Friday, May 13, 2016

رغبة التغيير الصادقة ...~



عندما تعتريك الرغبة الصادقة للتغيير و تبدأ فعليا بالعمل عليها ... تتفاجأ من كرم ربنا سبحانه و تعالى عليك ! يسخر لك أشياء تساعدك و كأنما أصبحتَ مغناطيسا تجذبها إليك ! عيونك و بطريقة سحرية أصبحَتْ قادرة على ملاحظتها و تمييزها في ثوان معدودة فقط !!

قبل أسبوعين أو ثلاثة لا أذكر بالتحديد قمتُ بترتيب غرفتي !  و التي لديها قدرة شريرة جدا جدا على – القربعة – الذاتية !! حسن ترتيب الغرف أمر ليس مميزا أبدا صحيح ؟ أعلم ذلك ! ناهيكم عن أنني أصلا أحب الأشياء الفوضوية و مكتبي الفوضوي و أشيائي التي لا يستطيع أحد معرفة مكانها من بعثرتها كما تقول أمي !

لكنه هذه المرة كان مميزا ! كان غريبا ! المرة الأولى في حياتي التي أستفيد منه ! قبل ثلاث سنوات وُلدت غرفتي و معها الرف المقدس المحظور ذا اللون الأصفر ! و الذي يعد مستودعا غير قابل للمس حتى من قبلي أنا !

أشيائي و أفكاري و مشاريعي التي ظلت حبيسة الورق و النسيان ! وجودها كان يسعدني بمقدار عشرة بالمئة فقط  ! و التسعون الأخرى كانت موزعة ما بين شعوري بالندم على ما كنتُ سأصبحه لو أتممتها ؟ بين حبي للذكريات ، و رغبتي بإنجازها – يوما ما -  و الأهم عدم قدرتي على التخلص منها ! أشعر أنني لو تخلصتُ منها سأتخلص من جزء كبير جدا من ذاتي و ربما سأتوه و لن أستطيع العثور علي مجددا ! و كما هو معروف لدي حس سيئ جدا في الاتجاهات و كما أطلق دوما على نفسي أنني مصابة ب Shahd’s Mis Direction Syndrome   

لكنني هذه المرة سأكون قوية حقا ! أمام نفسي و عيناي ! و المهم أنني على قيد الحياة الآن ! إن الاستياء من الماضي أو على الأوقات التي مضت لن يجعلني بالتأكيد أشعر بشعور أفضل ! سطعت الحقيقة أمام عيناي حقا ! و الأهم أن كل خلايا جسدي شعرت بها !

شمرت عن ساعداي و ركزت على العمل فقط على جزيرة الكنز الصفراء !  قرأتُ كل شيء قديم مكتوب ! كل فكرة و كل عمل و كل شيء من كومة أشيائي الجميلة ؛ سعدتُ جدا جدا للقاء نفسي الصغيرة ! تبدو فعليا شخصا آخر لا أعرفه بل لم أعشه ولم أكنه يوما ما !

بداية قررت التخلص من الدفاتر و المذكرات الفارغة ذات العناوين فقط ! كتبت العناوين كلها في دفتر آخر من المؤكد أنني سأحتفظ به ... لدي الكثير و الكثير أيضا من دفاتر الملاحظات الفارغة ، و التي اشتريتها لأجل ما سأكتبه فيها يوما ما ! و لكنها لم تزد على شعوري سوى الشعور بالألم فقط ! تخلصتُ منها أيضا ! بعض الكتابات الموجودة في دفاتر مدرسية قديمة نقلتها الكترونيا في مدونتي و بذلك منحني شعورا أفضل بأنها لم تضع أو حتى طارت في الهواء ! و بعد أسبوع تقريبا من العمل القليل المتواصل  تقلص حجم الأشياء الموجودة في الرف إلى النصف تقريبا ! حتى أنني غيرت مكانها كي تسكن ال- كومدينة- بجانب سريري ! منحني الأمر شعورا بالغ السعادة ! و جميع ما تبقى أصبح مهما ! و مهم و أحبه ! ما أنا عليه الآن هو نتاج ماضي الجميل ! سيكون وقودي نحو القمة لا عائقا يسحبني و يغرقني إلى ما لا نهاية سفلية ! وفقني ربي للوصول لاستنتاج كهذا ! و التعايش معه على وجه الخصوص ! جلد الذات أمر سيء ! تشجيعك لنفسك و – طبطبتك- عليها شيء لا يقدر بثمن !

طلبتُ من والدي العزيز يوم أمس أن نذهب إلى مكتبة جرير ... كنتُ حقا في حاجة إلى جرعة مضاعفة تأتي مرة واحدة لشيء أحبه و يسعدني .. لا شيء يمكن أن يسعدني أكثر من التسوق و في متجر كتبي المفضل للأبد !

و مع سعادتي و رضاي عن نفسي بالحقيقة التي توصلت لها بعد سنوات من الشعور بالذنب ،، وقعت عيناي على كتاب " الحقائق البسيطة للتعامل مع الأمور الغير منجزة من ماضيك "

قفزت من الفرحة في مكاني ! أعلم جيدا و أدرك أنني لا أزال على بداية الطريق بخصوص هذا الأمر ! و خبير من الخبراء أمضى وقتا و دراسة و جهدا لموضوع كهذا ! و بدون تفكير وضعته في سلتي التسوقية !

الخطوة الأولى الفعلية قمتُ بها حقا ! و قانون الجذب يعمل مجددا !