صباحكم الساعة التاسعة صباحا في أول أيام التشريق ! و يال المصيبة !!
اثني عشر اتصالا من أمي ><
لا شك أنها كانت توقظني لصلاة الفجر و لكن هاتفي كان صامتا، لم تستيقظ أي واحدة مننا ذاك اليوم مبكرا، على كل استيقظنا بسرعة و تناولنا إفطارنا و قهوتنا و توجهنا للمستشفى مشيا 😊
الغريب أن أكتافي كانت تؤلمني كثيرا، شعرت بخمول و خشيت أن أمرض، كنت و في كل الأيام السابقة منذ يوم عرفة آخذ بانتظام فيتامين سي و دواء مسكنا، يفترض أن تؤلمني أقدامي أو عضلات رجلي بعد الأمس، لكن يداي هما من كانتا تؤلمانني، لم أكتشف السبب إلا و أنا أحكي لوالدي بعد عودتي للمنزل عن رحلتي!!
أوه لهذا السبب استيقظت بألم في يدي! التهوية اليدوية أمس ! يجب أن أعود للنادي ><!
في الطريق أرسلت لأمي رسائل أنني بخير و ها أنذا ذاهبة للمستشفى، كان المشي الصباحي ممتعا طالما أنني أحمل مظلة، المهم لا توجد شمس فوق رأسي تشوي دماغي العزيز، أما الحر فأنا ابنة الحر و لا مشكلة في ذلك.
وصلنا و بالطبع فور وضعي لحقيبتي في الأعلى و نزولي لقسم الطوارئ توجهت نحو وحدتي المفضلة D ! الوحدة الخاصة بضربات الشمس،
أخبرتني هديل أن ألبس الgown الأصفر حتى لا تبتل ملابسي، لبسته و ارتديت القفازات و الكمامة و دخلت المنطقة المباركة.
و بمجرد دخولي رأيت مريضا واحدا داخل الغرفة، كان مصابا بHeat Strokeو شرعوا بتبريده. تجمدت للحظات داخلية عند رؤيته! عرفت بنفسي للطبيب المسؤول، أنا شهد طبيبة امتياز من كلية طب أم القرى و متطوعة في المستشفى هنا.
نظرت فورا لشاشة ال monitor فوق المريض، كانت درجة حرارته 41.3 درجة مئوية، و هنا في المستشفى بالطبع الوحدة مجهزة تجهيزا كاملا، كان المريض موصلا با IV lines أي المحاليل الوريدية، و القطن الملبس بالثلج موضوعا في منطقة تحت الإبط و الgroin area، مقياس درجة الحرارة كان يقيس الcore temperature و هي ما يهمنا و عن طريق فتحة الشرج، الثرمومتر يعطي قراءات متواصلة و يخبرنا بمدى نجاحنا في تبريد المريض و إنزال درجة حرارته تدريجيا.
لم ألحظ حتى بعدها بيومين كم أنا شاكرة لصديقاتي، لقد تركن لي الوحدة كاملة حتى أتعلم و أشاهد الHead Stroke ! كن يعلمن بمدى حماسي لرؤية الموضوع و مشاهدة كيفية معالجة و إنقاذ المصابين بها. كونها لم تكن مزدحمة نقيض اليوم السابق بالطبع. و هديل الجميلة - و هي تعرف تكملة الأغنية الرائعة التي قمت بتأليفها لها- كانت تشرح لي كل الخطوات المتبعة و طريقة العمل و تتأكد أنني فهمت كل شيء^^
كنت خائفة حد النخاع، و بدأت أواجه صعوبة في التنفس، شعرت أن الوقت تجمد و أن الأصوات اختفت من حولي، ما عدا صوت المروحة الهوائية التي ترش المياه على المريض.
كان المريض موصلا بقسطرة بولية، و كان الطبيب يسحب مياه باردة من "زبدية" المياه المثلجة و يدخلها بهدوء في القسطرة.
كان المريض ممددا، بلا حراك، فاقدا للوعي، و أشخاص كثر حوله يساعدونه! كان المكان و الموقف مخيفا بالنسبة لي! أعني أنني لم أرد أن أتخيل نفسي مكانه! لكن ماذا لو كنت أنا ؟ ماذا لو مات ؟
استجمعت شجاعتي و طلبت من الطبيب أن أقوم بالموضوع! أنا أريد أن أقوم بالعمل هل تسمح لي؟
و بالطبع هذا أهم شيء في الفريق الطبي، يجب أن تطلب و تسأل و الجميع هناك سيرحب بك و يعلمك و يساعدك، و لكن إن وقفت متفرجا فسيتركونك تتفرج، إلا لو صادفتَ بعض الأطباء الذين سيسحبونك معهم و سيعلمونك دون أن تطلب، لذا القاعدة رقم واحد ! دائما كن مستعدا و اطلب المشاركة!
أعني ما أسوء شيء يمكن أن يحصل لك ؟ لا ؟ لابأس على الأقل كسبت شرف المحاولة. و لم يمر في حياتي أن قال لي طبيب لا!
سمح لي الطبيب و بدأت أركز على تبريده و التخلص من كل أفكاري الأخرى، كنت أحدث نفسي!
You are gonna be ok, Deep Breath Shahd
كنت أعمل كما علمني، ادخل الماء بهدوء، أبقي الإبرة في الداخل لثواني و أعد حتى 20، و من ثم أخرجها، و أنتظر مجددا لتكرار نفس العملية.
بين كل فترة و أخرى كان طبيب نسيت اسمه يأتي و يأخذ جولة على كل المرضى، كان طبيبا نشيطا يشع طاقة و حيوية ماشاء الله!
أخبرتني هديل أنه كان الطبيب المسؤول عن قسم الCPR !
كان يكرر قول
Good Job people عندما تنزل درجة حرارة المريض!
41.3
41.2
41.1
41.0
40.9
و هكذا!
بالإضافة للمروحة التي ترش رذاذ الهواء كان هنالك رشاش مياه آخر، نفس الرشاش الموجود في الحمامات أكرمكم الله، و لكن فكرته أنه يخرج مياه دافئة، نرشها على المريض كل 15 دقيقة أو عندما يكون أي جزء من جسده قد جف أو كان باردا عند لمسه.
و أنا في نص العمل فجأة صرخت ><
كل رشاش المياه في وجهي -_-
أنا أسف يا دكتورة آسف آسف ><
أخرج الطبيب الرشاش و ضغطه ووو بوم ! تششش في وجه شهد !
لا تخافي لا تخافي المياه نظيفة ><
لم أفكر في نظيفة وقتها و إنما في "الفجعة" و "كوني لا أحب رشاشات المياه جداااااااااا"
إنما هو لا يعرف أنني لا أطيق أي رشة من نقاط الماء علي، لا لعب بالمياه ولا حتى الاستحمام تحت المطر ><
إن أردت إنهاء حياتك جرب أن ترش علي مياه مهما كان حجمها!
Anti water spray person I am sooo
لحسن الحظ أن مريضي في يدي و كانت أولويتي إنقاذه بدل التفكير في المياه، و الجيد أنه مع وجود مروحة الهواء جففت بسرعة، لذا لم أفكر فيها كثيرا، كانت الفجعة فقط مرعبة و لكن لم أشعر بأنني مبتلة و هذا كان رائعا!
