Internal Medicine ID rotation, Part 1

صباح جميل أطل و أشرق مع بداية يوم جديد و روتيشن جديد و فرصة جديدة للدكترة،
كان روتيشني الثاني عبارة عن تخصص الInternal Medicine، لمدة شهرين شهر أوكتوبر و شهر نوفمبر..
أخترت مدينة الملك عبدالله الطبية لعدة أسباب لهذا الروتيشن و لمرحلة الامتياز بالذات،
أولا وجود مركز الأورام الحبيب فيها 😍
Oncology Center
يعني فرصة لا محدودة لزيارة المركز و عياداته متى ما انتهيت من العمل، و كونها مركز متقدم و Tertiary Care center
بالتالي سيكون الموضوع رائعا و فرصة كبيرة للتعلم، كما أنها أفضل مستشفيات مدينة مكة ؛ و السبب الآخر و هو مهم جدا وجود كافيتيريا فيها ☻
أجل الطعام مهم يا سادة؛ و لا لن أعيش على الوجبات السريعة طيلة تواجدي هناك، سيصل مستوى الكوليسترول و الدهون في دمي حد السماء؛ And I am not going to be fat
الكافتيريا هناك جميلة و تقدم طعاما حقيقيا صحيا،
كما أن المقاهي متوفرة فيها، كوني لا يمكن أن أعيش بدون القهوة ❤
جيفريز و قهوة التوفي اللذيذة و بارنيز الحبيب 😍
كما أن فيها حديقة جميلة و شهر نوفمبر سيكون الجو فيه رائعا..لذا بكل المقاييس هي المشفى المناسب لروتيشن الانتيرنال مدسن..
استيقظت في الصباح و توجهت للمشفى يوم الأحد، كنت مبكرة جدا جدا أذكر أنني وصلت الساعة السابعة صباحا تقريبا،
كأول يوم في التدريب في الروتيشن الجديد بعض المستشفيات تستلزم منك زيارة مركز التدريب و التعليم و إصدار بطاقة للمستشفى و ما إلى ذلك، كنت أعلم جيدا مدى " عفرتة" الموضوع خصوصا و أنني زرتهم من قبل، و لعل ذلك كان سبب ذهابي مبكرا جدا، كما أنني جهزت ورقة التحاليل المخبرية التي قمت بها في السابق، لم أقم بعمل شيء مميز، فقط HBV panel
HCV
HIV
and Blood group

بالإضافة إلى بعض التطعيمات اللازمة، تطعيم الإنفلونزا، الحمى الشوكية، HBV و MMRبالنسبة لي لأنه Recommendedللفتيات في عمري، هذه الجرعة ك Booster...و أيضا تطعيم الVaricella
لأنني سأمر بقسم الأطفال و أخشى أن ألتقط عدوى الفيروس هذا.

لذا بدلا من تحليل نسبة الأجسام المضادة للMMRكما تطلب بعض المستشفيات كالحرس مثلا، قررت أن أتطعم لنفس السبب الذي أخبرتكم إياه في السابق.

على كل التحاليل الخاصة غير متوفرة في المستشفيات العادية؛ يمكنكم عملها في نفس مستشفى الحرس أو في مختبرات خاصة إن أحببتم،

تعبت من الوقوف و انتظار بدء الدوام، لذا قررت الذهاب للجانب الآخر و الجلوس على الكراسي الوثيرة هناك، حضرت صديقاتي و كان الأمر ممتعا جدا و يجلب السعادة 😍
ستدركون حقيقة ما أشعر يوم تصبحون في مرحلة الامتياز و عندما تقابلون أصدقاءكم من نفس دفعتكم، شعور جميل بالانتماء، اشتقت لهم كثيرا و للكلية و لمقاعد الدراسة و لكل شيء هناك

و تقريبا بحلول الساعة الثامنة حضرت المسؤولة عن التدريب، صحيح أنني كنت مبكرة جدا، و هذا كانت له فوائده؛ و لكن المكان كان مزدحما جدا جدا خصوصا و أن يوم ١ أوكتوبر كان يوم بدء الأطباء المقيمين ال Resident  كذلك في قسم المدسن ، بالإضافة لنا نحن أطباء الامتياز في كل أقسام المستشفى، لذا في المرة القادمة بإذن الله و في روتيشن الجراحة، سآتي قبلها بأسبوع لإصدار بطاقتي بإذن الله.

