Wednesday, September 13, 2017

بداية رحلة التطوع ...~



لم أصدق ما رأته عيناي عندما لمحت رابط تسجيل مستشفيات المشاعر للبنات في حساب كليتي العزيزة في الفيس بوك ، أخيرا فرصة للتطوع هناك، و ربما هي الأخيرة و الأولى لي في مستشفيات المشاعر كطبيبة إكلينيكية.

على كل شاهدته متأخرا جدا أعتقد في اليوم التالي لنزوله، لم أتأمل كثيرا في النتيجة و لم أفكر كثيرا، حادثت صديقاتي حتى نذهب و كلهن رفضن الذهاب، لكنني أصررت على تسجيل اسمي و عدم تضييع الفرصة، الفرص لا تأتي إلا مرة واحدة 🙊
و أي طريقة مثلى للاستفادة من الإجازة غير التطوع؟ و ربما قليل من المذاكرة للامتحان يوم ٩ سبتمبر من الشهر.
لم أخبر أحدا في المنزل بالموضوع، و يومها كنت متوجهة للنوم مبكرا جدا حينما رن هاتفي مظهرا اسم صديقتي أمل، أخبرتني أننا قد قبلنا في مستشفيات المشاعر و كونها لا تعلم اسم أي شخص في المجموعة سواي،
لم أصدق ما سمعت، حسنا مغامرة غير متوقعة و جميلة🙊
كان علي القتال قليلا فقط في المنزل كما تعلمون لأقنع والداي بالأمر، و في الآخر كنت ذاهبة، بالطبع لا حاجة لي بإخباركم أنني قمت بتجهيز ثلاث حقائب سفرية للرحلة هناك، كما تعرفون ستة أيام و الكثير من ملابس المستشفى و السكربات و مخدتي الحبيبة و بعض العفش الآخر الضروري، و الضروري جدا حقيقة، لم أأخذ معي أي شيء زيادة و أنما على قدر حاجتي و استخدامي، و طبعا " تهزأت قليلا" من والداي خصوصا عندما لمحوا حقيبة صديقتي الواحدة فقط عندما أتت لمنزلي،
لأجري مسرعة لهم:
كلا لديها ٣ حقائب مثلي و لكنها أدخلت حقيبتين في الداخل فلم تشاهد سوى واحدة ☻

- كلكم فيوزكم ضاربة، ما أعرف كيف حتشيلوها هناك ☻

طبعا لم ينتهي الموضوع إلا و أنا أتبجح بأنني أستطيع و الموضوع سهل، كما أن الحقيبة بعجلات و ليس الأمر مستحيلة و صعبا بالطبع، ولا لا حاجة لي  بإخباركم أنها كانت ثقيلة جدا و " كسرت أيدينا" حرفيا 😝☻

علمت كذلك قبلها أنني و هنالك احتمال كبير جدا أن أكون مسؤولة عن عيادة الكلية هناك، سعدت كثيرا خصوصا أنها أول مرة لكليتنا هناك بعيادة متخصصة ، و أردت العمل هناك و تشريف الكلية حقا.

أمضيت الأيام القليلة الباقية بالاستذكار من كتيب الوزارة الخاص بأمراض الحج و كيفية علاجها، بالمصادفة عثرت عليه مرة في واحد من المستشفيات، و يحتوي على نفس المواد التعليمية الموجودة في الموقع الالكتروني بعد أن تفقدته، بعدها بمجرد أن علمت ذلك أعتمدت على الكتيب، أفضل دائما المواد المقروءة المطبوعة حتى " أشخمط " بحرية 😎

ذهبنا في العاشرة و النصف مساء تقريبا، في اليوم السابع من ذي الحجة، ولا حاجة لي بإخباركم كم كان الطريق مرعبا و مرعبا جدا، بالرغم من أن سيارتنا تعتبر من النوع الكبير، لكنني كنت أشعر في أي لحظة أننا سنسحق من قبل الباصات المرعبة المسرعة جدا، لا أعرف كيف كان الأمر مرعبا هكذا رغم أن الطريق كان مزدحما جدا،

على كل وصلنا لمكان تجمعنا و وصلت دكتوراتنا العزيزات معنا، د.منال و د.رويدا.
انتظرنا في الخارج لحين اكتمال بناتي و وصولهن جميعا، نسيت إخباركم أنني عينت ليدر للبنات هناك، أقصد القادة كما هو اسم مجموعة التطوع في الحج هناك 😍
حضرن بناتي الأربع الباقيات:
مرام
هديل
غدير
سمية

أمل و أنا حضرنا سويا، و بذلك كان عددنا الكلي ثمانية. و بسم الله أنطلقنا لبيتنا الثاني في المشاعر.