نزلت درجة حرارة المريض حمدا لله و وصلت الآن ل39.9
بعد لحظات صدرت شهقة أخرى مني ><
حرك المريض رجله بقوة و كدت أن أطير >< و ربما قفزت قليلا للخلف كرد فعل "سب كونشس"
مؤشر جيد الحمدلله ! بدأ يستعيد وعيه ! و لكن ليس جيدا لأنه في أي لحظة كانت ستحطم رجله وجهي، و لأصدقكم القول أقدام الرجال قوييية جدا و ثقيييلة مهما كان عمرهم>< كان من المستحيل علي أن أستطيع تثبيت أقدامه، كان يحركها و كأن يدي المثبتة لقدمه ليست شيئا ذا وزن أو قوة أصلا ! علي العودة للنادي رقم 2 !
و لعل الطبيب لاحظ الأمر و ثبت اثنان منهم أقدامه.
Relax doctor, we are holding him!
شكرا جزيلا لك، كنت سعيدة بأنه بدأ يستيقظ حمدا لله، !
تذكرت وقتها في امتحان طب الأطفال في السنة الخامسة الأوسكي كان مريضي طفلا ذكرا في الثانية عشر من العمر تقريبا، لا أعرف ما حكاية التذكر هذه التي تصيبني في الأوقات الحرجة في موسم الحج هذا ><
لكنني تذكرته و أنا أتابع تبريد مريضي!
كان المطلوب مني لذلك الطفل أن أقوم بفحص Lower Limb ! و أقسم أنني و أنا أقوم بالفحوصات خمس دقائق و كدت سأبكي! يا إلهي أقدامهم ثقيلة جدا جدا >< أثقل بكثير من أقدام فتاة تجاوزت العشرين من العمر!
على كل توقفنا عن تبريده عن طريق المثانة، فتح المريض عينيه، و لكنه كان يتابع التحرك بقوة و خشينا أن يقطع المحاليل الوريدية و يؤذي نفسه، أعطيناه جرعة 5 مجم من دواء يرخي العضلات، Medazolam !
وقتها وصلت درجة حرارته ل 39.6 تقريبا، كان د.صالح و المسؤول عن قسم D رائعا جدا ! كان يجيب على كل أسئلتي و يعلمني بصدر رحب !
أخبرني أننا سنتوقف عن تبريده هنا حال وصول درجة حرارته ل 39.5، و بعدها سنخرجه للقسم الثاني من وحدة D ، القسم في الخارج امتداد لوحدتنا و لكن دون تبريد المرضى، أخبرني الطبيب أن بعد وصول درجة الحرارة لهذا الرقم نترك المريض لتنزل درجة حرارته بنفسها تدريجيا، مخافة أن يصاب ب hypothermia الخطيرة أيضا، لأنه بعدها سيبدأ الجسم بإنزال درجة الحرارة سريعا و هذا خطير أيضا.
ألبسنا المريض و ساعدنا في نقله لسرير جديد و جاف، و أخرجناه للخارج.
كان مستقرا، علاماته الحيوية ممتازة و كذلك نتائج تحاليل الدم الخاصة به، بدأ "يصحصح" قليلا، و فتح عينيه و بدأ يعي ما حوله! رائع!! قررنا نقله بعد لحظات لقسم الباطنة يعني الMedical Floor .
فخرجت أبحث عن مرضى في القسم، و في الطريق شاهدت شخصا كان يشبه المريض الذي كنت عنده لتوي، وقف و أخذ يسألنا، كان تركي الجنسية! و أيضا حان الوقت لاستخدام لغة الإشارة ، كنت أخبره أنه بخير و أننا سننقله بعد لحظات للأعلى، كانت صديقتي هديل تجيد بعض الكلمات التركية فأخذت تحدثه! تذكرت شقيقتي الصغرى و هي تزعجني بالكلمات التركية، لو أنها كانت هنا فقط ! اطمأن قليلا حمدالله.
اختلست نظرة من الخارج على بقية أقسام الطوارئ، و كلا لم أرغب بالدخول هناك، بدت العيادة مثيرة أكثر! لا شك من أن اليوم المرضى سيغزون العيادة!
غادرت و كلي حماس لرؤية النظام الجديد فيها، ولخيبتي كانت فارغة تماما!
مررت بكل الغرف و كل الأقسام حتى الاستقبال! لا يوجد مرضى؟
كلا لا يوجد أحد ليس الآن!
طيب ☹
عدتُ أدراجي لمريضي السابق، بدأ يستيقظ و كان يبدو فزعا، حاول الجلوس بقوة و فورا تركناه يجلس حتى لا يفك المحاليل الوريدية المتصلة به، أخبرنا الطبيب أن ننادي قريبه حتى يطمئنه! حجيي ! كان ينظر لنا عندما نقول ذلك! رائع يستجيب لنا و يفهم أننا نناديه!
مؤشر ممتاز حمدا لله!
نادينا رفيقه، و حضر و أخذ يناديه و يحدثه، كان يناديه باسمه فقط، أخبرته أن يتوقف عن ذلك! قل اسمه مرة واحدة و بعدها حادثه، شعرت أن نداءه بالاسم يزيد من حيرته!
كان يبدو " مدروخا" قليلا! و على الأرجح كان من تأثير الدواء الذي أعطيناه له، سألت الطبيب كيف نستطيع التفريق بين الconfusion بسبب الدواء أو بسبب ضربة الشمس؟
لن نعرف قبل مضي بعد الوقت و زوال تأثير الدواء!
لكن الدواء جرعته قليلة، فقط 5 و لم نزد!
لا 5 ليست قليلة، نفس جرعة الشخص المصاب بالصرع!
كنت أعلم تماما ما يقصده الطبيب من خلال دراستي، و لكنني أعرف أننا نستطيع إعطاء المريض حتى 15 مجم، و لذلك اعتقدت أنها خفيفة و أنها لن تتركه "مدروخا" هكذا.
كانت نظرته توحي بفراغ شديد داخله، و كأنه في عالم غير العالم، و مكان يجهله تماما! كان بشريا ضعيفا و هشا جدا! أدركت وقتها أهمية ما نفعل، أهمية إنقاذ حياة المرضى، من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا!
لا أعتقد أنني سأنسى حجم نظرة الفراغ في عينيه أبدا! حزنت لأجله و لكنني كنت سعيدة أنه سيكون بخير بإذن الله.
تناقش رئيس القسم مع طبيبين، و صوتوا على نقله للعناية المركزة طالما أنه confused!
سألتهم لماذا؟ هو بخير و بنظري لا يحتاج إلى العناية.
أخبروني أن كلامي صحيح، ولكن كانت لديهم مشكلة أن القسم فوق لن يكون قادرا على التعامل معه، و أحضروا طبيب العناية المركزة و أخذ المريض، و انتهينا هنا.
لم ننتهي من قريبه كونه لم يكن مسموحا له التواجد في العناية المركزة، كنا كلما نمر عليه نحاول طمأنته. الجميل في الأمر أن الجميع يهتم بالزوار هناك، و الشيء المتوفر هو المياه المعدنية، كنا نحضر لهم جميعا مياه رغم أنهم لم يطلبوا، كانوا جميعهم حجاجا لبيت الله، و وجودهم و قلقهم الشديد و بيئة أشخاص لا يفهمون لغتهم، لم نرد لهم أن يشعروا بالعزلة، أو على الأقل هذا ما لم أرد لهم أن يشعروا به.
بعدها كان الوضع هادئا جدا، و كنا نتحدث في القسم، قابلتنا طبيبة استشارية للنساء و الولادة تعمل في قسم D، لا أذكر اسمها و لكنها كانت رائعة و تركتنا نعمل معها و أسندت لنا مهمات كثيرة.
كانوا جميعهم يتحدثون عن الوضع الجنوني بالأمس، الطبيب أخبرني أنه صلى الظهر و العصر و المغرب و العشاء كلهم في العشاء، كان يقسم أنه لم يوجد وقت حتى لشرب كأس واحد من المياه!!