أنهيت توقيع أوراقي و تجهيزها و سلمتني الورقة التي سأصدر بها البطاقة، بالطبع وصفت لي مكان إصدارها؛ و لو لم أكن قد تدربت هنا سابقا لم أكن لأستطيع الوصول إليه 🤣
لا تنسوا أنني مصابة بMis direction syndrome
كما أطلق على نفسي عادة 🤣

أصدرت بطاقتي الجميلة و انتهيت، كان المصور لطيفا كفاية بأن يسمح لنا بتعديل الصور إن لم تعجبنا، نظرت لصورتي و لم أحبها، و لكنني كنت أشعر بنعاس شديد و لم تكن لدي الرغبة لتعديلها، أخذتها و أعطانا حاملا لها يحمل شعار مدينة الملك عبدالله 😍
أحب حوامل البطاقات كثيييرا جدا جدا 😍

و غادرت متوجهة للمورننج ميتنج،  كنت أعلم تماما مكان عقده ؛ كون الPlacement في السنة السادسة في مقرر المدسن كان في KAMCبالنسبة لي،
توجهنا لقاعة البلد الأمين ذات الباب الشرير، كان بابها غريبا، و أعني بغريب أنه لا يمكنني تذكر اتجاه فتحه
في كل مرة أهم بالدخول أو الخروج منه، و كانت السعادة تغمرني إن نجحت بفتحه من المحاولة الأولى؛ و التي كانت تحصل نادرا جدا جدا جدا.

كنت سعيدة لأنني تمكنت من الحضور مبكرا حيث استطعت اللحاق بالمقدمة التعريفية للأطباء المقيمين، من الجيد أن يعرف الشخص مالذي ينتظره في المستقبل و كيف تتم الأمور، في البداية قالوا كلمة ترحيبية بسيطة بالأطباء الجدد و من ثم دعوهم للتعريف بأسمائهم و من أي جامعة هم و أيضا نوع البرنامج المشاركين فيه،

سمعت بعضا منهم يقولون Pre Scholar! لم أفهم في البداية ماذا يقصدون، أصخت السمع محاولة التأكد مما سمعت، لم يسبق لي أن عرفت شيئا كهذا، و أيضا كانوا يقولون بعدها Oncology ، Cardiology ! اتسعت عيناي على آخرهما ! الأونكولوجي الحبيب له دخل بالموضوع! يجب أن أعرف المقصود! بعد ذلك علمت أن بري سكولار معناها الأطباء المشتركين في الJoint Program  بين هيئة التخصصات السعودية و الكلية الملكية في إيرلندا، هذا التخصص يعني أن تدرس السنة الأولى من برنامج الرزدنسي للطب الباطني في السعودية، و باقي الثلاث سنوات في إيرلندا، و عند انتهائك تتحصل على البوردين السعودي و الإيرلندي في الطب الباطني. و هذا برنامج جديد و رائع و هذه السنة الأولى له.

سألت المسؤول عن القبول في المدينة د.نبراس بعد انتهاء الاجتماع عن تخصص الأورام، هل سيذهبون مباشرة كما قالوا أي سيدرسون الأورام فورا؟ أخبرني أنه لا، و لكن هذا احتياج المستشفى و قد حددت لهم قبل قبولهم ثلاث مسارات لإكمال التخصص الدقيق بعد إنهاء الطب الباطني، حسنا لا يوجد طريق مختصر إذا للأورام فورا.  

بعدها جلسنا و استمعنا لتقديم حالة مرضية، هنا المورننج ميتنج ليس كبقية المستشفيات، دقيقتين فقط مخصصة للتحدث عن الحالات التي تم إدخالها بالأمس، مثلا

56 years old male known case of DM, HTN, HF, IHD, Post PCI, admitted under pulmonology as a case of H1N1 pneumonia.

هكذا، و بعدها يتم تقديم شيء يسمى الLong case، لمدة نصف ساعة، يختار واحد من الأطباء و عادة الأطباء الرزدنت الجونيور أي حالة مرضية قد حصل لها admission خلال الأيام الماضية و نناقشها بالتفصيل، الغرض تعليمي بحت، حيث ما يبدأ الpresenter  بقول سطر واحد مثلا

35 years old female known case …. Came to ER complaining of SOB!

 هنا يبدأ او تبدأ ال R4 بسؤال أسئلة لجميع الأطباء المقيمين، بالدور و بالترتيب، what else you would like to ask? What are the criteria for this? And so on

نسيت إخباركم أن أماكن الجلوس في القاعة كذلك مرتبة ترتيبا شريرا..

العمود الأيمن خاص بالطبيبات الأخصائيات و الاستشاريات و نحن الامتياز... العمود الأيسر نفس التقسيم و لكن للميل

أما العمود الأوسط، فالصفوف الأولى للR1 و الR2 و المتأخرة للسينيورز أي لل R3 and R4 .

و أجل هنا الأسئلة كما أخبرتكم تمر بالترتيب، حيث يمررون المايكروفون على الجميع واحدا واحدا.