نسيت إخباركم بقانوني " كل تجربة جديدة تتطلب لباسا جديدا"
أجل، حتى لو كان شيء بسيط، حذاء، حقيبة، لاب كوت أو سكرب!
المهم شيء ما لإضافة شعور جيد للموضوع و للذكرى؛ أحب دائما فعل ذلك منذ كنت في السنة الثالثة في كلية الطب و يوم ال Professionalism Day،
لا تصدقون كمية السعادة و الانتعاش التي ستحصلون عليها من جراء ذلك، و كمية الثقة التي سيكسبها لكم فعل بسيط كهذا في بداية مغامرتكم، و بعد مرور وقت و حين عودة ارتدائكم لنفس الملابس الخاصة ببدايتكم أو تجربتكم، ستعود لكم كل المشاعر الجميلة السعيدة بذلك الخصوص، خصوصا عندما تتذكرون من دون تخطيط مسبق.
واحد من تقنيات و فوائد الReflection lesson

To keep you up when you are down ❤

في الطريق قمنا بنقل حجاج تعبوا من المشي لمكان قريب من مخيمهم، كنت مستغربة كون وجودهم في منى في اليوم السابع، يفترض أن يوم التروية و يوم الذهاب لمنى هو اليوم الثامن.

على كل و ماهي إلا لحظات حتى وصلنا لمنزلنا الجديد، مخيم وزارة الحج لمشروع كن عونا.

دخلنا و صارعنا حرفيا أنا و أمل في إدخال عفشنا الجميل ><
كان الموضوع مرعبا قليلا و بكل هؤلاء الموجودين الواقفين أمامنا><
و ماهي إلا لحظات حتى أتى د.الباقر و بعده د.هاني
أخيرا عائلتي هنا 😍
و زال التوتر تماما.

بعدها مضى وقت حتى ترتبنا في غرفنا و " رتبت أنا" أجل أنا " شهد " المكان.

كان المكان غريبا، مليئا بالغرباء بالنسبة للفتيات، و لكم أن تتخيلوا وجوههم كانت حقا ك
Stupor coma face 😂😂😂
و أنا أكتب الآن أتمنى لو التقطت لهم صورة مجرمة للذكرى 😂

حاولت جاهدة كسر حاجز التوتر و محاولة إسعادهم و إبهاجهم، و في النهاية رتبت تصميم الغرفة و الأماكن و كل شيء 😎
و انتهينا بوجود " بقالة" كما يسميها الدكاترة 😂.

كان اليوم جميلا جدا و نحن أمضيناه في استكشاف المكان، حتى مكان الكهرباء و مكان إطفاء النور كان ممتعا، لا تنسوا أننا في مخيم، و هي المرة الأولى لي في مخيم حقا، ليست المرة الأولى الأولى و لكن كنت صغيرة و لا أذكر كافة التفاصيل 😂

بعدها نمنا و لو قليلا، كان وراءنا يوم ضخم غدا 😎❤


يوم التطوع الأول ...~
استيقظنا و تناولنا إفطارنا و خرجنا مسرعين من بيتنا الجديد، قبلها اجتمع معنا د.الباقر و أخبرنا أن نذهب للمستشفى و كانت منى الجسر، و كان علينا الذهاب مشيا! كانت المسافة قليلة جدا و لكنني لسبب أجهله أخشى أن أضيع حقا، خصوصا أن المكان مليء بالحجاج و أناس كثر وو كل الأفكار المرعبة الأخرى في الضياع><
لم أكن وحدي و لكن حتى و إن لم أكن، إلا الضياع في الزحام و الأماكن و كل شيء إلا ضل الطريق><

