد أن استيقظ و انتهى أحضرنا له طعاما و ماء، شرب و هنا وافق على المغادرة حمدا لله.
واجهتنا كذلك صعوبة إخراج المرضى بعد تحسنهم، كثيرون لم نكن نستطيع إخراجهم لأنهم لا يمتلكون كرسي متحرك.
و بعد أخذ و رد و أمور أخرى كثيرة انتهينا بجهاز ط٧
و هو رادار لاسلكي جميل، و ط7 هو مخيمنا ^^
فكرته أننا نرسل لمركز الاتصالات في الحج أي طلب لنا، و هناك في المركز يوجهوا رسالتنا للفريق المقصود و يرسلوا لنا ما نحتاجه! نحن ط7 ^^ شرح لي كيفية استخدام الجهاز طالب من الجونيورز، كان هو المسؤول عن هذه المهمة، و أنقذنا كثيرا في الحقيقة، و أيضا أخيرا شاهدت راديو لاسلكي أمامي و حقيقي و عرفت كيفية استخدامه، دائما كنت أتساءل كيف يستطيع رجال الشرطة فهم كونهم المقصودين بأي نداء ^^ و هاقد تعلمت أخيرا.
توافرت لدينا كذلك كراسي متحركة كثيرة، و ساعدنا فريق كن عونا الموجود معنا، كنا نحن نعالج المرضى و هم يتولون توصيله لمخيمه، و الأصعب طبعا اكتشاف مكان سكنه و مخيمه، اكتشفنا وجود تطبيق رائع موجود على الهاتف، نمرر باركود إسورة الحاج و فورا نحصل على عنوان و مكان سكنه، في خرائط قوقل.
كذلك اكتشفت لديهم وجود خريطة راااااائعة لمنى! كانت هذه هي المرة الأولى التي أشاهد فيها خريطة لمنطقة أمامي هكذا، بكل الترتيب و التنسيق و أرقام المخيمات و أماكن الخدمات ووو كل شيء حرفيا،
قرأت أسماء المستشفيات الموجودة في منى، كانت أربع مستشفيات، منى الطوارئ، منى الوادي، منى الجسر و الشارع الجديد... أخيرا حفظت أسماء المستشفيات هناك، في السابق كنت أعتقد أنها مستشفى واحدة فقط >< أعرفها باسم مستشفى المشاعر، كنت أظن أن الناس يخلطون بين أسماء المستشفيات سهوا، حيث أنها كلها تبدأ باسم منى، تماما كما ننادي نحن مستشفى الزاهر و الششة بهذا الاسم، رغم أن الزاهر اسمها الحقيقي الملك عبدالعزيز، و لكن بعد قراءتي للخريطة بنفسي لن أنسى هذه المعلومة أبدا ^^
لم يخلو اليوم كذلك من المرضى العاديين، المرضى الذين يشكون من التهاب في الحلق، كان أي مريض يأتينا بشكوى كهذه أدع الفريق الصغير يرون بنفسهم شكل و مكان اللوز، حتى تعتاد عيونهم و أيديهم على استعمال الأدوات الطبية.
_دكتورة مريض حلقه يعوره.
_شفت حلقه؟
_لا
_خد الtongue depressor و شوف.
أتت لدينا سيدة تعاني من ألم في الصدر! لم تكن مريضتي و لكنني احضرت لها الأسبرين من عيادتي و في الآخر أغلب الظن أنها كانت MI، و فورا نقلناها بالإسعاف إلى المستشفى.
أتت لدينا مريضة كذلك، لا تتحدث إلا الأوردو، و أثناء انشغالنا بقياس العلامات الحيوية و نقلها على السرير إذا بواحد من الطلاب الجونيورز يحادثها بالأوردو ^^
شيء يبعث على الفخر حقا!
كانت مصابة بإجهاد حراري كذلك، و قمنا بتوصيل محلول وريدي لها و تهويتها بنفس الطرق السابقة.
أتى لنا مرضى كذلك و قد أضاعوا أدويتهم لاسيما الإنسولين و نسوها في مخيمات عرفة، من كان يعرف نوع الإنسولين و كان لدينا متوفرا قمنا باستبداله له.