و بعد الأخذ و الرد و شرح بعض المصطلحات و أحيانا معادلات حسابية أو ECG أو أيا كان يخص الحالة المرضية

نبدأ بشيء آخر هو محاضرة تعليمية ، يقدمها واحد من استشاريي القسم لمدة نصف ساعة، عن واحد من المواضيع... أكثر المواضيع التي علقت في عقلي، موضوع الFebrile neutropenia لأن له علاقة كبيرة بالأونكولوجي و أعرفه سابقا، و محاضرة أخرى كانت من دكتور رائع، في الحقيقة قدم محاضرتين خلال هذه النصف ساعة، كانت عن الanticoagulation ...

انتهى اليوم و حضر د.إياد الذي كان مسؤولا عنا، عملت مع شقيقته في مختبر المناعة الشهر السابق وهي من أخبرتني أنه المسؤول عن أطباء الامتياز، لذا كنت أشعر بهدوء شديد و لم أكن "ضائعة مكانيا"

كما أنني قد سألت العديد من صديقاتي عن الروتيشن هنا في المدينة و كيف كان نظامهم و ما إلى ذلك، كنا في اليوم الأول سننقسم على الفرق الموجودة، جميع الفرق المتوفرة قد جربتها سابقا، فريق الPulmo, endo, nephro ، فكرت أنني أريد CTU و هذا الفريق هو فريق الgeneral medicine و اسمه الكامل Clinical Teaching unit

لا أعلم سر التسمية، و سألت العديدين و لكن أحدا لم يعرف، على كل و أثناء التقسيم أخبرنا الطبيب بوجود فريق جديد هو الInfectious disease ، و هو شيء يسمى consultation service  هنا، أي فقط فريق للاستشارة، لم أكن أفهم أيا من هذه المصطلحات أبدا، و أنا أكتب حاليا هذه التدوينة، أشعر أن اختياري لفريق الID كان من أفضل الأشياء التي حصلت لي، و من أفضل القرارات الصحيحة، بالرغم من أنني لم أكن أشعر بذلك وقتها.

شرح لنا كذلك د.إياد قوانين المستشفى، متى نحضر، أين نوقع حضورنا، و أننا يجب أن نرتب جدول الأونكول لنا، كنا كثيرا جدا، هذا يعني عدد قليل من الأونكولات، أخبرتهم أنني لا أستطيع في الويكند هذا، أمر الأونكولات و ترتيبها ممتع، و بذلك كانت أيام أونكولاتي كالتالي:

الإثنين 9 أوكتوبر.

السبت 14 أوكتبور

و الثلاثاء 31 أوكتوبر

كان أونكولنا لمدة 24 ساعة، بينما مدينة الملك عموما نظامها في الأونكولات مريح جدا جدا، من لديه أونكول يأتي اليوم صباحا من الساعة الثامنة و يغادر في العاشرة مساء، ثم يأتي فريق يسمى night float team من العاشرة ليلا حتى الثامنة صباحا، هذا الفريق لمدة شهر واحد فقط يكون دوامه هكذا لمدة خمسة أيام من السبت إلى الأربعاء، و يومي الخميس و الجمعة الأونكول للرزدنت لمدة 24 ساعة، و لكن يوجد طبيب أخصائي يأتي للدوام العادي ليمر على المرضى جميعهم من الساعة الثامنة و حتى الرابعة عصرا ثم يغادر منزله.

أما الإستشاريين فأونكولهم من المنزل، و يتصل بهم الأخصائي في كل حالة من حالات المرضى القادمين عن طريق الطوارئ.

كان هدفي الرئيسي من اختيار فريق ال ID أن أحفظ المضادات الحيوية كوني سأشاهدها و أسمعها شهرا كاملا، و بعدها أخذنا د. إياد في جولة في المستشفى، و علمنا على السستم و كيف نستخدمه، و بعض الأشياء البسيطة الأخرى...

كنت متوترة قليلا، كوني الوحيدة في الفريق التي لا تعرف كيف تكتب progress note، لم يسبق لها أن كانت في On call ، لا أعرف clerking ، و لم يسبق لي أن تابعت مريضا واحدا حتى، لم يبدُ أن أحدا منهم سيعلمني ما أفعل 😊

و كان إخبار الجميع أن روتيشناتي السابقة كانت outpatient و بدون ملف طبي أمر يبعث على الضجر 😊

و لكن ليست مشكلة، سأطلب أن يعلموني فأنا أحب أن أتعلم أولا و أخيرا، كما أنني أعتبر دكتورة صغيرة و هذا من حقي ^_^

و هنا حان وقت البحث عن دكاترة الId ، أعطانا د.إياد رقم واحد منهم، و بعد أخذ و رد و أخذ ورد كنت مع د.حسن، assistant consultant، و مع حماسي الكبير ذهبنا لمكتب د.عمر، استشاري الأمراض المعدية!