كنت أتوقف عند كل مربع تقريبا أسأل رجال الشرطة عن موقع المستشفى، ولا لم يأت ببالي وقتها أن أفتح الGPS العزيز المنقذ ☻
إلى أن وصلنا و الحمدلله ،،
و هانحن دخلنا!
كان الجو حاااااارااا جدا جدا جدا و مشمش لدرجة أنني أحسست أني في النعيم أخيرا بمجرد وصولي و عبوري من البوابة!
الحمدلله على نعمة وجود مكيفات الهواء 😢
بعدها توجهنا لمكتب المدير كي يعرف بوصولنا و يسلمنا بطاقات دخول المستشفى،
و في أثناء تجهيزها توجهنا لمبنى سكن البنات حتى نضع حقائبنا، و يا سلام 😍
كان مبنى حقيقيا، أعني تخيلوا موقفي و أنا أمضي الليلة في مخيم قبلها، وقعت في غرام ذاك المبنى حرفيا، قابلتنا المديرة بابتسامة، أحب الأشخاص اللطفاء خصوصا في الأماكن الغريبة، كان تعاملها جيدا جدا و لم أشعر بالغرابة هناك.
زرت كل مرافقه من المرة الأولى، غرفة الصلاة، غرفة الجلوس و التلفاز، الكافتيريا الجميلة و مكتب المديرة، و هو المكان الذي كنا نترك فيه حقائبنا يوميا.
و الأهم من ذلك هو وجود " المرايات"
افتقدت رؤية وجهي الجميل حيث أن مخيمنا لا يحتوي ولا على مراية واحدة حتى، لاحقا عندما عدت للمنزل حمدت الله على ذلك 😂
ربما سأخبركم بالسبب إن تذكرت ذلك و أنا أنهي سلسلة التدوينات هذه 🙊
كان من المستحيل أن لا أشاهد طبعا الغرف الفعلية، طرقت الباب و مرحبا أرغب بمشاهدة الغرفة 🙊
كانت الغرف ذات حجم معقول و بدولاب للملابس و سرر بطابقين 🙊
عندما كنت صغيرة كنت أعتقد أنها رائعة جدا، و لم يسبق لي تجربتها لذا بدت رائعة خصوصا و أن المرشدة أخبرتنا أن السرر العلوية متوفرة في جميع الغرف إن غيرنا رأينا و قررنا السكن في المستشفى🙊
بالطبع كان من المستحيل علي أن أنام و فوقي سقف قريب و فوقه شخص ما.. و كل غرفة بحمام خاص، الأمر أشبه بغرف الفنادق إلى حد ما.
أخذنا بعدها دفتر الطعام الأصفر المصون، و هو دفتر به اسمي و أيام المرابطة و الوجبات الثلاث، يفترض أن يقوم شخص ما بعمل إكس أو صح عند كل خانة يوميا؛ و لكننا لم نستعمله أبدا و لم يطلبه أحد منا.

نزلنا بعدها لاستلام بطائقنا الجميلة، بالمناسبة أنا أحب الId cards جدا جدا 🙊❤

 نسيت إخباركم أننا أمضينا لحظة دخولنا وقتا في غرفة المدير، و يال المصادفة السعيدة 😍
كان د.أحمد الفقيه خريجا من كليتنا العزيزة، و في أول دفعة بالتحديد،  كنت سعيدة و فخورة جدا جدا بالموضوع، و للحق كان رائعا جدا، أحب شعور الانتماء و مقابلة أشخاص ينتمون لنفس كليتي، خصوصا لو كانوا رائعين و متميزين مثله 😎

 و بعدها حان الوقت لأخذ جولة في المستشفى مع د.عبدالإله، ولا أذكر ما اسمه الكامل و لا منصبه حتى، هنالك الكثير من المناصب><
مدير
مساعد مدير
مدير الشؤون الطبية
و الكثيييير الأخرى غيرها و لم أحفظ شخصا ولا منصبا إلا مدير المستشفى فقط، ولاحقا نائبه أ.علي لا أعرف ما اسمه الكامل.

حقيقة كنت منبهرة جدا، هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها مستشفى في المشاعر، كان المبنى جميلا جدا جدا " على مستوى فعليا"
السبب الرئيسي لانبهاري هو كونه مجاورا لمبنى ما يخص وزارة الداخلية؛ أعتقد مقر الأمن العام أو شيئا كهذا، لم تكن المستشفى جميلة أبدا مثله من الخارج، لذا لم أصدق ما رأته عيناي عندما دخلتها 😍
دعوني أحك لكم عن كل قسم من الأقسام هناك:
زرنا في البداية العيادات الخارجية، و هنالك اكتشفت نظاما خطييرا جدا، كنت كمن أرى فكرتي متحققة تسير على وجه الأرض 😍
فكرت في هذا الحل أثناء تواجدي في المركز الصحي، ولم أصدق ما سمعته أذناي عندما كان موجودا و مطبقا في عيادات مستشفى المشاعر.