يا الله كم من العمل المرهق الذي يواجهه الأطباء!!
أيضا كان هنالك الكشافة، و رجال الأمن! الكشافة كانوا يحضرون لنا أي مريض متعب، تخيلوا أنهم هم من يدفعون كراسيهم المتحركة و تحت الشمس الحارقة ذهابا و إيابا و مرات كثيرة و يحضروا لنا المرضى، الجميع يعمل في الحج! الكل يساعد! الطبيب و غير الطبيب و الجميع حرفيا!!!
كنت فخورة جدا حقا، أنا سعيدة لأن الجميع يعمل و يتطوع هنا، الكل يشارك في الحج كل حسب قدرته ! الكل مهم جدا! رغم أننا من جهات مختلفة عديدة لكننا كنا جميعا نخدم هدفا واحدا!
لم و لن يزول إعجابي بما شاهدت خلال موسم حج هذا العام! هذه هي المرة الأولى لي في العمل كطبيبة في مستشفيات المشاعر.
و بالطبع من جملة الحديث آلام العضلات المصاحبة للجميع، و لا يعقل أن أكون في العشرين و أشكو من كل هذا >< سأعود للنادي رقم 3 !
أحضر الكشافة سيدة لوحدتنا، إجهاد حراري إجهاد حراري! لم تدخل غرفتنا المباركة كونها لا تزال محتفظة بوعيها! معناه أن هذا فقط Heat Exhaustion و ليس Stroke!
أدخلناها في القسم الأول، كانت سيدة مصرية تتحدث العربية، أنا عطشاااانة جدا! حاضر و أحضرنا لها لتشرب المياه فورا،
كانت تشرب في الوقت الذي حضرت لنا نتائج تحاليل دمها!
نسيت إخباركم عن مختبر الطوارئ الخارق السريع جدا هناك، بسرعة فائقة تصلنا نتائج تحليل دم المرضى! و بمجرد نظرة واحدة على النتائج نقلها الطبيب فورا للعناية المركزة!
و لكن مهلا! لماذا؟ كانت واعية و بخير كما بدت لي، قفزت لأشاهد نتائج التحاليل! كان سكرها مرتفعا، معناه مريضة سكر و أكتشفت أنها أضاعت إنسولينها، لا تخافي سنعطيك واحدا جديدا من عندنا عند خروجك!
و لكن ارتفاع السكر لا يتطلب إرسالها للعناية المركزة! كان الPH يساوي 7.1، يعني metabolic acidosis، و لكن نستطيع علاجها و مدها بالسوائل و الإنسولين و ما إلى ذلك و ستتحسن بإذن الله.
توجه الطبيب لمريض آخر في نفس وحدتنا و لم أستطع سؤاله عن السبب، لماذا الICUو علاماتها الحيوية مستقرة و المريضة تستجيب لنا؟!
و لكن بعدها اكتشفت السبب الخطير الرائع و القمة في الروعة 😊
سأحكي لكم عنه حال وصولي له حسب الترتيب الزمني لذا أبقوه في عقلكم^^
توجهت للمريض الآخر، كان شخصا مصابا بضيق في التنفس و كان مريض ربو! نسيت إخباركم أنني أضعت سماعتي العزيزة يوم أمس! بحثت عنها في كل مكان صباح اليوم و لم أجدها ☹
أخبرت غدير العزيزة أن تبحث لي عنها في العيادة، كانت ذات لون مميز و محفور عليها اسمي الجميل! لابد من أني نسيتها بالأمس في مكان ما هناك.
غدير ممرضتنا الرائعة الصغيرة هناك! كانت أصغر فتاة معنا كونها ستصبح هذا العام في السنة الدراسية الثانية^-^
نعود لمريضنا المصاب بالربو، لم يكن مصابا بإجهاد حراري فسألت الطبيب عن سبب تواجده في وحدتنا؟ لم يعرف السبب، لابد أنه خطأ في قسم الtriage في الخارج، اقتربنا لأجل فحصه و لكنه رفض!
أنت تفحصني لكن البنات لا ><
طيب حاضر، و خرجنا من عنده.
اكتشفت أن عندي اهتماما بالتنظيم>< أحب الأشياء المرتبة جدا جدا جدا جدا في مكان العمل! و أي شيء غير مرتب و لو كان قليلا هناك كما هو حال وجود مريضنا هذا في قسمنا كانت تزعجني><
سأحكي لكم بعدها عن عيادتنا العزيزة و ترتيبي الجميل لها 😊
بعدها شاهدت الطبيب و هو يخبرهم بأوامره في العلاج، كانت أزمة ربو و هو طلب له ثلاث أدوية ! سألته عن السبب؟
أعني أنني أحفظ خطوات ترتيب أدوية معالجة أزمة الربو كاسمي، و بالجرعات و الوقت المطلوب لانتظار الاستجابة!
أخبرني أن هذا صحيح و لكن لكل مستشفى بروتوكول و هذا بروتوكول المستشفى!
لم أفهم قصده جيدا إلا و أنا أتجول في الطوارئ بحثا عن مرضى، كان اليوم مملا جدا >< افتقدت تعليمي للجونيورز في العيادة، كان التعليم و سيظل من أجمل متعي في الحياة 😊
توجهت لمحطة الممرضين الnursing station ، و سألتهم عن عملهم هناك و طريقة تنظيمهم، أحب و أهتم بهذه الأمور التنظيمية كثيرا، سألتهم عن طريقة تقسيمهم للمرضى بين وحدات A و B و C !
أخبروني أن النسبة 1:1:1 لكل مريض يدخل لهم، و أثناء حديثي معهم نظرت للأوراق الصفراء الموضوعة أمامي ! مهلا !!!!
الآن عرفت سبب إدخال السيدة تلك للعناية المركزة!
كانت أكثر أوراق منظمة و سهلة و أروع خطة علاجية سبق و أن شاهدتها، أتمنى لو أعرف من صممها و أقابله! لا أعلم لمَ أطلقت عليها اسم أوراق Quality control ><
لم يعرفها أحد بهذا الاسم، لكن عندما أرسلت لهم صورتها تعرفوا عليها! عندها و مجددا نظرت لأتأكد من عنوانها، كانت كلمة Quality Controlبعد حالة المرض و بخط عريض، و لكن العنوان كان بداية الصفحة و لم ألحظه قبلا:
Hajj Emergency Care Clinical Pathway!
Hajj Emergency Committee ! لابد لي من العمل معهم يوما ما 😊
يستحيل أن أحكي لكم عن رحلة التطوع دون أوراقي الصفراء الجميلة هذه 😊
فكرة الأوراق أنها مصممة كApproach لأشهر سبع أمراض ستصيب طوارئ مستشفى المشاعر، و كانت مكتوبة بطريقة سهلة و واضحة جدا جدا و لا مجال لأي شخص بالخطأ فيها! حتى أنا بسهولة أستطيع تنفيذها و القيام بها !
كل خطوة ماذا ستواجه و ماذا ستفعل لو كان مريضك يعاني من A أو ماذا ستفعل لو كان مريضك يعاني من B!!
خطوات رااااائعة جدا جدا و سهلة ! أكرر لكم أن الذي صممها طبيب فاهم و عبقري و متميز جدا! لم ينسى كوننا في الحج و ضرورة وجود شيء سهل و سريع جدا للعمل هناك مع أعداد المرضى المهولة!
كنت أقرأ كل واحدة منها باستمتاع شديد !
و كانت الورقة الأولى التي وقعت في يدي خاصة بمريضتي التي أرسلناها للICU!