كان الأمر مملا جدا جدا لأقصى درجة ممكنة 😊

كنت student ! و ليست طبيبة امتياز 😊

أذكر أنني جلست سابقا نفس الجلسة مع دكتور الأندوكراين في العام السابق عندما كنت في السنة السادسة، كان الطبيب يسألني بعض الأسئلة بين الحين و الآخر، و لكنني كنت studentحتى الساعة الثانية عشر!

حان وقت البريك، و علمت أن هنالك عيادة للأمراض المعدية، يا سلاااام عيادة، أحب العيادات كثيرا كما تعرفون ^^

و قررنا الذهاب إليها، بالطبع كانت العيادة في مبنى بعيد جدا لا أعرف الوصول إليه، أشكر الله أن إيما كانت برفقتي و استطعنا الوصول إليه بسهولة، كانت العيادة ممتعة جدا، و د.معتز كان رائعا أكثر، هل تعلمون أنه درس في Mayo clinic ؟ أجل مايو كلنك ذاته بشحمه و لحمه ^_^

صادفت حالات كثيرة لم أكن لأصدق أنها موجودة حقا على أرض الواقع!

Hydatid cyst of the lung!

أجل ذلك الباراسايت الشرير الذي يسببه!

أيضا علمت أن أي مريض يريد الخضوع لزراعة الكلى عليه زيارة عيادة الأمراض المعدية، و يعطونه تطعيمات لازمة و بعض الأدوية كذلك.

تعلمت أيضا وجود تحليل أكثر فعالية و يستخدم ك screening test for TB ، و لا ليس هو الPPD كما نعرف، بل شيء أكثر تطورا اسمه QuantiFERON-TB .

قابلت حالة نادرة و رائعة تظهر في كل شيء كأنها سرطان في القولون! و لا تظهر إلا عند الجراحة و أخذ العينة! تخيلوا أنها التهاب بالفطريات! اسمه Becidiomycosis

و أيضا شاهدت أشياء غريبة عجيبة لمصابين الTB !

تخيلوا أن مريضة أتت لدينا كانت تعاني من TB uveitis !! ظننت أن هذه الحالات المتقدمة لمرض السل قد اختفت، و لم أصدق يوما أنني سأراها بأم عيناي!

تعلمت أننا في حالات قليلة جدا كذلك نعطي ستيرويد لعلاج السل في حالات قليلة، و هي:

Indication of steroid in TB:Uveitis TB meningitis
Heart

انتهينا في يومنا الأول و غادرنا العيادة في الرابعة و النصف مساء...

لم يكن اليوم الثاني مختلفا، كنت أشعر بملل شديد، لم أكن أعمل شيئا غير أنني " ألفلف في الراوند" ، لا مريض مسؤول و عمل أقوم به، و كأنني Student  مجددا!

في ذلك اليوم تذكرت أن معرض " قمتي همتي" في المستشفى سيفتح أبوابه، توجهت لهناك و دخلت المعرض، كان فارغا فأحببت وقتي الخاص فيه و شرعت بقراءة الأشياء المكتوبة في المعرض، و بعد أن فرغت أخبروني أن أدخل مع الجولة كذلك، دخلت معهم و استمعت لما يقولون، كان وجود شخصيتين جميلا و لكن لو كنت أصغر فقط، لكن محتواه كان رائعا بكل المقاييس، و كيس الهدايا الذي خرجنا من عندهم به، غير احتوائه على هدايا جميلة كان به كتيبات لكتابة الأهداف و التخطيط الشخصي..

كان واحدا من المعارض الجميلة و المفيدة جدا، و تحمل أفكارا و نماذج معقولة مقترحة لأجل التخطيط و فنونه و كيف يصبح الشخص مخططا ناجحا، أحببت كتيباتهم، و ما يرمي إليه المعرض ككل من اكتشاف النفس و اكتشاف قدراتنا و مواطن قوتنا و ضعفنا، و حكيه كذلك عن أمثلة و قصص للناجحين المحليين و العالميين، تعلمت أشياء كثيرة منه، خصوصا في صياغة الأهداف، ما الفرق بين المهارات الحياتية، المهارات المساندة و أشياء أخرى.

أحببتهم كثيرا و طلبت إليهم لو أستطيع أن أشارك معهم، رحبوا بوجودي، و قمت بالعمل معهم عدة أيام حسب ما كان يقتضيه جدولي خلال تلك الفترة، كنت مسرورة بالتعرف على مختلف الزوار من مختلف المراحل، و بالذات المرحلة الثانوية، شعرت وقتها أنني كبرت كثيرا! خصوصا و عيونهم و أفواههم المفتوحة التي تفيض إعجابا كلما عرفتهم بنفسي و أخبرتهم أنني طبيبة امتياز!