نظام الباركود لكل مريض 😍
تخيلوا أن كل حاج يحمل إسورة في يده مزودة باسمه و بباركود مخصص له وحدة فقط، و عندما يزور مكان الاستقبال فقط يمرر يده على جهاز قراءة الباركود و يتم تسجيل اسمه تلقائيا، و بعدها يتوجه للعيادة و هنالك يتم نفس الموضوع، يمرر الباركود على الجهاز و هنالك يدخل الطبيب كل بياناته و أدويته، ثم يذهب للصيدلية و يمرر إسورته و يا سلام 😍
هاقد تم صرف الأدوية له، دون الحاجة لكتابة أي شيء و دون وجود أي فرصة للخطأ 😍
سبب ذلك كما تعرفون أن في المركز الصحي يمضون وقتا طويلا جدا جدا في تسجيل أسماء و بيانات و أرقام ملفات المرضى يدويا..
و أخيرا توجد عيادة أسنان كذلك، لا تنسوا ما أخبرتكم به كون المركز كامل متكامل و رائع 🙊❤

بعدها زرنا الطوارئ، أولا استقبال الطوارئ الكبيييير جدا أي منطقة فرز المرضى و ما يسمى بالTriage . و من هناك توجد في الأرض أشرطة حمراء، صفراء و أعتقد زرقاء أو خضراء، المهم لون ثالث.
لذا عند الازدحام أو عند وجود شخص متطوع ما كالكشافة - و هم كانوا كثرا جدا - مثلا لإدخال المريض لمكانه المخصص، يخبره موظف الاستقبال ببساطة أتبع الخط و ستصل للمكان 😍
و هذا رائع أيضا خصوصا لو تعرفون كمية الجري التي تحصل في المكان هناك، سأحكي لكم عنها لاحقا 🙊

الخط الأحمر يصل لغرفة الإنعاش القلبي الرئوي
CPR room
ولا أحب هذا المكان أبدا.

الخط الأصفر يصل للطوارئ العادية، و هي مقسمة ل ٤ وحدات
A, B, C, D
وحدة D خاصة بضربات الشمس، Heat stroke unit
و مقسمة لقسمين قسم داخل الغرفة "المباركة" و قسم خارجها ..

سبب تسمية الغرفة بالمباركة أن بابها كان مغلقا و لم أعرف كيف يفتح، طلبت من الطبيب أن يفتح لي الباب، سألني لماذا؟
أخبرته لأنني أرغب بمشاهدة Heat stroke unit
و لعل حماسي كان سيخرج من عيناي لذلك فتح لي الباب و أخبرني:
أدخلي أدخلي الغرفة المباركة 😂😂😂😂

كنت متحمسة لضربات الشمس أكثر من أي شيء آخر، لأنه و كما تعرفون أثناء استعدادي للمستشفى كنت أفكر مليا، مالشيء الذي سأراه في موسم الحج فقط كطبيبة من مكة ؟
التهابات الجهاز التنفسي ليست جديدة علي، الجهاز الهضمي، الإصابات، كلها شاهدت المئات منها، لكن الشيء المميز و الخاص هنا و الذي غالبا لن أشاهده في مكان آخر هو ضربات الشمس.
استذكرت بحماس و شغف كبيرين، ولاحقا اكتشفت أهمية ما قرأت و أهمية أن تكون مستعدا.

بعدها أخبرنا د.عبدالإله طالما أننا جميعا نرغب بالعمل في قسم الطوارئ أنه هنا تنتهي جولتنا. و أخبرنا أن نقسم أنفسنا و نختار بين الشفتين المسائي أو الصباحي.
كل شفت مدته اثنتي عشر ساعة، حسنا اثنتي عشر ساعة كان يبدو مرعبا بعض الشيء خصوصا و أنني لم أجرب دواما في المستشفى لفترة أكثر من ثماني ساعات. - حتى الآن-
أخبرناه أننا مسجلون هنا فقط لست ساعات حسب حسب اتفاقية الكلية، كان الجلوس لفترة أطول من ذلك اختياريا بحتا.
على كل لم يمانع و لكن أخبرنا أن نجرب و نكمل بقية الوقت كما يفعل الجميع، و غادر و تركنا.

كانت المستشفى هادئة جدا جدا و المرضى قلائل يعدون على الأصابع، قررنا أن نتجول في بقية الأقسام و نشاهدها كلها قبل أن تزدحم و حتى نتعرف على المكان أكثر.
كانت المستشفى هادئة جدا جدا و المرضى قلائل يعدون على الأصابع، قررنا أن نتجول في بقية الأقسام و نشاهدها كلها قبل أن تزدحم و حتى نتعرف على المكان أكثر.