بعد قراءتها و اتباع خطواتها آخر مربع كان يقول : لو المريض كان High riskتنقله فورا للعناية ! و لم يكتف بقول high risk لأنه أول سؤال خطر في بالي وقت قراءتها! و للمفاجأة عثرت على الجواب في الورقة فورا!
لو كان الPHأقل من أو تساوي 7.24 كمريضتي، و لو كانت قيمة البايكربونات أقل من أو تساوي 14 و مريضتي كان مستواها لديها 11 و أخيرا لو كانت قيمة شيء يسمى Anion Gap أعلى من 12، و لكنني لم أتذكر إن كنت قد قرأتها في نتائج المريضة أم لا، على كل كان وجود واحدة منها يعني ضرورة نقلها للعناية! و أخيرا عرفت السبب^^
الحالات السبعة كانت :
DKA, Heat Stroke, Asthma, Sepsis, Anaphylaxis, Cholera and STEMI
لا يمكنكم تخيل مدى روعة الأوراق، ماذا تفعل إن كنت في منطقة الفرز و أين ستذهب بالمريض و كل خطوة مكتوبة كتشك لست حتى لا تنسى شيئا!
هنالك عبارة مكتوبة فيها بالخط العريض كذلك:
Use Military time only!
لماذا وقت الجيش؟ ما الذي يقصدونه بذلك؟ ظننت وقتها أنهم يعنون الأوقات الحرجة مثل الحج مثلا، و وقتها دخل مريض لوحدتي فنسيت أن أسأل! استأذنت إن كنت أستطيع الحصول على نسخة واحدة من كل ورقة، أخبروني بالطبع! أخذتها و انطلقت لوحدتي! و لكنني تذكرتها و أنا أكتب لكم و بحثت عن معناها، المقصود أنهم يستخدمون صيغة التوقيت ب 24 ساعة لا بنظام ال12 ساعة، حتى لا تحصل " لخبطة" بين ال a.m و الp.m !
جيد، و لكن أليس تفسيري السابق معقولا و لو بدرجة قليلة ؟^^
توجهت لمريضي و لم يكن يعاني من إجهاد حراري، كان شخص يجلس على جانبه، خرج الطبيب و أخبرني أنه يعاني من خراج!
أنهى فحصه و لكنني طلبت منه أن أفحصه كذلك! أدخلني الطبيب له، لم يكن هنالك انتفاخ واضح أو لون متغير في البشرة أو أي علامة لوجود خراج ظاهر، لكن عندما فحصت المنطقة أحسست بوجود كتلة ، و كانت دافئة كذلك مقارنة بباقي مناطق البشرة المحيطة!
خرجت و شاهدت الطبيب الجراح، سألته إن كان سيسحب الخراج bedside ؟
نعرف أن ال abscess في الجراحة لن يختفي حتى نقوم بعمل Incision and drainage I& D
أي سحبه و إفراغه و من ثم المضادات الحيوية، لكن الطبيب " انفجع" من قولي bed side أي هنا و دون الحاجة لغرفة عمليات!
خذي اقرئي ما كتبت!
ماذا ؟؟ عملية جراحية و تحت تخدير كامل؟ Under General Anesthesia GA
سألته لماذا كل هذا؟ أخبرني لأن الخراج عميق Deep Perineal Abscess و سيكون تفريغه مؤلما جدا، و لهذا يتطلب الموضوع تخديرا كاملا و غرفة عمليات!
بعدها خرجت و لفلفت مجددا و عثرت على مريض بمروحة مشغلة في قسم B ! لحظة مروحة يعني Heat يعني شيء أرغب بمشاهدته، جريت بسرعة لمشاهدته، صحيح أن درجة حرارته مرتفعة حيث كانت 39 و شيء ما، لكنها كانت Febrile illness not heat illness ، و الفرق كبير جدا، Febrile معناه وجود سبب سبب التهاب ما لذلك ارتفعت درجة حرارة الجسم، لا من ارتفاع درجة الحرارة في الخارج.
أتى شخص برفقة أبنائه مصابا بإجهاد حراري، كانت طريقة ثوبهم غريبة، مهلا رأيتها قبلا!
و بعدها تذكرت! في دبي، هؤلاء حجاج إماراتيون و كانوا فعلا كذلك، فجأة سقط والدهم و أحضروه فورا هنا، كان مشخصا قبلا ب CVA و أجرى عملية جراحية في الرأس، قمنا بعمل كل التحاليل الاولية له و كانت سليمة، بعدها قررنا نقله لقسم الأشعة لإجراء CT scan without contrast for the head ! قررنا المشي و نقل المريض، تقاسمنا حمل أجزاء كل شيء يخص المريض، أسطوانة الأوكسجين، المحاليل الوريدية، و دفع السرير،
اخترت دفع حامل المحاليل الوريدية، و بسم الله بدأنا بتحريك السرير، ووو فجأة انفصل المحلول عن حاملي><
في الحقيقة كانوا يجرون جريا حقيقيا 😊
اما أنا فكنت أمشي بسرعة 😊 لم أكن أعرف أنه ينبغي علينا الجري 😊
بعدها أخذت الممرضة المحاليل في يدها و تركنا حامل المحاليل و توجهنا للعيادة، أرجو ألا يكون سقوطي سببا دعا عائلة المريض لطلب نقله و إخراجه من المستشفى، شاهدتهم يطلبون تقرير لنقله في الساعة الثامنة من مساء نفس اليوم.
توجهنا معه لقسم الأشعة، كان هنالك مريض قبله فكنا ننتظر في الممر، توجهت برفقة هديل لرؤية ما بعد الباب المقابل لنا! كان مكانا غريبا لم نمر به قبلا، و فجأة هممنا بفتح الباب و لكن طبيبة كانت واقفة عنده منعتنا 😊
لماذا تسيرون بالgown في أروقة المستشفى ><
وو تهزأنا حرفيا 😊
هذه أسباب بسيطة تساهم في نقل الالتهابات، لذا الجميع يمرض بعد الحج 😊
و قفازاتنا كانت مبتلة من الداخل! و ماهذه القفازات! غيروها فورا 😊
كانت مسؤلة عن الinfection control
و إحقاقا للحق كان معها حق بخصوص القفازات و تعلمنا شيئا جديدا، لكن القاون نحن نرتديه في وحدتنا حتى لا تبتل ملابسنا فقط><
على كل كان التهزيء سيئا 😊 ظنت أننا عاملات لأنها أخبرتنا إن رأتنا مخالفين مرة أخرى فستضيف اسمنا للقائمة السوداء و لن يسمح لنا بالمرابطة في الحج بعد ذلك 😊
و أقسم أننا كنا نستمع لها، و على العكس نحن أردنا التعلم ، و لكن حقيقة لا أملك ما أقول، على كل كانت أشعات مريضنا سليمة، فعدت جريا لأخبر د.صالح بالأمر.
فنقلنا المريض بعدها لل ICU!
توجهت بعدها لكل مكان بحثا عن أي مريض، و لم أعثر على أي شخص فقررت زيارة غرفة الCPR، شاهدت مريضة مصابة ب Pulmonary Embolism و كان الأطباء يعملون IVC Filter لها!
المرة الاولى في حياتي التي أشاهد فيها تركيب هذا النوع من الفلاتر، كانت المريضة تضع جبسا في قدمها و أثناء استحمامها هزت رجلها هزا عنيفا، و بعدها بفترة قصيرة أصابها ضيق في التنفس ووو PE !
قررت الذهاب لمركز الاستقبال الخاص بالطوارئ و انتظار المرضى هناك، أي مريض سيدخل سأبدأ معه منذ البداية، انتظرت و انتظرت و كان الانتظار مملا جدا!