بدا الأمر كما لو كنت كائنا خارقا هبط عليهم من الفضاء ><

على كل في الأيام اللاحقة " جننت " الدكتور حرفيا، و أصررت على تولي مريض كامل و طلبت إليه أن يعلمني كيف أكتب الprogress note ، و في الحقيقة جننته كثيرا حتى وافق و لم يجد مناصا من طلبي تولي الموضوع بنفسي، و جاء ذلك اليوم الجميل و كتبت أول بروقرس نوت كاملة في الحياة ^-^

طبعا لا يخفى عليكم صراعي مع الخطوط الجميلة في الملفات😊 أقسم أنني في بعض الأحيان لا أفهم كلمة واحدة من المكتوب، و لا أدري ما الذي حصل و مالذي لم يحصل!  و عادة ما أستعين بالممرضين الرائعين لمساعدتي في فك شفرات الخطوط، نسيت إخباركم أنهم أبطال حقيقيون حقا! سأحكي لكم عنهم أكثر بإذن الله في النصف الثاني من روتيشن الID .

كان السستم صعبا قليلا في البداية، و لكن بمرور الوقت تعلمت أشياء مثيرة فيه و أصبحت " محترفة"

كانت لمريض حجي إندونيسي مسكين، حزنت عليه كثيرا، فبالإضافة إلى وجوده الكئيب في المستشفى، لم يكن يفهم العربية، و لا الإنجليزية، و لم يكن معه أحد، و لم يكن يستطيع التحرك! تخيلوا ساعات و ساعات ممددا على السرير، واعي بما حولك، لا يمكنك التحرك، في مكان غريب عنك، و لغة لا تفقه منها شيئا!

لقد أصيب بشيء قوي جدا اسمه Critical illness myopathy (CIM)، تخيلوا أن الشخص يكون طبيعي تماما و لكن بعض المرضى بعد دخولهم للعناية المركزة يصابون به، و هو عبارة عن

diffuse, symmetric, flaccid muscle weakness occurring in critically ill patients and involving all extremities and the diaphragm with relative sparing of the cranial nerves.

لن أخوض لكم فيه أكثر هنا، يمكنكم القراءة عنه لو أحببتم، على كل كانت هذه أول شيء أصادفه في حياتي هكذا، و أول مرة أسمع به، فحصت المريض بنفسي و كان في تحسن قليل حمدا لله.

كنا متأكدين من التشخيص أنه CIM و ليس Stroke لأن الHead CT كانت negative ، و كذلك Electromyography (EMG) أكد التشخيص.

و لكن مع ذلك لا أصدق أنني لم أعد أتذكره، لم أتذكره إلا بقراءتي لأول بروقرس نوت كتبتها، و لعل السبب هو أن امتحاني الSMLE كان في نهاية ذلك الأسبوع، و لم يكن لدي مريض أتابعه، كان فقط استشارة مرضية لفريقنا،

سأزوره غدا بإذن الله أن كان لا يزال موجودا، مع أنني أرجو أن يكون بخير و تحسن و غادر المستشفى.

أجر زيارة المريض! طبيب الأورام الرائع د.أبو الخير علمني ذلك، صحيح أنكِ في راوند، و لكن احتسبيها كزيارة مريض، السر كل السر في النية !

مضت الأسبوعين الأولى بثقل شديد، كنت منزعجة جدا، و خائفة أيضا! كنت أخرج من منزلي الساعة السابعة صباحا، و لا أعود إليه إلا الرابعة و النصف يوميا لأننا لا ننتهي من الراوند إلا متأخرا جدا!

I was totally functionless!

كنت أعود للمنزل متعبة من الدوام، أنام غفوتي و أستيقظ و أنا لا أزال متعبة من الدوام، أنام مبكرا لأجل الدوام و أخرج من منزلي مبكرا لأجل الدوام! كانت حياتي كلها هكذا! و كان الأمر محبطا جدا بالنسبة لي ! و لم أعد أعرف ماذا أفعل، ولا كيف أن حياتي ستكون في المستقبل بهذا الشكل الفظيع ><

لم أكن أستطيع عمل أي شيء لأجل أي شيء 😊 ! كنت أنتظر الويكند بفارغ الصبر، و لم يسبق أن أحببت الويكندات في حياتي كما فعلت خلال هذا الشهر، كانت تمثل بريكا حقيقيا، و كان الأمر متعبا حقا و ليس سهلا، إلى جانب أنني لم أكن سعيدة فيه !