الطابق الأرضي به العيادات و الطوارئ و العناية المركزة، و ستدركون أهمية هذا التقسيم لاحقا، أيضا هنالك منطقة تسمى بالمنطقة السوداء، و غرفة أخرى اسمها مكتب الإحصائيات ؛ عند مكتب المدير كانوا يتحدثون عن عدد الحالات و المرضى و ما إلى ذلك؛ و طبعا هذا حديثي المفضل 🙊❤
الأرقام و الإحصائيات الجميلة.
طرقت باب الغرفة و لكنه كان مقفلا، لا بأس سأزوره في وقت آخر، لعل الموظفين خرجوا لسبب ما ..

أكملنا زيارة الأقسام في الطوابق العلوية، جناح الطب الباطني و الجراحي و غرف العمليات و الصيدلية الداخلية كانوا في الطوابق العليا كذلك،
كانت الغرفة الواحدة في الجناح كبييييرة جدا، تتسع لأكثر من ست مرضى تقريبا، نسيت أن أقوم بالعد مع انبهاري بكبر المكان و سعته، "يشرح الخااااطر" كما أحب أن أقول 🙊❤
الحمام - أكرمكم الله - كان جميلا أيضا و كبيرا و واسعا و بأرضية و ألوان زهرية مشرقة 🙊
كنت سعيدة جدا، حقا المستشفى هناك و خدمات المشاعر لا يمكن أن تتواجد في أي مكان في العالم؛ و هذا كله و هي موفرة للجميع مجانا 🙊

كما أن المصاعد لم تسلم هي الأخرى من رقيها، حتى المصعد كان جميلا جدا و راقيا.
بعد الأخذ و الرد و التجول في أروقة المستشفى توقفنا للصلاة و تناول طعام الغداء في السكن الجميل.

كنت متعبة جدا، و أعني بمتعبة أنني لم أنم جيدا الليلة الماضية، و و بالطبع لمن لا يعرفني شهد و هي لم تنم هي شهد أخرى ١٠٠% 😂
حقا هذه تعتبر مصيبة بالنسبة لي؛ الوحيدة التي تستطيع اكتشاف هذه الظاهرة هي أمل،
 تسلل لي ذلك الشعور الشرير، المخيف لذا قررت الذهاب للاستراحة و أخذ غفوة قصيرة منعشة..استيقظت بعدها على اتصال صديقتي أمل و هي تخبرني أن طبيبا طلب إليها أن تجمعنا لأجل عمل بحثي ما في جمع البيانات، أخبرتها أنني سأعرف منها التفاصيل لاحقا، جمع البيانات لم يكن مغريا بالنسبة لي إلى ذاك الحد، على كل هاقد نزلت أخيرا
و ملاحظة رائعة أخرى:
لم أضع في المستشفى بين الممرات و هذا أنجاز كبير بالنسبة لي من المرة الأولى، لا تعرفون أنني في يوم ما عندما كنت صغيرة ضللت الطريق في مستشفى الحرس><
وو هي حكاية أخرى قلق فيها صديقاتي علي جدا خصوصا أن هاتفي وقتها كان معطلا :)
و بعدها
I was officially diagnosed by misdirection syndrome, from my evil group 3 ☻


كانت ما تزال الطوارئ كما تركتها فارغة، تجولت في كل مكان و لم أعثر على مريض واحد، ذهبت للعيادة كذلك و لا يوجد ولا مريض واحد كذلك، أعني بالطبع على المستوى العام الحمدلله الحجاج بخير، و لكن على مستوى الأطباء و خصوصا الصغار أمثالي كنا ننتظر وجود المرضى بفارغ الصبر، لا تسيؤوا فهمي، و لكنه إحساس مشترك لأي طبيب و طالب طب، ستعرفون قصدي وقت تجربتكم لذلك..