أتى لنا مريض كذلك لقياس الضغط و السكر فقط للاطمئنان على صحته، كان سكره مرتفعا فلم نستطع إلا إعطاءه Metformine، في الأمور كهذه كنت أستشير أولا واحدا من الأطباء و نتناقش في الموضوع و بعدها نعمل المطلوب.
أتى لنا مريض كذلك يعاني من كحة جافة، لم يكن لدينا سوى دواء شراب لوقف الكحة، لم أعرف ماهي الجرعة المناسبة، ففتحت الوصفة و كانت مكتوبة و جاهزة. 10 مل 3 مرات في اليوم.
ليس عيبا إن لم تكن تعرف شيئا أو نسيت شيئا ما، اسأل و اقرأ و خصوصا في مواضيع الجرعات و الادوية، المهم سلامة المريض و تقديم أفضل عناية له، تعلمت كذلك من دكاترة كليتي العزيزة.
أتت لدينا مريضة أخرى مجهدة حراريا و لكن ضغطها كان منخفضا، أردنا إعطاءها محلولا ملحيا عن طريق الفم لحين توافر محلول وريدي، لم نكن نملك ملحا بالطبع، لكنني منبهرة جدا بالتفكير الإبداعي لطالب من الجونيورز، لقد أحضر اللوز المملح الموجود لدينا و قام بنقعه في الماء، هكذا ستحصلون على محلول مملح!
أحب التفكير الإبداعي في المواقف الصعبة، أن تستخدم المتوفر لديك من بيئتك المحيطة لإنقاذ مرضاك و مساعدتهم أمر رائع جدا جدا.
بعد هدوء الوضع نسبيا قرب المغرب سألني طبيب قدير عن خطتي بعد التخرج، أخبرته بتفكيري في السلك العلمي و الأكاديمي أكثر من السلك الطبي البحت، لم يرقه الأمر بالطبع حاله حال الجميع عندما يسمعون ما أفكر به ><
You don’t want to be a clinician?
Mmm I don’t think so ><
You sure you are not gonna miss a stethoscope?
……….
You are good in clinical!
I can still be a General practitioner even if I chose science ><
No you will forget all of that
><
لم تكن هذه المرة الأولى التي أستمع فيها لكلام كهذا و من أطباء أثق برأيهم كثيرا و أحترمهم
، و شاكرة له جدا أنه لا زال مصرا أنني سأصبح جراحة لامعة إن اخترت المسار الجراحي، أدخلني العيادة مجددا و جعلني مسؤولة عن استخدام الإبر و سحب السوائل المتكونة من كثر المشي، يعني شيء ما و مهارة جراحية.
وو بالطبع كان الامر ممتعا و محمسا جدا و يحبس الأنفاس!
في البداية نتأكد من كون المريض لا يعاني من السكر و هو أهم سؤال نسأله لمن يعانون من الانتفاخ المليء بالماء في أرجلهم. Bullae
ثم نقوم برفع رجل المريض على شيء ما و استخدمنا علبة الإسعافات الأولية الضخمة، و من ثم بالطبع تكون كل أدواتنا جاهزة قبلا، القفازات إبرة السحب، المسحات الطبية للتعقيم، الشاش للف المكان و مرهم إن احتجناه و يعتمد إن كان المريض مصابا بالسكر أم لا.
طريقة السحب مميزة كذلك، و مجددا بيد واحدة و تتطلب قوة أصابع خارقة! و لكنني نجحت من المرة الأولى و سعدت جدا جدا ^^
المرة الأولى قام الدكتور بعمل واحدة أمامي، المرة الثانية قمت بها أمامه، المرة الثالثة و ما بعدها تركني وحدي أقوم بالعمل! و هذا يعتبر إنجازا كونه أشاد به في الاجتماع^^
بعدها حتى طريقة اللف كانت رائعة، طلب منا الطبيب أن لا نستخدم الشريط اللاصق لمرضى السكر بل نربط الشاش بطريقة تجعله ثابتا، مهارة الجراح الرائعة.