لماذا تريدين أن تنامي و أنت لا تشعرين بالتعب؟ عدت من الدوام متعبة و لذلك تنامين ! هذا هو النوم 😊

في ذلك الوقت عدت مجددا لزيارة د.هاني، أثق كثيرا برأيه في أمور مستقبلي و أحب أن أستمع لرأيه و أناقشه بالخيارات المتوفرة لي، شاكرة له جدا لأنه فتح عقلي مجددا لكل الخيارات المتوفرة لي، و لطبيعة الحياة الإكلينيكية و حياة المستشفى، حدثته كذلك عن خيارات المعيدية و البعثة و الماجستير و إكمال البورد هنا و كثير أخرى من الأمور المتاحة"

" عليك اقتناص الفرص وقت وجودها مهما كانت، رغبتك بالتخصص ؛ الرغبة و حب التخصص ليست كل شيء في الحياة مهما كانت مهمة"

"خطة A و B و C و أكثر، قد تحصل أمور مفاجئة و ينتهي بك الحال بخطة جديدة تماما! الحياة ليست سهلة في العالم الحقيقي"

كانت هذه واحدة من أهم النصائح التي أخبرني بها و لعلها تشبثت في عقلي كثيرا و جعلتني أتراجع و أفكر مليا في الموضوع؛ كانت زيارتي له فعالة جدا جدا بالرغم من أنها زادت حيرتي أضعافا مضاعفة، و لكنها فتحت عقلي لأمور كثيرة و بدأت أنظر للأمور من ناحية مختلفة تماما!

الشيء الوحيد الجديد الممتع كان أول أونكول لي في الحياة ^^

كنت أشعر بتوتر كبيييير كما أخبرتكم، لم أعرف ماالذي ينبغي علي أن أأخذه معي! أخذت معي لابكوتا احتياطيا و سكربا جديدا، نقود و حقيبتي اليومية المعتادة.

كان الأمر أصعب قليلا كون جميع الأطباء المأنكلين " و هو مصطلحنا عندما نعني أننا oncall" كانوا أولادا 😊

و كنت الفتاة الوحيدة، كانت صديقاتي تخبرنني بأن ذلك أفضل، ستكون لك الغرفة وحدك، و ذكرن موضوع النور و لكنني لم أدرك ما كن يقصدنه، لم أكن أهتم بكل ذلك، كل ما في الموضوع أنني سأبقى وحدي في المستشفى، و كان الموضوع يبدو مرعبا قليلا، سألتهن عن طريقة قفل باب الغرفة العجيب...و هكذا رحلت الواحدة منهن بعد الأخرى...و بقيت وحدي

قررت أخذ غفوة قليلا لأنه يستحيل أن أظل بدماغ فعال إن ظللت مستيقظة و لم أنم غفوتي، نمت و استيقظت كما عادتي في المنزل، كان الوضع مستتبا و هادئا و لم يبدو الموضوع مختلفا، إلا عندما اتصل الطبيب و أخبرني أن أنزل معهم في الطوارئ!

و لكن لحظة >< يبدو أنه قد اتصل بي قبلها و كنت نائمة 😊

لم أكن أعرف أن الأطباء في المشفى يتواصلون بما بينهم عن طريق الجوال العادي 😊

أنا معتادة أن أستيقظ في منزلي، أتدلع قليلا، و أشرب كوب قهوتي، آكل قليلا، أتحدث مع أسرتي أو ألعب بأي شيء، و من ثم بعد ساعة و نصف على الأقل أباشر أي عمل سأعمله أي بعد العشاء 😊  

و لأنني لم أنتبه على الاتصال السابق نزلت جريا، اشتريت قهوة بسرعة من الآلة الجميلة، شربتها و بدأت رحلة البحث عن الطوارئ 😊

كانت المستشفى هااااااادئة جدا بشكل غريب جميل، الممرات فارغة، لا توجد الأصوات المعتادة

لم أكن أعرف أين تكون الطوارئ بالضبط، أعرف أنها في الطابق الأرضي و لكن لم أكن أعرف تحديدا مكانها، و هكذا " مترت المستشفى " شبرا شبرا قبل أن أصل إليها، ووو دج 😊 بطاقتي لا تفتح الباب، و هيا نتسول و نطرق الباب حتى يفتح لي شخص ما!

بعد أن دخلت اتصلت على الرزدنت لأنني لم أكن أعرف شكله 😊

عثرت عليهم و توجهت لهم، كان ذلك اليوم أول يوم أقابل فيه شخصا و أشعر أنه Anti-Female ! الطبيب الأكبر سنا، لا أعلم كان غريبا جدا، و كانت الطوارئ مخيفة قليلا أيضا، لا توجد أي فيميل في الحياة في ذلك الشفت شلك اليوم سواي 😊

سألني من أي جامعة أنا، و علمت أنه معلم في الجامعة و لكنه لم يذكر لي اسمها، فجاوبته بتلقائية: عبدالعزيز صحيح؟ صدم كيف عرفتي؟ أخبرته أنني حزرت فقط، هو معلم منذ فترة، و يعمل في عبدالله، بدت جدة و عبدالعزيز الخيار الأكثر منطقية .