شاهدت بعدها قريب مريضي الأول هنا المصاب بضربة شمس، قررنا الذهاب للاطمئنان عليه في العناية المركزة، كان بخير و حالته مستقرة، و لكنه كان نائماا.
و هناك كانت هنالك سيدة بكود بلو، كان حدسي يخبرني أنها سيدة الفلتر، بالرغم من أني لم أقترب منها في السابق و لم أر وجهها بل وقفت عند باب وحدة الإنعاش القلبي الرئوي، بعدها كان حدسي صحيحا عندما كنت أتناقش مع صديقاتي، توفيت تلك المريضة في وقت لاحق، رحمها الله.
أتى لنا مريض جديد دخلت معه من البداية للنهاية، لم ينطق و لا بكلمة لنا، ولا إشارة، ولا أي شيء، و كأننا لسنا موجودين من الأساس!
مريض آخر كبير في السنة كان و أغلب ظني أنه مصاب ب delirium و هي كما تعرفون تعني acute confusional state!، كان مسكينا، خائفا جدا، كان معه شخص من حملته أو مرافق له لا أعلم، المهم أنه كان يجيد التحدث بالإنجليزية، أخبرته أن يتابع تذكريه كل خمس دقائق، أنت في المستشفى، تعبت و أحضرناك إلى هنا، نحن الآن في الصباح، و هكذا! هذه هي الطريقة الوحيدة لحماية المريض من التطور لحالة دائمة من الخرف حسب طب الشيخوخة.
كان الوقت يمشي ببطء شديد و كان يوما مملا، افتقدت تعليم الجونيورز كثيرا، التعليم دوما بالنسبة لي مصدر سعادة و حماس لا ينضب.
بعدها علمني واحد من الاطباء بعض كلمات لغة الأوردو، و تركني أذهب بنفسي للحديث مع المريض بالأوردو 😊
أذكر الآن كلمة درد تعني ألم
كاسي تعني كحة
و كان يعاني من انتفاخ في جبهته فسألته عنه بالأوردو كذلك و هل هو جديد أم قديم
يا سلام كان الامر ممتعا جدا جدا 😊
سكري، بلود بريشر، بلغة الأوردو 😊
تناولنا طعام الغداء و صلينا و من ثم نزلت مجددا، كانت الطوارئ كما تزال فارغة هادئة و مملة، أتى بعد مضي كثير من الوقت مريض بقدمه، طالما دخل بقدمه من الباب دون أسعاف أو كشافة توجهت إليه أسأله عما يريد!
قيسي لي الضغط يا ابنتي 😊
حاضر يا عم و لكن في العيادة، أخذته للعيادة و سجل بياناته و اطمأننت أنه سيقيس ثم عدت للطوارئ.
كانت الساعة الآن الرابعة عصرا، مللنا كثيرا و فقدت الأمل في رؤية حالة Heat strokeمن بدايتها، كنا نخطط للذهاب للمنزل، و فجأة !!!!
الممرض و الكشافة يجرون في الممر بمريض على كرسي متحرك !!
Heat Stroke Heat stroke
وجري على وحدتنا، هرعنا جميعا للعمل عليه، و لتونا نزعنا ملابسه و إذا بنا نسمع:
Heat Stroke Heat Stroke !!!!!
أتى طبيب الCPR و قال:
المريض عندي دا لا تشيلوا همه، و أخذه في الخارج داخل وحدته..
ثلاث دقائق أخرى و إذا بالصوت يعلوا و أصوات الجري:
Heat Stroke Heat Stroke !!
ثلاااثة في وقت وااااحد ><
كان الموضوع مرعبا، خصوصا مع المريض الثالث، أتانا و الIV accessجاهز له و هو موصل بمحاليل وريدية، كنت من ضمن الفريق الذين توجهوا للعمل على المريض الثاني، و تركنا مريضنا الاول لبقية الفريق!
كانت حالته مزرية جدا، نقلناه بصعوبة من سرير الإسعاف إلى سرير الطوارئ، كان قد خسر قدرة التحكم بالsphincters فأتانا و قد تغوط على نفسه. كان ضغط دمه منخفضا جدا أيضا 70/50
درجة حرارته عندما وصلنا له الثرمومتر كانت 43! و فجأة أتى طبيب من الخارج، كان واحدا من الاطباء الذين يعملون سنويا في طوارئ الحج، كان يشرح لنا أشياء كثيرة بطريقة ممتازة.
هذا دليل على أن درجة حرارته تجاوزت ال43! كما أخبرنا.
بدأنا بتبريده، كنت أقص ملابس المريض و أقف على يمينه عندما صرخت فجأة،
Vomiting ! و أخذت أكررها!
أخذت أكررها لهم حتى ينزعوا بسرعة قناع الاوكسجين عنه، كنت خائفة أن يصاب ب aspiration كثيرا ، لا سيما أن حالته متقدمة و خطيرة و من المرجح أن يحصل له ذلك إن لم ننتبه عليه!
أخبرتني صديقتي لاحقا أنني بدوت خائفة جدا و ربما منزعجة قليلا أو "شعرت بالقرف" من الموضوع، و لكنني حقا لم أكن أقصد إلا الaspiration >< لديه العديد من الامور التي نحن قلقون بسببها، لا نريد زيادة الطين بلة بوجود aspiration pneumonia،
كانت ملاحظتي في محلها حمدا لله، حيث كنا بين الحين و الآخر نقوم بسحب السوائل المتجمعة في فمه suction ،
كانت طريقة تنفسه غريبة جدا، شرح لنا الطبيب أنه لمن لم يسبق له أن شاهد ضربة شمس سيقوم فورا و يعمل intubation للمريض، و بهذا سيقضي عليه!
و لكنه كان يخبرنا أن هذا نوع تنفس المرضى في ضربات الشمس، كنا نقوم بتبريده! و كنا نراقب بتوتر الشاشة الموصل بها و التي تظهر أرقام درجة الحرارة!
سألت الطبيب:
Now What?
Now we wait!
لم يكن هنالك شيء يمكننا عمله، غير تبريده بالمروحة و من ثم رش المياه الدافئة كل 15 دقيقة تقريبا.
حكى لنا كذلك بمرور الوقت بعض الأحداث في المواسم السابقة، و صعقت عندما أخبرني أن مصابين أتوا في مستشفى الششة و -التي كان يعمل بها هذا العام- بنفس الأعراض!
في المشاعر الأمر مقبول نوعا ما، و لكن ما دخل مستشفى الششة بالموضوع><
ربما لأنها قريبة من منى و العزيزية، ربما.
استمررنا بتبريد المريض لأكثر من ساعتين، خرجت في منتصفها للخارج لأنني كدت أموت بردا، كنت أشعر ببرد شديد و لعل السبب غالبا كان حزني على المريض! كان يبدو شخصا في الأربعين من العمر. و بسبب ارتفاع درجة حرارته و كل العوامل الأخرى كان شخصا with high mortality rate
كنت أدعو الله في سري كثيرا أن لا يموت، صعدت و صليت العصر و عدت للمريض،
لم يمت حمدا لله، و قمنا بنقله فورا بعد وصول درجة حرارته ل 39 إلى الICU. قبل نقله قرأت كافة تحاليله و الأرقام التي أتى بها و التغير في ضغط دمه، كما أنني كنت ألاحظ كل شيء نعطيه له، لاحقا كان هذا مفيدا جدا. حيث ذهبت برفقته للعناية، و انتظرت رؤية مالذي سيفعلونه في العناية المركزة لأجله، جيد ابقوا معه لتتعلموا! هذا ما أخبرنا به د.صالح و هو يغادر الICU!