كان يوما مميزا جدا في حياتي لن أنساه ما حييت، لم نستطع أداء الصلوات حتى في وقتها، كنت أصلي العصر و ماهي إلا لحظات حتى يأذن المغرب، حتى اجتماعنا اليومي بعد المغرب قمنا بتأجيله لبعد العشاء لحين هدوء الوضع في العيادة.
أحببت كوننا بيئة أسرية هناك، أحببت العمل مع أطباء كليتي كلهم في مكان واحد، و اشتقت للكلية جدا!
ذهبنا بعد الصلاة للاجتماع، و كان جميلا محفزا جدا، زارنا خلاله نائب وزير الحج أو مستشاره المهم شخص يعمل مساعدا له برفقة عدة أشخاص، تحدثنا كثيرا، أحببت تواضعهم و حرصهم على التطوير! أخبرونا أن نخبرهم بأي ملاحظة تمر علينا!
- قد تلاحظون أشياء لم تخطر على بالنا، أخبرونا و سنقوم بالتأكيد بعملها!
وقتها شرحوا لنا التطبيق باستفاضة الخاص بباركود الحجاج، و أخبرونا بالخطوة الثانية لربطه بالسجل الصحي، عمل مبشر، و سعدت بتعاون الكلية مع جهات كثيرة و بدورها الكبير في الموضوع.
طلبنا منهم " شباشب" للحجاج أكرمكم الله، كثير منهم أتونا حفاة، و المشكلة أنهم مرضى سكر أو كبارا في السن و يسيرون بدون أحذية ><
و بالفعل أرسلوها لنا فورا! صندوق كبير من الأحذية بمختلف المقاسات و بشكلين .
لم يصدقوا عدد المرضى الذين حضروا عندنا في العيادة اليوم! هذا و أنتم لستم في طريق رئيسي و اللافتة جانبية و الموقع يعمل لأول مرة!
و أخيرا كانت الصورة التذكارية المصونة بحذاء شهد المصون و التي كانت مصيبة حقا ><
لا يوجد شخص هنا تهزأ قليلا بخصوص ما كان يرتديه في رجله ><
وقتها عادت صديقاتي من المستشفى و أخذن يحكين لي عما واجهته، كان الوضع جنونيا أكثر بالطبع، امتلأت الطوارئ بالمصابين و عملوا كثيرا!
و كذلك الطلاب الذين كانوا مع الدفاع المدني و في محطات القطارات، كان اليوم جنونيا بكل المقاييس في كل مكان.
وقتها أيضا اتفقنا أنني لن أذهب لشفتي المسائي في المستشفى اليوم بموافقة د.رويدا هناك، تكفي عيادة اليوم ^^
و أثناء حكينا عما واجهناه كان لابد من عشاء العيد أخيرا J
و كان العشاء من "البيك" من د. رويدا لنا ^-^ بعد ال Albaik Stroke ><
خرجت من الاجتماع و أنا "زومبي" قليلا فقط، و لكن العيد عيد! عائلتي ذهبوا للمسجد جميعهم لصلاة العيد لأول مرة في الحياة! لأنني لم أكن موجودة ><
وو قررت أن أرتدي فستان العيد و لو لساعة واحدة J عيد يعني عيد J
وصل العشاء تقريبا الساعة الواحدة صباحا، و وقتها كنا لتونا قد أخذنا نفسا عميقا أخيرا، و شربت أول كوب قهوة من الآلة الجميلة أخيرا ! حتى أنني أذكر أنني خرجت لأخبر فتيات كن عونا " بكل عام و أنتن بخير"
- حضر اليوم الجديد يا فتاة خلص العيد !
ماذا أفعل إن كان عيدنا ابتدأ لتوه ><
قبل ارتدائي للفستان كانت واحدة من فتيات المخيم تريد بخاخ الربو فنتولين ، نسيت أو انتهى بخاخها لا أذكر المهم أنني ذهبت و أحضرت لها واحدا، سألتها عن أعراضها و شرحت لها طريقة استخدامه مجددا و كانت تعرف. كان ضيق التنفس خفيفا جدا.