 على كل أتانا مريض و كان حجم ملفه كبييييرا جدا جدا، طلب مني الطبيب الآخر أن أبحث له عن زيارة المريض لعيادات الGI، بعد مضي وقت قصير عثرت عليها و وضعت علامة عليها!

لم يصدق أنني استطعت عملها!

سهلة You could find it in this huge file, You are not

 على الأقل خرجت بشيء ما، على كل كنت منزعجة لأنهم كانوا يتقاتلون من يأخذ المريض و من لا يأخذه و المريض

Is dying in impending septic shock!

 يا إلهي ><

لا أستطيع أن أظل هادئة أو أن أتمالك أعصابي، لمَ لا نعطيه نحن و ننتظر! لن يأخذ الأمر مجرد ثانية واحدة ! فقط كل ما علينا هو كتابة الأمر إبلاغ الممرضة and that’s it!

لكن فيما بعد علمت أن الكثير هكذا.. سأحكي لكم عنها في وقتها،،

نظرت للساعة و كانت التاسعة و النصف، صعدت لأصلي العشاء، طلبت طعام العشاء كذلك و دخلت طبيبة فيميل *_*

يا سلام يس يس

يومها فهمت قصة الnight float team ..

أذكر يومها أنني أحضرت حاسوبي و كنت أعمل على تقسيم ملف الPBL ، يشارك أطباء الامتياز في تدريس السنة الرابعة و أنا المسؤولة عنه،، بعد مضي بعض الوقت ناداني د.إياد للطوارئ

ذلك اليوم أحسست أنه اليوم الأول الذي تعلمت فيه شيئا يذكر، و استمتعت كثيرا، كان مريضي مصابا ب DVT، لأخذت التاريخ المرضي منه و قمت بفحصه، شاهدت كل فحوصاته و تناقشنا في الحالة كثيرا، تعلمت أشياء كثيرا جدا و اكتشفت كتابا رائعا اسمه

Pocket Medicine!

كتاب به تطبيقات عملية للمستشفى، ماذا تفعل و كيف تقرر سريعا، هل تعلمون أنه يوجد شيء لحساب Risk of PE في مريض ال DVT ؟؟

كان الكتاب رائعا جدا جدا و كان الجميع يستخدمه في المستشفى، الرزدنت الصغار و الكبار

اشتريته بعد عدة أيام و لا تتخيلون مدى روعته! مفيد جدا جدا للمستشفى و للمرضى و يساعد بشدة على اتخاذ القرار الصحيح.

كتبت كذلك في ورقة الطوارئ كل معلومات المريض، و كان الموضوع رائعا جدا، كان د.إياد يقول بأنه لابد من تقديم الحالة المرضية في الاجتماع الصباحي، عرضت عليه أن أقدمها أنا فوافق.

أنهينا إجراءات المريض و كانت الساعة حينها الثالثة فجرا تقريبا، خرجت لأصعد و خرجت من الباب الرئيسي لأشاهد النافورة التي أحبها، كان الليل يضفي قشعريرة على المكان، و كان ذلك الوقت مزدحما قليلا بعمال النظافة، فلم يبدو مخيفا كما في السابق..

صعدت لأنام، و لكنني كنت جائعة قليلا و طعامي أصبح باردا كالثلج، و لكني تناولته على أية حال و أنا أشاهد مسلسلي المفضل في هذه الفترة Pac man ^^

 نمت قليلا، أيقظتني أمي للصلاة. و أنا أتوضأ اكتشفت أنني لم أحضر صابونا لغسل وجهي! أجل كل أونكول أكتشف شيئا كان من المفترض أن أقوم بتعبئته ><

SOS Ema!

و نسيت شيئا أكثر أهمية ! قلم! أجل نسيت إحضار أقلام معي، و لكنني اكتشفت الموضوع مبكرا و سرقت بالطبع أقلاما من صديقي، و في نهاية اليوم سقط مني و تكسر و تفتفت وو ... ☹

كانت أول مرة في حياتي أصلي فيها الفجر في مستشفى، لم تكن د.تهاني في الغرفة، فحزرت أنها قد تكون في الطوارئ، نزلت لهم و شاهدهتهم هناك، قمت بقياس Postural hypotension للمريضة، لم تكن مصابة به رغم أنني توقعت أن تكون كذلك!

هل تذكرون أسباب الpostural hypotension  من تالي العزيز ؟ HANDI

 و أول واحدة هي الhypovolemia، و هي كانت تعاني منها!