استأذنا من الطبيب المسؤول بالوقوف مع المريض و أخبرته باسمي و كوني طبيبة امتياز،قرروا تركيب central line له، كنت متعبة جدا لم أعد أقوى على الوقوف، فسحبت الكرسي الموجود بجانبي و جلست، شكرت الله لأنني طويلة القامة فاستطعت الرؤية جيدا دون الحاجة للوقوف.
كان الطبيب يسأل فريقه عن نتائج تحاليل المريض و لكن احدا منهم لم يعرف لأن المريض لتوه دخل عندهم! مهلا أنا أعرف الأرقام جيدا! أنا من فريق الطوارئ!
أخبرته بكل شيء سهله، نسبة السكر و تحليل الABG و التغيرات في ضغط دمه و كمية المحاليل التي أعطيناها له، و المعادن التي كشفنا عنها. سأل عن الكالسيوم فأخبرته أنه لم يتم عمله، و وصلت بعدها أوراق التحاليل فأعطيتها له.
You are very active doctor and that’s good!
Why did not you visit us before? You could have enjoyed a lot!
كنت سأقول أنني لا أطيق الICU و لكنني أخبرته أنني في فريق الطوارئ.
Maybe another time .
بحثت و سألت عن مريضنا التركي، و حمدا لله نقلناه لجناح الباطنة العادي، لقد استيقظ و هو بخير تماما!
اقتربت الساعة من السابعة و النصف في المغرب، كان وقت تغيير الشفت بالنسبة للممرضات الساعة السابعة و النصف مساء، و للاطباء الساعة الثامنة مساء!
فجأة ازدحمت المستشفى بالعاملين بها، وقت تغيير الشفتات 😊
توجهت عند د.صالح و شكرناه على اليوم و على تعليمنا و سماحه لنا بالعمل في الفريق، و أخبرناه أننا مغادرون.
صعدنا بعدها لتناول طعام العشاء، و نزلنا استعدادا للمغادرة، كان تلفاز قناة الإخبارية يقوم بتجهيز بث ما، كان المصور و المذيع يقفون لضبط الكاميرا!
كما أخبرتكم كان هذا هو وقت تغيير الشفتات، يعني إزعاج غير محدود في خلفية التصوير! و مهما كانت مسافته قريبة كان لابد بشكل أو بآخر أن تظهر أصوات الخلفية هذه! و لكن هذا لم تكن الحالة في التلفاز أبدا، توجهت إلى المصور و سألته عن السر!
كنت أفكر بكمية الشعور الجميل و التجربة الجديدة التي سيضفيها الوقوف امام كاميرا التفاز بالنسبة لي، ابتسمت للفكرة و تذكرت موضوعا مهما، كنت أريد العمل في مركز الإحصائيات ! و بالمناسبة عثرت على مكتبه و مكانه أخيرا، كان عند مركز الاستقبال الخاص بالطوارئ!
سألت ما إن كان بإمكاني العمل فيه، و لكن مع تغيير الشفت كان علينا الذهاب للمنزل فقد تأخر الوقت، خرجنا و عند البوابة لم يسمحوا لنا بالمغادرة !
إلى أن أريناهم بطاقاتنا الأخرى الخاصة بالكلية و بكن عونا فتركونا نرحل.
في طريق العودة اتصلت صديقتي لتسألني عن وجود دواء metoclopramide في العيادة، أخبرتها بنعم و طلبت مني أن أحضر لها واحدا عندما أصل.
وصلت و كنت متعبة جدا، هممت بالدخول و لكني " ضغطت" على نفسي قليلا و توجهت للعيادة، فتحت الباب ليخبرني د.أسامة أن أذهب فورا للاجتماع في الداخل!
حاضر سأذهب،
دخلت و أنا فعليا لا أقوى على الحركة>< كنت أشعر أنني كزومبي متحرك!
دخلت و وضعت حقيبتي على الأرض و جلست!
و فجأة أخبرني د.أنمار أن أذهب معه!
و لكن أين ؟
سألته أثناء خروجنا ليجيب:
لتصوري مقابلة مع قناة اقرأ ! هيا !
مشاعري كانت مختلطة، كنت متحمسة و سعيدة و متعبة و مستيقظة منذ الصباح و أمشي كزومبي من التعب ><
تجربة جديدة و أمنية محققة في أقل من ساعة كما تمنيت في سري أثناء رؤيتي للكاميرا في المستشفى 😊
قبل أن نسجل كدت أن أصاب ببانك أتاك، ماذا أقول الآن لهم! ماهذا الوقت ><
سألت د.أنمار و أخبرني ببعض المواضيع و الأشياء التي أستطيع التحدث عنها.
و حان وقت التسجيل! قفي هنا ...لا هنا ! أجل مناسب 😊
هيا، و سألني سؤالا لا أذكره و هذه هي المقابلة التلفزيونية:
لا أخفيكم سرا أنني لم أشاهدها حتى الآن ><
لا أعلم أنا أشعر بقليل من الحرج و الغرابة و أشياء أخرى لا أعرفها و لا أعرف لم أنا متوترة جدا جدا لمشاهدة الفيديو ><
سمعت بعض كلماتها لأن شقيقاتي كن يشاهدنها و أنا أخبرهم أن يبتعدوا عن غرفتي، و نيفينا كذلك كانت تشاهدها بجانبي 😊
على كل أرجو أن أتشجع قريبا و أنظر لنفسي في التلفاز ><
بعدها عدت للداخل لإكمال الاجتماع، أخبرتهم كلمة واحدة فقط كم أنا فخورة بما قمنا به يوم أمس في العيادة! اليوم كنت في وحدة كاملة متخصصة و رأيت الفرق بعيناي! لقد قمنا كفريق بعمل رائع جدا!
عدت للداخل بعدها و صليت العشاء، و ماهي إلا لحظات حتى حضرت د.رويدا و أخبرتني أن أتجهز لأجل مقابلة صحفية!
واو ! مقابلتين في يوم واحد 😊
كان الأمر رائعا جدا في المرة الثانية، كنت مسترخية أكثر و تحدثت بأريحية، ليتها كانت هي المسجلة تلفزيونيا لا كتابيا 😊
على كل استمتعت كثيرا و شاكرة لد.رويدا على هذه الفرصة أيضا.
و سواء كانت جيدة أم لا كانت تجربة و شيء جميل جدا في حياتي، و أنا ممتنة كثيرا لحصولي على فرصة كهذه 😊
بالرغم من أن الكلام المكتوب لم أتفوه منه ولا نصف كلمة، من المستحيل أن أقول كلاما كهذا أصلا ><
كان يوما جميلا جدا و مثريا و ممتعا أيضا، أنهيناه بتناول وجبة العشاء للمرة الثانية ><
و قمنا بالذهاب لرمي الجمرات، و عدنا للمنزل، و حان وقت النوم...
برغم أن اليوم كان متعبا جدا لم أستطع النوم مبكرا، كنت أفكر في كيفية قضائي ليوم غد! هل أذهب إلى المستشفى أم أبقى في العيادة!
بالنسبة لي كانت العيادة ممتعة و مثرية لتجاربي أكثر من المستشفى، كما أنني شاهدت ما أريد في المستشفى، و غدا لن يكون الأمر مختلفا، و لكن تعليم الجونيور و البقاء في العيادة كان خياري الأول، حدثت د.رويدا و أخبرتني أن لا مشكلة إن لم أذهب للمستشفى،
و نمت بسعادة بعدها
I did a great job today.
