عندما تعتريك الرغبة الصادقة للتغيير و تبدأ فعليا بالعمل عليها ... تتفاجأ
من كرم ربنا سبحانه و تعالى عليك ! يسخر لك أشياء تساعدك و كأنما أصبحتَ مغناطيسا
تجذبها إليك ! عيونك و بطريقة سحرية أصبحَتْ قادرة على ملاحظتها و تمييزها في ثوان
معدودة فقط !!
قبل أسبوعين أو ثلاثة لا أذكر بالتحديد قمتُ بترتيب غرفتي ! و التي لديها قدرة شريرة جدا جدا على – القربعة
– الذاتية !! حسن ترتيب الغرف أمر ليس مميزا أبدا صحيح ؟ أعلم ذلك ! ناهيكم عن
أنني أصلا أحب الأشياء الفوضوية و مكتبي الفوضوي و أشيائي التي لا يستطيع أحد
معرفة مكانها من بعثرتها كما تقول أمي !
لكنه هذه المرة كان مميزا ! كان غريبا ! المرة الأولى في حياتي التي
أستفيد منه ! قبل ثلاث سنوات وُلدت غرفتي و معها الرف المقدس المحظور ذا اللون
الأصفر ! و الذي يعد مستودعا غير قابل للمس حتى من قبلي أنا !
أشيائي و أفكاري و مشاريعي التي ظلت حبيسة الورق و النسيان ! وجودها
كان يسعدني بمقدار عشرة بالمئة فقط ! و
التسعون الأخرى كانت موزعة ما بين شعوري بالندم على ما كنتُ سأصبحه لو أتممتها ؟
بين حبي للذكريات ، و رغبتي بإنجازها – يوما ما -
و الأهم عدم قدرتي على التخلص منها ! أشعر أنني لو تخلصتُ منها سأتخلص من
جزء كبير جدا من ذاتي و ربما سأتوه و لن أستطيع العثور علي مجددا ! و كما هو معروف
لدي حس سيئ جدا في الاتجاهات و كما أطلق دوما على نفسي أنني مصابة ب Shahd’s Mis Direction Syndrome
لكنني هذه المرة سأكون قوية حقا ! أمام نفسي و عيناي ! و المهم أنني
على قيد الحياة الآن ! إن الاستياء من الماضي أو على الأوقات التي مضت لن يجعلني
بالتأكيد أشعر بشعور أفضل ! سطعت الحقيقة أمام عيناي حقا ! و الأهم أن كل خلايا
جسدي شعرت بها !
شمرت عن ساعداي و ركزت على العمل فقط على جزيرة الكنز الصفراء ! قرأتُ كل شيء قديم مكتوب ! كل فكرة و كل عمل و
كل شيء من كومة أشيائي الجميلة ؛ سعدتُ جدا جدا للقاء نفسي الصغيرة ! تبدو فعليا
شخصا آخر لا أعرفه بل لم أعشه ولم أكنه يوما ما !
بداية قررت التخلص من الدفاتر و المذكرات الفارغة ذات العناوين فقط ! كتبت
العناوين كلها في دفتر آخر من المؤكد أنني سأحتفظ به ... لدي الكثير و الكثير أيضا
من دفاتر الملاحظات الفارغة ، و التي اشتريتها لأجل ما سأكتبه فيها يوما ما ! و
لكنها لم تزد على شعوري سوى الشعور بالألم فقط ! تخلصتُ منها أيضا ! بعض الكتابات
الموجودة في دفاتر مدرسية قديمة نقلتها الكترونيا في مدونتي و بذلك منحني شعورا
أفضل بأنها لم تضع أو حتى طارت في الهواء ! و بعد أسبوع تقريبا من العمل القليل
المتواصل تقلص حجم الأشياء الموجودة في
الرف إلى النصف تقريبا ! حتى أنني غيرت مكانها كي تسكن ال- كومدينة- بجانب سريري !
منحني الأمر شعورا بالغ السعادة ! و جميع ما تبقى أصبح مهما ! و مهم و أحبه ! ما
أنا عليه الآن هو نتاج ماضي الجميل ! سيكون وقودي نحو القمة لا عائقا يسحبني و
يغرقني إلى ما لا نهاية سفلية ! وفقني ربي للوصول لاستنتاج كهذا ! و التعايش معه
على وجه الخصوص ! جلد الذات أمر سيء ! تشجيعك لنفسك و – طبطبتك- عليها شيء لا يقدر
بثمن !
طلبتُ من والدي العزيز يوم أمس أن نذهب إلى مكتبة جرير ... كنتُ حقا
في حاجة إلى جرعة مضاعفة تأتي مرة واحدة لشيء أحبه و يسعدني .. لا شيء يمكن أن
يسعدني أكثر من التسوق و في متجر كتبي المفضل للأبد !
و مع سعادتي و رضاي عن نفسي بالحقيقة التي توصلت لها بعد سنوات من
الشعور بالذنب ،، وقعت عيناي على كتاب " الحقائق البسيطة للتعامل مع الأمور
الغير منجزة من ماضيك "
قفزت من الفرحة في مكاني ! أعلم جيدا و أدرك أنني لا أزال على بداية
الطريق بخصوص هذا الأمر ! و خبير من الخبراء أمضى وقتا و دراسة و جهدا لموضوع كهذا
! و بدون تفكير وضعته في سلتي التسوقية !
الخطوة الأولى الفعلية قمتُ بها حقا ! و قانون الجذب يعمل مجددا !