كان يوم الثلاثاء هو يوم الground round التي لم أعثر عليها يوما في حياتي، و عليه لا يوجد مورننج ميتنج في الصباح، كان يومها يفترض أن نوقع حضورنا فوق في الدور الرابع في مكتب السكرتيرة،

سأخبركم بحقيقة ، عند التوقيع يجب أن نكتب رقم هويتنا المكتوبة على بطاقة المستشفى، و أجل أنا الوحيدة من الفريق التي لم تحفظ رقم هويتها للآن>< و لا أعلم لماذا! رغم أنني أكتبها كل يوم و لكنني لم أحفظها حتى الآن 😊

أخبرني د.إياد أنني سأقدم حالتي المرضية يوم الخميس،  كان الأمر ممتعا جدا! يا سلام سأقدم حالتي المرضية، أكثر برزنتيشن ممتع هو تقديم حالة لمريض أنت تعاملت معه بنفسك، لأن كل المعلومات أنت قد رأيتها و قمت بعملها بنفسك، حواسك كلها شاركت في الموضوع، لذا يصبح الموضوع سهلا جدا على عكس المواضيع الأخرى عندما تشرح فقط حالة نظرية أو مريض لم تضع يدك عليه...

 جهزتها و لكني لم أقدمها، فجأة بدؤوا يوم الخميس بالمحاضرة التعليمية، نسيت الموضوع تماما بعدها و لم أنزعج كوني لم أقدمها، فالمهم أنني قد تعلمت، و كنت سعيدة جدا بما تعلمته ذاك اليوم حقا.

و جاء أونكولي العزيز الثاني، كنت قد اتفقت مع صديقتي أن نقسم الأوقات فيما بيننا، هي 12 ساعة و أنا أكمل عنها 12 ساعة، البقاء يوم كامل في المستشفى متعب، و بمجرد وصولي إلى هناك لم أصدق عيناي-_- ياربي نفس الطبيب الanti female مجددا، مشيت بخيبة للnurse station، و فجأة لم أسمع الطبيب إلا و هو يقول

She is a very smart doctor and going to be an excellent internist

 أجل نفس تعابيركم التي تظهر الآن ظهرت على وجهي ×_×

Are you talking about me?

كان الأمر غريبا حقا و لم أفهم ما حصل ><

و كان يسألني عن خياراتي فيما بعد التخرج و ما إن بدأت بأداء الامتحانات العالمية، أخبرته أنني قمت بعمل التوفل و الSMLE حتى الآن.

و للمرة الثانية كان أونكولي كله ميل، و أنا الفيميل الوحيدة، ذهبت لمريض مصاب ب COPD ، و الحقيقة أن الدكتور معلم ممتاز فقد تعلمت منه أشياء مثيرة، تعلمت منه بمجرد النظر إلى الورقة أعرف ما إن كان هذا ABG or VBG ^^

كذلك قمنا بتركيب NGT لمريض، و عدت إلى المنزل في الثانية عشر مساء تقريبا، أخبرني الطبيب أن أغادر، و حقيقة ما إن أخبرني بذلك حتى أصبت بكسل رهييييب رغم أنني كنت متحمسة جدا للبقاء، لذا عدت للمنزل!

لم تكن هنالك أشياء مميزة كثيرة في الأسبوعين الأولى، و كنت أغلب الوقت لست سعيدة و أجبر نفسي إجبارا شديدا على الذهاب للدوام، حضرنا محاضرة واحدة في قسمنا كانت عن الinfection control .. تناقشنا عن موضوع الbrucellosis  كثيرا و طلب مني د.عمر أن أجهز عرضا بخصوصه.

في الأسبوع الثاني ذهبت مع د.إسماعيل، كان دكتورا رائعا و صبورا و يعطيني كل الوقت اللازم لأتعلمه و أقرأ الملف، استفدت كثيرا كوني من هذا الفريق، كوننا نقرأ كل شيء في ملف المريض و نكتب كل شيء و نراجع كل الفحوصات اللازمة له، و كذلك نفحص المريض من كل شيء، لم أكن سعيدة وقتها و لكن بمرور الوقت اكتشفت كم هو أمر مفيد! كنت منزعجة لعدم وجود مريض أتابعه، و لكن تلك كانت تمارين ممتازة لي لم أدرك أهميتها إلا لاحقا، كنت أكتب بسعادة في الملف، كانت الكتابة بترتيب هي أكثر شيء يسعدني، و بخط مفهوم و واضح. السر يكمن في القلم! استخدموا قلما مريحا سلسا و رائعا و سيصبح الموضوع أكثر جمالا.

لم أستطع حضور العيادة بعد المرة الأولى نتيجة لوجود سشن الPBL في الكلية و الذي يتطلب حضوري دائما إلى هناك منذ الساعة الثانية عشر.

و بذلك انتهى الجزء الأول من الروتيشن و مدته أسبوعان، و ستعرفون سبب تسميتي له بالجزء الأول في التدوينة القادمة بإذن الله، و ستكون أكثر حماسة ^^

أعدكم بذلك!

.