و أنا أتجول لمحت مريضا في قسم A، دخلت عنده و سألته،
كان مريضا سعوديا، و السبب بالطبع، جيد شخص يستطيع فهمي، لا تنسوا أننا في مكان به جميع سكان العالم بكل اللغات و الطبقات و اللهجات..
كان يبدو بخير لذلك استغربت وجوده في الطوارئ، و بعد حديثي معه أخبرني أنه توقف عن أخذ الحبوب عندما أتى لمكة،
لماذا توقفت؟ لأنني أخشى أن تجعلني أدوخ فلا أستطيع تأدية فريضة الحج ..
سألته أن يخبرني بما أكله منذ الصباح؟ أخبرني أنه لم يأكل شيئا.
شرحت له بهدوء أن هذا ليس جيدا، و أخبرته أن يحافظ على شرب المياه و العصيرات و تناول وجبات الطعام. و أيضا أدويته، لأن ضغطه كان مرتفعا و لكن ليس أكثر من ٢٠٠ بالطبع.
أتى الطبيب بعدها و كنت أسأله عن سبب وجوده في الطوارئ، وافقني أنه يفترض أن يزور العيادة، و لكن لسبب أو لآخر هو هنا.
على كل لم يكن الطبيب يجيد العربية كثيرا لذا ترك لي مهمة تثقيفه، و هو أمر أحبه و أستمتع بالقيام به، و وعدني المريض أنه سيفعل ما أخبرته به،
كان جميلا مقابلة شخص حاج بالإحرام، أعني أن الموضوع شعيرة إسلامية و أيضا فرصة رائعة و مدخل سهل جدا للحديث مع المرضى و كسر الحواجز حتى يثقوا في كطبيبة فورا..
- أدعيلنا يا عم
سواء بطلبي و أحيانا هم عندما يدعون لنا، كان الأمر سحريا حقا؛ و باعثا على الفخر، لقد اختارني الله من كل الملايين للتواجد هنا و معالجة حجاج بيته ❤


خرجت من المريض و جاءت صديقتي لتخبرني أن الطبيب المسؤول تضايق من تصرفي،

أجل نفس تعابيركم ظهرت على وجهي وقتها؟
ماذا؟
لم أفعل شيئا سوى أن شرحت له، و لكنها أخبرتني أنه أراد أن يخرجه و أن حديثي ساهم في إبطائه :)

أكان الطبيب معي في الغرفة ولم يحصل شيئا و لم يقل شيئا كذلك و لم يبدو متضايقا.
على كل أنا لا أحب الانطباعات من أي شخص آخر بخصوص أي شخص آخر،
طالما أنه لم يخبرني شخصيا و لم أرى بعيني فالأمر لا يمثل لي أي أهمية.


أتت طبيبة أخرى و كانت تونسية الجنسية، هذه أول مرة أشاهد فيها شخصا من تونس، كنت أستمع لها بإنصات شديد مخافة ذكرها لكلمات لا أفهمها، و لكن المفاجأة أن كل كلماتها كانت مفهومة بالنسبة لي، لم يسبق لي أن شاهدت شخصا يتحدث بفخر عن مستشفيات و أطباء الحج مثلها!
كانت تتحدث بزهو و فخر شديدين!
هنا أحسن مكان في العالم لتتعلموا طب الحشود!
Mass management!
يأتي لنا مرضى لا ينطقون بأي كلمة، مرضى كثر جدا في نفس الوقت!
يجب أن تكونوا فخورين و سعداء بتواجدكم هنا!
و أخذت تشرح لنا طريقة التعلم الصحيحة برأيها هنا حتى نستفيد من تواجدنا في الطوارئ.
انتظروا عند الاستقبال، و بمجرد دخول شخص من الباب تابعوه من البداية و حتى النهاية.

تركتنا و رحلت و أشعلت في قلبي الحماس حقا 😍


مريضة أخرى برفقة زوجها، كانت حاملا، أعني ببطن منتفخة، و الحقيقة أنني دخلت لأسألها و أكد حملها و لكنني تذكرت مريضة عندما كنت في السنة الرابعة،
دخلت لها و سألتها في أي أسبوع في الحمل أنت؟
لتخبرني بإجابة صاعقة أنها ليست حاملا؛ و إنما هذه مياه متجمعة في البطن يعني ascites
Fluid collection in the abdomen.