*****************************************************************
صباح الخير يا عالم، اليوم هو يوم 12 من شهر ذي الحجة، لا زلت في المشاعر في مخيم كليتي العزيزة كلية طب أم القرى التابع لوزارة الحج،
استيقظت و أنا أشعر بسعادة بالغة، سأقضي اليوم في العيادة بإذن الله، يعني كثير من التعليم و الشرح للجونيورز، يعني كثير من السعادة.
توجهت لعيادتي الجميلة رقم 1، و أول شيء توجهت له هو مكان أدويتي العزيزة، نسيت إخباركم أنني في اليوم السابق رتبتها ترتيبا خطيرا على البشرية برفقة الجونيورز، وقت دخولي لها المرة السابقة كانت مرتبة بنظام " مقربع" بالنسبة لي، و لم أحب ذلك، لذا حان الوقت لإجراء تعديلات و ترتيبات ^^
في البداية أبعدت كل الأدوية من على الطاولة، و نبدأ بسم الله، هذه طاولة الادوية للحالات العادية و ليست الطارئة، تركت الجونيورز يشاركونني في كل شيء، و حرصت على تعليمهم كل شيء، أحب ترك كل شخص منهم يأخذ فرصته، خصوصا عندما يسألونني ماهذا الدواء:
- انظر للعلبة و اقرأ اسمه العلمي!
أحب طريقة التعليم العملي و ترك مساحة لهم لاكتشاف كل شيء، و فعلا بمساعدتهم استطعنا ترتيب كل شيء بطريقة رائعة، حتى الأدوية رتبناها حسب المجموعات، حسب الاستخدام و حسب الأمراض التي ستصادفنا!
كان طلاب السنة الثالثة دليلا حيا و نتاجا ملموسا على كل شيء قمنا به في الكلية في المنهج الجديد، و كوني كنت مسؤولة عن الClinical skills، لم أكن لأشعر بفخر مثل هذا لاتقانهم كل ما شاركت في إعداده و تعليمه لهم!
فخورة جدا بمستواهم التعليمي جدا جدا! ماهذا الدواء ؟
كنت سعيدة جدا بمحاولاتهم للتذكر و ربط المعلومات، و بمستواهم الدراسي و المهني ككل! و سعيدة أكثر لأنني كنت جزءا من تحقيقه،
بعدها لم يكن شخص يسأل عن دواء معين هل هو موجود أم لا و كنت أحضره له، أحببت عمل ترتيب الأدوية و العيادة ككل، إن شاء الله في العام القادم سأكون مسؤولة عن ترتيبها 😊
الجميل في التعليم هو سؤالهم لأسئلة لم تخطر ببالي قبلا! مالفرق بين diclofenac الصوديوم و البوتاسيوم؟ حقيقة لم ألحظ الفرق قبلا، و دائما أؤمن أن التعليم فرصة رائعة للتعلم!
أذكر أثناء تحضيري لبعض دروس ABC to clinical قبل عامين أنني في كل درس كنت أفكر في أشياء جديدة و أكتشف معلومات لم تخطر على بالي قبلا! لماذا يحصل ذلك؟ سيسألني طلابي عن كيفية حدوث ذلك؟ و هي أشياء كثيرة لم تخطر ببالي و أنا أستذكر لنفسي عندما كنت في السنة الرابعة، لذا إن أردتم تعلم شيء ما بطريقة ممتازة تولوا شرحه لزملائكم!
ستلاحظون الفرق بعد تجربتكم الأولى 😊
كان اليوم هادئا و ممتعا جدا، لكنه لم يخلو من المرضى القلائل، و اليوم كان كل المرضى مرضى الحج العاديين أعني مناسبا للعيادة و متوقعا!
أتانا مريض مصاب بالتهاب في الحلق، و بمجرد أن رفعت الدواء أجاب كلا، أنا مصاب بحساسية من البنسلين! أفرح كثيرا عندما أشاهد مريضا مثقفا و عالما بمرضه.
أتانا شخص آخر يعاني من آلام في قدمه، أعطيناه كريما لآلام العضلات، أخبرته أن يأخذ العلبة معه، في البداية قال لي لا، حسنا كما تريد، و لكنه عندما شعر بتحسن فوري غير رأيه و أخذه، قال لي مستغربا لقد خف الألم كثيرا؟ كان ممتعا مشاهدة سعادة المرضى بالنتيجة، و بساطتهم و فرحتهم بشيء بسيط جدا.
أتانا مريض آخر احتجنا لإعطائه محلولا وريديا، و عدنا للتفكير الإبداعي الرائع، لم يكن لدينا سوى ستاند واحد للمحلول الوريدي و كان مشغولا، و قام الجونيورز الرائعون مع ممرضتنا غدير بصنع حامل رائع، بواسطة " علاقة ملابس" ! و بالطبع أدى الغرض بامتياز.
للأسف كان هذا المريض لا يجيد أي لغة نعرفها، واجهنا صعوبة كبيرة حتى استطعنا التوصل لمخيمه، لكنه كان خائفا جدا من بقائه في العيادة، لعله خشي أن يرحلوا و يتركوه.
حاولنا استخدام برنامج ترجمة قوقل لإخباره، و لكنه ظن أن شخصا ما يحدثه في الهاتف>< و لم نعرف كيف نشرح له أنه برنامج الكتروني و ليس شخصا يحدثه><
مريض آخر دخل العيادة و كان يتحدث الإنجليزية، طلبت إليه بالإنجليزية أيضا أن يجلس على السرير، و بمجرد جلوسه قال:
- أعرف أتكلم عربي!
بلهجة سعودية يا سادة><
و صحيحة مئة بالمئة! و إنجليزية ممتازة مئة بالمئة!
فتحت عيني على آخرها عندما رد علي بالعربي ×_×
Who are you?
أجل قلتها له هكذا من " الفجعة" ><
اكتشفنا بعدها أنه أمريكي الجنسية و لكنه عاش في السعودية حتى الصف الثاني المتوسط.
كان يعاني من التهاب في الحلق و آلام في الرجل مع زكام.
طلبنا منه فتح فمه لفحصه! و هناك شاهدنا شيئا غريبا!
هنالك حبيبات كبيرة جدا في آخر لسانه! لم يسبق لي أن شاهدت مثلها أبدا، و كذلك الجونيورز. سألته عنها فجاوبني باستغراب:
Is not every has it?
No! no we don’t have this huge size as yours ><
أريناه ألسنة الطلاب فقال بسعادة:
Then I must be special!
كان هذا المريض " يحشنا " حرفيا
أعتقد أن السبب لأنه من أصول أفريقية، و لكنها فعلا كانت حليمات التذوق في آخر لسانه كبيييييرة جدا!
وضع له المرهم واحد من الطلاب، فأخذ يقول مازحا:
- من الأفضل لك إن عملت في مجال المساج 😊
مسكين ضاعت سنوات الطب و في الأخير مساج.
غادر بعد تبادل معلومات التواصل مع الطلاب، كان مرحا جدا و أضفى جوا ممتعا للعيادة.
أتى العديد من المرضى بشكوات بسيطة كهذه، بعضهم مع وجود كحة بواحد من النوعين، بعد فترة أتت لنا مريضة بانتفاخ في رجلها ! يا سلام تحتاج أن نسحبها لها بالإبرة!
و لكن مهلا! كان لديها انتفاخ أحمر كذلك، توجهت بسرعة لغرفة الاطباء لأسأل د.الباقر عنه!
هل أسحبه حتى لو كان محمرا؟ خشيت أن يكون قد أصابه التهاب و نحتاج لخطوة إضافية. لكنه أخبرني أن لا مشكلة.