و أخيرا وصل عشاؤنا و شياكتي العيدية، كنا نتحدث و نأكل في غرفة الدكتورات و نحن مستمتعات كثيرا و نحن نتدارك ما حصل في اليوم، البيك يا سادة، و أخيرا حفلة بعد هذا اليوم الآكشني الخطير^^
و فجأة !!!
إذا بطرقات قوية على الباب!
دكتورات في وحدة طاحت برة !!!
What!!!
خرجنا أنا و اثنين من الدكتورات للخارج، كانت نفس الفتاة! و لكن مهلا كانت بخير قبل لحظات!!
اقتربت منها و كانت مبللة بالماء، الظاهر أنها سكبت على نفسها المياه.
على كل ارتديت اللاب كوت فوق الفستان و أسدلت البنطال و إلى العيادة حافية هذه المرة جريا لإحضار جهاز قياس الضغط و السكر.
حضرت بسرعة و أخبروني أن صوت النفس طبيعي !
Clear Chest !
جيد، و بسرعة كنا نقيس لها الضغط و السكر!
وو لكن مهلا! هنالك شيء ما غريب! تذكرت مريضة سبق و أن رأيتها في المستشفى بنفس الطريقة! حركة الجفن الغريبة! لن أقفز لنتيجة حتى نعرف نتائج علاماتها الحيوية أولا.
كان كل شيء طبيعيا!
وقتها حضر الإسعاف و بالنقالة نقلوها إلى سرير العيادة، صرخت ووو بمجرد أن صرخت : )
كلنا تنفسنا الصعداء!
She is fine, it is psychotic!
ذهبنا للعيادة أنا و طبيبة وزارة الصحة و صديقتي، كنا نحاول تهدئتها و حثها على النهوض! أنت بخير انهضي ستكونين بخير!
و لكنها لم تستجب و هنا علمنا حاجتنا لإعطائها Placebo !
و لكن لححححظة!!!!!
ليس الIV line!!!
أي شيء غيره!
نحتاجه لمرضى كثر و بالنسبة لنا و بعد ماحصل اليوم من المستحيل أن أتنازل عن IV Lineلمريض لا يحتاجه ! نحن نحتاجه في العيادة جدا جدا و لم يكن متوفرا عندنا اليوم!
بعد كل مامرنا به أخبرت الطبيبة! كنت معنا اليوم و رأيت كيف كنا نحتاجه و عدد المرضى الذين لم نستطع إعطاءه لهم لأنه لم يكن متوفرا ! أي شيء آخر إلا المحلول الوريدي!
وقتها أتى د.هاني و د.الباقر يسألون عن المشكلة لأننا فتحنا العيادة في وقت متأخر!
أخبرتهم أن الأمر بخير و لا داعي للقلق.
خدمتينا يا ابنتي اليوم كثيرا حتى و أنت حافية! ><
كانت الطبيبة مصرة على إعطائها المحلول الوريدي، كانت أكبر مني سنا و لم أستطع عمل شيء لإقناعها حتى تعدل عن الموضوع !
حسنا لن أقف و أشاهد مهما حصل إذن !
I can’t watch our precious IV line being wasted like that !!!
غادرت و كنت غاضبة جدا جدا، أكملت طعامي و عدت أخبرتهم أن يقفلوا باب العيادة بالمفتاح و يعودوا بالمفتاح و غادرت !
و جيد أستبدلوا المحلول الوريدي بإبرة فيها Saline ! جيد ^^
علمت لاحقا أن السبب أنها تشاجرت مع زميلاتها، عندما تحسنت بعد الحقنة الأولى حضرن و أثناء عتابهن لها سقطت مجددا و تكررت نفس القصة! أخرجت الطبيبات صديقاتها من الغرفة!
- يمنع فتح هذا الموضوع معها للأبد!
و أعطوها حقنة ثانية و تحسنت و انتهت القصة حمدا لله.
رضيت عنهم و عدت لسريري الجميل و غيرت ملابسي و أرسلت لأمي أنني سأنام و نمت أخيرا.
و غدا يوم آخر مليييء بالمغامرات بإذن الله، في الحقيقة و حسب التوقيت الزمني لحكايا رحلة التطوع^^
تصبحون على خير J