حقيقة لا أذكر مالذي ذكرني بمريضتي في السنة الرابعة في هذا الوقت بالذات، ولا أعرف أصلا لماذا هي في ذاكرتي، أتمنى أن تكون بخير الآن.. وعلى كل هذه السيدة في شهرها السادس و تعاني من حرقان في المعدة أو المريء المهم أنه في الطب يسمى ب
Heart burn
سألتها أن كان جديدا ؟ و أنا أعلم أن عرضا كهذا قد يحصل عند السيدات بسبب الحمل، أجابت بالنفي لم يكن جديدا و إنما منذ فترة، و لم تكن تعاني منه قبل حملها، لا يوجد لديها أي نزيف علوي أو سفلي ولا شيء آخر، نصحتها بأمور بسيطة لكنها مهمة، كلي وجبات قليلة و لكن في فترات متقاربة، لا تكثري من الطعام في الوجبة الواحدة، ابتعدي عن الأشياء الحارة و التي تزيد ألمك عندما تلاحظينها، اشربي لبنا أو حليبا باردا، لا تتناولي الطعام قبل نومك على الأقل بساعتين، و هكذا..

مريضة أخرى كانت سيدة كبيرة في السن و تعاني من شيء لم يسبق لي أن رأيته، كانت أقدامها و ساقها مليئة بالكدمات،أي Bruising..
كانت حمراء جدا بلون الدم و ليست ملتهبة، و بمجرد أن تلمسها تقوم بالنزيف فورا، أيضا كانت تعاني من
Bed sores
أي التقرحات السريرية أسفل ظهرها، و كانت كبيرة و عميقة جدا، أخبرتنا ابنتها أنها حصلت لها بسبب جلوسها في الطائرة و بعدها في السيارة، أي من جلوس السفر فقط.

لم تكن تأخذ أي أدوية مضادة للتجلط anti coagulant، لذا الكدمات بالتأكيد لها سبب آخر، و غالبا كانت لديها مشكلة في واحد أو أكثر من الأشياء الخاصة
بالتجلط، الصفائح الدموية أو Coagulation profile أو الأشياء الأخرى. طلبنا لها التحاليل الخاصة بالموضوع لحين قدوم طبيب الباطنة لمعاينتها.

ارتحلت للعيادة بعدها بحثا عن مرضى، شاهدت سيدة تعاني من غثيان أي Nausea
و في الحقيقة كانت هنالك مشكلة ما لا أعرف ماهيتها و لم أفهم شيئا مما كانوا يقولونه، لم تكن المريضة مصابة بالجفاف و لم تشتكي من vomiting أو إسهال أو ارتفاع في درجة الحرارة، حادثتها بنفسي
و على كل نقلوها لقسم الطوارئ و أنا لم أفهم شيئا مما يجري هناك :)

عدت للطوارئ لأشاهد سيدة بدعامة الرقبة neck collar...
Trauma وفي الحج؟
لا أعرف لم كان لدي هذا التصور أنه لا يوجد حالات Trauma في الحج، جريت مسرعة لأعرف السبب، و أجل توجد Trauma في الحج يا سادة...
لقد سقطت على هذه السيدة المسكينة حقائب في مخيمها ..أعني أنني كنت في مخيم و لكن الحقائب كانت موجودة بجوارنا على الأرض..
لم أفهم فكرة سقوط الحقائب فوقها إلا في اليوم التالي عندما شاهدت مكان الحقائب و كان فعليا مجرد حديدة أو شيء يشبهها و توجد الحقائب فوقه..
على كل الحمدلله لم يكن هنالك كسر في الرقبة و بعدها عمل الطبيب لها
Clearance of C spine
و هو شيء حفظت خطواته جيدا أيام دراسة الأورثو العام الماضي، أجل خطواته ممتعة و رائعة، و لكن بالطبع لا يقوم بذلك إلا طبيب العظام.
على كل تنفسنا الصعداء و هي و الطبيب و أخرج دعامة الرقبة منها، و بقيت لديها كدمة في خدها ...
الحمدلله هي بخير و هذا هو المهم، الكدمة ستذهب مع الوقت.

انتهى يومنا و دوامنا ذلك اليوم و عدنا مشيا لمنزلنا ❤
كان المشي في العودة ممتعا جدا، كان الجو جميلا و منعشا و الشمس غائبة، لم يكن باردا بالطبع و لكن عدم وجود الشمس الحارقة معجزة جميلة، عدنا بعدها بسعادة للمنزل مع انعطافة خاطئة واحدة و بعدها لحسن الحظ تراجعنا فورا و توجهنا لمنزلنا العزيز...