كان حذاؤها سيئا جدا، و صغيرا على قدمها. خرجت و سألت كن عونا عن توافر بعض " الشباشب"
حاولت أن أشرح لها أن ترتدي حذاء مقفلا و لكنها لم تكن تمتلك واحدا، خرجت و كانت تنتظر برفقة زوجها و الذي كان يرتدي حذاء ممتازا.
على كل كانت قدمها تبدو صغيرة فطلبت لها حذاء بمقاس أكبر منها بقليل! من الجيد أنني قد قرأت مرة إن أردت الاستمتاع بارتداء الكعب العالي لفترة طويلة في الأمسية خذي مقاسا أكبر منك بقليل 😊
الكعب العالي أتى بثماره هنا>< تحسنت طريقة مشيها و هي مغادرة، كان ممتعا إعطاؤهم المياه و الكيك و بعض الأشياء، هم ضيوفنا في العيادة و ضيوف الرحمن أيضا.
أتت سيدة أقدامها متسخة و تؤلمها، طلبت منها أن تغسل قدمها و كان يوجد لدينا " حمام" للحجاج، ذهبت و عادت، أجل أخبرتها أن تغسلها طوال الوقت و تجففها، خصوصا و أنها كانت مريضة سكر.
أتت لنا سيدة كذلك أرسلها لي د.هاني، كانت مسؤولة عن المخيم و تريد أدوية لحجاج المخيم، أعطيناها عدد كبيرا من الادوية، ولكن الاهم هي لم تكن طبيبة، شرحت لها أكثر من مرة الموضوع و تركتها تكتب في الجوال كل الملاحظات و الكلام لكل دواء على حدة، و بعد أن تأكدت من كونها فهمت الموضوع 100% تركتها تغادر.
سمعت بعدها صوت أذان في المخيم، يا إلهي د.أنمار يؤذن 😊 كانت المرة الاولى التي أسمع الأذان فيها في المخيم.
كانت العيادة هادئة فاستغل الوقت الجونيورز بالتعلم على تركيب الIV lines، تركتهم يقومون بالموضوع و لكن بوجود غدير و كل مرة أذهب و أأكد عليهم، التعقيم و التعقيم و التعقيم.
و في آخر اليوم إصابتين في العيادة، خلاص انتهينا و حان الوقت لأن نمرض ><
المرة الأولى vasovagal attack بسبب الإبر، نفس المنظرالذي حصل لي في C section><
بسرعة أشرب مياه و ارفع أقدامك للأعلى مستندا على الجدر.
كان الموقف طريفا خصوصا و د.الباقر يتوعد الطالب بإدخاله للجراحات كل يوم حتى تزول هذه الحالة><
حاولت أن لا أخبره بالسبب و لكن لم أستطع قول أي شيء آخر >< كان واضحا جدا منذ النظرة الاولى مالذي حدث ><
و آخرها طالب أيضا جاء بنزيف في الأنف 😊 يا ويلي من الحرارة ><
كان النزيف بسيطا و تركته يضغط على أنفه و يرخي رأسه للأمام، و في النهاية يقوم بالاستنشاق و غسل أنفه بالماء حتى يزيل أي تجلطات للدم إن كانت موجودة في فتحة الأنف!
و سبب ذكري للعلاج كاملا هو أننا اعتدنا منذ الصغر على رفع الرأس للخلف حتى يتوقف الدم، و لكن هذه ممارسة صحية خاطئة و التصرف الصحيح لرعاف الأنف هو ما ذكرته لكم قبل لحظات.
كنت سعيدة جدا و فخورة يومها لأن الدكاترة جميعهم تركوني وحدي أدير العيادة! هذا معناه أنني كنت
was safe and competent doctorو أن التجربة هنا جعلتني مستعدة جدا للعمل،
I was so fit there, and I can from now on fit in any similar situation
أحسست بإحساس ممتع جدا، شعرت لأول مرة في العيادة هناك أنني دكتورة فعلا، دكتورة دكتورة 😊
هذا غير كون رؤيتي لنتيجة عملي السنتين الماضيتين تسير أمامي ، و مهارة الطلاب الجونييورز و فخري بالمنهج الجديد المحدث ! حمدا لله يا الله.
بعدها قررنا أن يكون الاجتماع قبل المغرب، اجتماع الكلية اليومي، و كان رائعا و مليئا بالحماس! واحد من الطلاب تحدث حديثا رائعا محمسا يقشعر له البدن، كان من القلب لذا اخترق القلوب مباشرة.
كان الاجتماع جميلا لخص كل ما حدث في الأيام الماضية، و التقطت فيه صورة بانورامية خطيرة لنا جميعا فيه ^^
بعدها كان لابد من المغادرة، و التعجل في الجمرات و ما إلى ذلك >< لم يسبق لي التعجل في رمي الجمرات في السابق، و لم أفهم حكاية مغادرة منى إلا بعد أن شرحها متكرما د.أنمار لي.
قررت البقاء و العودة للمنزل غدا مع صديقاتي و الدكتورات، يومها كان أول يوم تنفسنا فيه الصعداء، حتى أن صديقاتنا في المخيم كن يقلن لنا مازحات:
اليوم صحصحوا الدكتورات 😊
في المساء رتبت العيادة مع د.الباقر، الأجهزة و أشياء وزارة الصحة و حقائب كليتنا لتجهيزها للمغادرة,
كان اليوم الأول و الوحيد الذي مر بهدوء، استمتعت بالجلوس كثيرا مع الجميع، كنا نتحدث و نشرب القهوة و كل الأشياء الجميلة الأخرى، استطعت حتى في ذلك اليوم أن أحادث أمي و أبي و شقيقاتي بهدوء و براحة أخيرا، مع بعض طلبات الآيس كريم لوالدي ><
وقتها كنت أرغب بتناول الآيس كريم جدا جدا. لم أملك وقتا للتفكير في اشتياقي لمنزلي و عائلتي غير هذا اليوم، حتى أن جدتي كانت تقول سعيدة بأنني قد كبرت! المرة السابقة لم أستطع احتمال تواجدي بعيدا عن المنزل، مع بعض الدموع و البكاء ><
كانت ستة أيام جميلة ممتعة جدا جدا، شعرت أنني في منزلي، عشت فيه في غرفة واحدة مع خمس فتيات رائعات، كنا نضحك و نمزح طول الوقت، مع بعض الصور الشريرة التي صورتها لهم " للأبد"
بالرغم من أن لدي غرفة وحدي في المنزل، لكن بيتنا الصغير ذاك بالبقالة و بأسرتنا المرتبة بطريقة رائعة، و أكواب قهوتنا! و رحلاتنا للمشي من و إلى المستشفى! الطعام الذي نحبه و كل شيء.
أمل، غدير، هديل، سمية، مرام، د.رويدا و د.منال.
كمية الفصلات التي كانت تحصل في منتصف الليل><
و طرق د.رويدا و د.منال الجدر علينا!
أصمتوووا 😊
كانت رحلة رائعة و فرصة جميلة بالنسبة لي، اكتسبت فيها العديد من الخبرات و الذكريات و حصلت فيها الكثير من المغامرات التي لا تقدر بثمن...
يومها كان اليوم الوحيد الذي استيقظنا فيه جميعنا مبكرا جدا، كان اليوم الأول و الأخير الذي شعرت أننا قضيناه في المخيم برفقة الجميع، الأيام السابقة كانت جنونية و مليييئة بالعمل و لم يكن هنالك وقت إلا للنوم و حديث و تصوير ما قبل النوم.
عدت للمنزل صباح يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة في الساعة العاشرة صباحا تقريبا، و انتهت مغامرتي و رحلتي الرائعة في تطوع حج هذا العام 😊
و حتى نلقاكم في الأعوام القادمة بإذن الله في مواسم حج أخرى