من الأشياء الرائعة جدا هناك هو الاجتماع اليومي بعد صلاة المغرب، أو العشاء
كل طلاب و طالبات و دكاترة و دكتورات الكلية نجتمع في مكان واحد للحديث عما حصل في اليوم، مالذي واجهناه و ماذا سنفعل في الغد و ما إلى ذلك..
كان الأمر أشبه باجتماع العائلة اليومي و هو ما أضفى لرحلتي هناك رونقا زائدا و جمالا أخاذا،
أحببت المكان هناك و اشتقت لكليتي جدا جدا 😢
أتمنى أن أعود لها قريبا جدا ❤
اجتمع في مخيمنا هناك طبيبنا الفقيه د.أنمار كذلك، و كان الأمر رائعا حيث أننا قررنا تأدية فريضة الحج، شرح لنا صفة الحج منذ البداية و حتى النهاية، كم شعرت بأنني محظوظة لتعليم والدي لي كل هذه الأشياء، أعتقد حقا أن رحلتي هناك قد طورتني في جوانب كثيرة جدا و أنا سعيدة بذلك...
على كل تقرر أن نغادر ذلك اليوم في تمام الساعة الواحدة ليلا، معناه قليل من النوم جدا،،  و حان الوقت للقفز و تعبئة حقيبة و ملابس الحج...وو شرح الأمور لصديقتاي الاثنتين و اللتان كانتا ستؤديان فريضة الحج لأول مرة 🙊❤

أغلقت غرفتنا بالمفتاح، وضعت المفتاح في حقيبتي، و بسم الله نبدأ رحلتنا الجديدة ❤
كانت هذه المرة الأولى لي لتأدية فريضة الحج بدون عائلتي،م أدرك كم اشتياقي لهم إلا و أنا أمر في نفس الأماكن التي اعتدنا على زيارتها سويا.
 المرة الأولى للحج برفقة أصدقائي..
 المرة الأولى أيضا في ركوب القطار أخيرا و تجربته، و المرة الأولى في الحج مشيا،
كنت لفترة أصر على والدي أن نجرب و نذهب للحج مشيا، لم يوافق أبدا، و الحقيقة أنني مشيت ربع المسافة الحجية فقط من مزدلفة لمنى و أدركت ماذا كان يقصد بالموضوع، حسنا يا أبي كنت على حق ☻
كان الموضوع ممتعا و باعثا على البهجة، خصوصا أنني توليت مهمة شرح كل خطوة لصديقتاي الاثنين اللتان تحجان للمرة الأولى.
و أيضا شعور الشيء الذي أتى بعد طول انتظار، لن أحك كل تفاصيل رحلتي في الحج لأن هذا ليس الغرض من المدونة، و لكن مقابلة أناس مختلفين جدا جدا بطبائع مختلفة و خلفيات اجتماعية مختلفة، أبناء و بنات الراجحي و الذين يعملون بنفسهم في إدارة المخيم، كانت هذه رسالة مهمة تعلمتها، يفترض أن الفتيات هنا من الطبقة الراقية و بتصورنا أنه من المستحيل أن يكن هن من يعملن بنفسهن، و لكن الحقيقة كانت غير ذلك تماما، كن يعملن و هذا رائع جدا، هذا غير تعاملهن الجيد بل الرائع مع الجميع، أخبرتني د.منال أن ابن الراجحي قبل عدة أيام أخبرهم أنهم يفخرون بذلك!
كلنا نعمل بأنفسنا صغيرنا و كبيرنا، هكذا تربينا!
أحببت ثقافة العمل عندهم جدا، حماهم الله و حفظهم و زادهم من فضله .
رمينا جمرة العقبة و عدنا بعدها لمنزلنا، كان يقع في الدائرة القريبة جدا من مبنى الجمرات، و هي جهة لم يسبق أن زرتها. مررنا بطريق المشاة الجميل كذلك 😍
و عدنا للمنزل في تمام الساعة الثانية تقريبا بعد منتصف الليل...
و بمجرد دخولنا كانت المفاجأة!
لقد ازدحم المخيم فجأة بزوار أتوا لتوهم، كانوا أعضاء فريق كنا عونا، و لكن الشيء الأكثر سعادة هو إحضارهم لآلة القهوة الرائعة الخاصة بنسكافيه 🙊❤
بعد الانتهاء من كل شيء و تجهيز متطلبات يوم الغد، أخبرت صديقاتي أنني سأذهب للمشفى في الشفت المسائي بإذن الله،، و حان الوقت للنوم و بكرة عيد :)

حسب الترتيب الزمني لكتابة التدوينة؛ و حسب زينات مخيم الراجحي و التي للمرة الأولى في حياتي أشاهد أشخاصا يحتفلون بعيد الأضحى 🙊❤
لآرائكم و تعليقاتكم ⭐~